[البعيد الهادي]

ليست من نسج الخيال، أو فكرة عمل درامي تراجيدي، إنها قصة من الواقع، تعيش فصولها أسرة سعودية، تحولت حياتها بين عشية وضحاها من نعيم سعة العيش إلى جحيم الفاقة، وضيق ذات اليد .

رب الأسرة (ج.ن.ع) كان رجل أعمال ناجحاً، وذا بذل وعطاء وإحسان، كما وصفه إمام جامع الحي الذي كان يسكنه آنذاك، في خطاب وجهه لأحد فاعلي الخير، لكنه لم يصل، أو لم يجد الاستجابة .

يقول إمام الجامع : (نفيدكم أن الأخ (ج.ن.ع) كان ذا تجارة، وعطاء، وبذل وإحسان، فقدر الله عليه المصائب، فأصيب بجلطة دماغية عطلت نصف جسمه، وما لبث فترة قليلة إلا وتصاب زوجته بمرض خطير أفقدها الذاكرة والمعرفة، فأصبحت طريحة الفراش في المستشفى، ولله الحمد على قضائه وقدره .
والأخ (ج.ن.ع) من خيرة الناس، ومن جيران المسجد المعروفين بالمحافظة على الصلوات والخير والإحسان والمحبة للناس، وإنه بعد تلك المصائب أصبح بلا مال ولا زوجة ولا بيت يسكنه، بل إنه يسكن هذه الأيام عند أقاربه هو وأطفاله والله المستعان، وعليه فإنه مستحق للعون والمساعدة والوقوف بجانبه وجبر مصيبته، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ).

حدث ما حدث للمواطن (ج.ن.ع) قبل تسع سنوات، حيث تعطل كثير من أعماله التجارية إبان فترة الركود الاقتصادي، وتعرض لخسائر كبيرة أكلت جل ثروته، وكان لها بالغ الأثر على أسرته وعلى صحته، فتراكمت عليه الديون والهموم حتى أسقطته جلطة دماغية شلت نصف جسده، وأفقدته نصف ذاكرته، وعطلت حركته ولسانه .
فتوقفت تجارته مصدر رزقه الوحيد، ولم يجد له عوناً على أعباء الحياة، وإعالة أبنائه الصغار الذين لم يبلغوا أشدهم بعد، سوى قليل مما ادخره من أيام الرخاء .
وتمضي به الأيام كأثقل ما يمر على المرء، وفي موعد جديد مع قدر مؤلم، تصاب زوجته بورم سرطاني حميد في المخ، كلفها استئصاله ذاكرتها، لتفقد الأسرة عموداً آخر، وتصبح بلا معيل ولا قيم .

الأبناء الخمسة ليس بينهم سوى ولد واحد، تحمّل مسؤوليات جساماً وخرج من المدرسة في سن السابعة عشرة، وأخذ يبحث هنا وهناك عن عمل يؤمن لأسرته قوتها، بعد أن قعدت على حصير الفقر، ولم يبق أمامها إلا ذل السؤال، فعثر على وظيفة بسيطة بأجر متدن .
عمل الابن حارس أمن بإحدى الشركات، براتب ١٥٠٠ ريال، لكنه ترك العمل بعد مضي شهرين، فهو لا يملك سيارة وكل راتبه يصرفه في التنقل من وإلى العمل بسيارات الأجرة، فاضطر إلى البقاء بالمنزل لرعاية والديه اللذين هما في أمسّ الحاجة إليه، لقضاء أبسط حوائجهما بعد أن أصبحا عاجزين تماماً .
وتوقفت البنات عن الدراسة للأسباب ذاتها، وفي تلك الأثناء بادر بعض أقارب الأسرة بمد يد العون لها، بعد أن شاع أمرها، رغم تعففها عن السؤال .
فقاموا باستئجار منزل صغير، وأقل تكلفة، وسجلوا الأسرة في الضمان الاجتماعي، حيث يصرف لها الآن مخصص شهري قدره ٢٣٠٠ ريال، لا يفي بالحد الأدنى من احتياجاتها الضرورية .

وتحسنت ظروف الأسرة قليلاً وعادت بعض البنات إلى المدارس، لكن ما زالت الحاجة تخنق الأسرة، والمحسنون من أقاربها ذوو دخل محدود، وبدأ يتناقص دعمهم المادي لها حتى يوشك أن ينقطع، بعد ارتفاع الأسعار في السنة الأخيرة .

أهل الخير في هذه البلاد المباركة كثر ولله الحمد، وفي هذا الشهر المبارك تهفو أنفسهم لفعل الخير، اقتداءً بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود ما يكون في رمضان، لكنهم يحتاجون إلى من يأخذ بأيديهم ليتلمسوا حاجات المتعففين، الذين قال الله فيهم: (لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ).

"سبق" وقفت على حالة هذه الأسرة، لكن إصرار الأسرة على عدم نشر أي أمر يخصها عبر وسائل الإعلام، كان عائقاً أمام تصوير المنزل، فقام أحد أقاربها بتوفير التقارير الطبية، وأوراق أخرى تثبت حالة الأسرة .

صحيفة "سبق" تحتفظ بالتقارير والتفاصيل لمن أراد الاستفسار عن هذه الأسرة. كما يمكن التواصل مع الصحيفة عبر الجوال رقم 0564188051

الموضوع الأصلي: نصف جسده مشلول والزوجة بلا ذاكرة | | الكاتب: البعيد الهادي | | المصدر: شبكة بني عبس

[.فيصل الذيابي.]

اهل الخير كثير ومن يريد الثواب كثير
واسئل الله لهم ان يسدهم عن السؤال وحاجة الناس
اشكرك اخي البعيد الهادي على النقل واثابك الله

[...............................]

مشكوووور اخوووي وجزاك الله الف خير ..
وانشاء الله مايقصرون الاخواااان ...
دمت بحفظ الـــــــرحمن ..

[ريتال الداموك]

لاحول ولا قوة إلا بالله
الله يكون بالعون ...

[سند الداموك]

أن شاء الله مارايح يقصرون أهل الخير
أبوسامي جزاك الله خيرا على النقل