|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
نطالع بين الفينة والأخرى بعضاً من كتب الأنساب الحديثة لبعض المؤلفين المعاصرين، وبعضاً من المقالات التي تنتشر على مواقع الانترنت تفيد في مجملها إلى انتساب بعضاً من القبائل، أو الأسر، إلى آل البيت. والادهى والأمر أن أولئك المؤلفين المعاصرين، أو كتاب المقالات في مواقع الانترنت ، وهم يخرجون تلك القبيلة، أو الأسرة، من القبيلة التي ينتمون إليها في الوقت الحاضر، وأصبحت لهم شهرة واستفاضة في الانتساب إليها، وأشار إلى انتسابهم إليها بعض النسابين والمؤرخين من المتقدمين والمتأخرين، ويدخلونهم في آل البيت دون سند قوي، أو بينة راجحة، أو دليل ثابت ومؤكد من مشجرات الأنساب القديمة لأل البيت، أو المصادر التاريخية، أو بعضاً من الوثائق أو الصكوك الشرعية القديمة لأجداد تلك القبيلة أو الأسرة التي تؤيد صحة انتسابهم إلى آل البيت.
إن جل الأدلة التي يعتمد عليها أولئك المؤلفين، أو كتاب المقالات على الانترنت، هي في مجملها أدلة واهية وضعيفة، يستقونها من بعض المصادر الواهية التي لا يعتمد عليها المهتمين بعلم الأنساب، والمحققين لهذا العلم. وجل هذه المصادر لمؤلفين من المتأخرين كثيراً، أو المعاصرين، تشابهت لديهم أسماء الأسر والقبائل مع أسماء قبائل وفروع وبيوتات آل البيت. فغلب عليهم الظن والوهم والهجس إن أولئك من هؤلاء فأخرجوهم من تلك الأسرة أو القبيلة التي ينتسبون وينتمون إليها، وأدخلوهم في هذه القبيلة، أو ذلك الفرع أو البيت الهاشمي، دون البحث والتأكد والتروي وسؤال العارفين بالأنساب من تلك القبيلة، أو ذلك الفرع أو البيت الهاشمي عن صلة النسب بينهم وبين من تشابهت أسماء القبائل والأسر مع أسماء قبائلهم وفروعهم وبيوتهم. وبعضاً من هؤلاء المؤلفين أراد إدخال قبيلته، أو أسرته إلى آل البيت دون بينة فيقوم بإدخال عدداً من القبائل والأسر أيضاً إلى آل البيت في الكتاب الذي قام بتأليفه، معتمداً على روايات شفهية لعوام الناس، والقصص العامية التي تكون أقرب إلى الأسطورة الشعبية من الحقيقة، أو أبيات شعرية ربما تكون ملفقة أو موضوعه، لا ترتقي في مجملها إلى دليل صحيح يؤيد مقولته. وتجد منهج التأليف لدى جلّ هؤلاء المؤلفين يخالف كلٌ من: 1-المصادر التاريخية التي عاصر مؤلفوها الأعلام من آل البيت ودونوا الحوادث التي عاصروها، وذكروا أسماء أبنائهم وذريتهم. 2-مشجرات الأنساب القديمة لآل البيت التي حفظت أنسابهم، وأوضحت فروعهم وبينت المنقرض منهم والمعقب فيهم. وتجد جلٌ هؤلاء لديهم طرق متعددة لتأكيد صحة انتسابهم إلى آل البيت في الكتب التي ألفوها، أو في المقالات التي ينشروها على الانترنت، فهم يجعلون المعقب منقرض، والمنقرض معقب، ثم يضعون أعمدة نسب لبعض الأعلام توصلهم إلى أحد الأعلام المعروفين والمشهورين بصحة الانتساب إلى آل البيت، ويزعمون إنهم من ذريته. وحينما ترجع إلى المصادر التاريخية والمشجرات القديمة لأنساب آل البيت وتقف عليها للتحقق من ذلك، تجد إن أعمدة النسب التي وضعها هؤلاء المؤلفين لتأكيد صحة انتسابهم إلى آل البيت، هي أعمدة وهمية ليس لها ذكر أو وجود في المصادر التاريخية، أو مشجرات الأنساب القديمة لآل البيت. وهناك من وصل به ضعف الأمانة العلمية والقدرة على البحث والتروي إلى نقل عمود نسب من مصدر ثم يقوم بالتغيير والحذف والإضافة في عمود النسب، ليخرج عمود نسب جديد من عمل يديه ويزعم انه نقله عن ذلك المصدر. وحينما تقف على إلى ذلك المصدر للتحقق من عمود النسب تجد إن عمود النسب الذي يذكره المصدر يخالف عمود النسب الذي ذكره مؤلف الكتاب نقلاً عن ذلك المصدر. ليت شعري لو علم أولئك المتلاعبين بالأنساب عن حرمة الانتساب إلى آل البيت بالباطل وبغير حق. فلا شك ولا ريب أن الانتساب إلى غير الأب أو القبيلة مما حرمه الله تعالى، وخاصة البيت النبوي لما يترتب على ذلك من الاستخفاف بالجناب النبوي، والتشبع بالباطل مما حباهم الله من الفضائل والحقوق الشرعية. قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: » ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار«. صحيح البخاري كتاب المناقب (3/1292). وقال إمام دار الهجرة مالك بن أنس ( ت 179هـ): « إن من انتسب إلى بيت النبي عليه الصلاة والسلام – يعني بالباطل – يُضرب ضرباً وجيعا، ويشهر، ويُجبس حبساً طـويلاً حتى يُظهـر توبته، لأنه استخفاف بحق النبي عليه الصلاة والسلام». الأسرار المرفوعة ص 276. وقال السخاوي ( ت 902هـ) عقب سرده لأحاديث الوعيد لمن انتسب إلى غير أبيه: « وعجيب من قوم يبادرون إلى إثباته بأدنى قرينة وحجة موهمة يسألون عنها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». الصواعق المحرقة ج 2 ص 689، وانظر ج 2 ص 647 فقد نسب الهتيمي هذا الكلام للسخاوي. وقال الفقيه الهيتمي ( 973هـ) : « ينبغي لكل أحد أن يكون له غيرة على هـذا النسب الشـريف وضبطه حتى لا ينتسب إليه صلى الله عليه وسلم أحد إلا بحق». الصواعق المحرقة ج 2 ص 537. وقال الفقيه الهيتمي: « ولم تزل أنساب أهل البيت النبوي مضبوطة على تطاول الأيام، وأحسابهم التي بها يتميزون محفوظة عن أن يدعيها الجهال واللئام، قد ألهم الله من يقوم بتصحيحها في كل زمان، ومن يعتني بحفظ تفاصيلها في كل أوان، خصوصاً أنساب الطالبيين والمطلبيين». الصواعق المحرقة ج 2 ص 537. وقال العلامة المؤرخ حمد الجاسر – رحمه الله تعالى -: « لعل أبرز جانب استمرت العناية به تزداد وتقوى من علم الأنساب ما يتصل بآل النبي صلى الله عليه وسلم فقد عني كثير من العلماء عناية تمثلت في كثرة المؤلفات والمشجرات التي لا تدخل تحت الحصر لكثرتها منذ أن ألَّف يحي ابن الحسـين بن جعفـر العقيقي ( 214 – 277هـ) كتابه ( أنساب آل أبي طالب) إلى عصرنا هذا». جريدة المدينة السعودية، ملحق الأربعاء ص 11 بتاريخ 17 شوال 1419هـ. وقال العلامة المؤرخ عاتق بن غيث البلادي الحربي « إن أشراف الحجاز – خاصة – أنسابهم صحيحة غير مدخولة، ولديهم مشجرات يتوارثونها، يرثها الأحفـاد عن الأجداد، حتى أن بعضهم يحفظ هذا النسب، فلان بن فلان، إلى علي وفاطمة عليهما رضوان الله». رسائل ومسائل ( 2/68). ولذلك نجد أن العلماء المتقدمين والمتأخرين اعتنوا بتدوين أنساب وتاريخ آل البيت، فالمصادر التي تحدثت عن أشراف الحجاز وضبطت أنسابهم كثيرة من أهمها كتب الأنساب، والمشجرات، والتاريخ، والتراجم، والرحلات، والجغرافيا، وصكوك الأوقاف والأملاك، والوثائق. وقد قيض لهذا النسب الشريف رجالاً على مر العصور ينفون عنه انتحال المنتسبين وتحريف الغاليين. وجدير بالذكر أن النسابة الشريف إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير أوضح في كتاب « الإشراف على المعتنين بتدوين أنساب الأشراف »، أهم وأغزر كتب الأنساب والتاريخ والتراجم والمشجرات، مما وقف عليه المؤلف ورتب تلك المصادر على وفيات أصحابها لكي ترى عناية المؤلفين المتصلة قرناً بعد قرن بنسب أشراف الحجاز، وقد قسم تلك المصادر إلى قسمين القسم الأول يختص بكتب الأنساب والمشجرات، أما القسم الثاني فيختص بكتب التاريخ والتراجم، وذلك ابتداءً من القرن الثالث الهجري وحتى القرن الخامس عشر الهجري، وقد أوضح المخطوط منها والمطبوع. لقد تناسى أولئك المؤلفين أن هناك الكثيرون في هذا العصر من ذرية آل البيت لديهم معرفة ودراية بالأنساب، ويميزون الصحيح من الدعيّ، فضلاً عن وجود الكثير من النسابين الثقات من أبناء القبائل الأخرى لديهم معرفة بأنساب آل البيت. فحري بكل مسلم في هذا العصر الذي كثر فيه المدعين بالانتساب إلى آل البيت بالباطل، ولديه علم و اهتمام في علم الأنساب أن يقوم بفضح أولئك المدعين، وكشف زيف ادعائهم، خصوصاً نسابة آل البيت الثقات. لأن آل البيت قد فرض لهم الشارع الكريم حقوقاً شرعية لشرف هذا النسب الكريم. وأن يجعل ذلك العمل، والجهد خالصاًُ لله سبحانه وتعالى، وحباً لرسوله الأمين صلى الله عليه وآله وسلم، وعملاً بمنهج أهل السنة والجماعة في حبهم وتوقيرهم لآل البيت دون مغالاة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. منقول من منتدى الأشراف |
|
تحيه لك القرناس
والقنور معروفين ومشهورين بالكرم والطيب من غير قصور في افرع قبائل عبس الاخرى تحياتي
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الشيخ زيد بن دخيل الفهيد العوني الرشيدي | ناصر الشويلعي | منتدى الشـــعــــر | 15 | 14-09-2014 10:26 PM |
آهدآء لأخوي { العوني الرشيدي} حيآآآك هون | some one | منتدى التصاميم والجرافكس | 9 | 12-06-2012 09:01 PM |
وصية الشيخ علي بن ناصر القنور العوني في ثلث ماله في سمرة وهوينة والطرفية | صقر الشوالعه | وثائق ومخطوطات قبيلة بني رشيد | 4 | 20-05-2011 08:44 PM |
وثيقة زيد بن بصمان العوني ونقوة الخرينج العوني وعودة بن قنور العوني حررت سنة 1284 هـ | صقر الشوالعه | وثائق ومخطوطات قبيلة بني رشيد | 1 | 28-04-2011 07:11 PM |
مربط عبدالله بن علي القنور الرشيدي للخيول العربيه | العبسي سبع | منتدى المقناص والرحلات البرية | 8 | 05-01-2010 05:24 PM |