|
خيارات الموضوع |
لاأدّعي علم الغيب ـ معاذ الله ـ ولكن علَّمتنـا الأيام ، مع هؤلاء الحكام ، أنـَّه إذا كان ثمة ردح مـا عن (سلام) ، أو (حوار) ، أو (تسامح) ، أو شيء من هذا القبيل ـ أعني من التلاعب بهذه الشعارات ـ والطرف الآخـر هـم أعداء الأمة ، ومغتصبو حقوقها ، ومحتلو أرضها ، ومنتهكـو كرامتهــا ـ وليس الشعوب المسكينة التي لاتستحق الحوار عندهـم ! ـ أنَّ ذلك يعني أنَّ ثمـة مصيبة تجري ، يُراد الإلهاء عنها ، أو أنَّ ثمة كارثة ستقع وشيكا على رؤوسنا !
وأمَّـا هذا المؤتمر الأخير ، أعني مؤتمـر التطبيع مع الصهاينة ، مع ( الحاخام بيريـــز ) و( الراهبة عميلة الموساد السابقة ليفني ) في نيويورك الذي أطلق عليه زوُرا ( حوار الأديان ) ! . فالذي يقتـرن به ، هو تهـويد القدس هذا هـو المشروع الأخطر على أمتنا ، والذي هو أخطـر من إحتلال العراق ، وأفغانستـان ، وكلّ ما قبلهما ، إذ تهويد القدس ، وإعلانها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني ، وهدم المسجد الأقصـى، هو الهدف النهائي لكلِّ تلك الاحتلالات ، وجميع تلك المؤامـرات. هذه هـي الكارثة العظمى التي تنصب عليـنا ، ويجري هذه الأيام العمل فيها على قدم وساق ، وقد تضاعفت وتيرتها جدا في الآونـة الأخيـرة . ووسائل الإعلام في غفلة شبـه تامّة عن حقيقتها ، وإنصـراف شبـه كامل عن خطورتها . والمصيبة التي هي أعظـم منها ، هذه البلاهة من كثير من الذين يُسمُّون أنفسهـم علماء ، وتلك السذاجة من عدد لايستهان به من المفكرين الذين يسمُّون أنفسهم إسلاميين ، إذ هم صامـتون عن هذا المشروع الخطيـر جداً ، بينما هـم يصفقون ـ أو يغضُّون الطرف ـ للمشاريع المشبوهـة ، مثل (حوار الأديان) ، التي وضعت للتغطية على الهجوم على مقدسات الأمة بأسرها. يحكى أن دافيد بن غوريون أول من أعلن قيام الكيان الصهيوني ، قـد قام يبكي طويلا أمام حائط البراق ، عام 1967، ثم بعدما مسح دموعه النتنة ، التفت إلى أحد الضباط وإلى رئيس البلدية ، فأمره أن يهدم حارةالمغاربة بكل ما فيها من مساجد ، وبيوت ، وحارة الشرف ، وإقامة الحي اليهودي ، ببناء 2000 وحدة سكنية داخل البلدة القديمة . من تلك اللحظة انطلق مشروع تهويد القدس ، ومن بن غوريون ، إلى أولمرت ، لم يتـوقف المشروع يوماً واحـداً . ومما هو معلوم أنَّ مساحة القدس الشرقية ، لم تتغير منذ حرب 67 ، رغم تضاعف عدد السكان ، بينما تضاعفت مساحة القدس الغربية ، وليس وراء ذلك بلاريب سوى السعي الصهيوني الدؤوب لتهويد القدس القديمة ، بغية تكريس كونها عاصمة الصهاينة الأبديـة . ثم منذ 1968م ، تزايدت مشاريع بناء مدن صغيرة صهيونية داخل الأحياء الفلسطينية، وكانت حصيلة هذه المشاريع مصادرة 35% من مساحة القدس ، أي ما يعادل 24 كيلومتر مربع من مساحة 72كيلو متر مربع من القدس الشرقية. وكانت حركة الإستيطان قد بلغت ذروتها أثناء السنوات الأولى من أوسلو ، ومما جرى في تلك الأثناء ، حادثة النفق العام 1996م ، وإغلاق بيت الشرق ، ، وقبل ذلك ، وقبل ما كان يطلق عليه مفاوضات الحل النهائي الذي كانت قـد قررت في مايو عام 1996م ، وبهدف تحقيق السيطرة الصهيونية التامة على كل حدود القدس الموحدة ، وبالضبط في السابع عشر من كانون الثاني العام 1995 ، أعـلن الصهاينة عن خطة سنوية لبناء 15 ألف وحدة سكنية في القدس الشرقية ، وهي : بسغات زئيف، نافيه يعقوب، غيلو، وهار حوما- جبل أبو غنيم . ، و13 ألف وحدة سكنية في مناطق القدس ، التي تقع خارج مناطق الضم للكيان الصهيوني : في معاليةأدوميم ، وبيتا ، وجفعون ، وهارادار ،وإفرات و3000 وحدة سكنية في مختلف مناطق الضفة الغربية . ، وما حكاية عائلة الكرد التي تناقلتها وسائل الإعلام سوى انموذج واحد ، فبعد مرور أكثر من 50 عاماً على امتلاك هذه العائلة الفلسطينية لهذا المنزل , قضت (المحكمة الإسرائيلية العليا) بطردهم منه لصالح منظمة للمستوطنين اليهود تسمـى (ناشلت شيمون) ، وهـي تزعـم أنها المالكة لتلك الأرض، الواقعة في حي الشيخ جراح ، أحد الأحياء الواقعة ضمن مخطط صهيوني ، يهدف إلى ضم أحياء عربية في القدس القديمة ، توطئة لتهويد القدس ، وجعلها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني. ، وهذه المنظمة التي حصلت على هذا الحكم الجائر لمصلحتها, هي مؤسسة تابعـة لجمعيتين صهيونيتـين يمينيّتين متطرفتين هما : إلعاد ، والترت , وهما متخصصتان في اختلاق الذرائـع لطرد الفلسطينيين من منازلهم في القدس . ، وقد أثار هذا القرار الصهيوني الجائر الذعر في عائلات فلسطينية كثيرة ، تقطن في المناطق الإستراتيجية المتاخمـة لطريق صلاح الدين ، وهي مناطـق تعد بمثابة الشريان التجاري للقدس الشرقية ، يخشون من أن تقع الكارثة العظمى بمصادرة منازلهم أيضا. ، وأمـَّا في جنوب المدينة القديمة ، أي في منطقة جيل المكبر ، فقـد قاربت مستوطنة نوفزيون على الانتهاء من العمل بها, ومن جهـة الشرق أي في حي رأس العامود , يجري توسيع مستوطنة معالي زايتيم . ، ثــمَّ وبالتحديد في أراضي أبو ديس , يخطط المليار دير موسكو فينز بناء مستوطنة جديدة تدعى (كيدمان زون) لتتسع ل(400) عائلة. ، هذه بعض اللمحات السريعة عن تطور مشروع تهويد القدس . ، والحقيقة المؤلمـة في هذه القضية البالغة الخطورة ،أنَّ ناشطين غربيين ،هـم أشد إهتمامـا بـها ، وتعاطفا مع حقوق الفلسطينيين ، من العرب أنفسهم ، ولنذكر من ذلك ثلاثة أمثلة : ، فمثلا الناشط أروين سيمون يقول : "تهويد القدس يتواصل بوتيرة مرعبة ، دون أي اهتمام يذكر من قبل وسائل الإعلام الغربية". ، وقال سيمون : الذين زاروا القدس من الحملة أكدوا "وجود خطة محكمة لتصفية التراث والوجود العربيين من المدينة المقدسة". ، وأما الناشط الحقوقي الفرنسي دنيس دورليان فصرح : " أن هناك قضما ترابيا متواصلا للمنطقة المحيطة بالحرم القدسي ، يتم عن طريق قيام السلطات الإسرائيلية بنزع ملكية عقارات الفلسطينيين ، وشراء تلك العقارات من قبل اليهود ، بعد دفع مالكيها إلى بيعها بشتى الطرق ". ، واستنكـر أحد الناشطين وهـو دورليان ـ الزائر للقدس خمس مرات ـ بشدة ما سماه أساليب المحتلين الهادفة لترحيل عرب المدينة, موضّحا أن تلك الأساليب تشمل "الاعتداءات الجسدية والإهانات اللفظية والاستفزازات ذات الطابع الديني" ، كلّ هذا نشرته قناة الجزيرة قبل نحو أسبوعين. ، وآخر خبـر مفجع في هذه السلسلة من إبتلاع القدس ، بناء أكبر كنيس في العالم قرب المسجد الأقصى . ، فقـد نشرت الجزيرة هذا الخبر قبل ثلاثة أيام : ( قال خبير المخطوطات في بيت الشرق بمدينة القدس المحتلة خليل التفكجي ، إن (إسرائيل) ستفتتح قريبا أكبر كنيس في العالم قرب الحرم القدسي، منوها إلى أن قبته توازي حجم قبة الصخرة المشرفة ما يهدد المسجد الأقصى بشكل غير مسبوق. ، ولفت التفكجي إلى أن (إسرائيل) تسير بخطى ثابتة لتنفيذ مخطط تهويد المدينة المقدسة مع حلول العام 2020، حيث ستبلغ نسبة السكان العرب في ذلك التاريخ 12% فقط، واعتبر أن مصير القدس سيلحق بمصير الأندلس إذا استمر الصمت العربي على حاله) . ،،،،، وبعـد : ـ فهكذا استـمر مشـروع تهويد القدس ، يجري وراء مخططات إلهاء الأمة عنـه ، ويتم فيـه مصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس، وتحقيق زحف منهجي لإبتلاع القدس كلِّها. ، وهذا نداء لجميع الغيورين على كرامة هذه الأمة ، ومكانة مقدساتها ، من علماء ، ومفكرين ، وناشطين ، مؤسسات ، وأفرادا ، أن يهبّوا لوقف هذه المهزلة التي يقودها الصهاينة تحت شعار الحوارات الجوفاء ، وأن يعيدوا توجيه الأمة ، وتعبئتها ضد أعداءها ، ويكشفوا حقيقة ما يجري إعداده لهـا من المكر العظيم ، والكيد الخبيث. ، وليكن أول الإنطلاقة هـو إعداد مؤتمر عام ، وضخم ، بزخم إعلامي كبير ، حول موضوع تهويد القدس . ، ويتم فيــه دعم خط الجهـاد الفلسطيني ، والفكر المقاوم ، والنهـج الذي يتصدي لمخططات الصهاينة لاسيما في القدس . ، وذلك لإفشـال كلَّ محاولات صرف النظر عن مخططات الصهاينة الحقيقية، ولكشفهم على حقيقتهم ـ وراء ابتسامات بيريز ، وليفني ، وبقية الصهاينة ، الزائفة ودعواتهم الكاذبة عن السلام والحوار ـ وإطلاع العالم على حقيقة نواياهم الخبيثة ، وأهدافهم العدوانية المريضة . ، اللهم هذا البيان ، وعليك البلاغ ، وحسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا ، فنعم المولى ونعم النصيــر . الكاتب: حامد بن عبدالله العلى الموضوع الأصلي: العلاقة بين تهويد القدس ومؤتمر نيويورك الذي سُمى (حوار الأديان)! | | الكاتب: نديم الشوق | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
أخي نديم الشوق نص البيان الختامي غير كلام حامد العلي وهو كتالي: أدلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية السعودية، الأمير سعود الفيصل، بنص البيان الختامي لمؤتمر حوار الأديان الذي عقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بعد انتهاء أعمال الاجتماع الرفيع المستوى ليل أول من أمس: وهنا نص البيان: بناء على مبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا رفيع المستوى خلال الدورة الـ63 في 12 و13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 تحت بند رقم 45 (الثقافة من أجل السلام). أكد الاجتماع على الأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واستذكر تعهد جميع الدول بموجب الميثاق بتشجيع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع، بما في ذلك حريات الاعتقاد والتعبير، دون التمييز على أساس العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين. وعبرت الدول المشاركة عن قلقها من تنامي حالات عدم التسامح، والتمييز، وبث الكراهية، واضطهاد مجتمعات الأقلية الدينية لأي دين، وشددت على أهمية تشجيع الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام أديانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم المتنوعة. وأكدت الدول المشاركة على رفض أي استخدام للدين لتبرير قتل الأبرياء وممارسات الإرهاب والعنف والإكراه، مما يتناقض بوضوح مع دعوة جميع الأديان للسلام والعدل والمساواة. وأخذت الجمعية العامة علما بمبادرة ملك المملكة العربية السعودية وانعقاد المؤتمر العالمي بحوار بين الأديان في مدريد بين 16 و18 يوليو (تموز) 2008 م برعايته واستضافة كريمة من ملك وحكومة إسبانيا، مجددة دعوتها إلى نشر ثقافة التسامح والفهم المتبادل عبر الحوار، وإلى دعم مبادرات القادة الدينيين والمجتمع المدني والدول لتعميق ثقافة السلام والتفاهم والتسامح واحترام حقوق الإنسان بين أتباع مختلف الأديان والثقافات والحضارات. وعبرت الدول المشاركة عن عزمها على تقوية وتدعيم الأطر القائمة ضمن منظومة الأمم المتحدة لتشجيع التسامح وحقوق الإنسان، والحفاظ على الأسرة، وحماية البيئة، ونشر التعليم، ومكافحة الفقر والمخدرات والجريمة والإرهاب، آخذين بالاعتبار المساهمة الإيجابية للأديان والمعتقدات والقيم الإنسانية الأخلاقية في مواجهة هذه التحديات. وتقبل خالص الود وتقدير
|
|
أخي العزيز اليك نص دعوة ملك الانسانيه وأترك أعداء السلام
دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى قيام جبهة موحدة لمحاربة الإرهاب وتعزيز التسامح في العالم، معتبراً أن الإرهاب هو "عدو لكل الأديان". وأضاف خادم الحرمين الشريفين، في مستهل منتدى "حوار الأديان" الذي اقترحته الرياض، واستضافته الأمم المتحدة الأربعاء 12-11-2008، في مقرها بنيويورك، أن "الاديان التي أراد بها الله عز وجل اسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم". وتابع "ان الارهاب والاجرام أعداء الله.. وأعداء كل دين وحضارة.. وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح". وقال العاهل السعودي للمنتدى، انه على مر التاريخ، أدت الصراعات على القضايا الدينية والثقافية الى حالة من عدم التسامح "وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة". وأضاف "أن الانسان نظير الانسان وشريكه على هذا الكوكب. فاما أن يعيشا معا في سلام وصفاء وأما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية".
|
|
مشروعية الحوار إنه منهج قرآني وسنة نبوية، فقد درج الأنبياء على التواصل مع أقوامهم كما قدمت السيرة النبوية العطرة منهاجاً واضح المعالم من خلال حوارات النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة والمدينة، وحواره مع نصارى نجران والأسقف أبي الحارث ومراسلاته صلى الله عليه وسلم للعظماء والملوك في زمانه، ووثيقة المدينة. ولم يتوقف الحوار بأنواعه بين المسلمين وغيرهم خلال تاريخهم الطويل، وقد اتخذ صوراً شتى، منها الحوار المباشر والحوار بالمراسلة وتأليف الكتب وإقامة المناظرات، فكان لهذا أكبر الأثر في التعريف بالإسلام في العالم. وأضاف أن أهداف الحوار تتلخص في الآتي: 1) التعريف بالإسلام وشرائعه ونظمه وما يملكه من رصيد حضاري كبير يمكنه من الإسهام الفاعل في ترشيد مسيرة الحضارة الإنسانية. 2) الرد على الافتراءات المثارة عن الإسلام وتصحيح الصورة المغلوطة عنه وعن أتباعه بالوسائل الإعلامية والأكاديمية والدينية.
ـ البيئة بكل مكوناتها، ومواجهة أي عدوان عليها؛ لأن واقع البيئة اليوم ينذر بمخاطر كارثية على الجنس البشري بكافة شعوبه. 3 ـ الأسرة واحترام نظمها المستقرة في الزواج المشروع والتكاثر؛ مع توفير كل ما يعين الأسرة مادياً ومعنوياً لإعداد جيل صالح. 4 ـ الإعلام ووضع آليات له، كي لا يكون مروجاً للانحراف والإدمان وإفساد القيم الأخلاقية. 5 ـ تهيئة الأجواء لعلاقات متوازنة بين مختلف الشعوب والأمم؛ لتحقيق مقاصد العدل والخير، ومواجهة الظلم والعدوان واغتصاب الحقوق. أهمية الرجوع إلى الخالق المعبود، واستلهام ما جاءت به الرسالات الإلهية من قيم أخلاقية فيها سعادة البشر، وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً»
|
هذه الفتوى مكونة من سماحة الرئيس العام ومفتي عام المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز- رحمه الله - رئيسًا - والشيخ عبد العزيز ابن عبد الله آل الشيخ - نائبًا - وعضوية كل من الشيخ د. بكر أبو زيد و الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان. هذه الفتوى تعرض على الملأ الأصول المُؤسِّسَة للعقيدة الإسلامية، ويمكن تلخيص هذه الأصول كما عرضتها الفتوى كما يلي:
أولاً: لا يوجد على وجه الأرض دين حق سوى دين الإسلام، وأنه خاتمة الأديان، وناسخ لجميع ما قبله من الأديان والملل والشرائع. ثانيًا: أن كتاب الله تعالى، القرآن الكريم، هو آخر كتب الله نزولاً وعهداً برب العالمين، وأنّه ناسخٌ لكلّ كتاب أنزل من قبل من التّوراة والزّبور والإنجيل وغيرها، ومهيمن عليها، فلم يبق كتاب منزل يُتعبد الله به سوى القرآن الكريم. ثالثًا: يجب الإيمان بأن التّوراة والإنجيل قد نُسِخا بالقرآن الكريم، وأنه قد لحقهما التحريف والتبديل بالزيادة والنقصان، ولهذا فما كان منها صحيحًا فهو منسوخ بالإسلام، وما سوى ذلك فهو محرف أو مبدل. رابعًا: أنّ النّبي محمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين، فلم يبق رسول يجب اتّباعه سوى محمد صلى الله عليه وسلم، ولو كان أحد من أنبياء الله ورسله حيًّا لما وسعه إلا اتّباعه صلى الله عليه وسلم .. ونبي الله عيسى - عليه الصلاة والسلام - إذا نزل في آخر الزّمان يكون تابعًا لمحمد صلى الله عليه وسلم وحاكماً بشريعته. كما أنّ من أصول الاعتقاد في الإسلام أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عامّة للنّاس أجمعين. خامسًا: يجب اعتقاد كُفْر كُلّ من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنّصارى وغيرهم وتسميته كافراً، وأنه عدو الله ورسوله والمؤمنين، وأنّه من أهل النار. سادساً: وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى وحدة الأديان والتقارب بينها وصهرها في قالب واحد دعوة خبيثة ماكرة، والغرض منها خلط الحق بالباطل، وهدم الإسلام وتقويض دعائمه.تخلص الفتوى إلى أنّه: لا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها." ولهذا السّبب أيضًا فإنّه: "لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة بناء مسجد وكنيسة ومعبد في مجمع واحد، لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كلّه، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ولأهل الأرض التديّن بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان، ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال. كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس بيوت الله وأن أهلهـا يعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله، لأنّها عبادة على غير دين الإسلام، والله تعالى يقول: ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ). بل هي بيوت يُكفر فيها بالله. نعوذ بالله من الكفر وأهله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى ( 22-162 ): "ليست ــ أي: البيع والكنائس ــ بيوت الله، وإنّما بيوت الله المساجد، بل هي بيوت يُكفر فيها بالله، وإن كان قد يذكر فيها، فالبيوت بمنزلة أهلها وأهلها كُفّار، فهي بيوت عبادة الكفّار. |
|
|
إن كان المحاورون يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون بما أنزل عليه من ريه, وجب عليهم اتباعه وترك ما هم عليه لأنه صلى الله عليه وسلم رسول الله إلى العالمين كافة قال تعالى: (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )) "الأعراف158" والرسول يطاع ويتبع: (( ومآ أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله )) "النساء64" (( فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله )) " القصص50"
إن كانوا لا يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكان الهدف من الحوار معهم بيان بطلان ماهم عليه ودعوتهم إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه فهذا الحوار مشروع وقد جاء به القرآن الكريم: (( قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضآ أربابآ من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )) "آل عمران64" وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (( إنك تأتي قومآ من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله )) الحوار حقه و باطله ...للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان الحوار حقه وباطله 07/06/2008 07:52:34 م الحوار هو المجادلة بين طرفين مختلفين وكل منهما ينتصر لما هو عليه وهو على قسمين: القسم الأول : الحوار الدعوي الذي معناه عرض ما عند كل من الطرفين لمعرفة مدى ما فيه من الحق فيؤخذ به وما فيه من الخطأ فيترك – وهذا حوار مطلوب شرعاً. قال تعالى:(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران:64 وقد ذكر الله في القرآن الكريم الحق ببراهينه وحججه. وذكر الباطل بشبهاته ومرتكزاته ورد عليها. لأن الله سبحانه أنزل القرآن ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وقال سبحانه:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) النساء:59 ولذلك فإن العاقل المنصف الذي يريد الحق بمجرد مايسمع القرآن وهو يفهمه يسارع إلى قبول ماجاء به من مختف الطوائف والديانات. وهذا سر ظهور هذا الدين على الأديان كلها وانتشاره في مشارق الأرض ومغاربها في ادوار التاريخ فلا تجد مكاناً في الأرض اليوم إلا وفيه مسلمون ويكثر عددهم يومياً – ولله الحمد – القسم الثاني : من أقسام الحوار ما يراد به دمج الحق مع الباطل والتنازل عن أعز شيء من الحق وهو العقيدة لأجل إرضاء المخالفين. وهذا هو لبس الحق بالباطل والتسوية بين المختلفات والجمع بين المتناقضات وهذا هو المداهنة التي حمى الله رسوله منها فقال:(وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا(74) إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا) الإسراء 73-75 وقال تعالى :(فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )القلم 8-9 وقال تعالى : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) هود:113 والعجيب أن المخالفين لنا لا يعترفون بما نحن عليه من الحق ويطلبون منا أن نعترف بما هم عليه من الباطل. والواجب على المسلمين أن يتمسكوا بدينهم ولا يتنازلوا عن شيء منه وأن ينكروا الباطل ويحذروا منه. قال الله تعالى:(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) الزخرف 43-44 وفق الله الجميع لمعرفة الحق والعمل به. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
آخر تعديل بواسطة ابوفهد العويمري ، 08-12-2008 الساعة 07:16 PM.
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
سَلي يا اِبنَةَ الأَعمامِ عَنّي | ذرا عبس | قسم الفارس (عنترة بن شداد) | 4 | 12-05-2011 12:56 AM |
الشريعة هي الميزان الذي يضبط العلاقة مع غير المسلمين | حمدان الرشيدي88 | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 04-07-2010 11:09 PM |
البوليفي رالدس اجتاز الفحص الطبي.. ومؤتمر صحفي لكشف تفاصيل عقده.. اليوم | جبل أثقب | منتدى الرياضه والشباب | 3 | 28-06-2008 05:31 PM |
فتوى هيئة كبار العلماء بخصوص حوار الأديان | خالد العويمري | المنتدى الإسلامـــي | 10 | 05-04-2008 04:44 PM |