|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
لَستُ شَمالية الْوَردْ وَ لمْ أكُن جَنوبية الأعَيادْ وَ لا تَحسِبُني أعيشُ بِهذا الوَطن أوهُناكْ لا , بل أعيش بـِ عَميقَ وَطنْ عابس لا يتسكع فيهِ أحد سِواي مَلامِحَهُ ترجمةً لـِ واقِعي , لمْ يكُن صَباحهُ مُشرقاً و لا مَسآؤه دافِئاً وَ قلبي يَشيخُ في عُتمتهِ حُشود الأوجاع في جَسديْ وَ براثن الْهم تَخشِدُني الألّم كانَ قاسياً ، أقّوى مِنْ طاقتِي و بواعِث بٌكاء الْعالمينَ في عَيْني وَ صَوتْ الـ آه المَبحوح وَطنْ لَونهُ كـَ لَون الغُراب الكَئيبُ أينَ أرحل ؟ لا أدري ! ماذا أفعل ؟ أيضاً لا أدري ! كُل ما أعلِمهُ أنّي أبْقى مُتكئه عَلى عَتبة بابِ الإنتِظار أشحذهُ راحة و لّو راحة يأسْ
|
|
مؤمِنة أنآ بِكَ , تَوضئتُ بِ طُهرِك أترُكني أُكمِل وَضوئي لِـ أُصلّي رآحَتي
|
|
مساء يوم ثاني عيد : 1432/12/11هـ ، شارع مُزدحم بـِ المُهنئين و قبيله من السيارات عند أشارةِ مرور تأمرهم بنظام السير رأيت شموخ تلك المؤنثه و هي تأمر بعثرة حشود الذكور بـِ النظام و كان بـِ مقدمة السير سيارة شامخه سودا يقودها أبي و بـِ جانبه جدي و خلف مقعد أبي كنت أنا و سماعة أذني مع سِحر صوت السيده جوليا بطرس ، دُخان سجائر أبي كَـ غيمة تملأ الجو و روحي تنفثُ هماً يملأني و ضيقة تقبعني ' عمتي و جدتي بـِ جانبي الايمن , رن هاتف عمتي , فكان المتصل صديقة عمتي تلك التي تعشق الثرثره و لم تكن عمتي اقل منها عشقاًً نظرتْ إلى هاتفها نظرة لهفه و اخذت تهمس بـِ الحديث معها و ربما انهن قد أهبن نساء العالمين نقاء القلوب من الذنوب ، إقتربنا عند نقطة تفتيش ، جدي نظر لأبي لـِ يرى ما كان يعلم بِما سـَ يفعله ابنه و بـِ الفعل كان كما توقع جدي فـَ أبي هدأ السرعه خوفاً من مخالفة المرور، حينها نظرتُ من نافذتي إلى سيارة كانت بجانبي الأيسر رأيتُ السائق وقد سحب تلك التي تحميه من خطر الحوادث و ختمها على صدره لـِ تُنقذه من مُخالفة المرور ، أتى شرطي المُرور عند نافِذة أبي ، تنهد الشرطي تنهيدة ملل و لم يُكمل عمله و بحركة من يده الملوحه لـِ أبي سمحت بالذهاب ، أكمل أبي و زاد سرعته الجنونيه ، و ذلك فك اسره من حزام الامان بعد أن فلتَ من قبظة الشرطي الكسول ، السير مخيف مظلم إلا من إنارة السيارات الطريق بعيد و الليل طويل والهم عميق حديث كثير بين ابي و جدي لكن لا أعرف عن ماذا يتناقشون فـَ مازالت جوليا تُرافقني بصوتها أغمضتُ عيني لعلي أنسى القليل من وجعي و كتمت أنفاسي بـِ منديلي عن رائحة السجائر لم آخِذ وقت من تنهيدتي إلا و بـِ صوت جدتي المولول و متأسف وجعاً و هزّه عنيفه أيقضني تساؤلات في نفسي أجابتها وقوف السياره قليلاً ، عمَ السكون أرجاء المكان ، الأنفاس تتعالى صوتاً لا حديث إلا حديث النفس بـِ الشكر لله و حمداً لله على سلامتنا ، سامح الله أبي و حماه لا يتعض من كل موقف له مع الحوادث ، فمازالت السرعه تعشقه , أكمل أبي مسيرة و بسرعه اقل من سابقتها المجنونه ثم استوقفنا عند محطة وقود عندها تجولتُ بنظراتي لمن يساري توقفت نظرتي لـِ طفل ذو عامين بسياره مع أمهِ و كانت لأبيه حالة كحه فأسرع الطفل بالماء لأبيه، ابتسم الاب و أعطا إبنه قُُبله حانيه وَ الطفل تتجول نظرته بدهشته لأبيه ، لم يقع ذلك المشهد الا بقلبي ، ابتسمت له روحي هدأ من فجعي و خوفي من الموت تمنيت اني مازلت صغيره مثل ذلك الطفل نقي أبيض القلب من الذنب أو مثل جدتي العجوز التي لا تعنيها متع الحياه الا سجاده و صلاه !! قتلني الفضول بـِ النظر للوقت فلم يبقى سوى القليل و نصل حيث مرادنا و سكنت افكاري على نغمة رساله كانت من صديقه قديمه تسألني عن موعد أمتحاناتِ الشهر ، لم أُجيبها بشيء و اكملت ماكنت افكر به يا غفلة القلب عن الموت مازلت أعشقُ جوليا و صوتها العذب و انا اخشى الموت ، يآآآهـ قد شعرت بـِ الملل من الأغنيه اطفئتها و الهم يملأني خلية خلية ، رأيتني كيف لو كانت آخر ماتسمعه اذني صوت هذه ! ارهقتني خوف الموت و وحشة الفراق رغبت نفسي أن أسليني بـِ لعبة أحبها اقتنيها بـِ هاتفي دائماً اخطئ بها كل مره و تجلب لي الذنوب و أعيد لتكرارها ضللت العب و اصوات اللعبه ازعجت من حولي ، شعرت بالعطش و بـِ جفاف فمي فلم ينطق لساني أي حرفاً طوال الوقت إلا قلبي وحده يثرثر كثيراً حتى اصبح كئيباً !! كان لي نصيب قارورة ماء اشتراها أبي غرقتُ بها حتى لآخر قطرة ، شعرت حينها لو أنني : أرتشف أخر قطره من حياتي !! عادت الاحاديث بين جدي و أبي و جدتي تسمعهم و ترد على أحاديثهم ، عمتي كانت أكبر مني بـِ سنوات كثيره ، رغبت الحديث معي فأجبتها بهزة رأس رافضه ، آهٍ فقد تذكرتُ زلاتي العاصيه مع أمي التي كانت تعشقني ضاع عمري فلم أرضيها رغبتها الأخيره ! يا ذنبي العظيم معها من يمحيك ؟! إنتابتني حالة بكاء عَميقه لم يشعر بها أحد فقد كتمتها سراً عند أخر نهاية شهقة البكاء و بـِ القرب من وصولنا رأيت حشود واسعه عند جثث هامِده ستنقل للمقبره بعد ساعات ، حادث سير أليم التهم ثلاثة شباب ثاني عيد يوم فرحتهم ' أخذت تنهيده عميقه و غطأت وجهي بيدي يّ الله قبل قليل نظر إليّ ملك الموت فلم يرى انه يومي و رحل عني لـِ شباباً ثلاثه كانوا في إنتظاره ، والأماني لا زلت تصدني أن اتوبَ تعبت كسب هموماً بحزني اللئيم أخذت بـِ خماري و غطئت وجهي مع سكون محرك السياره مسكت بحقيبتي الثقيله كـَ قلبي المحمل بالضعف دخلت المنزل و الأرهاق أخذني نظرت لـ ساعتي كانت الساعه / 1:17 ص يّ الله دهشه متوقعه فقد اختصر ابي مسافة السير بسرعته من 70 دقيقه إلى 52 دقيقه !!! تركت من حولي دخلت غرفتي و عميق الأسترخاء دون نوم و بسماع صوت مشاري العفاسي [ انا العبد الذي كسب الذنوب ] وبعد كُل هذا نبهتني نغمة رساله بأن الحياة مازالت أمامي , كانت من روحاً احترمها كثيراً نصها : / صباحك جنه متى فرح الفرح ؟
آخر تعديل بواسطة شُقوقِ الجُنون ، 08-11-2011 الساعة 08:17 PM.
|
|
|
. أجبرتني نفسي أن اترك حارتي القديمة وَ مهنة عاملة النظافة ، الأماكن قذِرة .. علي أن لا أمكث طويلًا .. كي لا تتسخ ثيابي ، علي أن أرحل ، فَ ذلك المكان ليس مناسب لي .. مقيميه كاذبين ضالين ، قلوبهم رائحتها كريهة .. يعطروها بالظلم و السوء أراهم يجتمعون كل مساء لـِ إقامة حفلة راقصة في القبور !! ألتمسوا العذر لـِ قلبي الغاضب منهم فَ المشهد كان مؤثر مؤلم وآآآهـ
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|