|
خيارات الموضوع |
مقال صحفي
بقلم : حامد علي سليمان قليل الشرق .. صافرة الانذار .. تنذر وتحذر للشرق أهمية خاصة للسودان ، بل يمثل العمق الاستراتيجي له جغرافياً وسياسياً وامنياً ، من خلال موقعة المميز والمتميز الذي هو بوابة السودان المطلة علي افريقيا ومن ثم العالم من خلال الحركة الدءوبة للسفن العالمية التي تجري بالمياه الدولية . تنبع هذه الاهمية وتتجسد من هذا المنطلق الذي يجهله كثير من الناس ، خصوصاً الساسة واصحاب القرار وربما يكون تجاهل عن عمد نتيجة سياسات او قراءات معينة تفهم في إطار معين ، آخذين من عبارة (الحديقة الخلفية) مثالاً وفكاهةً . ظل شرق السودان قديماً منطقة تجاذبات واستقطاب اقليمي ودولي ومازال, وهذا نابع من اهميتة الجغرافية كما ذكرنا آنفا ، كما انه كان ومازال معبراً لكثير من الهجرات المختلفة التي أثرت عليه كثيراً اجتماعياً وسياسياً ، كما تعرض الي موجه من التدفق البشري أبان الصراع الاثيوبي الارتري الذي اصطحب معه كثير من الاشياء الدخيله علي البلد والمجتمع علي راسها تدفق السلاح الذي تحول فيما بعد الي تجارة تديرها شبكات عالمية مهدده للامن القومي والاجتماعي . في التسعينيات من القرن الماضي تعرض شرق السودان الي اقوي واشرس معارضة مسلحة متمثلة في التجمع الديمقراطي الذي جمع تحت لوائه جميع الحركات السودانية المسلحة ،جنوباً وغرباً وشرقاً ، مما أثر ذلك علي الشرق ومازالت أثارة باقية حتي الان . في اكتوبر 2006 توصلت الحكومة الي اتفاقية سلام مع جبهة الشرق التي يمثلها تنظيمي الاسود الحرة ومؤتمر البجا بأسمرا ،والتي شخصت قضية شرق السودان وعرفتها في إعلان المبادئ بأنها قضية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، والتي جاءت بثلاثة برتكولات (السلطة ، الثروة، الترتيبات الامنية ) ، التي احدثت سلاماً نسبياً بحسب المراقبين والمتابعين، وساهمت في إيقاف عمل مسلح في المنطقة ولكنها لم تعالج بل لم تتلمس جذور المشكلة الاساسية لانسان الشرق الذي انهكه الفقر والمرض والعطش . هذه الاتفاقية ربما يعدها كثير من الناس والمراقبين انها تأتي في أذيال الاتفاقات المختلفة والمتعددة التي وقعتها الحكومة من كثير من الحركات المسلحة ، وهذا التصنيف يأتي في المحتواء ونسبة التنفيذ المخجل الذي خيب آمال اهل الشرق وضيع قضيتهم الاساسية من بين أيديهم ، وهنا الجميع يحمل الحكومة وقيادة جبهة الشرق معاً المسؤولية الكاملة ، مما خلق سخط وغضب وتململ وسط ضحايا مقاتلي الجبهة الذين تجاوزهم كل شي من مكتسبات الاتفاقية من حقوقهم الشرعية والمشروعة وهو ربما يدق ناقوس الخطر في شرق السودان بل يعتبر صافرة إنذر لشي ما قادم يجب تلافيه واحتواءه قبل الانفجار . فأهل الشرق وخصوصاً قادة جبهة الشرق كانوا يفضلون الحلول الوطنية ، وان يكون الاتفاق سوداني سوداني، دون تدخل اطراف خارجية ، بينما كانت انذاك مطالبات من جهات خارجية للتدخل في الملف ومنبر التفاوض، وللمصلحة العامة جاءت الاتفاقية سودانية بحته، ولكن هذه المواقف لم تجد من يقدرها ويشيد بها خصوصاً الحكومة التي تماطلة وراوغت في التنفيذ علي الارض ، وهنا نتساءل ان كنتم غير جادين في تنفيذ الاتفاقيات لماذا توقعوها؟؟!! ، كأنهم يؤجلون اهم بنود الاتفاقية التي لم تنفذ تحسباً لتمرد أخر في الشرق . فقيادة جبهة الشرق تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي، فمنهم من وهن واستكان، ومنهم اعلن العصيان معتكفاً يراقب عن كثب ، لانهم اصبحوا يدورن حول حلقه مفرغه ، من جهات لاتتعامل إلا مع اصحاب العضلات المفتله . فلهم نقول لقد سئمنا الحلول الديكورية والترضيات الشخصية لمشكلات وقضايا السودان ، اما آن الاوان ان يخرج علينا رجلاً رشيد ؟ . معروف ان المشكلات والازمات تبدأ طبيعية وصغيرة ومن ثم تنفجر وتقضي علي الاخضر واليابس وهذا يحدث عندما يتم تجاهلها والتقليل من شأنها . جميع الحركات المعارضة والتحررية في العالم تبدأ بهذا المستوي ولكن مع مرور الايام والسنون تدخل عليها عوامل كثيرة بدءاً من التعاطف ومروراً بالاعتراف واخيراً الاحتواء والايواء والدعومات المختلفة والمتنوعة والتدويل . عندما كنت طالباً جامعياً (برلوم) في 2001 كنت اتابع واسمع اركان النقاش وكثير ما يتم ترديده (دارفور قنبلة مؤقوتة) ومع مرور الايام انفجرت دارفور في عام 2003 ، وقبل الانفجار كان الحديث عن دار فور حديث مناوشات بين الزراع والرعاة، وهنا حدث التجاهل واستصغار المشكلة حتي تحولت الي أزمة وتم تدويلها . هكذا هي معايير فهم الاشياء في بلادي ، فهي تحتاج الي صقل ومراجعة حقيقية لمستويات فهم قضايانا الوطنية والمصلحة العليا للبلاد . في الاسابيع الفائتة طالعتنا الصحف اليومية ، بتعرض بص سفري سياحي قادم من ولاية كسلا نحو الخرطوم ، وقبلها بعدة اسابيع حدث نفس الحادث والتفاصيل في مكان آخر ، بص توحيد مكة في شارع كسلا عطبرة ،كلتا الحادثتين بينهما قواسم مشتركة في التوقيت وطريقة التنفيذ، وكالعادة تم فتح بلاغ جنائي ، والجاني مجهول وطليق بحرية ويخطط ويرتب لعمل اخر جديد . مثل هذا الممارسات المتكررة لا تنذر بخير بل تخفي في طياتها الكثير والكثير ، فهي ربما تضعها الاجهزة الامنية اوالحكومة في خانة (الشفتة وقطاع الطرقوالتفلتات الامنية) او غيرها من الممارسات التي تحدث هنا وهناك ، ولكن يجب ان تؤخذ الاشياء بكلياتها وتداعياتها المختلفة وان ينظر لها بمنظور شامل تجنباً لاي إنزلاق يحدث لاتحمد عقباه . فهذه الاحداث تعتبر مؤشر أمني خطير، بل هي رسائل متكررة من ضمن سلسلة من الخروقات الامنية التي حدثت في شرق السودان ، بدءاً من الاستهداف الاسرائيلي للقوافل بصحاري الشرق وانتهاءً بقذف السوناتا قرب مطار بورتسودان والبرادو في صينية ترنسيت داخل المدينة واخرها ظهور الجسم المضئ والذي وفق ماسمعنا انه (نيزك) وهذا مايحتاج الي فحص دقيق لاننا لدينا مشكلة في تمييز الاشياء ومعرفتها . أين السيادة الوطنية في ظل كل هذا..؟!!!. شرق السودان يوجد به تململ واستقطاب حاد في الخفاء وكاد ان يطفؤ علي السطح ، قبل يومين حذرت مجموعة الازمات الدولية في تقرير نشرته من تنامي حالة من الغضب في شرق السودان يمكن ان تعود به الى الحرب التى ودعها في العام 2006 ، هذا كلام يجب ان يؤخذ في الاعتبار ، فالشرق تتجاذبه قوي اقليمية فهو صراع محموم كانت نتائجه ملحوظة ، كما توجد منظمات تبشيرية وتنصيرية تعمل تحت الغطاء الانساني هذا فضلاً عن المد الشيعي وغيرها من الامور الدخيله التي تعتبر مهدد اساسي للامن القومي والامن الاجتماعي . ز الموضوع الأصلي: الشرق ... صافرة الانذار... تنذر وتحذر | | الكاتب: حامد علي قليل | | المصدر: شبكة بني عبس
|
مشكور بارك الله فيك وفي جهودك
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الانضباط تغرم الهلال وتحذر رئيسه ! | آهــذريــبــك | منتدى الرياضه والشباب | 6 | 17-01-2012 02:16 PM |
ابشرك سافرت | عبدالرحمن الحميدي | منتدى الشـــعــــر | 12 | 13-10-2011 04:38 PM |
الانذار المبكر درج مع مدرج الريح | النيص | منتدى المحــــــــــــــاوره | 26 | 26-07-2011 12:35 AM |
طرد ببغاء قلد صوت صافرة الحكم في مباراة كرة قدم | *الشقردي* | المنتدى الأدبــــــــــــي | 9 | 21-02-2009 09:16 PM |
اشتغلت صافرة الانذار(غليص بالبلد) | غـJيصـC | منتدى المحــــــــــــــاوره | 6 | 16-08-2008 02:57 AM |