[الرساله]

عملت وتعمل الامم و الشعوب على انشاء واقامة الاجهزة والمؤسسات الادارية التى توكل اليها مهام القيام بالمراقبة على اختلاف انواعها . ما هو افضل رقيب على الانسان في نظرك ؟

المراقبة هى المعنى الاخلاقي هى ملاحظة الانسان نفسه في اعمالها وقولها وتحركاتها وخطراتها ،ليقيمها على الصراط المستقيم لان اهمال ملاحظة النفس يؤدي بها الى الطغيان والفساد. والمعرفة هنا هي العلم بان الله محيط بكل شيء ، وانه عليم وانه مطلع على الضمائر ، رقيب على السرائر قائم على كل نفس بما كسبت ، ومتى سيطرت تلك المعرفة على القلب جعلته مراعيا لله جل جلاله، ملاحظا اياه ،منصرفا إليه . ومن هذا نفهم ان فضيلة المراقبة ، صفة تنبع من اعمال القلب وتنبثق من طوايا النفس وترتبط بالباطن اكثر مما ترتبط بالظاهر فهى قائمة على الشعور الحى العميق بجلال الله وسلطانه.

و يتحلى بالمراقبة خيار العباد من الغقلاء وصفوة الناس من الاتقياء وارباب البصائر الدين يعلمون ان الله لهم بالمرصاد وانهم سيناقشون في الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذّر من الخطرات واللحظات

"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"

اولائك الذين تحققوا انه لا ينجيهم من هذه الاخطار الا لزوم المحاسبة ، وصدق المراقبة ، ومطالبة النفس في الانفاس والحركات، ومحاسبتها في الخطرات واللحظات ،فمن حاسب نفسه قبل ان يحاسب غيره خف يوم القيامة حسابه وحضر له عند السؤال جوابه ،وحسن منقلبه ومآبه ، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته ، وطالت في ساحات القيامة وقفاته ، وقادته الى العقاب سيئاته.

وصفة المراقبة لا تتجلى في صاحبها بقوتها ومكانتها في يوم وليلة ، بل هى تنبثق وتنمو ، وتزهر وتعلوا ، و تشرف وتسمو ،بطول المجاهدة وتكرار المحاولة ، وقوة العزيمة في حمل النفس على ما ينبغى لها ويليق بها من تطهير وتصفية وتعلية ، ولذلك يقرر بعض المربين المرشدين انّ اول المراقبة هو علم القلب بقرب الله سبحانه و تعالى.


وما احوج مجتمعنا الى وجود هذه الفضيلة بين الافراد والجماعات ،لان انعدام وازع المراقبة في نفس الانسان يجعله شبيها بالحيوان ،يرتع ليتمتع ، ويجمع لينتفع ،ويسطو على حقوق غيره ، وينتهك حرمات سواه ،ويسىء استخدام حقوق نفسه ،وبذلك تفشوا الرذائل ، وتضمر الفضائل ،ويتعامل الناس بشرعة الغاب دون ارعواء او حساب ، ولو وجدت فضيلة المراقبة عند الانسان لجعلته امينا على الاعراض لا يدنوا منها ولو كانت السبل اليها ميسرة مهيأة ،بل يعتصم بنور ايمانه وبرهان ربه و وازع دينه.

و المراقبة هى التي تجعل الانسان امينا على الاموال بين يديه ، فقد يستطيع ان يسرق منها او يختلس ، و لكن صوتا من الاعماق ينهاه ، لانه يرى على الدّوام نور مولاه ، والمراقبة هى التى تجعل الانسان يؤدى عمله على خير ما يكون الاداء لانه يرائي في عمله كبيرا او رئيسا ، ولكن يراقب ربه ، ويتذكر قول نبيه صلى الله عليه وسلم " ان الله يحب من احدكم اذا عمل عملا ان يتقنه"

عن موسوعة اخلاق القرآن
للشيخ الدكتور احمد الشرباصى رحمه الله

الموضوع الأصلي: مراقبة الرقيب | | الكاتب: الرساله | | المصدر: شبكة بني عبس

[الوآآفي]

أشكركـِ كل الشكر
ودوماً وأبداً
تحياتي و تقديري
لكي

[الشاطئ المهجور]

الله يعطيك العافيه على النقل
تحيتي لك

[مجرد انسانه]

يعطيك العافيه
موضوع جمييل
شكراً لك ..