|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
السلام عليكم جميعاً اليوم جايب لكم قصة انتشرت في الأونة الاخيرة بلوتوثياً وهي لكاتب رشيدي لا يمكن ان اصفة الا بالمبدع الرائع وانا اليوم اطرح لكم ماخطه قلمه لتحكمو وتتابعو معي الاسلوب الراقي والتعامل السليم مع الاحداث .
لا اطيل عليكم اليكم القصة على شكل حلقات وانتضر تعليقاتكم . ______ملاحضة ( الحقوق محفوضة للكاتب )___________________________________________ مذكرات مراهقين (1~15) مصيول،،،مروان،،،صياح،،، أبطال مسلسل مرعب كتب قصتة مرحلة طفولية مشاغبة وظروف بيئية منفلتة وأنظمة عرفية بائدة ومراهقة شبابية سائدة *** (1) في ليلة من ليال الربيع الهادئة كان القمر في يوم إكتمال وجهه المنير ساهرآ يسامر أصحاب الحركات البهلوانية والأفكار الشيطانية ويشهد على مواقفهم المزاجية المتضاربة وهم مجتمعين على شكل نصف دائرة حول نارهم المتسارجة من خشب أخذوه من مستودع أحد العمالة السائبة الذي يمارس مهنة النجارة بكل حرية وبدون كفالة بعيدآ عن أنظار رجال الأمن مما شجعهم على إستغلالة لدرجة إشهار إفلاسه الذي أوقعوه فيه بسبب سرقاتهم المتكرره له في ظل صمته المقهور والذي كأنه يقول لهم من خلاله إذهبوا بما أخذتم حلالآ عليكم وأتركوا ماتبقى لي رحمة منكم بحال غريب مغلوب على أمره. وبينما هم جلوس يتجاذبون أطراف الحديث في دكتهم المطلة على الحي في سفح تل عتيق كان في الماضي مرقب لحماية سكان القرية من خطر مباغتت الغزاة المعتدين على قريتهم وكانت دكتهم معروفة بوعورة طرقها المؤدية لمنازل الحي وإستراتيجية موقعها الذي يسمح لهم بمراقبة تحركات السكان دون أن يشعر بهم أحد، خطرت في بال أحدهم فكرة جهنمية لتغيير الروتين الممل الذي خيم عليهم وقال ملمحآ:آه...كم أنا مشتاق للمطاردة هذه الليلة؟ فقال الآخرون: نحن أكثر منك شوقآ ولكن كيف؟ فقال: بسيطه، نعفس الديرة على أهلها. فقالوا:يالله على يدك! فذهبوا جميعآ مسرعين نحو غرفة تجمع الهنود التي يشاهدون فيها أشرطة الفيديو كل ليلة وعندما إقتربوا من الغرفة فإذا بصوت أغنية الفيلم الهندي الصاخبة يبدد سكون الليل فحاولوا مشاهدة ولو شيء يسير من مقاطع هذه السهرة الغرامية التي لم يتخيلوا إن أحد من سكان قريتهم سيتجرى على إقتناء شريط مماثل لها لأنها بحسب قوانينهم العرفية خطوط حمراء لايجوز الأقتراب منها فكيف بتخطيها وهي تجلب الزنا والفواحش لقريتهم المحافظة، فوجدوا ثقب صغير بجانب مكيف الهنود الصحراوي صاحب الصوت المزعج لايسمح إلا لمشاهدة واحد فقط، فتفرج الأول ثم الثاني ثم الثالث بتوقيت زمني محدد لكل واحد منهم مما زاد فيهم الجنون الغرامي الذي دفعهم لإزاحة المكيف عن مكانه وإستمتاعهم بشكل جماعي، ومع كل هذه الفوضى المتعمده والمتوشحة بظاهر الإستهتار وعدم المبالاة فإن أبوهنود لايعلم بمايدور حوله من شدة إندماجه مع الفيلم ولم ينبهه بفقدان مكيفه الذي ينفخ هواه خارج أسوار الغرفة إلا تصبب العرق وإنخفاض برودة المكان، فنظروا إليه فوجدوا قرود تطل عليهم من فتحة المكيف والغرام واضح على وجوهها النحسه،(حسن الوجه وقبحة ليس شرطآ من شروط الغرام). فقام آل هنود غاضبين من هذه الحركة الهمجية في هذه الساعه الذهبية بالنسبه لهم، وهربت الشلة الزاحفة مسرورة بهذة الصدفة العفوية والتجربة البريئة لمشاهدة هذه الأفلام المحظورة بالنسبة لهم. شعار هؤلا المراهقين الذي ينطوون تحت لواءه هو:( نفذ مايخطر في بالك وإستمتع في معاناة الآخرين) ومن منطلق شعارهم هذا فقد خطرت في بال أحدهم فكرة الهجوم على سكن رشيد الهندي الذي كان متواجد لحظتها في غرفة الهنود السابقة وأخذ مايجدون في داخله، فدخلوا وكان أثمن شيء أمام أعينهم كرتون الطرطعان والذي تقدم إليه صياح بخطى واثقة وحمله فوق كتفه وأتجه به إلى الدكه أو بالأصح المزبن لياخذ قسطآ من الراحه بعد ركض مستمر لعدة كيلوات وضحك لاينقطع فألتفت إلى بقية الشلة وأبتسم إبتسامة هادئه ترسم على وجهه مؤشرات خبيثة وقال: الليله ليله من ليال العمر وأحلا ليال العمر بالمره(مساعد الرشيدي) فقالوا:على أيش ياحسره؟! فقال:وراي! فتبعوه وإتجه إلي بيت فهد الأخ غير الشقيق لأمير القرية وعندما وصل إلى الشباك الخارجي(الدريشة)تناول من كنانته كمية من الطراطيع المتصلة ببعضها والملفوفة بفتيل واحد وأشعل فيها النار ووضعها علي الدريشة وكملوا طريقهم، (ولك أن تتخيل المعاناة التي سيعانيها كل من في بيت فهد حيث إن الساعة الآن الثانية والنصف بعد منتصف الليل وعائلة فهد تصحى من نومها العميق على هذه الأصوات المفزعة والتي كأنها كلاشنكوف في وضع أوتوماتيك). هرع فهد مسرعآ وركب سيارته وأدار المحرك وأشعل الأنوار فأتجه يمينآ ويسارآ لعله يجد الفاعل ويطفي به نار غضبه ولكنه لم يلاحظ مايدل على إن أحد من أهل الحي صاحي في هذه الساعة المتأخرة فتعوذ بالله من شر كل طارق، ورجع فوجد البيت منقلب فوق تحت بين صياح نساء وصراخ أطفال وغضب رجال كأنه يتطاير من عيونها الشرر بسبب هذه الحركة المروعة والتي لايريدون من فعلوها من وراءها إلا مطاردة ليلية يتخللها الضحك الهستيري والمواقف التي لولاها ماقرأتم هذه الرواية. أكملوا طريقهم فأتى بهم القدر أمام بيت الأمير دهيم رحمه الله وكان شيخآ كبيرآ يفضل النوم بحوش الديوانية بعيدآ عن إزعاج المكيفات كحال كل الشيبان السعوديين وعندما رأوه في سابع نومه عرفوا إن أمامهم فرصة لاتعوض في الإنتقام من هذا الأمير الذي سجنهم قبل شهر لمدة أسبوع بسبب إزعاجهم للديرة فقام صياح متخصص المتفجرات وأخذ فتيلين من الطراطيع وتقدم بإتجاه الأمير ووضعها عند راسه بكل هدوء وأضرم فيها النار فهرب،قام الأمير غاضبآ من جرأة هؤلاء المراهقين الذين لايردعهم عقاب ولايعرفون إحترام وعرف إنهم ماغيرهم هم وأخذ على نفسه وعد إنه إن وجدهم لن تأخذه فيهم رحمة قلب ولاتنفعهم شفاعة شفيع، ذهب إلى غرفة الخادم وأمره أن يجهز السيارة وذهب إلى وجهاء الحي ليؤيقظهم ويأمرهم بالبحث الدقيق عن هؤلاء الفتيه المتمردين وهو لايعلم ماذا فعلوا بوجهاء الحي بعده؟ فقد رموا بكل حوش بيت مجموعة من الفتيل بسرعة لاتصدق،وبجميع البيوت التي لم يستثنون منها بيت وجيه ولاكبير ولاقريب ولابعيد ولاحتى بيوتهم هم أنفسهم والتي سيكون من ضحاياها أهلهم، وأتجهوا إلى المزبن ولكن خبير المزابن والتزبينات مروان أدرك إنهم في حالة خطر داهم وإن السكان سيكون أول بحثهم في المزبن هذا لأنه مكان شبهه ومظلم ومعروف لدى فئة قليلة من المقربين ولكن مروان لايضمن هذه الفئة فقد يكون فيهم دبوس أو دبابيس،لاأحد يعلم؟فالثقة معدومة! أمرهم مروان بالذهاب إلى السمراء فهي ملاذ آمن لاتصله السيارات مهما كان نوعها واللي يجيهم مشي لن يلحقهم فأنطلقوا من المزبن الذي يبعد عن السمراء حوالي كيلو واحد وبينه وبينها وادي كبير يعرف بوادي صفيط والذي تقع فيه مزارع كبار الشخصيات أمثال الأمير علي والشيخ سعيد ولكن رغم صعوبة التضاريس فإنهم وصلوا إلى قمة السمراء بأقل من خمس دقائق. (السمراء:جبل أسمر يقع شمال غرب صفيط القديم ولكن الآن فإن قرية صفيط تشكل نصف دائرة حول السمراء ويبلغ إرتفاعها حوالي 1500 قدم وتحيط بها من الغرب سلسلة من الجبال تسمى دشة الجرو نسبة لأحد البدو الرحل الذي سكن فيها لعدة سنوات وكان يلقب بالجرو). ساعدهم إرتفاع السمراء بمشاهدة أنواع البحث والتحري وجعلهم مطلعين على خطة إعلان الطؤاري أكثر من غيرهم وهم يضحكون بشكل هستيري تتخلله تعليقات ساخرة على أفعالهم التي لم يصدقون إلى الآن إنهم أقدموا عليها، أما فرق البحث فقد إستمرت في تفتيش المواقع حتى صلاة الفجر وعادوا السكان بعدها إلى بيوتهم بعد هدوء غضبهم وهم يضحكون من حركات هؤلاء الشياطين اللي نسموا برؤؤسهم تنسيم. (2) إنهالت علي رسائل لاتصدق ومواجهات ساخنة بعد الحلقة الأولى:فردود الفعل متباينة بين مشجع ومهدد وبين ناقد وحاقد ولكن الأهم وهو السبب الذي شجعني على مواصلة تجربتي الأولى في عالم الكتابة هو حصول الحلقة الأولى على نسبة 85%. (من قرأ آية الكرسي قبل النوم لايقربه شيطان حتى يصبح) مروان صاحب الشعر المتعرج والبشرة المائلة للسمره محب للضحك بصوت عالي لدرجة إن الكشرة أصبحت ملازمة له إذا رأيته لأول مره ستجد نفسك تقرأ آية الكرسي لاشعوريآ (يعني بدون صحو)،مصيول صاحب عينين سوداوتين(كعيون الحويط)وهذا مثل يضرب لوصف الإتساع الزائد عن حده إذا لاتعرفه جيدآ ستظن إنه مدمن مخدرات مع إنه صوفي(إيه قابلني) غير إنه يتمع بفراسة خيالية وحدس لايخون. صياح صاحب وجه حنطي له أسنان بارزه ليس له هواية محددة غير إنه متميز بالرسم شيء ما يساعده في ذلك تفكيره الحاد. عادوا الشلة الذين يشكلون أخطر ثلاثي في الديرة إلى بيوتهم قبل ظهور الشمس وناموا على أمل غروبها وبداية ليلة مليئة بالمشاغبة والمطاردة التي لايجدون متعتهم إلا بها. أسدل الليل ستاره وأجتمعوا الشلة في مزبنهم وهم يتذكرون ليلتهم الماضية بكل سرور بإنتظار ليلة أعظم منها، جلسوا يتسامرون حتى الساعة الحادية عشر تقريبآ لتغلق الدكاكين أبوابها ويعم الهدوء أرجاء القرية فأتجهوا إلي بقالة مسامح الفرج وجلسوا بجانبها ولفت إنتباههم الأكياس المليئة بالكراتين الفارغة التي تملأ المكان بأنتظار سيارة النظافة ولكن الشلة أرادوا التخلص منها بطريقتهم التي لاتخطر حتى على عقول الشياطين، مصيول الذي يجيد تسلق الجدران ببراعة متمكنة حتى ولو كانت عالية وملساء صعد على سطح بقالة مسامح وناوله صياح ومروان الأكياس كلها فوضعها على السطح وصعدوا إليه جميعآ وأخذوا يتربصون بالماره مع الطريق الذي تطل عليه البقالة المحتلة كإطلالة هضبة الجولان على الشام فكان أول من مر بهذا الطريق هو محمد صاحب الشخصية القوية الذي لايتجراء على ممازحته إنس ولاجن فرموا أحد الأكياس في صندوق سيارته فتوقف مذهولآ ونزل فوجد هذا الكيس في الصندوق فبحث عن الفاعل ولم يجد أحد كرر البحث حول المباني المجاورة فلم يجد أحد فتحرك وهو في قمة الغضب والحيرة فمن أين أتى هذا الكيس هل سقط من السماء؟ أم إنه رموه عليه الجن الذين لايراهم الإنسان في الظروف العادية؟ أكمل محمد طريقه وهم يضحكون بإنتظار الضحية القادمة، تقدمت إحدى السيارات التي إعتقدوا في البداية إن صاحبها هو الضحية المنتظرة ولم يعلموا إنهم سيصبحون هم ضحاياه،عندما مر أمامهم رموا كيسآ في صندوق سيارته فتوقف بكل هدوء ونزل من سيارته فعندما رأوه زلزلت أقدامهم عندما عرفوا إنه أبوسلطان الرجل الهادي الذي يفقد صوابه عند الغضب (إتقي غضب الحليم إذا غضب) إلتفت يمينآ وشمالآ ودار حول مبنى البقالة وعرف بفراسته التي ورثها من أبيه وأجداده شيوخ فخذ المهامزة من قبيلة (بني رشيد) القبيلة العبسية التي تقطن منذ الجاهلية في مكانها الشهير غرب الجزيرة العربية (مضارب عبس)، -مضارب عبس فيها عبس ماهي لعبة بيديك لو أنت مطالع جيرانها صاحوك ورعانك (عيد بن مربح الرشيدي) -أيقن أبوسلطان إن هذا من فعل المراهقين الذين أزعجوا القرية الليلة الماضية وعرف إنهم فوق السطح، وأيقنوا إنهم لن ينجوا من أبو سلطان فهم يعرفونه جيدآ ويعرفون حنكته، نادى عليهم أبو سلطان وأمرهم بالنزول لأنه لاملجاء ولامنجاء منه، قال مروان: ياعيال كلن يعتمد علي نفسه والطيب تظهره ساقه. تطامروا من فوق السطح عن يمينه وعن يساره كالقطاوه وركب سيارته ليحول بينهم وبين السمراء لأنه يعرف حركاتهم جيدآ فلحق بهم ونزل عليهم ولكن لم يستطيع أن يقبض إلا على واحد فقط وهو صياح فأمسكه بيده اليسرى مسكة قوي مقتدر وأخذ يضربه بعصاه المصنوعة من خشب الخيزران المشهور بألم ضرباته بكل ماأوتي من قوة وهو يكيل له الشتائم ويسأله عن أصحابه وعن فاعل جرائم الليلة الماضية وصياح يجاوبه بكل مايعرف،أما مروان فقد أنبطح بالوادي وأخذ يسحب نفسه إلى المزارع المجاورة بكل خفه ودخل مزرعة الأمير علي الرفادان وجلس بين الأشجار الكثيرة المتشابكة يحتمي بظلامها الساتر وأخذ يتفرج على الشلة بعد أن شعر بالأمان وهو يضحك بكل سرور،أما مصيول فقد أرتبك من هول مايراه وضيع طريق السمراء ودخل بين أزقة المنازل وهو بحيرة من أمره فصعد فوق أحد الجدران وعندما تهيأ ليقفز للجدار الآخر بطريقه إلى المزبن كان يتربص به شخص مجهول متلثم تحت جنح الظلام فلمحه مصيول وقبل أن يلتفت صوبه باشره هذا الملثم بضربة قوية سددها بإتجاه رقبته من خلف بين شعر الرأس والأكتاف أفقدته توازنه فسقط مكبآ على وجهه ولكنه تدارك نفسه ونهض قبل أن يمسك به الملثم المجهول وأطلق ساقه للريح بسرعة جنونية لم تمكن الملثم من اللحاق به ولكن مصيول لم يعلم إلا وهو أمام باب بيته الذي لو كان يريد الذهاب إليه لماعرف إليه طريقآ. أخذ أبو سلطان صياح معه وسلمه إلى يد أبيه بعدما أوسعه ضربآ وقد إنصدم أبو صياح عندما رأئ إبنه وعلم إنه ورى أحداث البارحة المروعة مع مجموعة من السرابيت فإستلمه من يد أبوسلطان وأستقبله بجلدات متتالية بعقاله الأسود المصنوع من أخشن أنواع الغزل وهو يهيل عليه سيل من الأسئلة الساخنة، فضحتني بجماعتي الله يفضحك،كيف تبيني أقابلهم عقب فعايلك الشينة؟أنا أبفهم أنت متى تعقل؟متى تسترني وتضف وجهك عن الديرة؟ خلاص ماعاد أبيك تدرس مأنت وجه دراسه! أنت فاشل! إسمع العلم اللي ياصلك ويتعداك! ماتطلع من هالبيت إلين آخذك لحائل وأطلع لك أثبات وتروح لأخوك فيصل بالرياض أبي أرتاح من وجهك اللي كله فضائح! خلاص إنقلع عني وتمرجل مثل العيال! ماعاد عندي صبر عليك! نزل صياح راسه ودموعه تفيض بكل حسرة وأنكسر أمام أبوه صاحب السمعة الطيبة الذي يقف شامخا شموخ جبال (العلم السعدي)أو(العلم العبسي) وقال:أمرك يبه! والله ماعاد أعصي لك أمر بعد هالساعة وأنا أستاهل ولكن أنت أرفق على حالك! -حس أبوصياح إن ولده هذه المره يتكلم من قلبه وشعر أنه آلم إبنه فلذة كبده ولكن خوفه على سمعته وعلى مستقبل إبنه جعل موقفه أكثر صرامة من ذي قبل. -أبوصياح:مايخالف ياوليدي صحيح إني قسيت عليك وأوجعتك بس والله إنه من خوفي عليك! ياوليدي أنا أبفتخر فيك في مجالس أهل الديره مأبيك تفضحني بالجماعة وأبيك تسنع نفسك مثل غيرك وتصير رجال. -صياح:أبشر يبه والله لتشوف اللي يبيض وجهك! بس عطني فرصه هالمره وسامحني على اللي فات وصدقني أنا ماني محتاج ألا دعائك بس. -الله يسامحك ياوليدي ويوفقك!والله إني أول مره أحس إنك صرت رجال! وهالحين قم أغسل وجهك وبدل ثيابك وروح ريح نفسك وأرقد وبكره يصير خير إن شاء الله. -قام صياح وقبل راس أبوه وهو كله ندم على اللي صار له وإتجه إلي غرفته وبدل ملابسه وتوضاء وصلى ركعتين ودعاء الله أن يوفقه لما يحب ويرضى وحط راسه ونام بعد أن وضع المنبه على صلاة الفجر لأول مره من تلقى نفسه. أما مصيول وجه النحس فقد أمن بطش الأمير دهيم معتمدآ بذلك على علاقته الجيده بسعود الحفيد المقرب لدهيم والذي يعامله جده معاملة الرجال العظماء رغم سنه الذي لايتجاوز آنذاك الخامسة عشرة لتوسمه ملامح الرجوله والكمال في وجه حفيده الصغير. دخل مصيول البيت وإتجه إلى غرفته وولع السيجارة ولكنه لاحظ عدم عودة أبيه إلى البيت فأبوه عادة يعود بعد السمر عند أحد الجماعة والذي ينتهي بعد تناول العشاء بساعتين تقريبآ يعني قبل الساعة الثانية عشر بالكثير. أما أبو مصيول فقد تأخر عند رجل الأعمال الشهير الشيخ جابر المبارك والذي كان إجتماع الربع هذه الليلة عنده وأخذوا يتحدثون بأمور التجارة وبعد قليل جاءه أبوسلطان وأخبره بماحصل من إبنه فقام أبو مصيول وكان قلبه طيب ولايستطيع أن يمد يده على إبنه المدلل ودخل البيت فوجد مصيول بالحوش فقال له تعال أبيك بموضوع فدخل مصيول وهو يعرف إن أبوه لن يضربه مهما كان وقال في نفسه: الله يعيني على المحاضرة هالحين يبي يقعد يتفلسف علي! (لأن أبو مصيول رجل عاقل يؤمن بالنصيحة ويعرف إن الضرب مامنه فائدة وهذا سبب تمرد مصيول عندما أمن العقاب). -إتجه أبومصيول إلى مخزن البيت وأخذ سلسلة طويلة وربطها بدريشة الصالة وهو يبتسم ومصيول واقف مايدري وش السالفة فمسك أبو مصيول يد ولده وقال أنت الإحترام ماينفع معك ولارايح يفيد فيك ألا السجن فربط يديه ورجليه مستخدمآ في ذلك قفلين وقال له:هالحين إرتاح والأسبوع القادم أشوف لك حل! (كان طول السلسلة تقريبآ عشرة أمتار تسمح له بالتجول داخل البيت فقط). -رضخ مصيول لأمر الواقع ومرت ثلاثة أيام وهو لايعرف شيئآ عن أصحابه. **أما مروان فقد عاد إلى البيت وهو معلنآ حالة التمرد والتحدي في وجه كل من يقابله ولكن إنقطاع أخبار مصيول آثار شيئآ من القلق في نفسه وأخذ يتلمس عنه الأخبار دون فائدة، ولكنه لم يتجراء على الذهاب إلى بيته خوفآ من أبو مصيول، ولكن تغير صياح الذي كان يتجنب حتى الحديث معه زاده قلقآ وجلس في الدكة ثلاث ليال متتالية لم ياتيه أحد أو يخبره فقط بما حصل بالضبط لرفاقه. يتبع ,,,,,,, الموضوع الأصلي: مذكرات مراهقين .. يوميات عبسية روووعة . | | الكاتب: شموخ عبس | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
الحلقة 3 , 4
وشكراً على مروروكم ومشكورين اكثر للي ردو . __________ -مرت الأيام ومروان في حيرة من أمره أما أصحابه فكل واحد حدد موقفه. -فصياح ذهب مع أبوه إلى حائل وأستخرج بطاقة شخصية من الأحوال المدنية وتغيرت حياته مائة بالمائة فأصبح مداوم على الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد وأخذ يفكر كيف يكون نفسه، تهيأ ذات يوم للسفر للرياض ليثبت لوالده إنه لم يعد صياح المنسم بل إنه صياح الجديد صياح الذي يبحث عن راحة والده قبل كل شيء صياح الذي كان يتمنى أبوه أن يكون كذلك دارت الأيام وسافر للعاصمة لعل أخيه فيصل يهديه لأمر له فيه الخير في حياته وبعد مماته وصل صياح إلى أخيه فيصل الذي لم يصدق إن صياح تغير، فرح فيصل بأخيه وأحتفى به وأكرمه وأتحفه بعدة نصائح لعله يرتاح ولو لواحدة منها ورأى إن صياح متحمس للتجارة فقال سأبحث لك عن مشروع صغير تبدأ به حياتك إن شاء الله وأتمنى لك التوفيق. -أما مصيول فقد بدأ من أول يوم سجن فيه بخطة مجنونة للتخلص من السجن فقد وجد منشار حديد على رف الصالة سبق وأن إستخدمه أبوه في قص أحد الأقفال الذي ضاع مفتاحه وبدأ بقص السلسلة ولكن قصها بالكامل يتطلب وقت ليس بقليل وفي اليوم الرابع تمكن من تخليص يديه ورجليه من السلسلة (فكان ينشرها بالليل عندما ينامون أهله أو في وقت خلو البيت من الأهل) في اليوم الرابع أصبح مصيول حرآ طليقآ فخرج من البيت بعد المغرب مباشرة وذهب منطلقآ إلى الدكة ولكن الدكة كانت خاوية على عروشها بعد ماغسل مروان يده من عودة الشلة، ذهب مصيول إلى بقالة مسامح فوجد عيسى وسأله عن مروان وصياح، -فقال له عيسى والله صياح منقطعة أخباره من كم يوم! ولالي فيه شوفه!ولا أدري عنه بالمره، أما مروان تو قام من عندي أكيد تلقاه ببيت أهله وألا يتسكع بالحواري اللي قدام بيتهم. -تطمن مصيول على مروان عن طريق عيسى وعرف إنه بخير وقال في نفسه:ولكن صياح وش صايرله؟ يعني أبوه رابطه بسلسلة مثلي؟ وألا سلمه أبوسلطان للأمارة وحجزه دهيم عنده؟ لعب الشيطان براس مصيول وكثرت عليه الهواجيس وهو في طريقه إلى بيت مروان وقال أكيد إن صياح في خطر وأكيد مروان الدلخ مافزع له ولاحرك ساكن(الله يقلعك يامروان متى تخلي طبعك الأقشر هذا؟يعني ماتهمك ألا نفسك يالمروح؟) ولكن بسيطة إذا أبو صياح حاجزه بسلسلة أروح وأفزع له بالمنشار حقي ويصرف نفسه! وإذا دهيم حاطه بالغرفة ماني رايح له يشوفني دهيم ويحطني عنده! ولكن مالي ألا أكلم خويي سعود وسعود يكلم جده وأكيد ماراح يرفض له طلب! وصل مصيول إلى بيت مروان وهو مجهز خطط الطؤاري للتنفيذ وقد وضع في راسه أسوا الأحتمالات لديه وكيفية التعامل معها بما يتطلبه الموقف! طرق الباب فخرج إليه مروان بكشرته المعهودة ورحب فيه وعانقه(بس ماعندهم شيء إسمه قلط تدرون ليش؟! لسببين: -إن ماهم فاضين لهالسوالف لأنها في نظرهم للكبار فقط وأشغالهم أهم من هالعلوم! -حذرهم الزائد لأنه لوصادهم أبو واحد منهم غسل شراعهم وطردهم أشر طرده وياويلهم لو يلحقهم كان تصير علوم!) -سأله مصيول عن صياح فأخبره مروان إنه (ماعندك أحد) وإن الولد ماهو قدها وإنه خواف ومن يوم إكشفه أبوه وهو مايطلع من البيت ألا نادرآ! لاومسوي يصلي مع الجماعة! فقال مصيول وهو مندهش: الله أكبر ياصياح أمس تسرق لنا الحطب والطراطيع وتقول إن هذا تخصصك واليوم تبي تضحك علينا وتوثقنا إنك تطوعت؟! ليش شايفنا مخفات مثل الشيبان نصدق على طول؟! بدري عليك! (فهم يرون كل شيء بالعكس كما ترون: _طاعة الوالد=مذلة للولد. _الصلاة=ريئآ للناس. _التوبة=خدعة للناس. _الشيبان=مخفات. _هم=ذيابة مايمشي عليهم شيء. لاحظتم كيف يقلبون الموازين؟!ويفسرون كل شيء على هواهم؟!). -مصيول يريد الذهاب إلى بيت صياح لتوبيخه وثنيه عن رايه الغريب!(حسب تفكيرهم) أما مروان فقال يارجال وش ترجي من وراءه هالخبل؟ ألا فكنا منه أصرف لنا! لاتضيع وقتنا معه! **في هذه اللحظات كان أبومصيول في طريقه لمنزل الشيخ فايد بن خضران الذي ستكون جمعة الربع(الشبة)عنده هذه الليلة وهو لم يعلم بأن ولده قد أطلق سراحه بنفسه، ذهب مصيول ومروان إلى دكتهم وجلسوا تقريبآ ساعة كاملة فشعروا بالملل وأتجهوا إلى جلسة الشلة الشهيرة بجانب بقالة مسامح وجلسوا بها وإنضموا إلى أعضائها الدائمين كأعضاء مؤقتين أو ضيوف شرف وربما يصبحون أعضاء دائمين ولكن مايمنعهم من إعلان ذلك هو سببين: -إنهم لم يئسوا من عودة صياح إلى الآن(لأنه إذا رجع سيكون لاحاجة لهم بهؤلاء الشلة المختلطة بين صاحي ومجنون) -إنهم يخافون من رفض الشلة لهم(لأنهم كانوا يرفضون كل من يريد الدخول معهم في دكتهم سابقآ أيام صياح الله يذكره بالخير). -أخذوا مكانهم بين الشلة وقاموا ياخذون ويعطون بالسوالف وتطرقوا للمشاكل الدائرة بالقرية بداية من هوشة(مضاربة) بين الطالب أحمد والطالب نايف أمام بوابة الثانوية اليوم بعد الطلعة(الهده) وسببها إن أحمد نظر إلى نايف نظرة بريئة عابرة لم يتقبلها نايف(العربجي) الذي يراء في نفسه إنه خليفة عنترة العبسي(عنترة:غني عن التعريف عاش في مضارب عبس ودفن فيها بين جبال العلم العبسي الشاهقة التي تقع شرق قرية صفيط بمسافة أربعين كيلومترتقريبآ وقبره باقي إلى الآن تحت حماية إدارة الآثار بمنطقة حائل). مرورآ بمعاناة أهل القرية من مشاغبات مصيول وشلته التي لم تنتهي. (في نظر هؤلاء الشلة المراهقين فإن هذه المشاكل هي مشاكل الأمه بأكملها ولم يعلموا إنها مجرد مشاغبات طفولية فقط ستصبح في المستقبل ذكريات جميلة). كل هالسوالف تدور في ظل تكتم مروان ومصيول على نيتهم للإنضمام لمنظمة شلة البقالة وتظاهرهم بإن هذه الزيارة الخاطفة تواضعآ منهم حتى يرؤن الوقت المناسب لذلك. كانوا شلة البقالة من صغار السن أيضآ وماهم مباعدين شلة مصيول ولكن مصيول يفضل تنفيذ مشاغباته بدون علم أحد إلا المقربين لديه أمثال مروان وصياح، في هذه الأثناء أغلقت الدكاكين أبوابها بالتزامن مع نهاية وقت الشبة التي كانت عند الشيخ فايد فخرج الرجال وإتجه كل منهم إلى بيته بمن فيهم أبو مصيول الذي مر إجتماع الشلة المقابل لمنزل الشيخ فايد ولم يلقي لهم بالآ،أكمل طريقه إلى البيت ودخل فلم يجد مصيول وأندهش من شدة دهاء هذا الولد وعاد أدراجه إلى مكان الشلة السابقة لعله يجد مصيول بينهم ويعيد سجنه إلى أجل غير مسمى، ولكن الشلة عندما رأوه هربوا وألتفوا حول مبنى البقالة فترجل من سيارته وتركها في وضع الإشتغال ولحق بهم على أقدامه،لكن الشلة خرجوا من الجهه الثانية للمبنى وركبوا سيارة أبو مصيول موزعين أنفسهم بين الصندوق والغمارة فلم يجد مصيول بدآ من الركوب مع الشلة الذين أخذوا السيارة وأتجهوا بها إلى هضبة معجب(هضبة معجب:هضبة صخرية تقع شمال قرية صفيط على بعد 4كيلومترات وتحمل إسم الفارس الشيخ معجب بن دحيدح) مبتعدين عن أنظار أهل الديرة،وتركوا أبو مصيول وحيدآ لايصدق مايدور أمامه(صدق أولا تصدق). إتجه أبو مصيول إلى منزل فايد القريب منه وأستنجد بمن بقي من الشباب عنده، الذين هبوا بدورهم لنجدته(إلى جانب الأمير دهيم رحمه الله) ولردع هذه العصابة المصرقعة التي أصبحت تزداد تمردآ بين حين وآخر. في هذه اللحظة دخلوا الشلة هضبة معجب والسيارات تطاردهم وهم في قمة السعادة لأنهم لأول مره يجربون المطاردة بواسطة السيارات ولكن براعتهم بالقيادة الصحراوية لم تكن بمستوى جيد نظرآ لصغر سنهم مما أجبرهم على النزول وترك السيارة على مدخل الهضبة الذي لايتسع إلا لسيارة واحدة فقط بعد ما أخذوا مفتاحها وأصبحوا بهذا العمل قد قطعوا الطريق على من يلاحقهم وصار الوقت كافي لتسلق الهضبة قبل لحاق السيارات بهم. (وهذه الخطة الطارئة محفوظة حقوقها لمروان أعلم مراهقين الديرة بطرقها، فصدق من قال:أهل مكة أدرى بشعابها). صعدوا إلى قمة الهضبة وصارت السيارات تحاصرهم من كل الإتجاهات وبقوا فوق الهضبة كالزنونة ولسان حالهم يقول: -يأمير ماحنا قبائل وعربان في ضلعنا يأمير مثل الزنونة يأميريامعطي طويلات الأرسان نبي السلامة منك وهي المعونة (من شعراء المضابرة) حاصروهم أهل الديرة إلى منتصف الليل فكانوا يريدون القبض عليهم مهما تكلف الأمر لكن الأمير دهيم أشار عليهم بالأنسحاب من الموقع وترك هؤلاء المراهقين يعودون مشيآ على الأقدام كنوع من العقاب، إنصاعوا أهل الديرة إلى رأي أميرهم المؤقر وتركوا مراهقينهم يقضون ليلتهم المشؤمة في هضبتهم، أما الشلة المرجوجة فقد إنحلوا من الهضبة وإتجهوا إلى القرية وهم في ضحك لاينقطع ووصلوا القرية قبيل أذان الفجر وإتجه كل منهم إلى بيته وكأن شيء لم يكن. (4) تفضل الأخ عبدالله شافي مشكورآ بفكرة جديدة وجيدة للتعريف بشعراء المنطقة ومشاركة قصائدهم بصياغة هذه القصة وقام بتزويدي بعدد من القصائد لعدد من الشعراء أمثال عبدالله باتل وفرحان بن منصور وباجد عبدالرحمن ويوسف سالم وعصيلان والتي سوف تقرأؤنها في أماكنها المناسبة إن شاءالله. كما أرجوا من الإخوة القراء تزويدي بمالديهم من قصائد سواء كانت لهم أو لغيرهم على بريدي الإلكتروني ولهم جزيل الشكر. -أستيقظ أهل القرية على صوت الشيخ فالح الرفادان رافعآ صوت الحق ومناديآ لصلاة الفجر في مسجد صفيط الجامعي،إتجه أهل القرية إلى المسجد في جوآ يعمه الهدوء والسكينة،أدوا فريضتهم ورجعوا إلى منازلهم وماهي إلا فترة بسيطة حتى أطلت الشمس تتباهى بشعاعها الذهبي المنعكس على هضاب القرية وتلالها وأوديتها لتعلن بذلك بداية يوم جديد مليء بالأمل بحياة سعيدة هادئة. كان مصيول نائمآ في غرفته الخاصة ومغلقآ بابها بإحكام خوفآ من بطش أبيه،لكن أبيه رأى أن العقاب يولد العناد في نفس مصيول كما يولد الثأر القهر،وأراد أن يجرب العفو هذه المرة لعله يجدي بمن لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب،صحى مصيول من غفوته مبكرآ وخرج ليلقي نظرة حذرة على آخر التطورات في فضاءه المحيط وإذا بوالده جالسآ في فية سور المنزل الشرقي وهو يتناول فطوره وقهوته الصباحية المتعارف عليها عند أهل القرية وماجاورها من القرى الحائلية أو القرى النجدية وعندما رءاه أبيه نادى عليه: مصيول غسل وجهك وتعال أفطر معي!! أسرع مصيول إلى المغسلة وهو يقول في نفسه: معقوله أبوي مازعل مني ولاهمه اللي صار؟ يالله خلنا نشوف النتيجة! إتجه مصيول إلى أبيه بخطى واثقه من براءتها ظاهريآ! وجاهزة لأي طاريء باطنيآ! جلس مصيول أمام أبيه بأدب وإحترام وعينيه ترمقان عينا والده الذي كان يتناول وجبته بصمت،أخذ مصيول يتناول فطوره أيضآ ولم يدور بخلده ماصار من مشاغبات إلا على سؤال أبوه الذي تظاهر بعدم توجيهه لأحد! _هالشلة الله يهديهم ماخلونا نمرح البارح!والمشكلة إنا مانعرفهم لاهالحين! _نظر إليه مصيول بدهشة وفرحته لاتصدق: _يبه أكيد إنهم عيال فلان وفلان!(يبعد الشكه عن نفسه)وهو يقول في نفسه:معقوله مادرى إني معهم؟ياوناسه! _لم يزد أبو مصيول على قول:الله يهديهم ويصلحهم! (وفي نفسه:الله يهديك بس). -خرج أبو مصيول من المنزل تاركآ مصيول يتمتع بحريته مشمولآ بالعفو! -أما مروان فأتجه من غرفة نومه إلى مخزن البيت ليقوم بإصلاح دراجته ذات العجلتين ليستقبل بها عطلة الصيف التي لم يتبقى عليها غير أسبوعي الإختبارات النهائية التي لم يضرب لها مروان حساب! -هذا ماكان من مصيول ومروان أما صياح فشد رحاله مبتعدآ عن قريته العزيزة على قلبه وهو يردد الأبيات الشهيرة التي يحفظها حتى أطفال القرية قبل السن الدراسي: ياصفيط أحبك زمان راح يوم إن جانبك صافن لي واليوم عفتك وسدي باح والبعد عن شوفك أحسن لي عامين أحاول حصاة رزاح عيت من الضلع تنحلي. (عايض بن باين<عصيلان>) وبدأ حياته التجارية الجديدة بمشروع صغير عبارة عن محل تموينات غدائية بالمدينة المنورة وبتمويلآ كاملآ من فيصل وقد نجح مشروعه نجاحآ باهرآ لم يتوقعه حتى هو نفسه،مما شجعه على فتح الفرع الثاني والثالث في مابعد وإنتقاله إلى مدينة الرياض العاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية وإستقراره بجوار أخيه فيصل وحالته المادية الآن جيدة جدآ وأتمنى صعودها إلى الممتازة قريبآ وله إحترامي وتقديري. -عندما جن الليل إجتمع مصيول ومروان بجلسة البقالة وروى مصيول لمروان قصة العفو الكريمة من الوالد الكريم ومروان بدوره روى لمصيول قصة إصلاح الدراجة (من طقطق إلى سلام عليكم) وهذا مثلآ لم أجد له تأويلآ ولاسببآ في جميع الكتب ذات الإختصاص! -أكتمل تعداد شلة البقالة وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث أقبل شخص يدعى شجاع: صاحب اللسان الصامت والخلق السامت والقدم الرامت _اللسان الصامت:قليل الكلام. _الخلق السامت:هاديء الطباع. _القدم الرامت:لايحب الهروب. يتمتع شجاع أيضآ بنظرات حارة لايتجراء على مجابهتها أحد وتفكير نافذ خطير ورد قاسي في أهداء سؤال مهما كانت طبيعته،كان شجاع قد أتى للتو من مجلس الشبة وهذا ماجعله يتمتع بثقة عمياء من والده وبقية رجال القرية فهو يجلس معهم حتى وقت إنتهاء الشبة فيذهب مع أبوه إلى المنزل وأمام أعين أهل الديرة وعندما يخلد الشايب إلى سباته العميق يخرج إلى الشلة،لذلك فمهما فعل من مصائب فهو بريء ولو شهد عليه كل شباب صفيط من أولهم إلى آخرهم لأنه يتمتع بحصانة قوية من مجلس الأمن القروي. -أخذ شجاع مكانه بين الشلة وكأن سكون الليل وهدؤه من ألد الخصام له،وجه لمصيول غمزة بعينه فسرها صاحبه اللبيب بأنها:(إتبعني أنت ومروان)،قام شجاع من الجلسة وتبعه مصيول ومروان بدون أن يشعر بهم أحد،وذهبوا غير بعيد عن أنظار الشلة حتى لايجلبون لأنفسهم الشكوك التي تحاصرهم اصلآ حتى وهم في منازلهم! _رأى شجاع إن مصيول وصاحبه صيدآ ثمينآ لايقدر بثمن لتنفيذ مغامراته البهلوانية دون تحمل آثار إنعكاساتها السلبية التي لايوجد بها أصلآ نسبة 1%إيجابية! _أما مصيول ومروان فكل واحد رأى في نفسة بتوقيت متزامن:إن هذا هو البديل المناسب لصياح وإنهم من اليوم فصاعدآ لن يحتاجوا لشلة البقالة ولالصياح الخائن ماداموا بجانب شجاع الغامض الذي يتمنى كل شاب أن يعرف من أسرار عمره الغامضة سر دقيقة واحدة فقط. -قال شجاع:ياشباب الشلة هذولاء ماعندهم سالفة!مطرفين أنفسهم لدهيم يأخذهم بكل سهوله خصوصآ إن مراقب الليل يوافي دهيم بكل صغيرة وكبيرة وبالذات عن هالجلسة! ولكن شوفوا لنا مكان آمن من هذا! (يتظاهر شجاع بعدم معرفته بمزبنهم السابق ليرى مدى صدقهم معه ولم يعلموا بأنه أعلم منهم به). -أجابه مصيول بسرعة البرق عن المزبن السري لهم ولصياح سابقآ وإرتاح شجاع لتجاوبهم معه فقاموا ليرأى شجاع المزبن وعندما رءآه بدأ على وجهه الإنشراح والسرور. -دخلوا شلة شجاع المزبن بعد هجرآ طويلآ له بسبب الصدمة التي لم يتوقعونها من أعز الناس صياح وكل منهم على يقين إن الزمن لن يمحوا سطور ذكراه الجميلة المنقوشة على السور الذي يسندون عليه ظهورهم وهي عبارة عن بيتين شعريين: (إذا طال الزمان ولم ترؤني فهذا خط يدي فتذكروني يبقى الخط تذكارآ لصاحبه وصاحب الخط تحت الأرض مدفوني). -وكانت الزاوية اليمنى ميدان لسرحان مروان الذي تظاهر سابقآ بعدم إهتمامه بغياب صياح وحس إن المكابر إنتهى وقته وكأنه يقول حزنآ وعتابآ: -إتركني أداوي جروحي بروحي يمكن مع الوقت أقدر أنساك وأرتاح قامت بروق غيوم هجرك تلوحي وسحابة الفرقاء علي رشها طاح ماتشوفك عيوني ولا لصوتك أوحي أصبحت شيء مر في عمري وراح صبرت لين الصمت ضاعف جروحي وأنا أتحرى للفرج منك مفتاح مافادني كثرت صياحي ونوحي ولايرجع اللي راح ونة ولا صياح وحتى لو أكابر و يكبر طموحي لا تحسبني عقب فرقاك مرتاح. (يوسف سالم الرشيدي) -أما الزاوية اليسرى فشهدت حالة السرحان التي قام بتنفيذها مصيول بحزن تتقطع له القلوب. في هذه اللحظات السرحانية كان شجاع قد أخذ نصيب الأسد من هذه السرحات ولكن ليس بجو من الحزن والعتاب بل بجو من الغيرة والحسد لهؤلاء الفتية على صفاء عشرتهم فدخل على خط المواجهه معدومة المبررات ونظر إلى مصيول فتذكر إن بينهم صلة قرابة قوية فصرف نظره إلى مروان وقال: هالحين أنت وكشرتك مسوي لي حزين؟ ليش؟يعني مصيول ماهو مالي عينك ووقفاته بجنبك بالحلوة والمره؟ أنا أصلآ مأقعد مع واحد مايقدر خويه! _وقعت كلمات شجاع على مسامع مصيول ومروان كوقع البرد على الظهر العاري في ليلة من ليال الشتاء الماطرة. _فلم يستطيع مروان تمالك أعصابه قبل أن يوجه لشجاع ضربة جامدة في مجامع أصابعة وقعت بين الخد الأيسر والأنف سقط على إثرها شجاع مغشيآ عليه. _أما مصيول الذي عز عليه سقوط قريبه أمامه فقد ضحى بكل مايربطه بمروان من صداقة وعشرة عمر وسدد له ضربة موجعة على الظهر إستدار بعدها مروان وإستقبل مصيول سحبآ باليد اليسرى ووجه له بركبتة ضربة على المعدة مخلة للتوازن ومخلة للوظائف الهضمية أيضآ جعلت مصيول في وضع إمتداد يتعصر ألمآ فنظر مروان إليهم وهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فقال: الله يلعن الصداقة اللي هذي خاتمتها!وإتجه إلى منزله مسرعآ يحث خطاه. -دخل مروان بيته في حالة ذهول مما رآءه وهو غير مصدقآ لهذا الكابوس الذي جثم على صدره. فهل يعقل إن مصيولآ غدر وضحى بي بهذه السهولة؟ هل هانت عليه عشرة العمر بهالبساطة؟ لم ولن يصدق! صحى شجاع المريض من صرعته ونظر إلى مصيول وهو يتلوى فهب لمساعدته فسانده للنهوض وذهبوا لمنازلهم وهم بين غضب وحسرة،فغضب على هزيمة مروان لهم جميعآ وهم اللي كل واحد مسوي عند الثاني مأحد يقواه،وحسرة من قبل مصيول فقط لأنه عرف إن شجاع منافق وكذاب أشر ولكن الآن لاتنفع الحسرة لأنه وقع الفاس بالراس وضاع منه مروان مثل ماضاع صياح. يتبع ,,,,,, |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
مراهقين تحت المجهر ... [ الهواتف النقالة ] | عطر الاوركيد | منتدى الحوار الهادف | 3 | 19-01-2009 09:58 AM |
(مذكرات مراهقين) للدكتور/يوسف الرشيدي | سيف عبس | المنتدى الأدبــــــــــــي | 4 | 06-03-2008 11:23 PM |
]][[صور رياضية مضحكة روووعة]][[ | عبدالاله الرشيدي | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 0 | 27-01-2008 11:53 AM |
شموووع روووعة | دفء المشاعر | القسم النسائي الخاص | 10 | 04-03-2007 11:33 PM |