|
خيارات الموضوع |
|
الوضع الذي يعيشه ضحايا سوق الأسهم اليوم أشد تعقيدا من وضع القوات الأمريكية في العراق، فهم لايستطيعون الانسحاب من السوق فيكون ذلك إقرارا نهائيا منهم بالخسارة الفادحة وضياع أموالهم إلى الأبد كما أنهم في الوقت ذاته لايستطيعون البقاء أكثر والاستمرار في مواجهة الأوجاع اليومية التي غيرت مجرى حياتهم.
اشعر أحيانا أنهم يعانون من حالة نفسية غريبة يمكن تسميتها مؤقتا بمتلازمة ( نشبة العمر) فهم عالقون في زجاجة ليس لها عنق وغارقون في بحر لانهاية له, و قد بدأت تفترسهم الحسرات دون أن ينتبه لهم أحد، حتى ملامح وجوههم تأثرت بهذه الحالة النفسية الصعبة وبدا الواحد منهم شاحبا مثل شجرة قديمة تلاعبت بها الرياح العاتية وتساقطت أوراقها الواحدة تلو الأخرى ولم يبق لها سوى أن تبيع ظلها للعابرين علها تجد في حكاياتهم الصغيرة طريقا جديدا للأحلام الخضراء. لا احد يتعاطف مع ضحايا الأسهم ولا يفكر أحد في تصنيفهم ضمن قوائم الفقراء حتى لو باعوا ثيابهم، فهم في نظر الناس أغنياء ضيعوا أموالهم أو فقراء دخلوا بالخطأ منطقة الأغنياء, وللأسف الشديد فإن الناس لايتعاطفون مع هاتين الحالتين رغم إنهما الأجدر بالتعاطف، هكذا يتعامل المجتمع مع ضحايا الأسهم باعتبارهم مغامرين تعساء و ليس أمام المغامر سوى أن يدفع ثمن مغامرته بصمت و (.. أهم شيء الصحة ). ولايجد أهل الأسهم شيئا يعزون به أنفسهم سوى ترديد تلك المقولة البائسة : ( هذا هو وقت الشراء) حيث يقومون ببيع الأسهم المنهارة لشراء أسهم أشد انهيارا منطلقين من أوهام وتخمينات بأن هذا السهم المنهار سيرتفع يوما ما فيعوضهم عن خسارتهم في السهم المنهار الذي قاموا ببيعه، وشيئا فشيئا يصبح تبادل الانهيار مع الآخرين سلوكا شائعا لدى ضحايا الأسهم حيث يمنحهم هذا السلوك شعورا وهميا بالقدرة على الحركة حتى وهم يقبعون في قاع الحفرة المظلمة. يحاول كل واحد منهم معالجة جروح الأمس بطعنات اليوم فيتواصل النزيف دون توقف، يبحثون في الفضائيات والجرائد وشبكة الانترنت عن بارقة أمل وحين لايجدون شيئا يقايضون خسائر الأمس بخسائر اليوم، وتستمر حفلة الغرق. الآثار الاجتماعية والنفسية التي يمكن أن تؤدي إليها خسائر سوق الأسهم اخطر بكثير من الخسائر المالية التي سوف يتكبدها هؤلاء الصغار الذين حلموا بتحسين ظروفهم المعيشية وغامروا بمدخراتهم وتعب أيامهم ثم وجدوا أنفسهم فجأة في مهب الريح، سيدخل المفلسون الجدد عالم الفقر من أوسع أبوابه ولكنهم ورغم ذلك سوف يكونون مضطرين للوفاء بالتزاماتهم المتراكمة دون أن يحق لهم طلب المساعدة من أحد. ضحايا سوق الأسهم ليسوا بحاجة اليوم إلى محاضرات حول ما كان يجب أن يفعلوه بل هم بحاجة لمن يقول لهم باختصار : ما الذي عليهم فعله؟. بقلم //خلف الحربي
|
|
مشكور يا الضرغام
على الموضوع تحيآآآآآآآآآآآآتي
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
إسعاف ضحايا الأسهم عند السقوط في صالات التداول بالصور خطوة خطوة ! | مناورالعويمري | المنتدى الإعلامــــي | 10 | 05-10-2011 03:34 AM |
.....ضحايا تدمع لها الاعين.... | .فيصل الذيابي. | المنتدى العــــــــــــــــام | 9 | 19-06-2011 10:02 PM |
ضحايا الابتزاااز | آلنجم | منتدى الحوار الهادف | 2 | 21-01-2011 08:19 PM |
ضحايا غزة | ضيف الله المتعاني العبسي | منتدى الشـــعــــر | 1 | 17-01-2009 01:54 PM |
(الحسد) ضحايا الوهم!!!!!!!!!!!! | سعد بن عادي | المنتدى العــــــــــــــــام | 14 | 01-05-2008 06:23 PM |