|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
من عشائرالعرب والفالوجة - العبسي (بنو عبس)/ للدكتور سمير أيوب
في هذا المقال أتناول عشيرة وعائلة من عائلات الفالوجة, ألا وهي عشيرة العبسي, ولا أود الخوض في تاريخ آل العبسي الحديث وأتركه لأبناء هذه العشيرة المتناثرة في أنحاء الوطن العربي الكبير من اليمن, مرورآ بالجزيرة العربية (وأهم الفبائل المنحدرة من عبس هي قبيلة بني رشيد ببطونها وفروعها العديدة المنتشرة في كافة بلدان الخليج, وبالذات في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت). وإنتشر بنو عبس إلى خارج الجزيرة كحملة للرسالة الإسلامية العظيمة وكفاتحين في بلاد الشام والعراق ومصر وصولآ إلى المغرب العربي. هناك على سبيل المثال في فلسطين بلدتان يرجع أهلها إلى أصول عبسية, وأقصد هنا عبسان الكبرى والصغرى التابعتان لخان يونس, ولا أستبعد ذلك لكون الألف والنون عند بعض قبائل اليمن قديمآ كانت تستخدم للتعريف كألف لام التعريف في وقتنا الحالي, فسودان مثلآ هي بلد السود. ولقب العبسي كعائلة وعشيرة في فلسطين متواجد في عدة قرى وبلدات, ولعل أقرب الناس إلي العبسي الفالوجي وأمسهم رحمآ, هم أولئك العبسيون المتواجدون في قرى قريبة نسبيآ من الفالوجة كجسير والدوايمة ويبنا, وقبية القريبة من رام الله. لعل بنو عبس - وبفضل فارسهم وبطلهم الإسطوري عنترة بن شداد- هم من أكثر قبائل العرب شهرة إلى جانب قبائل كتميم وطئ وشيبان. وهذه القبيلة بالذات تغري أي قارئ عربي باحثآ كان في التاريخ بشكل علمي ومنهجي, أو كقارئ هاو تستهويه أحاديث البطولة والفروسية والأمجاد في التعرف على تاريخ هذه القبيلة. كلمة عبس بفتح العين وسكون الياء, أتيه كما ظاهر من عبس الرجل. يعبس عبوساً وعبساً فهو عابس فعبس أسم أصله الصفة وعبس من أسماء الأسد. وبنو عبس بطن من بطون غطفان, وهي أشجع وعبس وذبيان, وعبس هو بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان, فهم يجتمعوا مع الرسول في مضر بن نزار بن معد بن عدنان, حيث أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو من ولد إلياس بن مضر, وعبس من ولد قيس عيلان بن مضر. وقد أسلموا زمن النبي. سكنوا بادية نجد إلى الحجاز جهة وادي القرى وبوادي المدينة المنورة, وقد تفرقوا في البلدان بعد الفتوحات الإسلامية. كذلك يجب الإنتباه إلى وجود قبيلة أخرى إسمها عبس, وهي قحطانية وهؤلاء عرب عاربة, بينما عبس العدنانية التي نتحدث عنها هنا فهم عرب مستعربة. وجدير بالذكر أن عبس كانت تعد ضمن ما يسمى بجمرات العرب. وجمرات العرب لقب يطلق ويراد به أحد معنيين: الأول/ إذا بلغ عدد القبيلة ثلاثمائة فارس (وقيل ألف فارس)، فهي جمرة. الثاني/ كل قبيلة انضمت وتجمعت في نفسها ولم تحالف غيرها. وهذا التفسير مأخوذ من المعنى اللغوي لكلمة جمرة فهي تدل على التجمع. لذا حكى المبرد في كتابه "الكامل في اللغة والأدب", أن جمرات العرب هم: 1 - بنو نمير بن عامر بن صعصة, 2 - بنو الحارث بن كعب بن عُلة بن جَلد, 3 - بنو ضبة بن أد بن طابخة, 4 - بنو عبس بن بغيض بن ريث. وأريد هنا فقط تقديم هنا صورة عن هذه القبيلة عبر ترجمة مختصرة لإثني عشر رجلآ من غطفان عامة ومن أهم بطونها الا وهي عبس بوجه خاص (حيث أن تسعة منهم هم من عبس نفسها), وهؤلاء الرجال ينتمون إلى العصر الجاهلي وعصر الإسلام الأول, وأقدم هنا ستة رجال من العصر الجاهلي وستة رجال من العصر الإسلامي, فيهم ستة شعراء, كما أنني قد ركزت على أربع شخصيات منهم (هم الحارث بن ظالم فاتك العرب الأشهر, والحطيئة الشاعر, وعروة أمير الصعاليك, وعنترة درة بني عبس وأشهر فارس في التاريخ العربي الجاهلي), لما في حياة هؤلاء من إثارة ونوعآ من الطرافة ولم أركز على أشخاص هم بلا شك أهم من هؤلاء(وبالذات الصحابيين الجليلين حذيفة بن اليمان ونعيم بن مسعود رضي الله عنهما وأرضاهما), وذلك لعدة أسباب أهمها أنهم كانوا أشخاص ذو طبيعة هادئة ومستكينة, لا تمتلك هذا القلق الذي عاشته هذه الشخصيات الأربعة وتلك الطبيعة الغير مستكينة, فعذرآ إن كان إختياري في نظر بعضكم قد يكون غير موفق. فهيا معي في هذه الرحلة التاريخية للاقتراب من أولئك الأعلام (حسب التسلسل الابجدي): 1. الحارث بن ظالم الذبياني الغطفاني: هو الحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان؛ الفاتك المشهور. ضرب فيه المثل فقيل: أمنع من الحارث بن ظالم، حيث امتنع على الملك الأسود بن المنذر، ولم يستطع الملك الأسود بن المنذر أن يظفر به بعد قتله خالد بن جعفر الكلابي العامري، وهو في جواره. ومثله قيل: أمنع من عقاب الجو. لعلوه وارتفاعه وصعوبة الحصول عليه وصيده والظفر به. ومن حكاية ذلك أنه لما قتل خالد بن جعفر بن كلاب زهير بن جذيمة العبسي ضاقت به الأرض، وعلم أن غطفان غير تاركيه؛ فخرج حتى أتى الأسود بن المنذر (أخي النعمان بن المنذر) فاستجار به فأجاره، ومعه أخوه عتبة بن جعفر. ونهض قيس بن زهير فتهيأ لمحاربة بني عامر، وهجم الشتاء؛ فقال الحارث بن ظالم: يا قيس؛ أنتم أعلم وحربكم، وأنا راحل إلى خالد حتى أقتله، قال قيس: قد أجاره إبن المنذر، قال الحارث: لأقتلنه ولو كان في حجره! اجتمع مع خالد بن جعفر الكلابي في بلاط الملك الأسود بن المنذر, وكان بينه وبين خالد بن جعفر عداوة قديمة؛ حيث أن ظالم بن جذيمة هلك من جراح أصابته بعد أن أغار خالد بن جعفر على ذبيان يوم بطن عاقل فقتل الرجال حتى أسرف ، وبقيت النساء، والحارث بن ظالم يومئذ صغير، فنشأ على بغض خالد. فلما اجتمعا في بلاط الملك الأسود بن المنذر دعا لهما بتمر، فجيء به على نطع فجعل بين أيديهم، فطفق خالد يأكل ويلقي نوى ما يأكل من التمر بين يدي الحارث. فلما فرغ القوم قال خالد: أبيت اللعن! أنظر إلى ما بين يدي الحارث من النوى، فما ترك لنا تمرا إلا أكله، فقال الحارث: أما أنا فأكلت التمر وألقيت النوى، وأما أنت يا خالد فأكلته بنواه! فغضب خالد -وكان لا ينازع - وقال: أتنازعني يا حارث وقد قتلت حاضرتك، وتركتك يتيما في حجور النساء؟ فقال الحارث: ذلك يوم لم أشهده، وأنا مغن اليوم بمكاني. فقال خالد: ألا تشكر يدي عندك أن قتلت عنك سيد قومك زهير بن جذيمة وجعلتك سيد غطفان؟ قال: بلى، سأجزيك شكر ذلك! فلما خرج الحارث قال الأسود لخالد: ما دعاك إلى أن تحترش بهذا الكلب وأنت ضيفي؟ فقال له خالد: أبيت اللعن! إنما هو عبد من عبيدي، فوالله لو كنت نائما ما أيقظني. وانصرف خالد إلى قبته، فلامه أخوه عتبة بن جعفر فقال له: ما أردت بكلامه وقد عرفته فتاكا! فقال خالد: وما تخوفني منه ؟ فوالله لو رآني نائما ما أيقظني. ثم أقام خالد قبته عليه وعلى أخيه وناما. وانصرف الحارث إلى رحله، وكان معه تابع له من بني محارب يقال له خراش، فلما هدأت العيون أخرج الحارث ناقته وقال لخراش: كن لي بمكان كذا، فان طلع كوكب الصبح (الزهرة) ولم آتك فانظر أي البلاد أحب إليك فاغمد لها. فلما هدأت العيون خرج بسيفه حتى أتى قبة خالد، فهتكها بسيفه، ثم ولجها، فرأى خالدا نائما وأخوه إلى جنبه، فأيقظ خالدا فاستوى قائما، فقال له: أتعرفني؟ قال: أنت الحارث! فقال: يا خالد؛ أظننت أن دم زهير كان سائغا لك <وقيل أنه قال له أوتظن أن غطفان ستترك لك دم ربها سائغا لك (الرب هنا المقصود أو الملك)>، فخذ جزاء يدك عندي (يشير ساخرآ إلى الحوار الذي حدث بينهما بين يدي الأسود بن المنذر)! وضربه بسيفه فقتله، وانتبه عتبة، فقال له الحارث: لئن نبست لألحقنك به! ثم خرج من القبة وركب فرسه ومضى على وجهه. وخرج عتبة صارخا: واجوار الملك! حتى أتى باب الأسود، فنادى: يا سوء جواراه! فأجيب: لا روع عليك! فقال: دخل الحارث على خالد فقتله، وأخفر ذمة الملك. قال الحارث: فلما سرت قليلا خفت أن أكون لم أقتله، فعدت متنكرا واختلطت بالناس، ودخلت عليه فضربته بالسيف حتى تيقنت أنه مقتول، وعدت فلحقت بقومي. وجه الأسود فوارس في طلب الحارث فلحقوه سحرا، فعطف عليهم، فقتل جماعة منهم وكثروا عليه، فجعل لا يقصد لجماعة إلا فرقها، ولا لفارس إلا قتله. فارتدع القوم عنه، وانصرفوا إلى الأسود. ولما رجع الحارث إلى قومه تشاءموا به ولاموه، وأبوا أن يجيروه فكره أن يكون لهم عليه منة، فهرب ونبت في البلاد. ثم أخذ يتنقل بين القبائل فلحق بعروض اليمامة وأتى صديقا له من كندة فالتف عليه. ثم ذهب إلى بني عجل بن لجيم. ثم إلى جبلي طيء. وكل ذلك وهو ممتنع من الأسود بن المنذر. ثم لحق ببلاد غطفان. حتى أتى سنان بن أبي حارثة المري، فوجد عنده شرحبيل ابن الملك الأسود بن المنذر، وكان مسترضعا في بني مرة عند سلمى امرأة سنان؛ فقتله. وهرب الحارث من فوره ذلك، وهرب سنان بن أبي حارثة، فلما بلغ الأسود قتل ابنه شرحبيل، غزا بني ذبيان ، فقتل وسبى، وأخذ الأموال، وأغار على بني دودان بن أسد رهط سلمى التي كان شرحبيل في حجرها. وبعد ذلك هرب الحارث بن ظالم إلى بني تميم فلجأ إلى معبد بن زرارة فاستجار به فأجاره، فكانت بسببه وقعة رحرحان (جبل قريب من عكاظ) عام 96 قبل الهجرة؛ التي غزا فيها الأحوص بن جعفر الكلابي (أخي خالد بن جعفر) بني تميم فهزمهم. ثم هرب الحارث حتى لحق بمكة وقريش؛ لأنه يقال إن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان ، إنما هو مرة بن عوف بن لؤي بن غالب؛ فتوسل إليهم بهذه القرابة، وقال في ذلك: إذا فارقت ثعلبة بن سعد واخوتهم نسبت إلى لؤي إلى نسب كريم غير دغل وحي من أكارم كل حي فان يك منهم أصلي فمنهم قرابين الإله بنو قصي فقالوا هذه رحم كرشاء (بعيدة) إذا استغنيتم عنها لن يتركم. قال: فشخص الحارث عنهم غضبان. وقال في ذلك: ألا لستم منا ولا نحن منكم برئنا إليكم من لؤي بن غالب غدونا على نشز الحجاز وأنتم بمنشعب البطحاء بين الأخاشب ثم توجه إلى الشام ولحق بالملك يزيد بن عمرو الغساني فأجاره وأكرمه. ثم قتل الحارث بن ظالم الخمس التغلبي الكاهن. فلما فعل ذلك دعا به الملك فأمر بقتله، فقال: أيها الملك انك قد أجرتني فلا تغدرن بي! فقال الملك: لا ضير، إن غدرت بك مرة فقد غدرت بي مرارا! وأمر ابن الخمس فقتله (كان ذلك عام 24 قبل الهجرة)، وأخذ ابن الخمس سيف الحارث فأتى به عكاظ في الأشهر الحرم، فأراه قيس بن زهير العبسي، فضربه قيس فقتله، وقال يرثي الحارث بن ظالم: وما قصرت من حاضن ستر بيتها أبر وأوفى منك حارث بن ظالم أعز وأحمى عند جار وذمة وأضرب في كاب من النقع قاتم =============================== 2. الحطيئة: هو جرول بن أوس بن مالك العبسي (المكنى بأبي مُلَيْكة). شاعر مخضرم, أدرك الجاهلية وأسلم في زمن أبي بكر "رضي الله عنه". ولد في بني عبس دعِيًّآ لا يُعرفُ له نسب فشبّ محرومآ مظلومآ، لا يجد مددآ ولا سندآ من أهله ولا من قومه; مماإضطره لإستغلال الموهبة الشعرية التي حباه الله إياها, لكي يجد قوته وقوت عياله فيما بعد, ويدفع به العدوان ينتقم بشعره لنفسه من بيئةٍ ظلمته، ولعل هذا هو السبب في أنه اشتد في هجاء الناس، ولم يكن يسلم أحد من لسانه, فقد هجي أمّه وأباه, حتى إنّه هجي نفسه. حبس في زمن الفاروق عمر, وكان سبب حبسه أنه هجى سيدآ من سادات بني تميم وهو الزبرقان بن بدر, وهجاه بإسلوب يظهر في الوهلة الأولى أنه يمدحه, ولكن حينما يتمعن في ذلك الشعر يجد فيه هجاءآ مدقعآ, ويعتبر الحطيئة رائدآ في هذا الغرض الشعري, فتجد الشعراء الذين أتوا بعده من عمالقة المدح والهجاء مثل الفرزدق ودعبل الخزاعي والمتنبي (مع كافور الإخشيدي بالذات), قد إقتدوا به وتفننوا فيه, وقد يكونوا تفوقوا عليه في هذا الغرض الشعري, ولكن تظل الريادة له. حيث قال الحطيئة في تلك القصيدة الطريفة البيت المشهور: دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي فظن الزبرقان في بادئ الأمر أن ذلك مدحآ. فقال له الناس إنه يهجوك. فاختلفوا في الأمر وحين شكاه لأمير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه, إستدعى الخليفة حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه, يسأله إن كان البيت مدحآ أو هجاءًا (وهذا يدل على سياسة الفاروق عمر في الإستعانة بالخبراء والمستشارين تحريآ للعدل وإحقاقآ للحق وخدمة المصلحة العامة) فقال حسان بن ثابت: بل هو هجاء -يا أمير المؤمنين-إذ يشبهه بالنساء القواعد في البيوت, وليس لهن مشغلة سوى الإطعام والإكساء لمن يعلن, فقال الزبرقان لعمر دامعة عيناه: يا أمير المؤمنين أما جعل من همتي إلا أن آكل وأشرب. فحبسه عمر في مطمورة, حتى شفع فيه عبد الرحمن بن عوف والزبير، قيل بل وبعدما إستعطف الحطيئة الفاروق عمر في نقطة ضعف عمر ألا وهم الأطفال; أي عيال الحطيئة الذين تركوا بلا أب يطعمهم ويتكفلهم, فقال الحطيئة في قصيدته الشهيرة: ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ غادرْتَ كاسبَهم في قعر مُظلمة فارحم هداك مليكُ الناس يا عمرُ أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه ألقى إليك مقاليدَ النُّهى البشرُ لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ وقد أبكت تلك القصيدة عمر رضي الله عنه, فأطلقه واشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، بعد أن أخذ عليه العهد أن لا يهجو أحداً أبداً، فتوقف عن الهجاء في عهد عمر، ويقال أنه رجع للهجاء بعد إستشهاد الخليفة عمر بن الخطاب. والغريب في الأمر أن الزبرقان هذا كان سيدآ وفارسآ وقائدآ وصحابيآ, وكان يقال للزبرقان "قمر نجد" لجماله. وكان ممن يدخل مكة متعمماً لحسنه، وحين وفد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لكي يسلم على رأس وفد قبيلته بني تميم, ولاه الرسول صدقات قومه. =============================== 3. النابغة الذبياني: هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن مرّة بن عوف بن سعد، الذبياني، الغطفاني، المضري. شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، وأشهر محكم للشعر ومقيم له في سوق عكاظ. =============================== 4. حذيفة بن اليمان "رضي الله عنه": واليمان أبوه هو إبن لحسيل بن جابر بن عمرو العبسى, وحذيفة بن اليمان صحابي جليل وعظيم الشأن نال شرف أن يكون أمينآ لسر رسول الله ومؤتمنآ على تلك الأسرار حتى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم). =============================== 5. خالد بن سنان العبسي: الرجل الذي حيكت حوله الأحاديث المختلفة, فمنها روايات ضعيفة نسبت للرسول الكريم بأن خالد كان نبيآ ضيعه قومه, وهناك روايات أخرى بأنه رجل صالح وهناك من أنكر وجوده, على أن هناك بعض الشيعة في الجزائر -إلى يومنا هذا- من تعتقد بوجود قبره عندهم وتقدسه وتزور ذلك المقام الموهوم. على أن هذا الموضوع يحتاج لدراسة متأنية في التاريخ وصحاح السنة النبوية المطهرة. =============================== 6. عثمان بن أبي شيبة العبسي: الحافظ المشهور والمكنى بأبي الحسن, وهو من أئمة المحدثين، وله المسند، وتصنيف في التفسير، وكان كاملاً في جميع العلوم، حضر مجلسه ثلاثون ألفاً من الطلبة، وكانت وفاته سنة 239 للهجرة. =============================== 7. عروة بن الورد بن زيد العبسي: شاعر من عبس فى الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد. كان يسرق ليطعم الفقراء ويحسن إليهم. وقد تكون إسطورة "روبن هود" بطل غابة شيروود الإنجليزية مأخوذة من سيرة عروة بن الورد. وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم ولم يكن لهم معاش ولا مغزى، وقيل: بل لقب عروة الصعاليك لقوله: لحي الله صعلوكاً إذا جن ليلـه مصافي المشاش آلفاً كل مجزر يعد الغنى من دهره كـل لـيلة أصاب قراها من صديق ميسر ولله صعلوك صفيحة وجـهـه كضوء شهاب القابس المتنـور قال معاوية بن أبي سفيان: «لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم». وقال الحطيئة في جوابه على سؤال عمر بن الخطاب كيف كانت حروبكم؟ قال: «كنا نأتم في الحرب بشعره». قال عبدالملك بن مروان: «من قال إن حاتماً أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد». وفي الأغاني من خبره: «كان عروة بن الورد إذا أصابت الناس سني شديدة تركوا في دارهم المريض والكبير والضعيف، وكان عروة بن الورد يجمع أشباه هؤلاء من دون الناس من عشيرته في الشدة ثم يحفر لهم الأسراب ويكنف عليهم الكنف ويكسبهم، ومن قوي منهم-إما مريض يبرأ من مرضه، أو ضعيف تثوب قوته- خرج به معه فأغار، وجعل لأصحابه الباقين في ذلك نصيباً، حتى إذا أخصب الناس وألبنوا وذهبت السنة, ألحق كل إنسان بأهله وقسم له نصيبه من غنيمةٍ إن كانوا غنموها، فربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى، فلذلك سمي عروة الصعاليك». يقول عروة لزوجته -في أشهر أشعاره في الفقر وسوء الناس- وكأنه يتحدث عن زماننا هذا: ذريني للغني أسعي فإني رأيت الناس شرهم الفقير وأحقرهم وأهونهم عليه وإن أمسي له كرم وخير يباعده القريب وتزدريه حليلته وينهره الصغير وتلقى ذا الغناء له جلال يكاد فؤاد صاحبه يطير قليل عيبه والعيب جم ولكن للغنى رب غفور وقال أيضآ في الإيثار ونبذ الأنانية والجشع: وإني امرؤ عافي إنائي شركة وأنت امرؤ عافي إناؤك واحد أُفرِّق جسمي في جسوم كثيرة وأحسو قراح الماء والماء بارد =============================== 8. علي "أبوالقاسم" بن أفلح العبسي: الملقب بجمال الملك, كان من ظرفاء الشعراء مدح الخلفاء فمن دونهم وجاب البلاد ولقي قادتها وكبراءها, ولكنه كان كثير الهجاء, من شعره يخاطب محبوبه: يا جاهلا قدر المحبة ساءني ما ضاع من كلفي ومن تبريحي سيان عندك مغرم بك هائم وخلي قلب فيك غير قريح لو كنت أعلم أن طبعك هكذا لم أعص يوم نصحت فيه نصيحي ما كان في عزمي السلو وإنما ألزمتنيه بكثرة التقبيح ولـه في بعض الرؤساء وقد وصل إلى بابه فمنعه البواب: حمدت بوابك إذ ردني وذمه غيري على وده لأنه قلدني نعمة تستوجب الإغراق في حمده أراحني من قبح ملقاك لي وكبرك الزائد في حده توفي ببغداد سنة (536)هـ وعمره أربع وستون سنة =============================== 9. عنترة العبسي: أشهر شخصية من بني عبس, هو عنترة بن عمرو بن شداد بن معاوية بن قراد بن مخزوم بن ربيعة العبسي الغطفاني المضري العدناني(وأشتهر بإسمه نسبة إلى جده شداد أي عنترة بن شداد وكان شداد أيضآ من صناديد بني عبس), وعنترة كما يعرف الجميع هو فارس عبس وفحلها وشاعرها الكريم. من ألقابه: الفلحاء وأسود بني عبس. وكني بأبي المغلس وأبي الفوارس, هو أحد فرسان العرب المشهورين وأجوادهم المعروفين. و كان أبوه نفاه واستعبده على عادة العرب مع أبناء الاماء, فإنّهم يستعبدونهم الاّ اذا ظهرت عليهم النجابة, وسبب اعتراف أبيه به انّ عبساً أغاروا على طئ فأصابوا نعماً, فلمّا ارادوا القسمة قالوا لعنترة لا نقسم لك نصيباً مثل انصبائنا لانّك عبد, فلمّا طال الخطب بينهم كرّت عليهم طئ فاعتزّ لهم عنترة, وقال: دونكم القوم فإنّكم عددهم. فقال له: ابوه كرّ, فقال: أويحسن العبد الكرّ؟ إنما العبد للحلب والصر, فقال له ابوه: العبد غيرك, كر فأنت حر. فاعترف به فكرّ واستنفد الابل من طئ. وقد توفي سنة600م و ان وجد بعض الخلاف على سبب وفاته. أمّا مواقفه في حرب عبس وذيبان فمشهورة جدّاً عند العرب. عاش عنترة ظروفآ جد قاسية, إضطر فيهالإستغلال قوته الجسمانية وشجاعة وقوة قلبه وشدة بأسه وصبره, في مواقع تنخلع فيها قلوب الرجال في مواجهة أهوال الحروب وتطاير الرؤوس والجماجم, يحملقوا فيها في عيون الموت الشاخص بين أيديهم, فأثبت نفسه وأضطر أبوه بالإعتراف به وإلحاقه بنسبه, بل وخلع عليه ملك عبس وغطفان زهير بن جذيمة ومن بعده ولده قيس شرف حمل لواء فرسان بني عبس وغطفان. هذا الرجل الذي وصفه فارس وسيد بني زبيد والشخص الذي ضرب المثل في إقدامه وأعني به الصحابي والفارس المعمر المجاهد عمرو بن معد كرب, حيث قال: لو سرت بظعينة وحدي على مياه معدّ كلها ما خفت أن أغلب عليها ما لم يلقني حرّاها أو عبداها: فأما الحرّان فعامر بن الطفيل العامري (وهو سيد بني عامر وهوازن وقيس عيلان كذلك) وعتيبة بن الحارث بن شهاب التميمي (وقيل أنه ذكر زيدالخيل الطائي, الصحابي الكريم والشاعر وفارس بني طئ الذي أسماه الرسول زيدالخير), واما العبدان فأسود بني عبس (يقصد عنترة) والسليك بن السلكة السعدي وكلهم لقيت. فأما عامر فسريع الطعن على الصوت, وأما عتيبة فأول الخيل إذا أغارت وآخرها إذا آبت, وأما عنترة فقليل الكبوة شديد الجلب وأما السليك فبعيد الغارة كالليث الضاري. لكن عنترة الشاعر كان لا يقل عن عنترة الفارس, ففلقد أطلقت العرب على معلّقته بالمعلقة المذهبة لحسنها, كأعظم وسام شعري يمنح في تلك الأيام الغابرة. كما ولا زال نقاد الشعر الجاهلي من المعاصرين عربآ كانوا أو مستشرقين يقروا بهذا التصنيف, ويعترفوا بأن معايير محكمي الشعر وعلى رأسهم النابغة الذبياني في عكاظ, كانت سليمة ودقيقة. وأرى أن بيت الشعر الذي إستهل به عنترة معلقته, يكفي لوحده لكي يحصل صاحبه على درجة مبدع, فهو حينما يقول: هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم فهو يتسائل إن كان سيستطيع أن يأتي بشئ جديد وبفكرة جديدة تحمل الأصالة والإبتكار (originality & creativity), ولعمري هذا هو ما يقلق كل مبدع خلاق حيال ما يمكن أن يأتي به ويتفتق عنه ذهنه فيسطره في نثر أو شعر أو لوحة أو عمل موسيقي أو إختراع أو نظرية أو فرضية علمية..الخ. فكيف إستطاع عبد مثله وفي ظروف جاهلية مثل التي عاش فيها أن يقول ما قاله. ويقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سمع قول عنترة: ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المأكل قال: (ما تمنيت أن أرى من الجاهلية أحدا إلا صاحبكم هذا), وهو حديث لا أعرف مدى صحته. ومن أخلاقه الكريمة أيضآ العفة والمروءة ويظهر ذلك في أبياته حيث يقول: ما استمت أنثى نفسها في موضع حتى أوفي مهرها مولاهـــا أغشى فتاة الحي عنـــد حليلها وإذا غزا في الحرب لا أغشاها وأغض طرفي ما بـدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواهــا إني امرؤ سمح الخليقــة ماجــد لا أتبع النفس اللجوج هواها على أن الحديث لن ينتهي حول هذه الشخصية المثيرة, لذا سأكتفي بتقديم قصيدتين له (غير معلقته). أولها قصيدة نسبها له الشعراء وتعتبر تعريضآ لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي, ويقول في هذه القصيدة الجميلة: ما زال الشباب وما أكتهلنا وما أبلا الزمان لنا جديدا وما زالت صوارمنا حدادا تقد بها أناملنا الحديدا ملأنا سائر الأقطار خوفاً فأضحى العاملون لنا عبيدا وجاوزنا الثريا في علاها ولم نترك لقاصدنا وفودا إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له أعادينا سجودا فمن يقصـد بداهية إلينا يرى منا جبابـرة أسودا ويوم البذل نعطي ما ملكنا ونملأ الأرض أحسانا وجودا وننعل خيلنا في كل حرب عظاما دامية أو جلودا ونختم الحديث عن هذا الرجل الأسطورة بقصيدة أعتبرها أنا من أجمل ما سمعت وقرأت, ويقول عنترة فيها: قفْ بالديار وصـحْ إلـى بيداهـا فعسى الديار تجيـبُ مـنْ ناداهـا دارٌ يفوحُ المِسْك مـن عَرَصاتِهـا والعـودُ والنـدُّ الذكـيُّ جنـاهـا دارٌ لعبلة َ شَـطَّ عنْـكَ مَزارُهـا ونأْتْ لعمْـري مـا أراكَ تراهـا ما بالُ عيْنِكَ لا تمـلُّ مـن البُكـا رمـدٌ بعينـكَ أمْ جفـاكَ كراهـا يا صاحبي قفْ بالمطايـا ساعـة ًفـي دَار عبْلـة سائـلاً مغْناهـا أم كيـفَ تسـأل دمنـة ً عاديـة َسفت الجنـوبُ دمائهـا وثراهـا يا عبلَ قد هـامَ الفُـؤَادُ بذِكْركـم وأرى ديوني مـا يحـلُّ قضاهـا يا عَبلَ إنْ تبكـي علـيَّ بحُرْقَـة ٍفلطالمـا بكـتِ الرجـالُ نساهـا يا عَبْلَ إني في الكريهـة ِ ضَيْغَـمٌ شَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شـقَّ جباهـا وَدَنَتْ كِباشٌ من كِبـاشٍ تصْطلـي نارَ الكريهة ِأوْ تخُـوضُ لَظاهـا ودنا الشُّجاعُ من الشُّجاع وأُشْرعَتْ سمر الرماح على اختلافِ قناهـا فهناك أطعنُ في الوغى فرْسانهـا طَعْنـاً يَشـقُّ قُلوبَهـا وكُـلاهـا وسلي الفوارس يخبروكِ بهمتـي ومواقفي في الحربِ حين أطاهـا وأزيدها من نـار حربـي شعلـة وأثيرهـا حتـى تـدورَ رحاهـا وأكرُّ فيهم فـي لهيـب شعاعهـا وأكـون أوَّل وافــدٍ يصـلاهـا وأكـون أول ضــاربٍ بمهـنـدٍ يفري الجماجـمَ لا يريـدُ سواهـا وأكون أولَّ فارسٍ يغشى الوغـى فأقـود أوَّل فــارسِ يغْشـاهـا والخيلُ تعْلـم والفـوارسُ أننـي شيخ الحـروب وكهلهـا وفتاهـا يا عبلَ كـم مـنْ فـارس خلَّيْتُـهُ في وسْطِ رابيـة ٍ يَعُـدُّ حصاهـا يا عبلُ كـم مـن حـرَّة ٍ خلَّيتُهـا تبكـي وتنعـي بعلهـا وأخـاهـا يا عبلُ كم مـن مُهـرة ٍ غادرتُهـا من بعد صاحبهـا تجـرُّ خطاهـا يا عبلُ لـو أنـي لقيـتُ كتيبـة ًسبعين ألفـاً مـا رهبـت لقاهـا وأنـا المنَّيـة وابـن كـلِّ منيـة ٍ وسـواد جلـدي ثوبهـا ورداهـا أجل والله يا عنترة; فالكون يشهد أنك شيخ الحـروب وكهلهـا وفتاهـا =============================== 10. قرة بن شريك العبسي: كان من جبابرة قادة بني أمية, ولي مصر للخليفة الوليد بن عبد الملك, حيث عزل الوليد به أخاه عبدالله بن عبدالملك في عام90هـ. إتفقت الخوارج الازارقة على قتله في الإسكندرية، لكنه علم بأمرهم فقبض عليهم وقتلهم. =============================== 11. قيس بن زهير بن جذيمة العبسي: صاحب حرب داحس والغبراء, وكانت بين بني العم من عبس وذبيان، وكانت الحرب بينهما سجالاً وانتهت بصلح. وداحس والغبراء: اسما فرسين لقيس بن زهير، وتشتمل هذه الحرب أيام المريقب وذي حساء واليعمرية والهباء وفروق وقطن. =============================== 12. نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفد بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان "رضي الله عنه": أحد دهاة العرب, ومن إستطاع بدهائه أن ينقذ المسلمين في معركة الخندق. =============================== هذه نبذة عن أولئك الرجال, فمن شاء أن يعرف أكثر فدونه كتب التاريخ والأدب العربي وأمهات الكتب, فالقراءة غذاء الروح والمعرفة كنز الماضي وزاد الحاضر وأمل الأجيال في مستقبل أفضل, والله من وراء القصد. منقول ودمتم بخير الموضوع الأصلي: من عشائرالعرب والفالوجة - العبسي (بنو عبس)/ للدكتور سمير أيوب | | الكاتب: ------------ | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
نائب رئيس لجنة المقاولات وعضو لجنة النقل في الغرفة التجارية الصناعية بحفرالباطن | سعود سالم | منتدى اخــبار القبيلــة | 15 | 12-10-2012 11:07 PM |
سمير البشيري ؛قصه الشآآيب .ق\ش | لسعهـ شقآوة | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 7 | 06-01-2012 11:20 PM |
عزاء ابن سمير الجامع | الدعوه عامه | منتدى اخــبار القبيلــة | 12 | 24-12-2010 11:18 PM |
الشيخ : سمير بن مرزوق القحيم . | محقق تاريخي | منتدى قبيلة بني رشيد | 11 | 02-12-2010 04:08 PM |
فهد الحصم ومشعل بن سمير الاسود | فواز الدواي | منتدى اخــبار القبيلــة | 4 | 17-06-2008 11:46 AM |