[عبس404]

قصره وصخرته وجبله وقبره تجذب الزائرين من كل أنحاء العالم

الأسد الرهيص الأعمى قتل عنترة وهو في التسعين بسهم طائش

هوليوود تستعد لانتاج فيلم بعنوان «عنترة الفارس الأسود بميزانية تتجاوز مائة مليون دولار

روِي في الأثر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال «لم أسمع وصف عربي أحببت أن أقابله أكثر من عنترة»









القصميم – حائل – حسن عبدالله:

ماذا ستفعل اذا وجدت نفسك فجأة امام فارس العرب وشاعرها الاجمل والاشهر عنترة بن شداد؟ ماذا ستقول للفارس الاسمر النبيل الذي شكلت ملحمته الشهيرة «سيرة عنترة».. طوال قرون، وجدان الانسان العربي في كل مكان، بل والانسان الغربي حيث احتفلت اوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بقصة حياة عنترة باعتبارها من روائع الملاحم العالمية، وكان الشاعر الفرنسي الشهير «لمارتين» تطير به النشوة ويستبد به الطرب كلما ذكر هذا البطل العربي، عنترة، او اطلع على جانب من ملحمته الشعبية الرائعة!.
نعم! زرت عنترة بن شداد العبسي وقابلته وتحدثت اليه في مسقط رأسه.. ومهوى جسده، وفي السهول والصحراء التي شهدت قصة حبه وبطولاته وفروسيته .. التقيته في مضارب بني عبس التي تشعبت في انحاء الجزيرة العربية.. فمن القصيم 350 كيلومتراً شمال العاصمة السعودية الرياض الى حائل المذهلة.. دارت رحى رحلة بحث عن الاماكن التي عاش فيها الفارس الشاعر.. صخرته التي كان يلتقي محبوبته عبلة عندها.. القصر الذي عاش فيه.. العين التي كان يشرب منها.. واخيرا مثواه وقبره الذي يرقد فيه منذ اكثر من 1500 عام.
فرصة اللقاء والزيارة اتيحت لي ضمن قافلة الاعلام الخليجي التاسعة، التي نظمتها هيئة السياحة والآثار السعوية، وقادها الاعلامي النشيط محمد الرشيد، وشاهدنا من خلالها اروع الاماكن الاثرية والتاريخية التي تزخر بها المملكة العربية السعودية، والتي جعلتني ارى السعودية بعين تختلف تماما عن التي كنت اراها بها. فالمملكة التي تغطي شبه الجزيرة العربية تنتمي الى «حضارات» متنوعة غنية بالحياة والآثار، وضاربة بجذورها في عمق التاريخ الانساني، وانه لأحزني ان يكون هناك بلد عربي ومسلم، وخصوصا السعودية ، يمتلك كل هذه الثروة الاثرية والتاريخية، ثم يتم تصويره في الغرب على انه مجرد مجموعة من البشر الحفاة الذين يركبون الجمال ويسبحون فوق بحر من البترول.. والأكثر حزناً أن تسفر المملكة العربية السعودية عن وجهها الحضاري، والاستثمار في السياحة التي ربما يفوق عائدها دخل البترول، متأخرة بل ومتثاقلة، عشرات السنين عن الموعد الذي كان من المفترض ان تبدأ منه، لكن وكما يقول المثل ان تصل متأخراً خير من ألا تصل أبداً.

جبل قصيباء

وها نحن قد وصلنا الى سفح جبل مدينة قصيباء الواقعة شمال بريدة، او ما كان يطلق عليها سابقا «قو» والتي تعد من اقدم البلدان في منطقة القصيم، اذ كانت منازل لبني عبس في الجاهلية وفي صدر الاسلام. وقد قال فيها عنترة بن شداد وهو يصف معركة وقعت بين قبيلته وبني حنظلة.

كأن السرايا بين قو وقارة=عصائب طير ينتحين لمشرب

هنا، وحسب تأكيد المرشدين السياحيين، وعدد من ابناء قصيباء استضافونا، كان عنترة بن شداد يعيش، وكان منزله عبارة عن قصر يحتضن الجبل.. الا انه باد مع الزمن ولم يتبق منه الا اطلال ونفحات من عبير فروسية وعشق الفارس العاشق عنترة بن شداد.
لكن الجبل الذي يطلق عليه الآن جبل عنترة مازال شاهدا على قصة حياة وحب عنترة بن شداد وقد روى في الاثر ان الرسول صلى الله عليه وسلم اعجب بالقصص التي تروى عن شجاعة عنترة وشعره وقال «لم أسمع وصف عربي احببت ان اقابله اكثر من عنترة» أو كما قال.
وقد شاب قصة حياة عنترة بن شداد الكثير من الاساطير والغلو، لكن الكثير من الباحثين والمؤرخين الغربيين والعرب عملوا على استخلاص الحقائق حول هذا الشاعر الفارس الذي يعتبر تجسيداً امينا للقيم والمبادئ العربية الاصيلة، والذي حفظت اعماله وبطولاته وشعره شفويا قبل ان يتم تدوينها في القرن الثاني الهجري.

قصر عنترة

ونحن نتناول التمر القصيمي والقهوة العربية اشار مدير جهاز السياحة بمنطقة القصيم د. جاسر الحربش الى اطلال قصر عنترة وقال: «هناك خطط لتحويل المنطقة كلها إلى مزار سياحي، وثمة مشروعات نعمل على تنفيذها للاستفادة من الإمكانات الأثرية للمنطقة».
هام الجميع مع صوت الشاعر والخطيب المفوه محمد بن سليمان الضالع (مدير إدارة رعاية الموهوبين بالقصيم) وهو يشدو بقصيدة رائعة لعنترة بن شداد ردد صداها الجبل والنسيم وقلوب العشاق والشجعان:
إني امرؤ من خير عبس منصبا
شطري وأحمي سائري بالمُنصُل.
وإذا الكتيبة أحجمت وتلاحظت
ألفيت خيرا من مُعم مُخَول
والخيل تعلم والفوارس أنني
فرقت جمعهم بضربة فيصل
ثمة عين ما تحت سفح جبل عنترة يصفها البعض بأنها بئر الماء التي كان يسقي ويستقي منها الشاعر الفارس، لكن مازال قيد البحث والتدقيق.

صخرة عنترة

يا دار عبلة في الجواء تكلمي
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
الآن أقف أمام صخرة عنترة، وهي الصخرة التي يقولون إن عنترة بن شداد كان يقطع أكثر من أربعين كيلومترا حيث دياره في بني عبس، إلى الجواء (إحدى محافظات القصيم) كي يقابل محبوبته عبلة ويشدوها:
وتحل عبلة بالجواء وأهلُنا
بالحَزن فالصّمان فالمُتثلّم
الصخرة تقف وحيدة وسط فلاة الصحراء، وقد نقش بعض العشاق الجدد اسمهم عليها، وحتى الآن لم يتم استغلالها سياحيا بالشكل الذي يليق بقيمتها التاريخية.

قبره

تأخذنا الرحلة إلى حيث القبر الذي ينسب إلى عنترة بن شداد، فوق ذلك التل الذي يعلو قرية النعي التي تبعد نحو 90 كيلومتراً شرقي مدينة حائل، فثمة قناعات راسخة لدى مواطني المنطقة بأن هذا القبر هو قبر عنترة، حتى أنهم دعموه بالخرسانة المسلحة وسوروه، ويقول الباحث الأثري ومدير وحدة الآثار بمنطقة حائل سعد الدويسان إن ما يدعم صحة رواية أهل المنطقة بأن القبر لعنترة هو ما ذكرته بعض المصادر من أن عنترة قتل في أرض الجبلين بعد أن تقدمت به السن ودفن فيها، وان كان هناك رواية اخرى نقول انه قتل في ارض العلم السعيد (جبل العلم حاليا الواقع شرق قرية الحليفة) وانه نقل فيما بعد ودفن في ارض الجبلين، لكن الدويسان يرفض الرواية الثانية لبعد ارض الجبلين عن ارض العلم السعيد فضلا عن ان ارض الجبلين ليست ارضا لبني عبس قوم عنترة بل ارض لطيء.
ويؤكد سعد الدويسان ان نسب هذا القبر يظل لعنترة داعيا الى اخضاع المنطقة لدراسة علمية دقيقة لاسيما ان هناك في قرية النعي اكثر من مكان ينسبه الاهالي لعنترة ككهف وعين عنترة.
لكن بعض الباحثين والمواطنين يؤكدون ان هذا القبر لعنترة استنادا الى معلقته الشهيرة والتي مطلعها «هل غادر الشعراء من متردم / ام هل عرفت الدار بعد توهم» وهي قصيدة ضمن ديوان شعر تبلغ ابياته 1500 بيت وطبع للمرة الاولى في بيروت عام 1864. وكذلك استنادا الى الكتب التي تتحدث عن نشأته وعن المعارك التي دارت رحاها في هذه المنطقة الى جانب وجود ثمانين قبرا يقولون ان عنترة قتلهم لوحده في تلك الحروب، مشيرين الى ان وجود مربط الحصان وعين عنترة هي خير شاهد على ذلك.
والحقيقة ان قصة حياة عنترة بن شداد وخصوصا مولده ووفاته اكتنفها الكثير من الغموض، واختلطت الحقيقة فيها بالاساطير لكن ثمة شبه اتفاق بين المحققين على ان عنترة ولد عام 525 ميلادية، وذلك استنادا الى اخباره واشتراكه في حرب داحس والغبراء بين عبس وذبيان، وكان ابوه شداد شريفا وامه حبشية فعاش كعبد يرعى ابل ابيه، ثم اغارت جماعة من قبيلة طيء على عبس واستاقت ابلهم. فدعا شداد عنترة الى مقاومة العدو قائلا: كريا عنترة فقال عنترة: العبد لايحسن الكر، انما يحسن الحلاب والصر، فقال شداد: كر وأنت حر، فكر عنترة وهو يقول: أنا الهجين عنترة كل امرى يحمي حره – أسوده واحمره / والشعرات المشعرة / الواردات مشفره.
وفي ذلك اليوم ابلى عنتره بلاء حسنا فادعاه ابوه بعد ذلك والحقه به واعترف بنسبه له، وقد احب عنترة ابنة عمه وظل طوال حياته متيما بها، ويكتوي بحبها ويكتب في ذلك الشعر.
أما وفاة عنترة- اختلف المؤرخون هل هذا اسم أم لقب- فقد أجمع كافة محققي ديوان وحياة عنترة على رواية الأصمعي التي يقول فيها: كان وزر بن جابر الملقب بالأسد الرهيص من ألد أعداء عنترة، وقد ظهر في بني نبهان، ولما كانت جنايات الأسد الرهيص قد كثرت فقد أمر عنترة أخاه شيبوبا أن يكحل عينيه فكحله وأعماه، وذات ليلة وعلى ضفاف الفرات خرج عنترة من الخباء ومعه شقيقه وراحا يتحدثان، فسمع الأسد الرهيص صوت عنترة وكان يترصده، فسدد سهما من سهامه إليه، وشاء القدر أن يقع السهم في جزء حساس من جسده، فصرخ عنترة بأعلى صوته غاضبا، فسمع الأسد الرهيص صوته فظن أن السهم لم يصل إليه فمات لساعته، عندئذ يئس عنترة من نفسه وعلم أنه سيموت فجمع أهله وأمرهم بالاستعداد للرجوع إلى الوطن لأنه سيموت، وأوصاهم أن يدفن بين قبري الملك زهير بن جذيمة وصديقه مالك في ذروة جبل العلم.
وحسب محقق ديوانه وسيرة حياته د.رحاب عكاوي، فإن العرب جاءت من جميع الأقطار تعزيهم بفقده، وتنشد الأشعار على قبره، وتذبح الذبائح فوق الأرض التي ينام تحت ترابها.
وترجح الآراء أن عنترة مات وهو في الثمانين من عمره في حدود عام 615 ميلادية وذهب آخرون إلى أنه عمّر حتى التسعين وأن وفاته كانت في حدود سنة 625 ميلادية.
ويظل تحقيق الأماكن التي عاش ومات فيها فارس العرب وشاعرها عنترة بن شداد عملا مهما، وفي الإمكان، نظرا لأن عنترة ذكر الكثير من هذه الأماكن في قصائده ومعلقته الشهيرة.
وقبل أن أغادر قصره وصخرته وقبره حيث كان اللقاء مع عنترة فلا بد من التأكيد على تخليص سيرة حياة فارس العرب من الأساطير التي لحقت بها، فها هي هوليوود تعلن أنها ستقدم فيلما بعنوان «عنترة الفارس الأسود» ورصدت له نحو 100 مليون دولار، وما نخشاه أن تعبث هوليوود بقصة حياة عنترة وتملأ الفيلم بتلك الأساطير التي يتناقلها العامة دون أي سند تاريخي أو أثري.


http://alwatan.kuwait.tt/ArticleDetails.aspx?Id=64874

الموضوع الأصلي: تغطيه صحفيه لجريدة الوطن الكويتيه عن صخرة وقصر وقبر عنتره بن شداد | | الكاتب: عبس404 | | المصدر: شبكة بني عبس

[شداد المظيبري]

عنتره بن شداد العبسي
فارس عبس وشاعرها يستحق التغطئة والإستفادة من سيرته
عبس 404
شكرا لك على الخبر

[سالم الرشيدي]

عبس404
بآرك الله فيك على
النقل الرآآئع

[الهنوف]

كان تقرير ممتع
لاهنت ع النقل

وبالتووفيق

[عويض بن شامان بن خلف]

اخيعبس 404
شكرا لك على الخبر وعلى جهودك وطرح المفيد
سلمت بارك الله فيك

[almter]

يعطيك العافيه ياأربع مئه واربعه

[عاشق الريم]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

[بن هادي الرشيدي]

الف الف شكر لك اخي عبس404 .