|
خيارات الموضوع |
|
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، أما بعد:
الاختلاف والخلاف سنة من سنن الله الكونية التي لا بد من وقوعها بين الخلق لقوله تعالى (ولا يزالون مختلفين إلا من رحمن ربك ولذلك خلقهم)، فالاختلاف سبب لمعرفة السعادة والشقاوة والهدى والضلالة، قال العلامة ابن سعدي رحمه الله تعالى عند هذه الآية من تفسيره: وليظهر ما كمن في الطباع البشرية من الخير والشر. أ هـ وقال ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية: ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم. وقال عكرمة: مختلفين في الهدي.... إلا المرحومين من أتباع الرسل الذين تمسكوا بما أُمروا به منا لدين الذي أخبرتهم به رسل الله ولم يزل ذلك دأبهم. أ هـ ولما كان الخلاف واقعاً لا محالة فلا بد أن يكون له اثراً على الخلق يوجب الموقف الصحيح منه لا سيما الثقلين لأنهما محل التكليف والعقل وسيكون له أثر في دينهم الذي هو عصمة امرهم في مسائله العلمية التي هي العقائد ومسائله العملية التي هي فقه العبادات والمعاملات والعقود وأثر ذلك نشاهده ونلمسه بما نراه من أحوال الناس تجاه هذا الاختلاف الذي لا يعني من وجوده تعدد الصواب والحق فإن الصواب والحق واحد لا يتعدد وإن تعددت فيه الأقوال وظهر فيه الخلاف ويشهد لذلك قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ كان له أجر"، فمع اجتهاد من له حق الاجتهاد لم يتعدد الحق والصواب بل قال الله تعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال)، فالواجب على كل مكلف أن يطلب الحق ويكون له تجاه هذا الخلاف أمور يظهر بسببها الصواب فمنها: 1- النظر في أصحاب الخلاف هل هم من أهل النظر والاجتهاد أم لا فإن كانوا ليسوا من أهله فالواجب طرح أقوالهم وعدم اعتمادها في الخلاف والنظر. 2- إن كانوا من أهل الخلاف والنظر فالواجب الترحم عليهم والدعاء لهم وعدم التطاول على أقوالهم وإن لم يصيبوا الحق في نظره. 3- النظر في مصدر قولهم هل هي مبنية على دليل أم تعليل وذلك للفرق بين الدليل والتعليل حيث إن الدليل مبناه على الكتاب والسنة وأما التعليل فمبناه على النظر دون الدليل والدليل أقوى حجة. 4- النظر في مطابقة القول لدليله حيث إن كثيرا من مسائل الخلاف تجد عدم مطابقة دليلها بمدلولها إما لأنه أخص منه أو لعدم تناوله له بإخراجه عن بعض مدلوله بنصوص لم تبلغ المخالف. 5- النظر في مآلات القول من حيث مخالفته لما عليه عامة أهل العلم المعتبرين ومن حيث آثاره على الأمة الإسلامية فكم من قول اقتضت المصلحة كتمه لما فيه من شق عصا المسلمين ولا يقدر ذلك إلا من له عناية في معرفة المصالح والمفاسد وأقوال أهل العلم وما عليه سلف الأمة من الصحابة وأئمة الدين المشهود لهم بالخيرية كالأئمة الأربعة ومن بعدهم وما حديث معاذ بن جبل عن ذهن القارئ الكريم ببعيد الذي قال له فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا فقال معاذ: أفلا أبشر الناس؟، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، فيتكلوا. أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا ممن عرف الحق واتبعه ودعا إليه أنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين. لـ فضيلة الشيخ // فرج المرجي الموضوع الأصلي: موقف المسلم من الخلاف في المسائل العلمية والعملية | | الكاتب: مبارك الشويلع | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
نهاية الخلاف بين الشاعرين محمد الراشد وثامر شبيب | المميز | قسم الشاعر ثامر شبيب الدقباسي | 30 | 22-09-2011 04:41 AM |
((( بيان جملة من المسائل المهمة التي يخفى حكمها على الكثير من الناس )) | كاتب الرشيدي | المنتدى الإسلامـــي | 18 | 27-12-2009 03:02 PM |
الخلاف بين العلماء موضوع مهم | ابوفهد العويمري | المنتدى الإسلامـــي | 2 | 06-11-2008 06:05 PM |
موقف المسلم من الرسوم السويدية المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وغيرها | ذيب العيال | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 18-07-2008 04:38 AM |
ومن الاذكار العلمية المحصنة | بندر العجرمي | المنتدى الإسلامـــي | 2 | 16-12-2007 07:31 PM |