|
خيارات الموضوع |
|
أقتباس
................................. قال تعالى: (قَالَ رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ) [سورة: القصص - الأية: 16] مرت بي هذه الآية كثيرا مر الكرام ..و إن توقفت عندها فلعلي لأتفكر في (ظَلَمْتُ نَفْسِي) احاول استشعارها ولكن يظل استشعارا غير كامل ...نعم اعلم أن الإنسان يظلم نفسه بالمعاصي و ذنوبه...لكن لا ادرى هناك شيء افتقده ليتم المعنى لدى... سبحان الله كثيرا ما أسمعها في الدعاء (اللهم إني ظلمت نفسي فأغفر لي) ونرفع أصواتنا أو نخفضها آميـــــــــــــــــــن ولكنها تعبر دون أن نعطيها حقا من التدبر و التأمل.. ولكني أخيرا فهمت... أنها...إنها جملة تحسر و ندم شديد...لن تشعر بها إلا إذا رأيت بأم ع**** آثار ذنوبك على نفسك...فحينها ستقولها من أعماق قلبك (رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) قد قالتها بلقيس عندما رأت المــُلك الحقيقي ..قالتها عندما أيقنت أنها ظلمت نفسها بكفرها و عبادتها للشمس من دون الله... قال تعالى: (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصّرْحَ فَلَمّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنّهُ صَرْحٌ مّمَرّدٌ مّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ) [سورة: النمل - الأية: 44] قد تمر الذنوب كالهواء نفعلها ولا ندرى بها ولا نستشعر الجرم الذى ارتكبناه في حق الله تعالى اولا و آخرا ثم في حق أنفسنا إلا ....إذا شعرنا بوقع آثرها ... في رمضان...هل شعرتم ب (رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) حينما تجد نفسك الوحيد ممن حولك في ملكوت آخر لا تبكي لا تخشع تضطرب على جمر الشوق لهذه اللذات ..و لكن هيهات...ذنوبك ذنوبك...ظلمنا انفسنا و حرمناها الخير و ظننا أن ال 11 شهرا لهو ولعب و شهر رمضان نركز قليلا و سيمر الحال كأن شيئا لم يكن ...بالطبع لا (لاّ يَسْتَوُونَ) . حينما ترى عقوق أبنائك لك و علو صوتهم وإهانتهم لك ستتذكر حينها شريط حياتك و عقوقك لوالديك و تقول (رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي).. حينما تعلق قلبك بأحد غير الله ثم يمنّ الله عليك بالهداية و التوبة..حينما تجد رواسب هذا التعلق في قلبك تتحرق بناره في حين أنك تريد صفاء قلبك و تركيزه في العبادة فلا منك استطعت تطهير قلبك منه ولا منك تركت قلبك طاهرا ...وقتها ستقول (رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) حينما تجد حـــــــــــــــلاوة الصلاة و الناس نيام ...حـــــــــــلاوة سجدة كلها بكاء و شكوى وشوق لله تبارك و تعالى قد تطول لأبعد مما تتخيل...فتتحسر على أيام مضت في الغفلة وأنت بعيد عن هذه المتعة ..أيام مضت بل قل سنين لن تعود لتعمل فيها صالحا و تعوض ساعات الضياع...فتقولها بنحيب (رَبّ إِنّي ظَلَمْتُ نَفْسِي).. تأملي معي : قال تعالى: (وَلَوْ أَنّ لِكُلّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرّواْ النّدَامَةَ لَمّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [سورة: يونس - الأية: 54] فهل نقولها الآن ونستغفر الله من ذنوبنا و نرى خطواتنا إلى أين تودي بنا...إلى طريق الهدى أم إلى طريق سنظلم به نفسنا...أم يفوت الآوان ...هل سنندم هنا أم هناك؟؟
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|