|
خيارات الموضوع |
|
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) والخطاب للمؤمنين قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير آية الحديد: يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه ويبين غايتها وغاية أهلها بأنها لعب ولهو تلعب بها الأبدان وتلهو بها القلوب، وهذا مصداق ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات عمرهم بلهو قلوبهم وغفلتهم عن ذكر ربهم وعما أمامهم من الوعد والوعيد، تراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة فإن قلوبهم معمورة بذكر الله ومعرفته ومحبته وقد شغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله من النفع القاصر والمتعدى قصه جميله فيها عبره كانت هناك مدينه يحكمها ملك ,وكان اهل هذه المدينه يختارون الملك بحيث يحكم فيهم سنة واحده فقط وبعد ذلك يُرسل الملك الى جزيره نائيه بعيده حيث يُكمل فيها بقية عمره ويختار الناس ملكا اخر غيره وهكذا كان الملك الذي تنتهى فترة حكمه يلبسونه افخر الثياب ويودعونه ثم يضعونه في سفينه حيث تنقله الي تلك الجزيره البعيده وكانت تلك اللحظات من اكثر لحظات الحزن والألم بالنسبة لكل ملك ووقع الاختيار فى إحدى المرات على شاب من شباب تلك المدينه ليكون ملكا عليهم وكان اول مافعله هذالملك أن امر وزراءه بأن يحملونه الى هذه الجزيره التى يرسلون اليها الملوك السابقين رأى الملك الشاب الجزيره وقد غطتها الغابات الكثيفه وسمع اصوات الحيوانات المفترسه ثم وجد جثث الملوك السابقين قداتت عليها الحيوانات المفترسه واكلتها عاد الملك الشاب الي مملكته ، وارسل على الفور عدد كبير من العمال وامرهم بإزالت الاشجار الكثيفه وقتل الحيوانت المفترسه وكان يزور الجزيره كل شهر ويتابع العمل فيها فبعد شهر واحد تم اصطياد جميع الحيوانت المفترسه وازيلت اغلب الاشجار الكثيفه وعند مرور الشهر الثاني اصبحت الجزيره النائيه نظيفه تماما ثم امر الملك العمال بزرع الحدائق فى جميع انحاء الجزيره وقام بتربيت بعض الحيونات المفيده مثل الدجاج والبط والماعز والبقر الخ ومع بداية الشهر الثالث أمر ببناء قصر كبير ومرسى للسفن وبمررور الوقت تحولت الجزيره الى مكان جميل وكان الملك مع هذا يقوم بكل عمل جميل لرعيته ولم يهتم للمظاهر الملوكيه يلبس الملا بس البسيطه وينفق القليل على حياته فى المدينه وكان يكرس امواله التى وهبت له في اعمار تلك الجزيره وكتملت السنه وأخيراَ وجاء دور هذا الملك لينتقل الي الجزيره فألبسه الناس الثياب الفاخره ووضعوه علي السفينه قائلين له وداعا ايها الملك ولكن الملك على غير عادة الملوك السابقين كان يضحك ويبتسم سأله الناس عن سر سعادته بعكس الملوك السابقين فقال : بينما كان جميع الملوك منشغلين بمتعت انفسهم وملذات دنياهم اثناء فترة حكمهم اما انا كنت فى فترة حكمى منشغل بالعمل والتخطيط للمستقبل واصلحت الجزيره وعمرتها حتى اصبحت جنه ويمكن ان اعيش فيها بسلام طول عمرى فى سعاده وهناء والعبره والدرس المأخوذ من هذه القصه ان هذه الحياة الدنيا هى مزرعة الاخره ويجب علينا الانغمس انفسنا فى شهواتنا وننسى الاخره {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً} وتؤكد الاحاديث النبوية هذا المعنى أن الدنيا متاع زائل، ومن ذلك ما رواه مسلم بسنده عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ومنه ما ربط فيه النبي بين حضارة الدنيا إضافة إلى نعيم الآخرة في الحديث الحسن الصحيح الذي رواه الترمذي بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول الله: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذنُ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، واقرءوا إن شئتم (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعملون) وفي الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، واقرءوا إن شئت (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ), وموضع سوطٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا ومافيها ، واقرءوا إن شئتم (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) هذه النصوص تؤكد الحقيقة التي يجب أن ترسخ في عقل ووجدان كل منا أن الآخرة هي دار القرار، وهي الحياة السرمدية، ولا تساوي الدنيا ساعة من نهار الآخرة، ولا تزيد أيضًا عن حجم الماء الذي يحمله الإصبع الذي يغمس في البحر، هذه هي الآخرة تمتد أبد الدهر، ومن ساعاتها الأولى تتجاوز كل أيام الدنيا أسأل الله لي ولكم حسن الختام والسعاده فى الاخرة الموضوع الأصلي: وكانت تلك اللحظات من اكثر لحظات الحزن والالم | | الكاتب: عيون مؤمنة | | المصدر: شبكة بني عبس
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
التفاؤل والامل | الرساله | المنتدى العــــــــــــــــام | 3 | 22-12-2013 12:57 AM |
حوار قوي بين مـــســلـــم ومسيحي وكانت النهاية الإسلام.....!!! | ابوعوض111 | المنتدى الأدبــــــــــــي | 1 | 10-11-2011 01:15 AM |
OoO اقسى اللحظات OoO | زهو الايام | المنتدى العــــــــــــــــام | 9 | 09-10-2008 02:53 AM |
إذا كان العمر لحظات.. فبعض اللحظات عمر | فهد العايضي | المنتدى العــــــــــــــــام | 2 | 24-08-2008 12:18 AM |
الحلم جميل..والامل بعيد | غاليه | المنتدى الأدبــــــــــــي | 8 | 09-12-2007 12:11 PM |