|
خيارات الموضوع |
|
الطريـــ النورانية في رحاب الاية ــــق {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} إن معنى الجاهلية في ضوء هذه الآية ليس فترة من الزمان ولكنها وضع من الأوضاع هذا الوضع يوجد بالأمس ويوجد اليوم ويوجد غدا فيأخذ صفة الجاهلية المقابلة للإسلام والمناقضة للإسلام والناس في أي زمان وفي أي مكان إما أنهم يحكمون بشريعة الله دون فتنة عن بعض منها ويقبلونها ويسلمون بها تسليما فهم إذن في دين الله وإما أنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر في أي صورة من الصور ويقبلونها فهم إذن في جاهلية وهم في دين من يحكمون بشريعته وليسوا بحال في دين الله والذي لا يبتغي حكم الله يبتغي حكم الجاهلية والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية ويعيش في الجاهلية ثم يسألهم سؤال استنكار لابتغائهم حكم الجاهلية وسؤال تقرير لأفضلية حكم الله: "ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون" والجواب بالطبع لا أحد أحسن حكما من الله عز وجل خالق البشر، العالم بما يصلحهم وينفعهم فينبغي لمن أيقن أن حكم الله أحسن من حكم البشر أن يلتزم بأمره وينفذ حكمه في واقع حياته ولا يكتفي بمجرد الإيمان دون التطبيق الفعلي وإلا كان زعمه كاذبا وادعاؤه غير صحيح حـديث اليوم عن انس ابن مالك قال قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم حُفّتِ الْجَنّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفّتِ النّارُ بِالشّهَوَاتِ رواه مسلم هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس والحض على الطاعات وإن كرهتها النفوس وشق عليها والمراد بالمكاره هنا ما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلاً وتركاً كالإتيان بالعبادات على وجهها والمحافظة عليها واجتناب المنهيات قولاً وفعلاً وأطلق عليها المكاره لمشقتها على العامل وصعوبتها عليه ومن جملتها الصبر على المعصية والتسليم لأمر الله فيها والمراد بالشهوات ما يستلذ من أمر الدنيا مما منع الشرع من تعاطيه إما بالأصالة وإما لكون فعله يستلزم ترك شيء من المأمورات ويلتحق بذلك الشبهات والإكثار مما أبيح خشية أن يوقع في المحرم فكأنه قال لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات ولا إلى النار إلا بتعاطي الشهوات وهما محجوبتان فمن هتك الحجاب اقتحم ويحمل أن يكون هذا الخبر وإن كان بلفظ الخبر فالمراد به النهي وقوله ((حفت)) من الحفاف وهو ما يحيط بالشيء حتى لا يتوصل إليه إلا بتخطيه فالجنة لا يتوصل إليها إلا بقطع مفاوز المكاره والنار لا ينجي منها إلا بترك الشهوات والله أعلم من قصص الصالحين عن بشر بن بشار المجاشعي وكان من العابدين قال لقيت عباداً ثلاثة ببيت المقدس فقلت لأحدهم أوصني قال ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك فهو أحرى أن يفرغ قلبك ويقل همك وإياك أن تسخط ذلك فيحل بك السخط وأنت منه في غفلة لا تشعر به وقلت للآخراوصني قالما أنا بمستوص فأوصيك قلتعلى ذاك عسى الله عز وجل أن ينفع بوصيتك قال أما إذ أبيت إلا الوصية فاحفظ عني التمس رضوانه في ترك مناهيه فهو أوصَلُ لك إلى الزلفى لديه فقلت للآخِرأوصني قال: فبكى واستحر سفحاً للدموع ثم قال: أي أخي لا تبتغ من أمرك تدبيراً غير تدبيره فتهلك فيمن هلك وتضل فيمن يضل حكمة اليوم قال عمر رضي الله عنه وقد سئل عن ما يحب سيرى في سبيل الله ووضع جبهتي لله ومجالستي أقواما ينتقون أطايب الحديث كما ينتقي أطايب الثمر دعاء اليوم اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بكَ منَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَسُوءِ الأخْلاقِ من روائع الشعر يُحِبُّ الفتى طولَ البقاءِ كأنه على ثقةٍ أن البقاءَ بقاءُ إِذا ما طوى يوماً طوى اليومُ بعضَه ويطويه إِن جَنّ المساءُ مساءُ زيادة في الجسمِ نقْصُ حياتِه وأنى على نقصِ الحياةِ نماءُ جديدان لا يبقى الجميعُ عليها ولا لهما بعد الجميعِ بقاءُ ) (
|
|
بارك الله فيك وجزاك الله الف خير
|
|
أثابك الله على مواضيعك الراقيه
وعلى حسن الأنتقاء
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
وفاة شخص في رحاب الحرم المكي وهو ساجد | رشيد | المنتدى الإعلامــــي | 5 | 12-11-2014 01:00 AM |
في رحاب آية | بنت الوهيداني | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 06-11-2014 11:22 AM |
تدرون وش فايدة الاخت؟ | مهرة | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 4 | 26-09-2010 12:44 PM |
الاخت شهاليل | الاجهر | منتدى التصاميم والجرافكس | 11 | 13-12-2009 10:49 AM |
خيال شاعرها في رحاب منتداكم | خيال شاعرها | منتدى الضيافــــــــة | 35 | 22-04-2009 07:56 AM |