![]() |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
|
|
(البارت الثالث والعشرون) دخلت ليلى إلى أحد أقسام المختبر في المستشفى وكانت تحمل في يدها عينه من الدم. ليلى"السلام عليكم" الممرضه عهود"وعليكم السلام...كيفك يا ليلى" تنهدت ليلى قائله"الحمد لله بخير...هذي العينه اللي كلمتك عنها" الممرضه"أوكي...راح أسوي اللازم وان شاء الله ما فيه إلا الخير" ليلى"يااااارب والله اني قلقانه على اختي" الممرضه"لا تقلقي...وكلها كم يوم وتتطمني عليها" ليلى"أملي كله بالله" عهود"وصلك خبر براءة الدكتور سلمان" ليلى"أيوه..الحمد لله..يقولون ان فيه واحد قدم أدله على براءة الدكتور سلمان" ابتسمت عهود قائله"تدرين من اللي دبر المكيده للدكتور سلمان....الدكتور أحمد" ليلى"الحمد لله انه انكشف على حقيقته وكنت عارفه من أول لكن ما كان عندي الأدله الكافيه" عهود"الجديد في الموضوع ان الدكتور بدر هو بنفسه اللي قدم أدلة براءة الدكتور سلمان" اتسعت عينا ليلى"الدكتور بدر" عهود"يس...هذا صار قبل حوالي عدة أيام بمعنى أول ما جانا التحقيق..وتحفظ المحققون على الإجابات...وكان الدكتور بدر قد أعطاهم أدلة براءة الدكتور سلمان وتهمة الدكتور أحمد" قالت ليلى ببطء"يعني قبل يستدعوني أنا للتحقيق" الممرضه عهود"نعم...وباقي التحقيق كان مجرد روتين" قالت ليلى بهدوء"أوكي مع السلامه" خرجت ليلى إلى الرواق وهي تحدث نفسها وكأنها أصيبت في عقلها "يعني اتهامي للدكتور بدر في غير محله..يا فشله...وين أروح منه الحين...دخلت عليه مثل الاعصار وقلت له كلام مو معقول" كانت ما زالت تحدث نفسها حين دخلت إلى الكافتريا...طلبت من العامله شاندويش وكوباً من الشاي. وقفت ليلى متكأه على الجدار وهي تحدث نفسها بضرورة الإعتذار من الدكتور بدر وتبرير موقفها. دخل إلى الكافتريا الدكتور بدر وأحد الدكاتره .اضطربت ليلى حين وقع نظرها عليه فأشاحت بوجهها إلى الجهه الأخرى...كان الدكتور بدر قد تعرف عليها فابتسم بهدوء. طلب كوباً من القهوه له ولصاحبه ثم قال للدكتور الآخر"دكتور سالم حنا المفروض نحتفل بمناسبة براءة الدكتور سلمان" الدكتور سالم"والله اني فرحت لبراءته....لكن المشكله المدير أبو بندر...أخاف مع يخلي سلمان في منصبه تعرفه انسان نظامي وأهم شي عنده المستشفى وسمعة الدكاتره" الدكتور بدر"لكن الدكتور سلمان ما له ذنب باللي حصل كله" هز الدكتور سالم كتفيه"أدري لكن من يقنع المدير" الدكتور بدر"أنا خايف ان الدكتور سلمان يقدم نقل بنفسه ...بصراحه المستشفى ما تصلح بدونه" الدكتور سالم"بصراحه ونعم الرجل..واللي صار كله ذنب الدكتور أحمد...والحمد لله انك قدمت أدله أبعدت التهمه عن الدكتور سلمان" قال الدكتور بدر بصوت عالي"تصدق عاد...ذاك اليوم بعد ما أدليت بشهادتي وكنت أشرب كوب قهوه.. دخلت علي لبوه متوحشه,صرخت في وجهي وقامت تعطيني دروس في الأخلاق..كنت بالاول أحسبها قطه مغمضه...لكن انتبه القطط إذا غضبت طلعت لها مخالب" قال الدكتور سالم متسائلاً"عن مين تتكلم يا دكتور بدر؟!" شعرت ليلى بحراره في جسدها بينما كانت ضربات قلبها تتسارع... أتاها صوت العامله "تفضلي يا ممرضه ليلى الساندويش والشاي" أخذت ليلى الطلب ثم خرجت من الكافتريا مسرعه بينما كان يتبعها صوت العامله"ياآنسه ليلى باقي فلوسك" كانت ليلى تجري مغمضة العينين فهذا الموقف لا تتمناه لعدوها بينما كانت نظرات الدكتور بدر تتبعها. وصلت ليلى إلى آخر الرواق وهي تتنفس بصعوبه وبدأت تشعر بحرارة الكوب في يدها.توقفت لكي تتمالك نفسها ووضعت كوب الشاي على الطاوله. اقتربت منها الدكتوره مها"صباح الخير يا ليلى" ليلى"صباح الورد...مبروك البراءه للدكتور سلمان" ابتسمت مها قائله"الله يبارك فيكِ" قالت ليلى بتردد"ايش ممكن يصير على وضع الدكتور سلمان في المستشفى؟" غضنت الدكتوره مها جبينها وقالت متسائله"ايش تقصدين؟!" هزت ليلى كتفيها قائله"ما أدري...سمعت انه ممكن يطلب له المدير نقل من المستشفى...لأن المدير أبو بندر يرفض تواجد الدكتور سلمان خاصه بعد الضجه اللي صارت" قالت ليلى"كذا يعني...طيب عن اذنك" وصلت مها إلى مكتب المدير.طرقت الباب ثم دخلت بسرعه وتوجهت إلى مكتب المدير أبو بندر وقد أعمى الغضب بصرها.وضعت ورقه على مكتب المدير وقالت"هذا طلب نقلي من المستشفى" تطلع إليها أبو بندر مبتسماً ثم قال"غريبه منك يا دكتوره مها..تدخلين بدون سلام وبعدها تهددين بنقلك" قالت مها من بين أسنانها"أنا ما أهدد..كل المسأله إني ما عندي نيه أعمل بمستشفى ما يقبل الدكتور سلمان" قال أبو بندر بهدوء"أها...أجل المسأله كذا يا دكتوره مها" كانت مها قد وصلت إلى أقصى حالات الغضب"أبو بندر..الدكتور سلمان أخذ من وقته وصحته في خدمة هذا المستشفى عمل بجهد واخلاص وبسبب تهمه عدائيه قدمت ضده تخليت عنه يا دكتور..وأنا وغيري بصراحه ممكن نتعرض لتهمه كاذبه وممكن يحصل لنا نفس الشئ اللي حصل للدكتور سلمان..أخذت نفس عميق ثم سألت ...ممكن سؤال هل الدكتور سلمان يستحق اللي جرى له" ابتسم أبو بندر ثم قال بهدوء"وليش ما تسألين الدكتور سلمان بنفسك؟" ثم أشار إلى شي خلف ظهرها . التفتت مها بهدوء ثم وقفت مصدومه وعيناها متعلقتان في عيني سلمان والذي كان يقف أمام النافذه وقد علت وجهه إبتسامة مرحه. كان سلمان موجود في مكتب المدير حين دخولها فشعرت مها بحرج. أبو بندر"كنا نناقش أنا والدكتور سلمان أوضاع المستشفى وما تحتاج إليه من تحسينات بحكم انه رئيس قسم لين دخلتي علينا...والحين يا دكتوره مها مصره على النقل" شعرت مها باحراج شديد وقالت متلعثمه"أنا آسفه يا دكتور..أرجوك اعذرني" ضحك أبو بندر قائلاً"طبعاً معذوره....الدكتور سلمان مكسب للمستشفى كله" اقترب سلمان مبتسماً ثم قال"بعد اذنك يا دكتور أبو بندر...عندي حديث خاصه مع الدكتوره مها" استند أبو بندر على كرسيه وقال"المسأله هذي ما تحتاج استئذان...خذ خطيبتك يا دكتور سلمان لأي مكان هادئ...ثم أكمل ضاحكاً ولا تنسى تقنعها بعدولها عن طلب النقل" قال سلمان بهدوء وهو ينظر إلى عيني مها الواسعتين"مستحيل تنقل...مها لازم تكون تحت نظري 24 ساعه" علا الاحمرار وجنتي مها ولكن ذلك لم يظهر لهم حيث أنها كانت مغطاة الوجه.. فتح سلمان الباب ثم أشار لها بحركه مسرحيه ابتسمت مها بسعاده وهي تخرج مسرعه من مكتب المدير. قال سلمان ضاحكاً وهو يسير في الردهه باتجاه مكتبه"ما توقعت ان لك مخالب حاده حتى أبو بندر صابه الرعب" ابتسمت مها ثم قالت"يظهرون بس إذا كنت معصبه" سلمان"أجل الله يكفينا شر عصبيتك" دخل سلمان مكتبه ودخلت مها وراءه .قالت مها بسعاده"الحمد لله على ظهور براءتك ورجوعك لنا بالسلامه" ابتسم سلمان ثم قال"كلمة لنا هذه تشمل الجميع" جلست مها على الكرسي ثم قالت بدلع"انت ذكي كفايه عشان تعرف أنا أقصد مين ولمين" قال سلمان فجأه"مها أنا ماني قادر أنتظر...المحنه علمتني الكثير وانتي طلعتي أصيله ووقفتي معي مها حنا لازم نتزوج وبأقرب وقت" مها"وأنا موافقه وعلى الموعد اللي تحدده" سلمان"أنا أبيها ملكه وزواج في نفس الوقت ويكون بعد اسبوعين" شهقت مها قائله"لكن خالد اللي توفى ما صار له اسبوع ونصف" سلمان"اللي مات الله يرحمه...وبعدين بعد اسبوعين يكون له شهر تقريباً" مها"اذا كنت مصر راح يكون زواج عادي وعائلي مراعاة لظروف أهل أبو ماجد" رفع سلمان حاجبه قائلاً"انتي متأكده انك مها...أو انتي وحده ثانيه" تنهدت مها ونزلت من عينها دمعه انسابت على خدها.قالت بعد فتره"كنت بحاجه لشي يضربني على راسي عشان أصحى من أحلامي...كنت أنانيه وما أفكر إلا بنفسي لكن المحنه اللي مرينا فيها كانت كفيله بأنها تصحيني من الغيبوبه اللي أنا فيها....سلمان أنا كل همي بالحياه انك تكون بخير" سلمان"لو كنت أدري انك بتتغيرين للدرجه هذي كان من زمان تمنيت انه تحصل لي هالمشكله" مها"لا تقول كذا يا سلمان...والله اني كنت بكابوس كل الايام اللي فاتت" سلمان"الحمد لله عدت على خير...ولا تفكرين فيها.....سكت قليلاً ثم أكمل..راح أرسل مهرك على حسابك تتوقعين اسبوعين كفايه للتجهيزات" ابتسمت مها قائله"ان شاء الله" أخذ سلمان ومها يتحدثان عن ترتيبات الزواج بينما كان قلبيهما يرفرفان من السعاده دخل أحد الدكاتره إلى غرفت ماجد فوجده متكأً على يده يقرأ مجموعه من الصحف. الدكتور"ما شاء الله...اليوم يا ماجد انت بأفضل حال" ماجد"طيب يا دكتور فهد متى أطلع؟" الدكتور فهد"اليوم ان شاء الله...وأنا كلمت الأهل" ماجد"مشكور يا دكتور والله يعطيك العافيه" الدكتور فهد"والله أنا لي الشرف وأنا أخدم أحد أبطالنا" طأطأ ماجد رأسه وهو يتذكر تلك الليله.تذكر جسد خالد وهو مرمي بين يديه.نظر إلى كفيه وشعر أنه مهما غسلهما بالماء فلن تزول دماء خالد.. أغمض عينيه بألم ثم تنهد وهو يحاول طرد ذكريات تلك الليله من مخيلته. دخل أحد الضباط الكبار والمسؤول عن ماجد"السلام عليكم...كيفك اليوم يا ماجد؟" ماجد"وعليكم السلام...أبشرك بخير وكتبوا لي اذن بالخروج" نظر المسؤول الكبير إلى الدكتور فهد ثم قال"ممكن تتركنا يا دكتور فهد" أخذ الدكتور فهد ملف ماجد ثم قال مبتسماً"طبعاً..وأنا راح انهى إجراءات خروجك" جلس المسؤول على الكرسي بعد خروج الدكتور فهد تنحنح قبل أن يقول"كان عملك انت والمجموعه اللي معك رائع وكامل...تمكنتم من قتل الإرهابيين وأحد الرؤوس الكبيره واصابة أحدهم واللي فادنا في التحقيقات...وقد أشاد الضابط ناصر ومن معه بجهودك الجباره ومدى نجاح خطتك في اقتحام العماره" طأطأ ماجد راسه ثم قال"كلنا فداء لتراب الوطن اللي أعطانا الكثير ومهما عملنا مستحيل نوفيه حقه" المسؤول"طبعاً...والله يحفظ لنا قادتنا وأمراءنا" ابتسم ماجد ثم قال"الله يحفظهم كانوا معي أول بأول وبالذات الأمير نايف والأمير سلمان واللي زارونا بالمستشفى للإطمئنان على صحتنا...ووالله كانت زيارتهم لي أجمل حدث صار في حياتي" المسؤول"انت تستاهل الكثير...تردد قليلاً ثم قال..حنا عرفنا ان أحد الإرهابيين كان أخوك المختفي من كم اسبوع...والله يكون في عونكم على ما أصابكم...وأنا قررت أنقلك من مكانك بعد اللي حصل" قال ماجد بقوه"لا طبعاً...وأنا أرفض نقلي من مكاني...اللي حصل أعطاني اصرار وتحدي اني أكمل المشوار وأنظف بلادي من آخر ارهابي ومن يعلمهم ويدربهم بنية تخريب البلد الطاهر.. حلمي إني أقضي على الرؤوس الكبيره واللي تقدم أجساد أبناءنا الصغار اللي ما بعد أدركوا معنى الجهاد...استخدموهم كقنبله موقوته..أنا أخوي ما تعدى18 سنه وأتفاجأ فيه مع مجموعة ارهابيين وكل من معه كانوا بنفس العمر تقريباً...أنا مستعد أفني عمري كله في مطاردة الإرهاب وأطهر هذي الأرض من أشكالهم" المسؤول"كفو...هذا ماجد اللي أعرفه...انت الان تعتبر نفسك في اجازه لمدة شهر وبعدها الله يحييك مع اخوانك البواسل" رن جهاز ماجد فنظر إلى الشاشه ثم ابتسم.وقف المسؤول ثم قال"يالله أنا أتركك الحين تجهز نفسك للخروج....مع السلامه" ماجد"مع ألف سلامه" خرج المسؤول من الغرفه وماجد يتابعه بنظراته مبتسماً.... ماجد"هلا وغلا...تو نور الجوال" نوره"هههههههههه هلا فيك أكثر...كيكة الفانيلا تنتظرك" ماجد"وصاحب الكيكه؟" نوره"مشتااااقه لك" ماجد"وأنا أكثر والله..على ذكر الكيكه لا يكون كيكة ذيك الليله" نوره"لا هذيك قضت عليها اختك هند...هذي أنا مسويتها لك اليوم" ماجد"تسلمين لي يا أحلى زوجه..كيف خلودي؟" نوره"متعبني والله" ماجد"الله يخليكم لي أنا دقايق وأكون عندكم" نوره"عندي خبر والحمد لله...حنا أرسلنا لك السواق" ماجد"نوره....أمي كيفها" نوره"الحمد لله أحسن شوي...حنا ما نتركها لوحدها حتى هند من أيام الغزاء وهي عندها" ماجد"فيصل هذا انسان عظيم" نوره"مو أعظم منك" ماجد"اشتقت لكلامك الحلو...احس لي سنين عنكم" نوره"الحمد لله على سلامتك...والله يحفظك لنا" ماجد"تسلمي يا الغاليه...يالله أنا بجهز نفسي وكلها مسافة الطريق وأكون عندك" نوره"مع السلامه...وأنا بانتظارك" وبعد مرور ساعه... كان ماجد مغمض العينين حين دخل غرفته ضاحكاً همست نوره برقه"تقدر تفتح عيونك" نظر ماجد حوله مبهوراً فقد توزعت الورود الطبيعيه في كل مكان كما أشعلت الشموع المعطره ذات الألوان المختلف وأعطت الغرفه سحر من نوع خاص. كانت تتوسط الغرفه طاوله وضع عليها أنواع الحلوى والكيك..كما انسابت الموسيقى الرقيقه نوره"هاه ايش رأيك" تطلع ماجد إلى عينيها قائلاً"كلك ذوق يا أغلى انسانه في حياتي" نوره"لو في ايدي كانت زرعت الورود في الحي كله" اقترب ماجد منها قائلاً"يكفي انك انتي منبع الورود" سمعا طرقات خفيفه على الباب ثم نادى ماجد" ادخل الباب مفتوح." دخلت أم ماجد بهدوء وحين رأت ولدها أسرعت تحتضنه بسعاده أم ماجد"الحمد لله على سلامتك يا الغالي" ماجد"تسلمي يا أعظم أم...أنا دخلت قبل شوي وما شفت أحد بالبيت وينكم؟!" أم ماجد"والله رحت أنا وأبوك لسوق الغنم بعدها للمطعم" ماجد"ماله داعي تكلفون نفسكم يا الغاليه" أم ماجد"سلامتك عندي بالدنيا كلها يا وليدي..واللي سويناه هذا قليل" ماجد "وأبوي وينه تحت؟" أم ماجد"لا والله راح لشغل ويجي بعد شوي" ماجد"الله يعطيه العافيه..هو كان عندي اليوم بالمستشفى" أم ماجد"ايه..هو طلب مني لكن أنا ما قدرت أزورك اليوم كنت تعبانه" ماجد"سلامتك يمه ايش فيكِ؟!" أم ماجد"أبشرك ما فيني الا العافيه..تطمن يا وليدي..يالله أنا بروح تحت وأخليك مع زوجتك" قالت نوره بسرعه"لا يا خالتي اجلسي معنا..." ابتسمت أم ماجد قائله"أكيد فيه كلام بينكم تبون تقولونه..وبعدين أنا لاحقه على ماجد " خرجت أم ماجد مغلقه الباب خلفها فقال ماجد وهو يقترب من نوره"ايش كنا نقول؟" تطلعت إليه نوره ضاحكه والدنيا تكاد لا تسعها من الفرحه. ************************************************** ********* صرخت أم صالح (الجده) "تزوجت؟!" قال أبو سلمان بهدوء"اهدئ يمه...وصدقيني حصل الزواج بسرعه" أبو صالح(الجد) "ليش ما قلتوا لنا؟ندى كيف تتزوج وما تعلمنا" الجده"لا ما أصدق...أكيد فيه شي..أنا لازم أشوف بنتي الحين..لازم أشوف ندى" أم سلمان"بتشوفينها ان شاء الله...لكن هي شكلها الحين مسافره" نوف"جدتي كانت ندى ما تبي تكلف عليكم مشوار السفر..وكانت بتخلي زواجها مفاجأه صدقيني أكيد ندى ناويه تزوركم بعد ما ترجع من السفر" الجده"أنا ما أصدق أحد فيكم...بنتي تتزوج كذا وبسرعه وبدون ما ندري أكيد فيه سبب. أقولكم لازم أشوف بنتي" تطلع أبو سلمان إلى زوجته فتدخلت نوف بسرعه"قلت لك يا جدتي هي مسافره" الجده"وتبوني أحط يدي على خدي لين ترجع وآخذ أخبارها...وجوالها ليش مقفل" نوف"يمكن ما عممت جوالها" الجد"أبو سلمان كنت أحسبك أعقل عيالي...البنت تتزوج في بيتك بدون ما ندري" لزم أبو سلمان الصمت وقلبه يتمزق ألماً على ندى..فقد اقترف جريمه في حقها لن يسامح نفسه عليها أبداً. الجده"كلكم تكذبون أكيد فيه شي كبير...البنت ما في نيتها تتزوج...كان حلمها انها تكمل دراستها يا ويل قلبي عليكِ يا ندى يا بنت الغالي" أبو سلمان"الزواج ما راح يمنعها من تكملة دراستها" صرخت الجده بحنق "انت بالذات اسكت ما ابيك تتكلم..انا مالي جلوس هنا..بروح الديره وأنتظر ندى هناك...يا قلبي عليكِ يا ندى" أم سلمان"وين تروحين يا خاله؟اجلسي هنا ومالك الا اللي يتصل بزوج ندى" وقفت الجده ثم قالت بصوت صارم"أنا مالي جلوس هنا.." خرجت إلى غرفتها وهي تنتفض من الغضب. وقفت أم سلمان قائله"أنا بروح وراها" أوقفها الجد باشاره من يده ثم قال"أم صالح ما أحد يعرف لها غيري" خرج الجد خلف أم صالح وهو يعلم أنه لن يقنعها بكلامه ولن يرتاح قلبها إلا حين رؤية ندى أمامها. دخل زياد الصاله مسرعاً ووقف يلهث وقد علت وجهه ابتسامه...كان يرتدي ملابس رياضيه حيث كان يلعب الكره في ملعب الحي صرخ بسعادة "سلمان...وصل" وما كاد ينهي جملته حتى دخل سلمان تلقته والدته ونوف بالترحيب. أم سلمان"هلا وغلا...الحمد لله على سلامتك" قبل سلمان رأس والده ثم التفت إلى والدته"الله يسلمك يا الغاليه" أم سلمان"والله اني زعلانه عليك" سلمان"ليش يا الغاليه؟!" أم سلمان"تطلع من الحجز وتروح على طول للمستشفى..وأنا جالسه هنا أنتظرك" قبل سلمان رأس والدته ثم قال ممازحاً"لو دريت ان الشي هذا يزعلك...كان جيتك مشي" نوف"الحين خلاص يا سلمان براءه مؤكده" سلمان"وهذي فيها مزح...طبعاً ولله الحمد" أبو سلمان"الحمد والشكر لله" صرخت رحاب حين شاهدت سلمان ثم قفزت تحتضنه. رحاب"هلا سلمان...الحمد لله انك رجعت لنا" قبلها سلمان بود ثم التفت إلى والده قائلاً"القضيه كانت معروفه من أول يوم...بسبب شهادة حق من الدكتور بدر لكن المسأله أخذت وقت عشان التحقيق ياخذ مجراه بشكل نظامي دقيق" قال أبو سلمان بقلق"ايش صار على وظيفتك يا ولدي؟" ابتسم سلمان مطمئناً"أبشرك رجعت لمكاني الأول وما فيه أي تغيير ووصلتني التهاني من العاملين بالمستشفى ومن المرضى وأولياؤهم" رفعت أم سلمان يديها دامعة العينين"الحمد لله والشكر" التفت سلمان حوله ثم قال"محمد وينه؟!" أبو سلمان"محمد طلع الشرقيه كم يوم..والله يا ولدي ما أدري ايش فيه من رجع من لندن وهو حابس نفسه بغرفته وبالنهايه يطلع ومعه شنطته ويقول انه مسافر الشرقيه" أم سلمان"خله يا أبو سلمان على راحته" أبو سلمان"ما قلت شي..لكن أنا خايف على الولد شكله تعبان" أغمض سلمان عينيه بألم وقال في نفسه"وأنا أعرف اللي أتعبه...الله يكون في عونك يا محمد.. أعرف انك مستحيل تسامحني على اللي سويته لك ولندى...وندى آه يا ندى ما أدري كيف أحط عيني بعينك بعد اليوم" قالت أم سلمان بدهشه"انتم ما تلاحظون اننا واقفين لنا ساعه..تعال يا سلمان أكيد انك تعبان..تعال يا ولدي ارتاح وخذ لك فنجان قهوه." اتجه سلمان إلى أقرب أريكه ثم جلس عليها وقال متنهداً"أي والله اني تعبان..أصلاً ما نمت من كم يوم" جلست نوف بالقرب منه ثم همست في أذنه"سلمان ما تدري وين بيت سلطان أو رقم جواله؟" تطلع إليها سلمان مندهشاً"ليش هي ما دقت عليكِ من تزوجة؟!" قالت نوف بتعاسه"لا...ما سمعت صوتها من تزوجت" قال سلمان ببطء"غريبه...لا يكون مسافره" نوف"لو كانت مسافره كان اتصلت تخبرني..ندى أعرفها مستحيل تطنش كذا" تنهد سلمان قائلاً"على العموم أنا معي رقم جوال سلطان وراح أكلمه اليوم" قفزت نوف من السعاده"صدق..تكفى كلمه بسرعه..والله اني مشتاقه لندى" ابتسم سلمان ثم قال"من عيوني..أنا كم نوف عندي" أم سلمان"انتم في ايش تتكلمون انت وياها؟!" غمز سلمان لنوف ثم قال"كنا نتكلم عن يوم زواجي" اتسعت عينا نوف من الدهشه إلا أنها لزمت الصمت..فتسائلت والدته"يوم زواجك؟!" سلمان"اتفقت أنا ومها انه يكون زواجنا بعد اسبوعين" أبو سلمان"الف مبروك وعلى بركة الله" قالت أم سلمان بقلق"لكن يا ولدي ظروف أهل أبو ماجد ما تسمح اننا نسوي زواج هاليومين" صرخت نوف"لا ما يصير..أنا ما شريت فستان زواج وبعدين اسبوعين مو كفايه" التفتت أم سلمان إلى ابنتها حانقه"وانتي هذا اللي يهمك" قال سلمان بهدوء"لحظه الله يجزاكم خير...أنا فعلاً قلت زواج لكن مو اللي بفكركم. .حنا اتفقنا يكون الزواج عائلي بسيط وفي استراحه" أبو سلمان"وأهل البنت تتوقع يوافقون" هز سلمان رأسه مطمئناً"أهل البنت ما عندهم مانع أهم شي سعادة مها" نوف"خسارة..أول زواج لواحد من خواني بدون طق ووناسه" قال سلمان ضاحكاً"عندك محمد..اذا تزوج راح نحط طق واللي تبينه" تنهدت نوف وهي تتطلع إلى يديها ثم قالت في نفسها"وكيف يتزوج وما في قلبه غير ندى؟!!" انتشلها صوت والدها من أفكارها"وليش ما يكون الفرح فرحين" أم سلمان"ايش تقصد يا أبو سلمان؟!" تطلع أبو سلمان إلى نوف مبتسماً"زواج سلمان ونوف في وقت واحد" وقفت نوف مصدومه ثم قال"لكن أنا ما وافقت على ناصر" قال أبو سلمان"ومن يرفض ناصر...هذا شاب نادر يا بنتي" قالت نوف بصرامه"هذي حياتي يا يبه..وأنا اللي تبي تتزوج..وناصر ما أبيه" رفع أبو سلمان عينيه إلى نوف قائلاً بقوه"نوف لا تكونين عنيده الرجال ما ينرفض" نوف"لكن أنا رافضته وأرجوك يا يبه لا تعيد مأساة ندى معي" قالت تلك الكلمات ثم أسرعت تصعد السلم إلى غرفتها. قال أبو سلمان"روحي يا أم سلمان وعقلي بنتك" سلمان"يبه هذا زواج...لا تضغط على نوف..واللي قالته نوف صحيح" أغلقت نوف باب غرفتها ثم رمت بنفسها على سريرها وهي تحتضن الدبدوب. قالت شاهقه"مستحيل أحد يجي مكانك يا طلال...مستحيل" يتبع
|
|
************************************************** *********** كانت نهى تضحك على تعليق كتبه سامي(صقر) مغروره بجمالي"والله انك فله" صقر"أعجبك" مغروره بجمالي"انتم يا أهل الحجاز روحكم مرحه" صقر"تسلمي يا حبي" مغروره بجمالي"حبك الوحيد أو فيه غيري بالماسنجر والجوال ووووو" صقر"أنا ما عرفت غيرك ولا أبي أعرف" (كثر منها) مغروره بجمالي"وأنا بعد معجبه فيك..انت من وين طلعت لي" صفر"من شاشة الكمبيوتر" مغروره بجمالي"ههههههه تصدق تمر الساعات معك كأنها دقايق" صقر"لنا أكثر من اسبوعين ما نفترق إلا وقت النوم ..لكن المشكله انك مو راضيه تسمعيني صوتك" مغروره بجمالي"يا كرهي لكم يا الشباب من تتعرفون بوحده حتى تطمعون بمكالمات ومقابلات والخافي أعظم" صقر"انتي تحسديني على سماع صوتك" مغروره بجمالي"أوكي..ما عندي مانع...لكن ارسل لي بطاقة شحن" قال سامي في نفسه والله انك ذكيه يا نهى ناوي أنصب عليكِ وسبقتيني. صقر"من عيوني...اذا كان هذا يخليني أسمع صوتك..لكن بالأول تعطيني رقم جوالك" مغروره بجمالي"اكتب عندك"0505 والباقي أصفار خخخخخخخخخخخخ" قال سامي "والله انك داهيه ثم كتب"ممكن سؤال" مغروره بجمالي"تفضل" صقر"انتي ما قلتي انك معلمه وبنت عز يعني مو ناقصك فلوس" مغروره بجمالي"أدري لكن اللي يبي يسمع صوتي لازم يدفع" صقر"بالأول تعطيني رقم جوالك بالكامل"ثم قال في نفسه "ما تدرين اني مخزنه عندي بالجوال بعد ما أخذته من اختي" مغروره بجمالي"أجل انسى الموضوع" صقر"راح أنتظر لكن تأكدي مستحيل أنساه" مغروره بجمالي"براحتك" صقر"على فكره..أنا عندي بعثه بعد شهر للخارج" مغروره بجمالي"يووووه...يعني يتنقطع أخبارك" صقر"لا طبعاً...الكمبيوتر راح يكون معي..وراح نكون على اتصال" مغروره بجمالي"حلو....لأنك والله مالي علي وقتي" صقر"وانتي بعد...لكن عندي مشكله" مغروره بجمالي"ايش هي؟!اذا كانت بسيطه فأنا على راس الخدمه" صقر"هي نوعا ما بسيطه...البعثه محتاجه فلوس حوالي 20000 هذا غير التذاكر والسكن ومستلزماته" قالت نهى في نفسها "بدينا بالشحاذه" "انت طالب طب ما شاء الله أكيد مكافئتك كبيره" صقر"هذا أول..الحين يعطونا بالقطاره..وبعدين كل الماكفأه تروح على أقساط السياره" مغروره بجمالي"الله يعينك" صقر"أنا أقول اذا تقدرين تدبرين لي المبلغ كسلف وأرده لك بعد كم شهر" مغروره بجمالي"كان ودي...لكن راتبي ياخذه أبوي كل شهر ويعطيني مصروف حالي حال أي طالبه" قال سامي في نفسه"هين دواكِ عندي ان ما أخليكِ تبوسين يدي عشان أرضى عليكِ ما أكون سامي" صقر"خلاص انسي الموضوع..أنا راح أدبر عمري" مغروره بجمالي"اعذرني يا صقر...لا يكون زعلت" صقر"وأنا أزعل من روحي مستحيل" مغروره بجمالي"صدقني لو كان عندي كان أرسلت لك" صقر"قلت لك انسي الموضوع...أنا عندي شغل بعد شوي..أشوفك على خير" مغروره بجمالي"متى تكون اون لاين" صقر"أكون متواجد على الفجر" مغروره بجمالي"راح أكون بانتظارك" صقر"ممكن سؤال؟" مغروره"أوكي" صقر"انتي عايشه لوحدك؟!" مغروره بجمالي"لا طبعاً..ليش السؤال؟!" صقر"يعني...كل ما أدخل ماسنجر القاكِ اون لاين..يعني تقريبا 24 ساعه" مغروره بجمالي"ايش أسوي؟كل اللي بالبيت لاهي لحاله..أبوي بالعمل ما يجي إلا بالليل تعبان ويمكن يمر أسبوع ما شفته...خواتي تزوجوا مع انه فيه وحده لها مشاكل مع زوجها وعندنا في الوقت الحالي...لكن دائماً في غرفتها..أمي مع صديقاتها أو في النادي أو السوق..وغرفتي لها شهر ما دخلتها وما عمرها سألت عني...وأنا هنا مع الكمبيوتر لولاه كان صابني جنون" صقر"الله يعينك...أجل انتي في معاناه" مغروره بجمالي"وهو فيه أسوأ من الوحده" صقر"طيب ليش ما تطلعين للسوق..أو تزورين أحد من صديقاتك" مغروره بجمالي"ابوي مانعني من زيارة صديقاتي والسوق ما أحبه واذا رحت لازم مع امي وخواتي. يقفلون علينا بالبيت عند الخدم وما يدرون اننا ممكن نطلع للعالم من غرفتنا وعن طريق هالجهاز الصغير" صقر"انتي نفس مأساتي تقريباً...والله وجمعنا القدر" (لا تصدقونه تراه يكذب) مغروره بجمالي"البؤساء في الأرض هههههههههههه" صقر"مو مشكله...على الأرض ولا تحت الأرض..يالله أنا تأخرت...تامرين على شي" مغروره بجمالي"سلامتك أشوفك على خير" صقر"وهو كذلك" أغلق سامي جهازه وهو يعد نفسه لتنفيذ خطته.. بدلت نهى لباسها فارتدت تنوره جينز تصل إلى نصف ساقيها وتي شيرت من بيرشكا. وضعت ماسكرا على عينيها الواسعتين وقليل من القلوس مع مرطب. نزلت إلى الأسفل وتفاجأت بوجود نوره في مجلس النساء مع ساره ووالدتها. قالت نهى باستهزاء"ما شاء الله الأهل مجتمعين" سارة"ومن زمان انتي وين تختفين ما نشوفك إلا على الوجبات؟!" نهى"آه يا ليت فيه مكان سري بعيد عن هنا وأختفي فيه" نوره"انتي ما تجيكِ عقده من كثر ما تجلسين لوحدك" نهى"بدينا بالنصائح...انتي زوجك مو أمس طالع من المستشفى ليش ما قابلتيه؟" نوره"أنا جايه عشان أشوف أمي لأنها من أمس وهي تعبانه" اتسعت عينا نهى ثم التفتت إلى والدتها قائله"والله ما دريت..سلامتك يمه ايش فيك؟!" سارة"ما قلت لكم انها عايشه بعالم آخر...انتي كيف تدرين عن اللي بالبيت وانتي 24 ساعة بغرفتك" قالت نهى غاضبه"أشوفك انتي واختك متحالفات ضدي اليوم...انتي بالاول شوفي حل لكِ انتي وزوجك بعدين انصحيني" صرخت أم فيصل غاضبه"أشوف كبرتي وقل أدبك يا نهى...اعتذري بسرعه من أختك" قالت سارة بهدوء"اتركيها يا يمه...بنتك هذي ما ينفع معها النصح" نهى"ايش قصدك يعني؟...ان شاء الله تبين تاخذين عصا وتضربيني فيها" نوره"لا...العصى الحين ما تنفع...انتي يبيلك مقص للسانك الطويل" نهى"يووووه وبعدين معكم أنا لو دريت ان جلستكم كذا كان ما نزلت من غرفتي" تسائلت أم فيصل متعجبه"نهى ايش فيك متغيره؟! ما كنتي كذا" همهمت سارة"زاد العمر ونقص العقل" صرخت نهى"يمه سكتي بنتك" نوره"سارة...اتركيها...الضرب بالميت حرام" تناولت نهى قطعة من الكيكه أمامها وكأنها لم تسمع شي..أخذت الريموت وبدأت تقلب بالقنوات. التفتت نوره إلى سارة قائله"ايش قلتي بموضوعنا؟" قالت سارة بقلق"والله ما أدري...أفكر واذا كنت أقدر أروح" نوره"لازم تروحين...نوف وعمتي أم سلمان يزعلون" أم فيصل"انتي لازم تطلعين أجمل وحده بالحفل" التفتت نهى متسائله بهدوء"انتم عن ايش تتكلمون؟" أم فيصل"بعد أسبوع ونصف زواج سلمان" اتسعت عينا نهى"كذا بالسرعه هذي!!" أم فيصل"بيكون زواج عائلي...عشان ظروف بيت خالتك" نهى"يووووه يعني ما فيه طق...ماني رايحه" أم فيصل"براحتك" صرخت نوره قائله"يعني كيف براحتها....يمه بنتك هذي لازم تمشي قدامك" وقفت نهى ثم قالت غاضبه"لا يكون معينينك وصيه علي وأنا ما أدري" سارة"يمه بنتك هذي المفروض ما تجلس لوحدها" قالت أم فيصل بهدوء"عندها الخدم" نوره"وانتي تضمنين الخدم...أكثر المصايب تجي من الخدم" نهى"أقول...روحي لبيتك أفضل لك والنصائح هذي وفريها لنفسك...أنا رايحه غرفتي بصراحه الجلوس معكم يرفع الضغط ويجيب الإكتئاب" ذهبت نهى إلى غرفتها فالتفتت نوره إلى والدتها تسألها بحيره"يمه بتتركينها كذا" قالت أم فيصل بأسف"والله يا بنتي أختك هذي ما أقواها" ************************************************** ******** كانت ندى نائمه في فراشها حين تناها إلى سمعها صوت ضحكات وأحاديث وصوت أطباق وكأنها تتكسر. استفاقت وهي تشعر بصداع بسيط ,نظرت إلى ساعتها والتي كانت تشير إلى الثانيه صباحاً. جلست في مكانها وهي تستمع إلى خليط الأصوات وميزت بينها أصوات ناعمه آتيه من الصاله. سمعت صوت باب يغلق وصوت فتاه تضحك.أزاحت ندى الغطاء وهي تشعر أنها مازالت تحلم. كانت ترتدي ثوب خفيف من القطن بدون أكمام يصل إلى نصف ساقها.تناهى إلى سمعها خليط الأصوات مره أخرى وبسرعه وبحركه غريزيه نهضت من سريرها واتجهت مسرعه نحو الباب.اقتربت أكثر في محاوله لاستراق السمع كان التوتر والانتظار مخيمان عليها.اتسعت عيناها من الصدمه وهي تتأكد من وجود أشخاص في المنزل. فتحت ندى باب غرفتها ثم سارت بحذر شديد.كانت الأفكار تروح وتجئ في رأسها وهي تقترب من الصاله...دخلت الصاله وخفق قلبها بعنف.بقيت صامته وأصبح الجو مشحوناً لم تكن تحلم. فما تراه أمامها ليس حلماً بل واقع. أشعل سلطان سيجارته وهو يراقبها ببطء"هلا ندو...كنت أحسبك نايمه" أحست ندى بفمها يجف ثم سيطرت على نفسها قالت ببطء"من هذولي يا سلطان؟!" نظر سلطان بهدوء خلفه إلى الفتاتين الواقفتين وهن يتطلعن إلى ندى بثقه. قال سلطان بصوت ملئ بالتحدي"صديقاتي" أخذت ندى بعض الوقت لتستعيد توازنها لم تتفوه بكلمه وحين استطاعت ان تفتح فمها جاء صوتها مرتجفاً"صديقاتك؟!!" ابتسم سلطان بتشدق"ايش فيكِ يا ندو...خليكِ متحضره..حنا في عصر التحرر" قالت ندى ببطء وعيناها متسعتين من الصدمه"لا...انتم بعصر الانحلال" قالت إحدى الفتاتين"هذي ندى اللي كلمتنا عنها" وكانت السخريه الجافه واضحه في صوتها. ثم أكملت"ما توقعتها بالجمال هذا كله" قالت الفتاه الأخرى"بصراحه قصرت بوصفها يا سلطان" تحرك سلطان مترنحاً وأخذ قنينه كانت موضوعه على الطاوله,شرب منها ثم مسح فمه. تطلع إليها وكان منظره يوحي بأنه لا يعير أحد أي اهتمام"هذولي صديقاتي قبل أتزوجك.. وهذي حياتي يا ندى ومستحيل أغيرها لمجرد دخولك فيها" جمدت ندى في مكانها لقد قال ما قاله لإسكاتها....لكنها لن تدع كلامه يؤثر على معنوياتها.. تعلم أن وجودها هنا مؤقت كما تعلم أن سلطان لا يفقه ما يقوله في هذه الساعه. قالت بصوت كلسعة السوط"محول بيتك لدعارة يا سلطان" سلطان"انتبهي لكلامك...واعرفي مقامك يا ندى..أنا حر..لا انتي ولا أي أحد ممكن يتحكم فيني أنا متعود أسوي حفلات هنا بالشقه..وما أسمح لك تخربين علي أي شي..اسمعي الكلام وروحي غرفتك وسكري على نفسك الباب" كانت كلماته فظه قاسيه وقعت على ندى وقوع الصفعه. الا أن ذلك لم يحرك فيها قيد أنمله..تطلعت ندى إلى الفتاتين ثم قالت"اطلعن برى البيت الحين.. وإلا جمعت عليكم أمة لا اله إلا الله" قالت إحدى الفتاتين بعنجهيه وثقه بالنفس"شكلك يا سلطان ما روضتها زين..أشوف قطتك صار لها ناب" قالت الفتاه الأخرى بتحدي"أنا جالسه هنا يا بنت الناس وان كان فيه أحد يطلع فهو أنتي" أحست ندى بالغثيان فقالت"انتي كيف تفكرين؟! انتي ما عندك مشاعر؟! كيف ترضين على نفسك الحياه هذي؟!!كيف تبيعين نفسك برخيص؟انتي ما عندك كرامه؟!!" صرخ سلطان قائلاً"ندى الزمي حدودك ولا تهينين ضيوفي في بيتي" التفتت إليه ندى وقالت"انت ما تستحي على نفسك..جايب لك مصيبتين في بيتك وتسميهم ضيفتين انت انسان بلا رجوله" اقترب سلطان منها وقد انفلتت أعصابه فصفعها على خدها بقوه وصرخ فيها"انقلعي عن وجهي الحين" وقفت ندى كالجبل ولم تسمح لدموعها بهزها"مستحيل أتحرك من مكاني لين أشوف الكلبتين اللي معك برى بيتي" قالت احدى الفتاتين"لا...حنا انهنا في بيتك يا سلطان" قالت ندى باشمئزاز"انتي أهنتي نفسك بمجرد انك سمحتي لنفسك انك تروحين مع واحد غريب وتخونين أهلك" قالت الأخرى غاضبه"سلطان طلعنا من هنا...هذي خربت علينا السهره ..والله يعينك عليها" أمسك سلطان بذراعها بقوه ثم قال"مبسوطه الحين يا ندى...تراي إلى الآن وأنا أحاول أضبط أعصابي لا تثيرين غضبي أكثر من كذا" رفعت ندى وجهها إليه بتحدي وأحست بالنار تحرق ذراعيها تحت أصابعه مزعت يدها منه ثم قالت"ايش ناوي تسوي بعد؟!تضربني مره ثانيه..خلاص يا سلطان صار عندي مناعه من الضرب لكن تأكد مستحيل أكون أنا والعاهتين اللي معاك في مكان واحد" اقترب منها سلطان هامساً"تتحديني يا ندى" لمعت عينا ندى كالنار ورفعت ذقنها الصغير إلى أعلى بكبرياء"أتحداك يا سلطان" قال سلطان من بين أسنانه"لا تجربين الوجه الثاني يا ندى" ابتسمت ندى باشمئزاز"صدقني ما فيه شي راح أندم عليه أكثر مما ندمت عليه" صرخت إحدى الفتاتين"أنا غلطانه لما فكرت أجي هنا..أنا بمشي ومستحيل أدخل بيتك هذا مره ثانيه" أمسك سلطان بكتفي ندى بقوه ثم قال"تأسفي منهم يا ندى" قالت ندى بعنف وجسدها يرتجف"لو كان هذا آخر يوم بحياتي" كم كان صعب عليها أن تضبط أعصابها..كم أرادت لو تصفعه لكي يفيق .. لكن لا لن تنزل إلى مستواه الأخلاقي.... السخريه في صوتها أشعلت غضبه وبدأ يضغط على كتفيها بشده ويصر على أسنانه. بينما كانت هي تحملق فيه بجرأه. قال سلطان بتوتر"راح أربيكِ من جديد وأكسر طوق الغرور اللي مغلفك" كانت أصابعها تؤلمها .امتلأت عينيها بالدموع.لا يجب أن تبكي..لن تبكي أمام هذا الوحش وتلك النسرتين..ارتخت قبضتاه قليلاً ثم التفت إلى الفتاتين قائلاً "يالله امشوا قدامي...وانتي يا ندى لي تفاهم معك بعدين" خرج سلطان مع الفتاتين من البيت بينما كانت ندى تحدق بهما بدون استيعاب, وفجأه تبخر احساسها بالشجاعه التي لازمتها الدقائق الأخيره..أفاقت من صدمتها وبقيت للحظات غير واعيه لما حدث أمامها. سمعت شهقاتها وبدأت بالبكاء وهي تتنفس بصعوبه.قالت بألم"وينك يمه؟" كانت ذراعاها ما زالتا تؤلمانها وكان الألم يزداد في قلبها. طافت برأسها فكره غريبه...ماذا لو هربت؟ ولكن إلى أين ولمن؟وفي مثل هذا الوقت. وصلت إلى الباب ولاحظت أن سلطان قد أغلقه بالمفتاح وأغلق معه حريتها. شعرت ندى بالجوع وبشعور آخر مميت همست بألم"وينك يا محمد تشوف اللي أنا فيه؟" كانت ترتجف كورقه يابسه...كانت تعلم أنها تدفع ثمن كبرياؤها وصمتها ولكن ذلك كثير عليها. اتجهت ندى إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ثم أوت إلى فراشها..أحست بصداع ثقيل. استرجعت تفاصيل ما حصل ودار في رأسها الحوار بينها وبين سلطان. كانت تعلم أن سلطان يعيش على أرض موحله مليئه بالعفن ولكن الشي الوحيد الذي أزعجها هو عندما أصر سلطان أن تتأسف من تلك الشيطانيتين. ما حصل فوق احتمالها وان لم تخرج من هذا المستنقع قد تغرق فيه. استغرقت ندى بالنوم وأفكار كثيره تشغل بالها. ************************************************** ******** لم تنم شذى تلك الليله فقد كانت أفكارها مضطربه..لن تنسى نظرات تركي المتأمله والتي انصبت على سارة,تلك الفتاه التي قلبت حياتها وأتى الوقت الذي تنتقم فيه. لقد مزقت أحلامها وتربعت على قلب تركي...انسلت من فراشها ثم ذهبت إلى خارج غرفتها. توقفت في وسط الردهه.كانت العتمه تغمر المكان إلا من ضوء خفيف قادم من أسفل. قالت لنفسها" أكيد تركي ما وصل إلى الآن من برى..والعجوز نايمه بغرفتها..عساها نومت أهل الكهف." تنفست بارتياح ثم اتجهت إلى جناح سارة...فتحت الباب بهدوء ثم دخلت وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح. كانت تمسك بيدها مشعلاً فهي لا تريد اضاءت النور حتى لا يلاحظ أحد ما الضوء. كانت شذى تركز الضوء حولها بذهول.فكل شئ هنا جميل ورائع وكأنها في جناح ملكي. قالت لنفسها والحسد يأكل قلبها"آه منك يا تركي...مسكنها في هذا الجناح الملكي. وأنا تاركني في غرفه متر بمتر...لكن هين مصيرك انت وست الحسن والجمال في ايدي" اتجهت شذى غاضبه إلى دولاب غرفة النوم لتبحث عن شئ من مخلفات سارة وكم راعها أن تجد جميع ملابس سارة مرتبه بعنايه في الدولاب..حتى عطوراتها وأدوات التجميل مازالت مصفوفه بعنايه فوق التسريحه... صرخت بصوت خافت"ليش ما تموتين وأفتك منك...لكن صبرك علي ان ما وديتك ورى الشمس" بدأت بالبحث المستميت وسط العتمه وكم كانت سعادتها كبيره حين وجدت خصلات من شعر سارة الذهبي في سلة المهملات...أخذت خصلات الشعر ووضعتها في منديل ثم قالت والحقد يخرج من بين أسنانها "بهالخصلات يا سارة راح أقضي عليكِ وعلى حب تركي لكِ " أطفأت المشعل وبدأت تتلمس طريقها عبر الظلام...فتحت الباب ورفعت وجهها مصدومه ثم ابتعدت. رأت شبح تركي في العتمه وغاص قلبها من الخوف...كان شبحه طويل وقوي وهو يتحرك نحوها. أحست شذى بالأرض تهتز تحت قدميها...كانت على حافت الإنهيار. أضاء تركي النور فشاهدت شذى بركان الغضب يتطاير من عينيه وقرأت تعبير مخيف على وجهه. همس تركي بفحيح مخيف"ايش اللي جابك هنا؟ وكيف حصلتي على المفتاح؟!" قالت محاوله اظهار الهدوء بينما كانت خائفه ومضطربه"كان مجرد فضول..من دخلت البيت وأنا أتمنى أكون بالجناح هذا..ولما طلبت من خالتي قالت لي ان تركي ما راح يكون عنده مانع" همس تركي بحنق"ومن أعطاكي الحق بدخول جناحي..أنا ما أسمح لك وما أسمح لأحد انه يدخل هنا" فقدت شذى السيطره على نفسها وانطلقت الكلمات من فمها رغما عنها"انت أصلا ما عطيتني أي حق من اني أكون زوجتك...ورميتني بغرفة الضيوف مثل الخدامه..ولما حلمت أسكن بالجناح هذا مثلي مثل أي وحده متزوجه انت رفضت...لين متى وأنا صابره على وضعنا هذا يا تركي؟!" قال تركي من بين أسنانه"اسمعي يا بنت الناس...قلتها قبل وأقولها الحين..اذا مو عاجبك الوضع روحي لأهلك" نظرت شذى إلى وجهه الوسيم تبحث عن بارقة أمل ولكنها لم تجد سوى الألم"يعني شلون ما فيه أمل سارة للحين مسيطره على حياتك" تنهد تركي ثم قال"اطلعي يا شذى من الجناح ولا تسول لك نفسك مره ثانيه تقربين من عتبة الباب" قبضت شذى بقوه على المنديل ثم قالت في نفسها"والله وقربت نهايتك يا سارة" خرجت شذى مسرعه إلى غرفتها بينما كانت تسمع صوت باب جناح تركي يغلق بالمفتاح. شعرت بكره كبير وكانت تعلم أن سارة لو كانت أمامها في هذه اللحظه لقتلتها. رفعت يدها وفتحت المنديل فشاهدت خصلات شعر سارة ابتسمت شذى بحقد لا يهم فما كانت تبحث عنه حصلت عليه. شعرت شذى بيد تقبض على يدها بقوه وباليد الأخرى انتزع خصلات الشعر من يدها. صرخ تركي غاضبا"آه يا لئيمه...للدرجه هذي وصل فيك الحقد..أنا كنت أعرف ان ورى دخولك جناحي سبب أكبر من اللي قلتيه..آه يا حقيره" تساقطت الدموع من عيني شذى ثم شهقت قائله"انت السبب..كل اللي صار لي انت السبب فيه" قال تركي بصرامه"رتبي أغراضك وقدامي على أهلك...راح أكلم السواق يوصلك" ابتعد تركي نحو الباب فصرخت شذى قائله"تركي تكفى لا تسوي فيني كذا... تركي انت كل شي بحياتي...لا تطردني أنا مستعده أسوي أي شي عشانك..مستعده أخدمك العمر كله" التفت إليها تركي ثم قال بهدوء"شذى انتي طالق" صرخت شذى بألم ولم تعد قدميها تستطيع تحملها اتكأت على الجدار وهي تبكي وتتوعد سارة بالويل. يتبع
|
|
************************************************** ************** كان قد مر حوالي الشهر على وفاة خالد ولم يبق على زواج سلمان سوى أيام قليله. كانت نوف في كافتريا الكليه تقرأ أحد الكتب حين أتاها صوت ناعم. "صباح الخير..انتي نوف...صح؟" رفعت نوف رأسها متسائله..دققت النظر إلى الفتاه الناعمه التي تقف أمامها وقد ارتسمت ابتسامه ودوده على محياها البريء . اتسعت عينا نوف من الدهشه ثم قالت"هلا والله نجلاء من زمان ما شفتك..سألت عنك كثير وقالوا انك باجازه" نجلاء"هلا فيكِ أكثر...كانت عندي الزايده وسويت عمليه...وبعد ما رجعت صار عندي ضغط محاضرات تعرفين الامتحانات على الأبواب" قالت نوف متنبهه"سوري...تفضلي بالجلوس...ما تصدقين قد ايش فرحت بشوفتك" جلست نجلاء وهي تبتسم "وأنا أكثر والله" عم صمت مشحون بددته نجلاء بقولها"كيف ندى؟صار لي فتره ما شفتها" غضنت نوف جبينها ثم قالت بتعجب"انتي ما تدرين ايش صار لها؟!!" اتسعت عينا نجلاء ثم هتفت صادقه"ايش صار لها؟! تكفين يا نوف طمنيني عليها" تأملتها نوف قليلاً ثم قالت بهدوء"هاه..لا ولا شي...تعبت شوي وهي بالبيت الحين" نجلاء"ما تشوف شر سلامتها والله...أنا لي فتره أدق عليها لكن جوالها مغلق" قالت نوف ببطء وبحذر"نجلاء انتي عندك اخوان أو أنتي وحيدة أمك؟" نجلاء"أنا عندي أخ أكبر مني...سلطان" نوف"آها وهو ساكن عندكم أو في مدينه ثانيه؟" نجلاء"بصراحه هو عايش عندنا ومو عايش" قالت نوف بهدوء بينما كان قلبها ينبض بسرعه"كيف؟ ماني فاهمه؟" نجلاء"سلطان عايش حياته الخاصه...يجينا من فتره لفتره..وبعدها يختفي" نوف"يعني هو ما ينام عندكم؟!" نجلاء"لا..هو على قد كلامه عنده شقه بحي الروضه كانت لصديقه المتزوج قبل يسافر بعثه لكندا...وعنده بعد استراحه خارج الرياض...لكن ما قد زرناها يقول انها كلها عزاب" تنهدت نوف وقالت في نفسها"يا قلبي عليكِ يا ندى" قالت نجلاء بعد برهه إلا ليش تسألين يا نوف؟" ابتسمت نوف قائله"لا ولا شي...مجرد دردشه" وصلت نوره وهند مرهقتين...كانت نوره تشعر بحراره شديده وقد تصبب العرق من جبينها فقد كان الجو حار خاصه في هذا الوقت من السنه بينما نزلت خصلات من شعر هند على وجهها. قالت هند بعد أن جلست على الكرسي"يا ناس من يتبرع لي بكوب ماء بارد مع الثلج" نوره"أنا نفسي بآيسكريم...بصراحه الجو خانق اليوم" التفتت هند إلى نجلاء ثم قالت"مرحبا...عذراً ما انتبهت لك" وقفت نجلاء محرجه ثم قالت"عادي..ما فيه مشكله...يالله يا نوف أنا أستأذن..وبلغي سلامي لندى" ابتسمت نوف ثم قالت بهدوء"يبلغ ان شاء الله" التفتت نوره إلى نوف متسائله"نوف..انتي من متى تعرفينها..ومن هذي...شكلها مو غريب علي؟" نوف"ما تصدقون...هذي نجلاء" هزت هند كتفيها ثم قالت"وبعدين....ايش الجديد في كذا" تطلعت نوف اليهم مبتسمه"هذي نجلاء....اخت سلطان" شهقت نوره...بينما تطلعت إليها هند بوجوم..أكملت نوف كلامها قائله"المصيبه انها ما تدري عن زواج أخوها سلطان...تصدقون جتني تسألني عن ندى!" اتسعت عينا نوره"معقوله؟!!" هند"كنت أعرف ان سلطان هذا داهيه" نوره"طيب ما عرفتي وينه؟ بالرياض,مسافر...وين ديرته؟" نوف"كل اللي عرفته انه موجود الحين بالرياض وساكن بالروضه" قالت هند متسائلة "الروضه كبيره...ما عرفتي وين بالضبط؟" نوف"اللي فهمته منها انهم ما يعرفون شي عن حياته الخاصه" قالت هند بقلق"يا عمري يا ندى...يا ترى ايش صاير لها؟" نوف"لا تشكي لي أبكي لك...لكن سلمان وعدني انه راح يعرف أخبارها بأقرب وقت" نوره"يااااا ليت...ونطمن عليها" هند"سلمان كيفه مع ترتيبات الزواج" تنهدت نوف قائله"والله ما أدري عنه..ما صرنا نشوفه مشغول مع تأثيث بيته الجديد لكن أنا اشتريت فستان ناعم لونه لحمي" نوره"وأنا عندي فستان من أيام زواجي ما أحد شافه..ولأن بطني ما بعد ظهرت..أقدر ألبسه" قالت هند بصوت مبحوح"أنا يمكن ما أقدر أحضر...اعذريني" نوف"انتي بالذات لازم تجين...وبعدين حنا ما صدقنا انك تطلعين للدنيا شوي" انسابت دمعه على خد هند قبل أن تحاول منعها قالت"كان أقرب واحد لي الله يرحمه. كان دايم يطلب مني فلوس وفي نفس الوقت ما كان يرفض لي طلب" قالت نوره مواسيه"ادعي له...هو بحاجه لدعائك ..والموت واجب علينا" هند"ادري لكن ما تمنيت له نهايه مثل كذا...من يتخيل خالد ارهابي!!" نوره"هذا مخدوع مثله مثل غيره وحسبي الله على من خدعه" نوف"الله ينتقم منهم قبل ما يدمرون عقول شبابنا " هند"الله ياخذ من دهور أخوي وغسل مخه" كانت هند تبكي بصمت والألم على فقدان اخوها يتزايد...كانت تعلم أن نهايته سيئه.. ولكن ما أراحها أنه لم يقتل أحداً... وقفت نوف ثم قالت بمرح"وبعدين معكم تبون نقضي يومنا بحزن...هنوده ايش رأيك بآيسكريم بالشوكولاته وعلى حسابي" قالت نوره بحنق"يا سلااام...وأنا مالي كرت عندك" تطلعت هند إلى صديقاتها وهي تحمد الله في سرها على أن رزقها بهاتين الصديقتين. وصلت إليهما رنا لاهثه"مرحبا" قالت نوف باهتمام"هاه ايش صار معك؟" ابتسمت رنا باعتزاز"وقعت طبعاً باسم ندى وحضرت المحاضره كلها.. لكن قسم بالله اني ما فهمت شي...والله الانجليزي صعب" ابتسمت هند قائله"ولا يهمك...ايش انجليزي يعني..انتي أكبر من كذا.. انتي ثقافتك فرنسيه,يابانيه ,أمريكيه" قالت نوره ضاحكه"والأمريكان يا حلوه أي لغه يتكلمون؟" قالت هند بثقه"يتكلمون أمريكي" نوف"لا والله نبيهه يا هند" قالت نوره باستهزاء"ماشاء الله عليكِ يا هند..والسوريين يتكلمون سوري والمصريين مصري" هند"ايه وحنا سعودي" نوف"بالله...طيب واللغه العربيه وين موقعها من الاعراب" قالت هند مستهزئه"وانتي من جدك اننا نتكلم العربيه....ثكلتك أمك يا أبا كليب" نوف"ههههههههههههههه تناسبك المسلسلات التاريخيه" ابتسمت هند بثقه"وأكيد يعطوني دور البطوله" نوره"هذي كثري منها...انتي دور ماشطه وتخب عليكِ" هند"غيرانه؟ أصلاً ثقافتي أفضل من ثقافتك" نوره"تكفين يا انشتاين...تراكِ جبتي لي صداع على ثقافتك هذي" هند"تتريقين علي انتي ووجهك...نسيتي من يغششك بالامتحان" نوف"خلاص انتي وياها فضحتونا قدام البنت" رنا"ممكن سؤال" هند"طبعاً يا قلبي" رنا"انتم ليش طلبتم مني اني أروح لقاعة اللغه الانجليزيه وأحضر بدال ندى؟!" اقتربت هند قائله"حنا ناوين نسوي فيها مقلب" ابتسمت رنا ببلاهه"آها الحين فهمت" هند"وأنا ايش معجبني فيكِ الا ذكائك الخارق" همهمت نوره قائله "وافق شن طبقه" هند"الحاسد يقول أكثر" ضحكت نوف قائله"لا بهذي مستحيل أحد يحسدك عليها" قالت رنا"هند توصيني على شي" هند"في الوقت الحالي لا...لكن مالي غناة عن خدماتك" ابتسمت رنا قائله"أي شي تبينه أنا تحت أمرك...يالله مع السلامه" التفتت نوره إلى هند قائله"حرام عليكِ..والله البنت كسرت خاطري" هند"إنا لله...ما كنت أتوقع عندك قلب يا نوره..وبعدين البنت كانت ناويه تهرب من محاضرة الحاسب عشان الدكتوره ما تسألها فعرضت عليها طلبي" نوف"خلاص .هذي أول وآخر مره تحضر فيها رنا بدل ندى" هند"أصلاً انتهينا..الأسبوع القادم اجازة ما قبل الامتحانات...ومن غابت ندى عن الكليه وحنا كل يوم وحده مننا تحضر بدالها وتوقع عنها" نوف"وأنا جهزت لها جميع المحاضرات اللي فاتتها..وصورتها كلها...وبكذا تكون مستعده للامتحان" تنهدت نوره قائله"الله يرد ندى بأسرع وقت ويهدي سلطان" الجميع"آمين" ************************************************** ****
كانت ليلى تسير ذهاباً وعوده في ردهة المستشفى وقد تملكها القلق فهذا اليوم هو موعد ظهور نتائج فحوصات ريم...التفت بسرعه فاصطدمت بجسد أحدهم.رفعت رأسها لكي تعتذر ووقفت بجمود وهي تنظر إلى عيني الدكتور بدر والذي كان يراقبها بحنان... اضطربت ليلى وقالت متلعثمه"آسفه ما انتبهت لك" قال بدر برقه"شفتك رايحه جايه وباين عليكِ القلق...عسى ما شر" ليلى"هاه....لا ما فيه شي...عن اذنك أنا بروح الحين للمختبر" ابتعدت ليلى مسرعه فناداها الدكتور بدر"ليلى" وقفت ليلى في مكانها وقد ازدادت ضربات قلبها وقالت في نفسها"يا ربي...أكيد بيكلمني عن ذاك اليوم" اقترب بدر منها ثم قال"تفضلي" التفتت ليلى إليه ثم غضنت جبينها وهي تشاهد مبلغ من المال في يده"ايش هذا؟!!" قال بدر ضاحكاً"أكل" رفعت ليلى رأسها متعجبه وقالت في نفسها"والله انك رايق" تنحنح الدكتور بدر ثم قال"هذي الفلوس نسيتي تاخذينها من العامله ذاك اليوم بالكافتريا" ابتسمت ليلى ثم همست"شكراً" كانت تقف صامته ووقف الدكتور بدر مقابل لها بدون حراك...تمالكت ليلى نفسها ثم قالت"عن اذنك" الدكتور بدر"مع السلامه" اتجهت ليلى إلى المختبر وقد ازدادت نبضات قلبها وأحست بضعف في ساقيها.دخلت المختبر ثم وقفت تطالع الممرضه الأخرى وقد جف حلقها. حاولت أن تتكلم فهربت الكلمات منها .تقدمت الممرضه الأخرى ثم قالت"كان نفسي أريح بالك" أعطت الممرضه ليلى أوراق تحتوي على نتائج فحوصات ريم. تطلعت ليلى إلى النتائج والدموع تغطي وجهها قالت والغصه في قلبها"مو معقوله؟!" وضعت الممرضه عهود يدها على كتف ليلى وقالت"استعيني بالله انتي انسانه مؤمنه وكل مرض وله علاج في الزمان هذا" صرخت ليلى بألم "لا تخدعيني يا عهود...أنا ممرضه مثلك..النتيجه تبين ان المرض في مراحله الأخيره...يا ويل قلبي عليكِ يا ريم" قالت عهود بهدوء"وحدي الله يا ليلى ولا تيأسي...أنا أفكر انه من الأفضل لها انها تتلقى العنايه الطبيه هنا بالمستشفى تحت اشراف الدكاتره والممرضات" شهقت ليلى باكيه"وايش الفايده؟!" نهرتها عهود قائله"اذكري الله...انتي ممرضه وواعيه..ايش نقول عن الناس الثانيين" قالت ليلى بألم"هذي اختي يا عهود لا تلوميني" عهود"أجل سوي الأفضل لها...جيبيها للمستشفى وأنا راح أسوي اللازم مع صديقاتي بالتعاون مع الدكتوره مها ونوفر لها غرفه خاصه" أغمضت ليلى عينيها بألم ثم قالت"عن اذنك يا عهود...بروح للبيت" وضعت ليلى الأوراق على الكتب ثم جرت باكيه وكانت تتمنى أن تختفي في تلك اللحظه. دخل الدكتور بدر إلى قسم المختبرات ثم سأل بقلق"ايش فيها الممرضه ليلى؟!شفتها تطلع من هنا وهي تبكي" تنهدت عهود قائله"الله يكون في عونها" ثم أعطت نتائج فحوصات ريم إلى بدر..غضن بدر جبينه وهو يقرأ النتائج ثم قال بصدمه" اللوكيميا سرطان الدم" عهود"نعم وأنا قلت لها تجيب اختها هنا بالمستشفى" الدكتور بدر"وايش كان ردت فعلها؟" عهود"هي استأذنت الحين بتروح للبيت وليلى بنت عاقله وأكيد تعرف مصلحة أختها وين" دخلت ليلى إلى المنزل وهي تمسح دموعها فوجدت والدتها جالسه لوحدها في الصاله. وقفت أم تركي وقالت"ليلى...ايش اللي جابك بالوقت هذا؟!" قالت ليلى بسرعه"ريم وينها؟" أم تركي "ريم بغرفتها...ليش فيه .. صاير شي؟!" ابتسمت ليلى مطمئنه وهي تخفي ألمها "ما صار إلا كل خير..كنت جايه للبيت آخذ ريم للمستشفى حتى أسوي لها تحاليل اضافيه...للاطمئنان على صحتها" جلست والدتها براحه على الأريكه ثم قالت"دريتي ان تركي طلق شذى" تنهدت ليلى وقالت في نفسها"أنا وين وانتي وين يا يمه" ثم أردفت بصوت عالي"هذا القرار المفروض ماخذه تركي من البدايه...تركي وسارة ضحيه يا يمه وانتي السبب" نزلت دمعت ندم من عين أم تركي وهي تنزل رأسها إلى الارض. دخلت ليلى إلى غرفة ريم فوجدتها مستلقيه على سريرها...كانت تنام بسلام. جلست ليلى على طرف السرير ثم مسحت على رأس اختها الصغرى بحنان. همست برقه "ريم ...اصحي يا عمري" فتحت ريم عينيها ببطء ثم قالت متسائله"ليلى؟!" ابتسمت ليلى وهي تحاول منع دموعها من السقوط "عيونها..أنا جيت من المستشفى حتى آخذك معي.. هناك راح تحصلين على عنايه طبيه متكامله وتكونين قريبه مني" ريم"ليش يا ليلى؟! أنا مرتاحه هنا ...بالمستشفى ازعاج" اقتربت ليلى منها وقالت ممازحه"يالله بلا دلع انتي كبرتي على كذا..البسي عباتك وأنا بجهز لك بعض الملابس" قالت ريم باستسلام"أوكي" خرجت ليلى وريم بعد فتره من الغرفه وكانت ريم تستند على ليلى.. قالت ليلى لوالدتها والتي كانت تراقبهما بقلق"يمه..أنا باخذ ريم معي الحين" أم تركي"تتأخرون؟!" ليلى"ممكن يلزمها تنويم لأن التحاليل بتكون كثيره وتاخذ وقت" أم تركي"اللي فيها شي خطير...طمنيني وأنا أمك" ليلى"لا يمه...ريم ما فيها إلا كل خير" خرجت ريم مع ليلى ومع اغلاق الباب ساد الهدوء المنزل. تطلعت أم تركي إلى المنزل الكبير وهي تتنهد بألم ثم نادت بصوت عالي"تركي..ليلى..ريم" فرددت الجدران صدى صوتها...شهقت أم تركي باكيه وهي تقول"سامحيني..يا سارة" *************************************** كانت نهى تتحدث إلى سامي عن طريق الماسنجر حين سمعت طرقات متسارعه على باب غرفتها. صرخت قائله"مين؟" أتاها صوت والدتها من خلف الباب"أنا بروح مع سارة للسوق تجين معانا؟" قالت نهى متأففه"لا ماني رايحه" أم فيصل"لكن ما فيه أحد معك بالبيت غير الخدم" نهى"وهي أول مره أكون فيها مع الخدم" تنهدت أم فيصل باستسلام"براحتك" التفتت نهى إلى شاشة الكمبيوتر والذي كان موضوعاً في حضنها على السرير. مغروره بجمالي"تصدق يا صقر أنا دايم كذا" صقر"ليش تقولين كذا؟!" مغروره بجمالي"أبد...أمي وأختي راحوا للسوق...وأنا جالسه لوحدي مع الخدم كالعاده" كتب صقر باهتمام"انتي الحين لوحدك...البيت ما فيه غيرك والخدم" مغروره بجمالي"وأنا ايش قاعده أقول من الصبح...لكن عادي تعودت على كذا" صقر"الله يعينك...طيب أنا أستأذن...تذكرت موعد مهم" مغروره بجمالي"يووووه وهذا وقته...وأنا ايش أسوي لوحدي" صقر"تابعي فلم...أو اقرئي مجله" مغروره بجمالي"على قولتك...ومتى تكون على الماسنجر" صقر"الليله بالليل ان شاء الله" مغروره بجمالي"أوكي..." أغلقت نهى جهازها ثم نادت على الخادمه.كانت نهى عند باب غرفتها عندما أتت الخادمه مسرعه فصرخت عليها نهى "ساعه وأنا أناديكِ" قالت الخادمه بوجل"أنا تو يسمع" قالت نهى غاضبه"عساكِ للي يسد آذانك وعيونك في وقت واحد...جيبي لي شي آكله أنا جيعانه" الخادمه"أوكي آنسه نهى" عادت نهى إلى غرفتها ثم رمت بجسدها على السرير ,سحبت إحدى المجلات تتفحصها بضيق. تعطلت إحدى السيارات أمام فيلا أبو طلال ووقف السائق الشاب أمام سيارته حائراً. اقترب منه السائق الذي يعمل في الفيلا ثم سأله"ايش مشكله صديق؟" قال الشاب بقلق"والله ما أدري...لكن شكل سيارتي تعطلت" السائق "أنا ممكن يودي أنت أقرب ورشه" الشاب"لا ولا يهمك..أنا بتصل الحين بأقرب سطحه تنقل سيارتي" ضغط الشاب أزرار جهازه النقال ثم ابتعد وهو يتحدث إلى أحدهم.. عاد بعد دقائق مبتسماً"الحين يجون" قال السائق"طيب انت ادخل في غرفه أنا لين يجي نفر ثاني يشيل سياره" قال الشاب مبتسماً"عندك شاي" السائق"فيه كل شي تعال" دخل سامي إلى غرفة السائق ثم سأله بعد أن تناول كوباً من الشاي"انت كم باقي هنا في سعوديه" السائق"الحمد لله باقي ثلاثه شهر...بعدين سافر أنا ومدام" سامي"آها..المدام تشتغل في فيلا" السائق "يس" أخرج سامي حفنه من النقود أمام عيني السائق المتعطشه للمال..وبدأ يعدهم. قال سامي بهدوء"ايش رأيك باللي يعطيك راتبك الشهرين الجايين ومهم تذاكر السفر وتحمل شنطتك انت وزوجتك وتسافر بكره" علت وجه السائق الصدمه ثم قال"انا ما يعرف أنت ليش يسوي كذا؟!!" سامي"اترك عني الأسئله اللي ما لها داعي وقل لي ما تبي تسافر بكره لديرتك" قال السائق بسعاده"والله أنا فيه ولد اثنين في ديرة أنا ما يشوف من ثلاثه سنه. أنا يبي يسافر اليوم مو بكره" سامي"حلو..وأنا مستعد أعطيك الفلوس اللي تلزمك..وطبعاً انت ممكن تكذب على صاحب البيت وتقول ان أمك تعبانه أو ماتت" تطلع إليه السائق بدهاء ثم قال"انت أكيد يبي خدمه" قال سامي متشدقاً"طبعاً..أجل أعطيك الفلوس احسان" همس السائق قائلاً"ايش يبي أنا يسوي" أخرج سامي حبه من جيبه ثم قال "هذي حبه تعطيها زوجتك وتطلب منها تحطها في كوب عصير أو ماء وتعطيها نهى" قال السائق بشك"هذي ايش حبه؟!" سامي"مالك شغل..انت ما تبي تسافر بكره وتشوف عيالك؟...أجل لا تسأل" وقف السائق بسرعه ثم قال"أوكي" ودخل إلى الفيلا بينما علت وجه سامي ابتسامه شيطانيه. دخلت الخادمه على نهى وفي يدها صينيه عليها شطيره وكوب عصير. صرخت فيها نهى"ساعه يا بنت اللذينا...والله لو انك جايبتهم من الشرقيه كان وصلتي قبل" همهمت الخادمه بحقد"آسفه" نهى"حطيهم على السرير وضفي وجهك" الخادمه"أوكي" تطلع سامي إلى ساعته ثم قال للسائق"أنا أبدخل الحين" قال السائق بقلق"لكن ممكن يجي أحد يشوف انت" سامي"وانت ايش شغلتك هنا..راقب المكان واذا وصل أحد دق علي..أنا عطيتك جوالي قبل شوي" السائق"وسيارة أنت؟" سامي"اذا سألك أحد عنها قل خربانه وصاحبها راح للورشه" السائق"أوكي...وأنت بسرعه" ابتسم سامي قائلاً"ما راح أتأخر" وصل سامي إلى غرفة نهى ثم دخل فوجدها مستلقيه على السرير وقد غابت في سبات عميق. فرك سامي يديه بسعاده وهو يقول في نفسه"والله ووقعتي في ايدي يا نهى" ثم أغلق الباب خلفه. ************************************************** * يتبع
|
|
كانت ندى تتناول شطيرتها في المطبخ وهي تحدق في الفضاء أمامها من غير أن تنظر إلى شئ. مر أسبوع ونصف على أحداث تلك الليله لم تشاهد سلطان بعدها. كانت تسمع حركته أحياناً في مجلس الرجال في الساعات الأولى من الصباح. ثم يخرج قرب المغرب وهكذا. كانت تتمنى أن يواجهها ويتحدثان عن تلك الليله...حتى تهديده بمعاقبتها لم ينفذه. نظرت إلى ساعتها والتي تشير إلى العاشره مساءاً...تنهدت بتعب ثم نهضت...غسلت يديها وذهبت إلى الصاله...أخذت الريموت وبدأت تقلب في القنوات...تذكرت بألم أن الامتحانات على الأبواب. سمعت ندى صوت الباب يفتح ثم دخل سلطان وفي يده علبه...كان يرتدي بنطالاً أسود وتي شيرت أبيض. بدى في أحسن أحواله...أشاحت ندى بوجهها غير آبهه لرجوعه. اقترب منها سلطان ثم ركع عند قدميها...قال بصوت خافت"أنا أعرف يا ندى..اني مهما تأسفت مستحيل تسامحيني" نزلت دمعه من عيني ندى وكانت القشه التي قسمت ظهر البعير. همس سلطان"كنت طول الأيام اللي فاتت أتجنبك..لأني عارف انك تكرهيني وكنت خايف أشوف النظرات اللي أشوفها الحين بعيونك" لزمت ندى الصمت وهي تدير وجهها بعيداً عن سلطان. قال سلطان بألم"ندى...أقسم بالله اني ما كنت بوعيي ذيك الليله" تطلع إليها سلطان باحثاً عن تجاوب أو تصديق..."أنا أدري اني طايح من عينك..لكن والله ما قربت من البنات أنا من عرفتك يا ندى وأنا ما أشوف غيرك...أحس شي تغير من داخلي يا ندى" التفتت إليه ندى فتطلع مبهوراً إلى عينيها الواسعتين ثم قال بعد برهه"مستعد أسوي أي شي عشان ترضين" قالت ندى بهدوء "أجلس يا سلطان على الكنبه..ولا تذل نفسك مهما كنت غلطان" تنهد سلطان ثم جلس قربها على الأريكه أمسك بيدها ثم قال"أنا غرقان يا ندى" ابتسمت ندى وقالت"كل غرقان يقدر ينقذ نفسه اذا توفرت عنده وسيلة انقاذ وكان هو مصمم على الوصول لبر الأمان" أغمض سلطان عينيه ثم قال"وكيف السبيل يا ندى...وكل جسمي يشكي..وعقلي بدى يتبخر مني" ندى"اذا انت تملك الإراده ومعك سلاح الإيمان صدقني كل مشاكلك بتنحل" طأطأ سلطان رأسه ثم قال بعد فتره"ندى..أنا كنت يتيم من عمري أربع سنين ونجلاء سنتين... كان البيت ملك لعمي ..وكانت أمي تشتغل مستخدمه في أحد المدارس عشان توفر لنا الأكل... كان عمي يحاول يقنع أمي انها تتزوجه لكن كانت هي ترفض دائماً...كبرت وكبرت مأساتنا... ولما صار عمري 13 سنه طلب عمي من أمي انه يشغلني معه في تجارته..فرحت أمي ووافقت. ضحكت سلطان بألم ثم أكمل تعرفين ايش هي التجاره...كانت مخدرات يعطيني كميه عشان أوزعها.. تخيلي طفل عمره 13 سنه ويوزع مخدرات...يقولون طباخ السم لازم ياكله..وأنا وزعت وكنت آخذ حبوب كنت آكلها وفي البدايه حسيت بسعاده ووناسه..كانت هذي حبوب الكبتاجون...تركت المدرسه وأنا عمري15 سنه. يعني بعد ما أخذت الشهاده المتوسطه...كانت أمي زعلانه مني لكن كنت أنا أسكتها بالفلوس اللي أجيبها . كان عمي متسلط وما يعطيني إلا أقل القليل بعد كل عمليه...في نفس الوقت طلب مني أحد كبار الموزعين اني أشتغل معه لأني كنت ذكي وعرض علي مبلغ ضخم مستحيل أحد ممكن يرفضه..بعد ما تركت عمي زعل علينا وطردنا من بيته...كان عندي مبلغ محترم اشتريت بيت شعبي..وبعد كم سنه اشتريت فيلا فخمه وسياره...وهكذا...وبعدها بديت العب على كبير..كنت أوزع الهروين والحشيش واللي يدرون علي ملايين. وصرت أصنع الخمر في الاستراحه وأوفر حفلات للشباب بين فتره والثانيه كلها رقص وبنات..كنت أضحك معهم وأفرفش ومن الداخل كنت أبكي وأتألم...تحطم مستقبلي وفلوسي كلها حرام..أمي صراحت ما أشوفها الا بالشهر مره. وهي الله يهديها ما حاولت مره انها تسألني عن عملي أو عن روحاتي..كانت مدللتني وتخليني على راحتي. ونجلاء كانت تخاف مني لأني كثير ما أرجع للبيت وأنا سكران..وكانت أمي تلاحظ تغيري لكن ما بيدها حيله.." قالت ندى مصدومه"حسبي الله على عمك...استغلك في أعماله الوسخه" سلطان"تصدقين أبوي قبل يموت كان موصيه علينا" ندى"وأمك ما كانت تعلم شي عن عملك؟!" سلطان"كنت أقول لها أنا أشتغل في الاستيراد والتصدير وهي عجوز ما تعرف حتى معنى الكلمه هذي" قالت ندى ببطء"ما حاولت انك تتراجع" سلطان"لا..ولا يوم كنت أضعف من اني أتراجع...وشلة الفساد ما يعطونك فرصه للتراجع" ندى"ما حاولت تنتقل لمكان بعيد وتحاول تغير نفسك" سلطان"قلت لك كنت أضعف من كذا..لكن بعد ما عرفتك وبعد ما نورتي حياتي أنا مستعد لأي تغيير" ابتسمت ندى برقه فقال سلطان بحماس"هذي الابتسامه مستعده انها تقلب عالمي فوق تحت" قالت ندى برقه"سلطان..اعترافك هذا بحد ذاته قوه ويدل على انك في أول طريق للتغير" ابتسم سلطان"أنا نفسي أعيش حياه طبيعيه معك يا ندى...انتي الله أرسلك لي عشان تنقضذيني" قالت ندى بهدوء"انت تعرف أول مراحل التغيير ايش هي؟" قال سلطان باهتمام"ايش؟" ندى"انك تغير أصداقاءك ,تغير مكان سكنك..وتلزم الصلاه بالمسجد..وبعدها خل كل شي على ربك" سلطان"واذا سويت كل هذا...هل ترضين انك تعيشين معي" غضنت ندى جبينها وهي تتذكر محمد ثم قالت بعد برهه"لكل حادث حديث..بالاول خلني أشوف التغيير فيك" ابتسم سلطان بسعاده ثم قال"اوعدك.."التفتت إلى العلبه ثم قال"أنا جبت لك هديه أرجو انها تعجبك" ابتسمت ندى وقالت متسائله"ايش هي؟" فتح سلطان العلبة وانبهرت ندى من عقد الألماس الناعم الموضوع بعنايه في العلبة. ندى"روووعه...ياخذ العقل" ابتسم سلطان قائلاً"الحمد لله انه أعجبك...ممكن أشوفه عليكِ" أخذت ندى عقد الألماس ووضعته حول جيدها ثم قال"ايش رأيك" قال سلطان مبهوراً"انتي اللتي تزينينه مو هو...روعه يا الغاليه من روعتك" أحلي من العقد لبــــاسه .. يزها بها العقد في جيده الماسة تلبس الماسه .. مــا زادها الجوهر تزيده سيـــد الغنادير ياسيده رمشه غدا جندوحراسه .. يبيد من وده يبيده رمشه انا اخاف من باسه .. رته ولو كنتماريده عيني عليكم عساسه .. قلبي في هواكم تغريده راعي الهوي عارف ناسه .. عيده مع الولف وسعيده وأحلي من العقد لباسه وضعت ندى العقد في علبته ثم قالت"انت قلت لي مستعد انك تسوي أي شي عشاني" سلطان"وأنا عند كلمتي" ندى"انا الحين نفسي أكلم بنت عمي نوف...ونفسي أحضر امتحانات الكليه ما باقي عليها شي" سلطان"من عيوني" أعطى ندى جوالها ثم قال "روحي كلمي بنت عمك وأنا بروح أجيب لنا عشا..أوكي" قالت ندى بسعاده"مشكور يا سلطان" وضع سلطان يده على خدها ثم قال بنعومه"أنا اللي مفروض أشكرك" ابتسمت ندى ثم جرت مسرعه إلى غرفتها أغلقت الباب وبدأت تطلب رقم نوف. كانت نوف تلعب مع زياد بلاستيشن بينهما رحاب تراقب بصمت كان محمد يجلس على الأريكه يتناول كوباً من الشاي. رن جهازها النقال ولم تهتم به فقد كانت مشغوله في سباق التحدي مع زياد. قال زياد ضاحكاً"ردي على جوالك" نوف"لا..ماني فاضيه" زياد"هههههههههههه خايفه أهزمك مثل كل مره" نظرت رحاب إلى جهاز نوف النقال ثم صرخت"نوف...هذي ندى" صرخت نوف ثم رمت بما في يدها بالهواء...جمد محمد وكاد قلبه أن يخرج من مكانه. نوف"الوووووووووووووو ندى" شهقت ندى باكيه"نوف...نوف" جلست نوف على الأرض ثم ردت باكيه"وينك يا القاطعه...وينك شغلتي قلبي عليكِ" قالت ندى بصوت مبحوح"مشتاقه لك يا نوف" نوف"وأنا أكثر ...كيفك مع الزواج؟..بشريني عنك" ندى"ماشي الحال لا تقلقي علي" نوف"البنات كلهم يسألون عنك" ندى"والله اني مشتاقه لكم" نوف"شهر يا اللي ما تخافين ربك...جت جدتي وحاستنا والله انها انصدمت لما سمعت بزواجك" أغمضت ندى عينيها وبدأت الدموع تنساب بحريه على خدها"جدتي..ايش قلتم لها؟" نوف"ما قلنا لها قصة زواجك...لكن هي ما اقتنعت من زواجك المفاجئ...سافرت للديره وهي زعلانه على أبوي" ندى"يا قلبي يا جدتي....أنا راح أحاول أكلمها وأطمنها علي" نوف"على فكره حنا حضرنا محاضراتك بالتناوب ووقعنا مكانك وجميع محاضراتك عندي بالبيت" ندى"ما أدري كيف أشكركم والله انكم أكثر من خوات" نوف"على فكره زواج سلمان بعد بكره" ندى"والله...الف مبروك" نوف"لكنه عائلي...وبسيط" ندى"غريبه..مع ان مها كانت متحمسه لزواج فخم" لم ترغب نوف باخبار ندى عن سبب ذلك فقالت"لازم تحضرين" قالت ندى بحماس"ان شاء الله...ممكن تعطيني عنوان القاعه" أعطت نوف عنوان الاستراحه لندى وكلها حماس نوف"كيف سلطان معك؟" قالت ندى بكلمات ذات مغزى"مثل أخوي" سمعت ندى أصوات من الجهه الأخرى ثم أتاها صوت خشن"ندى..كيفك؟" كاد قلبها أن يتوقف حين سمعت صوت محمد وغرقت عيناها بالدموع"بخير يا ولد عمي" سكتت لبرهه ثم قالت"انت كيفك يا محمد؟" تنشد عن الحال حالي كيف ما شفته وأنا أحسب إنك قبل ذا الوقت تدريبه تنشد عن الحال في خاطري لك كلامً مير ما قلته أجنبك ما يحس بكولو حياتي به تنشد عن الحال همًّ جديد على الأول تحملته عنك أتحملكبير الهّم وأمشي به قال محمد في نفسه" تايه بدونك" الا أنه أردف قائلاً "حياتي بدون ما لها طعم...وكل يوم أحاسب نفسي على ضياعك مني" أغمضت ندى عينيها بألم لن تستطع أن تحدثه أكثر من ذلك فهي متزوجه حتى لو كان زواجها خطأ. همست ندى بهدوء"محمد..أنا مضطره أستأذن ودير بالك على نفسك" فهم محمد قصدها فقال بألم"لا أوصيكِ على نفسك يا بنت عمي..مع السلامه" أحبك وأنت تتجاهل وكنك بالهوى جاهل تبيني..؟ صرح بكلمة وقول ان كنتاستاهل نعم أعلنها بسكوتي وأخفي رعشة بصوتي وأخلي عينك تفسر هواي وعشقي وموتي غريبة حالتي وياك قريب وما قدرت القاك نصيبيفي هواك اتعب وربي مقدر فرقاك أنا والله ما ودي أضيع حلمنا الوردي وأعيش بهاجس الفرقا ليالي تتعبك بعدي غريق وحالتي خطرة وهايمفيك من نظرة أعيش بحيره ما تهدى وقلبي مل من صبره غلط تفسيركلشوقي غرامك منيتي وذوقي ولكن كيف أعبرلك وعالم ترفض شروقي تعالي واتركي العالم وناسٍ طبعها ظالم حياتي مؤلمة بدونك وربي شايف وعالم انا ادري فيك تهواني ولا في نيتك ثاني ولكن هذي الدنيا هواها للاسف ثاني أغلقت ندى جهازها وبدأت بالبكاء...ماذا تفعل بقلبها الذي يهتف باسم محمد. لقد أحبته بكل ما في قلبها من جوارح...ولكن أين هو وأين هي؟!لقد وقف القدر بينهما. ************************************************** ** النهاااااااااااااااااااااايه انتظروني في البارت الرابع والعشرون ومع أحداث مميزه.
|
|
نــدى أثرتِ فيني حد البكـاء ..
* * نهــى دايم على الظالم تدور الدوايــر .. * * شـــذى طلاقك احسن شي سواهـ تركي .. * * ريــم وام تركي مااتوقع بيفيد الندم .. * * سلطــان ياليتك تتغيــر .. * * الغاليه ".. طيف المشاعر .." بارت جميل جميل جميل جداً ... عساك ع القوه ياحبيبه ..
|
|
بصراحه مثل ماقالت شهلوله حزنت فيني ندى وبقوه
بارت فيه احداث منوعه ومؤثره >>ثلاث مرات يقراها هع وتسلمين طيوووفه وبنتظار البارت القادم ^_^
|
|
يا ويل حالي على ندى
تعلق فيها سلطااان نهى >> نوو كومنت راح يستغلها سامي ويطلب فلوس ساارة وتركي متى يجتمعون؟ طلااااااااااااااال ليش مختفي متى يطلع طيوووفة عساااج عالقوووة لو تشوفيني شلون أقرأ بتركيز تموتين ضحك علي ههههههههه بانتظاااااااار الجاااااااي لا تتأخرين
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
ঔღ …ღঔღღღღღঔ(مرات أهيجنها )ღწღღღღღღღ | بندرأبن طريف المظيبري | منتدى الشـــعــــر | 5 | 04-02-2011 06:37 PM |
ღالـــقـــღـــلـــღـــوب الـــفـــღـــقـــيـــــرة ღ | الرساله | المنتدى العــــــــــــــــام | 4 | 21-06-2010 02:11 AM |
ღღعــطت بروازه لغيره وخلت بالحشا مسمارღღ<< حزينه حييل | رشيديه و أفتخر* | منتدى الشـــعــــر | 6 | 05-07-2009 06:25 PM |
ن2008 ღnewღ ــيسان لايــفوتكم..من دأأخـــل ومـن خــأرج..2008 ღnewღ | ماكل الجو | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 5 | 22-11-2007 11:17 AM |