|
خيارات الموضوع |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام المشهور لما سأله عن الإحسان قال: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ). فكونك تعبد الله عز وجل كأنك تراه أمامك فيوصلك هذا إلى دوام خشيته سبحانه وتعالى. لذا على المسلم أن يراقب الله عز وجل في جميع أعماله وأحواله كأنه يراه فقال تعالى : { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين } . وقال تعالى: { وهو معكم أينما كنتم } . وقال تعالى : { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء } . ولكن قد يشق ذلك على الكثير منا، فيستعين على ذلك بإيمانه بأن الله يراه، ويطلع على سره وعلانيته، وباطنه وظاهره ، لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى من أمره، فيسهل عليه بعد ذلك الانتقال للمقام الأول وهو استشعار قرب الله من العبد ومعيته له . فمن شق عليه أن يعبد الله كأنه يراه، فليعبد الله على أن الله يراه ويطلع عليه فيستحي من نظر الله إليه، فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه. سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن كشف العورة خالياً فقال : " الله أحق أن يستحيا منه " . و خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة في بعض أصحابه فاستراحوا في الطريق فانحدر عليهم راع من جبل. فقال له عمر : يا راعي الغنم بعنا شاة .فقال الراعي : إنه مملوك – أي أنا عبد مملوك - . قال له عمر : قل لسيدك أكلها الذئب . فقال الراعي : أين الله . فبكى عمر واشترى الغلام من سيده واعتقه . إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليَّ رقيب ولا تحسـبن الله يـغـفـل سـاعــة ولا أنَّ ما تُخفي عليه يغيب راود بعضهم أَعرابية عن نفسها فقال لها : لا يرانا إلا الكواكب. فقالت له : أين مكوكبها - أي أين خالقها ومصرفها ومدبرها ألا يراك . فالسعيد من أصلح ما بينه و بين الله ، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الخلق. وقال صلى الله عليه وسلم : " اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن " . * اتق الله حيثما كنت : أي في أي مكان كنت حيث يراك الناس وحيث لا يرونك فإن الله تعالى يراك. فعلى المسلم أن يعود نفسه على مراقبة الله تبارك وتعالى لأن الله مطلع عليها وعالم بأسرارها رقيب عليها . * واتبع السيئة الحسنة تمحها : قال تعالى : { إن الحسنات يذهبن السيئات }. فالإنسان إذا أساء سيئة في سريره فليحسن حسنة في سريره، وإذا أساء سيئة في علانية فليحسن حسنة في علانية. والحسنات التي تمحو السيئات كثيرة، منها الوضوء، الصلاة، الصيام، الحج ، ذكر الله عز وجل ...كلها مكفرات . قال صلى الله عليه وسلم : " من قال سبحان الله وبحمده في يومه مئة مرة حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " . أنظر إلى كرم الله عز وجل وجوده وفضله ؛ يعطي الأجر الجزيل على العمل اليسير . وقال صلى الله عليه وسلم : " ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له " ثم قرأ قوله تعالى : { واللذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم }. وخالق الناس بخلق حسن : فمعاملة الناس بالأخلاق الحسنة من صفات المتقين. ***** قصة ***** تقول إحدى النساء : خطرت على بالي فكرة غريبه .. وهي تثبيت كاميرات فيديو في بيتي أذ أردت أن أسجل يوما عاديا في حياتي .. فلماذا لا أرى نفسي بعــين الآخرين قمت فعلا بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان بالمنزل حتى تسجل كل حركه وكل سكنه بوضوح ولكن شعرت برهبه شديده من هذه التجربه ولم أدري منبع هذا الخوف .. هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي ..!!؟ .. مرت الدقائق بصعوبه شديده .وسرحت بتفكيري متخيله أحداث اليوم .. وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظه لم أكن أنا الوحيده المتشوقه لرؤيه هذه التجربه بل أن مجموعه كبيرة من الصديقات يتشوقن لرؤيه هذه التجربه .. وكأنهن يتشوقن لرؤيه فيلم سينمائي من نوع خاص ..لم يكتب له السيناريو سواي .. ولم يخرجه غيري ..!!! ولكن ترى من سيشاركني في بطوله هذا الفيلم ثم قلت في نفسي : ما الجديد في الآمر؟ أنه يوم مثل أي يوم، يجب أن أتصرف بتلقائيه وأحاول أن أتناسى الكاميرات وبدأت أشعر أن هذه الكاميرا تشعر بما أفكر به وكانها تنظر الى وتتحداني بل وتبتسم في سخريه قائله : سأتعرف على كل مايخصك .. سأقتحم حياتك ،سأكون شاهده على أقوالك وأفعالك كدت أجن من تلك الفكرة وهدأت نفسي قائلة : هذه الكاميرا ماهي الا جماد لايحس ولايشعر.!!...فلماذا كل هذه الرهبة والخوف منها تحدثت مع صديقتي بالجوال لم أستطع الحديث وأغلقت الهاتف سريعا ،، كنت دائما أتحدث بالساعات في الهاتف .. الحديث عن تلك . وماذا فعلت تلك ..!! والآن لا أستطيع وهكذا تمر الدقائق تلو الدقائق والساعات تلو الساعات وكلما فكرت في فعل شيء لا أحب أن يراه ا لناس تراجعت .. فالكاميرات تسجل وتصور أحسست بخوف ، أحتاج لأحد ألجأ اليه ،، ذهبت لا إراديا لأتوضأ وأصلي .. وأبكي بين يدي الله وكأنني أصلي لأول مرة نعم لأول مرة في حياتي أستشعر معية الله ،، بعدها لم أعد أخشى من تلك الكاميرات بل أحببتها جدا لانها أحدثت تحولا كبيرا في حياتي ..ونظرت إليها في امتنان ..وكأنني أقول لها : شكرا والأغرب أنني بعد فترة لم أعد أِهتم بها ولم تعد تلك الكاميرات هي الرقيب عليّ ، وإنما أعظم منها هو شعوري بمعية الله الذي لايغفل ولاينام فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي فما الذي يجعلني أخاف ؟؟ أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام الله ؟؟ أأخشى الناس ولا أخشى الله حينئذ تذكرت مقولة ..( لاتجعل الله أهون الناظرين إليك ) قمت وأغلقت الكاميرات ، فلم أعد في حاجه اليها ، ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي .. فعندي ملكان يسجلان علي كل أعمالي وكل أٌقوالي والآن أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: ((ما أحلى معية الله))ـ ولكن ماهذا الصوت ..؟؟ لقد سمعت هذا الصوت كثيرا . إنه صوت ضميري خطرت لي فكرة أكثر غرابة ::: ماذا سيحدث لو ظل كل منا تحت رقابة القمر الصناعي يوما كاملا كيف سيتصرف..؟ الناس ستراك الآن ..ماذا ستفعل ؟؟ يا إلهي .. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير فمابالك بالقمرالصناعي ..والعالم كله يراك .. هل تعصي الله ؟؟ هل تحب أن يراك أحد على معصية بالطبع ستكون أجابتك : لاااااااااااااااا والآن أطرح سؤال ::: هل تجد في الدنيا ماهو أعظم من رضا الله ؟؟ إذاً لاتجعل الله أهون الناظرين إليك * * * * * اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك الموضوع الأصلي: {أعبد اللـه كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك } | | الكاتب: وريثة المجد | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
|
|
|
|
|
رفع الله قدرك وغفرذنبك
طرح جداً رائع يستحق التميز
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
ما ستراه هنا قد لا تراه في اي مكان او لن تراه مطلفا | الولد العبسي | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 17 | 27-04-2010 04:15 PM |
نوع من الغنم لم تراه ولن تراه في حياتك ......أتحداكم...... سبحان الله .........أتحدى | مياراا | المنتدى العــــــــــــــــام | 11 | 10-04-2009 01:57 AM |
لغز لايفوتكم بسرعه تراه سهل | خاتم الرشيدي | المنتدى الأدبــــــــــــي | 7 | 04-10-2008 06:26 PM |
الحبيب كأنك تراه | rashidhoa | المنتدى الإسلامـــي | 4 | 18-04-2007 02:15 AM |
«صدق ما تراه»!. | بشير العايضي | المنتدى الإعلامــــي | 4 | 28-03-2007 04:27 PM |