|
خيارات الموضوع |
|
معتقلي غوانتنامو السعوديين
معتقل «غوانتنامو»، أشهر معتقل سياسي على الإطلاق، حيث اعتقل فيه مئات السعوديين بتهمة مساندة القاعدة، أو أنهم يخفون معلومات هامة عن الإدارة الأمريكية، ولكن تبين فيما بعد أن الكثيرين منهم ضحايا، فخلال الشهور الماضية، تم الإفراج عن عدد كبير منهم، يصل إلى 52 معتقلاً، عادوا إلى أرض الوطن، بعد أن تأكدت الجهات المسؤولة عن المعتقل أن معظمهم كانوا من طالبي العلم، أو ساعين لأعمال خيرية، ولا علاقة لهم بالأمور السياسية. جدة: ابتسام شوكاي سيدتي» سلطت الضوء على معاناة أمهات وأهالي معتقلي غوانتنامو السعوديين في البداية حدثتنا «أم فهد» وقالت: وقتها كان ابني لا يزال في الثامنة عشرة من عمره، عندما سافر إلى أفغانستان لمتابعة الأعمال الخيرية، وأثناء عودته من مطار العاصمة الباكستانية، تم القبض عليه، ثم ترحيله إلى غوانتنامو، ليمضي هناك ست سنوات، دون التحقيق معه، قمت بتزويجه قبل سفره، وأمضى مع عروسه ستة أشهر فقط، وألقي القبض عليه وهي حامل في شهرها الأول، مما سبب لها صدمة نفسية وعصبية، عانت منها لفترة طويلة، وهكذا لم ير فهد ابنته التي تبلغ اليوم السابعة من عمرها، والتي لا تكف عن سؤالنا عنه ليل نهار، وتنتظر قدومه بفارغ الصبر، بالطبع تأتينا منه رسائل على فترات متباعدة جداً، قد تصل إلى ثمانية أشهر، أرسلنا له صور ابنته، وعلمنا من خلال المفرج عنهم أنه فرح بها كثيراً، وأصبح يتجول بها بين السجناء، يطلعهم عليها من شدة الفرحة. قصائد وأشعار وتضيف أم فهد بأنفاس متقطعة: لا أعرف ماذا أقول، وأنا محرومة من قرة عيني كل هذه السنين، هاتفي الجوال مليء بالقصائد التي كتبتها عنه، أتخيله وأسمع صوته، وأتخيل أني أضمه إلى صدري، وأحياناً أتمنى لو يسمحوا لي أن أراه وأجلس معه، ولو لدقائق ثم يعيدوه مرة أخرى، يؤسفني عدم السماح لي بسماع صوته، معاناتي لا تصفها الكلمات، لا أستطيع أن أصف درجة اشتياقي له. سجن ظلماً من جهتها تقول أم إيثار، زوجة فهد: ست سنوات هي فترة اعتقاله، آلمتني كثيراً، عندما كانت ابنتي صغيرة، كنت أقول لها إن والدها في السجن، لاعتقادي أنها لا تفهم، وعندما كبرت أصبحت أقول لها بأنه سافر لإتمام دراسته، بلا شك تعبت كثيراً خلال السنوات الماضية لفراقه، وتحملي مسؤولية تربيتها، وتوفير طلباتها، وتمنيت لو كان معي لحظة بلحظة من عمرها ليراها ويسعد بسنوات عمرها، نأمل الإفراج عنه خلال الدفعات القادمة، وهو يخبرنا خلال رسائله أنه بخير ومتأمل أن الفرج قريب. محاكمة عادلة يقول عيضة المطرفي، والد المعتقل عبد الله: استمر اعتقاله ست سنوات، لم نره ولم تصلنا منه سوى رسالتين، وانقطعت عنا أخباره تماماً، ما يؤلمني أن لديه أطفالاً، بحاجة إليه، ويسألون عنه باستمرار ويشتاقون إليه، ويتمنون أن يشعروا بحنان وعطف الأب مثل أقرانهم، ولا يمكنني سوى أن أصبرهم دائماً، وأحاول تعويضهم حتى يعود والدهم، أما زوجته فمازالت تعاني من عبء تحمل الأبناء وتربيتهم بمفردها، وتتمنى اليوم الذي يعود فيه، كذلك والدته، وضعها مأساوي منذ سمعت الخبر، وهي مريضة ولم تتحسن صحتها حتى اليوم، تحلم باليوم الذي تراه فيه عائداً إلى أهله وأولاده. من المؤسف أن يعتقل إنسان دون ذنب، وألا يسمح له بالدفاع عن نفسه من خلال محاكمة عادلة، كان يفترض إنسانياً أن يسمح لنا بزيارته، أو التحدث معه هاتفياً، وتوكيل محام للدفاع عنه بشكل قانوني. من جهته، يقول عبد الله المفلح، شقيق المعتقل سعد: كان وقتها لا يزال طالباً بالمرحلة الجامعية، في الثانية والعشرين من عمره، ويشارك في نشاطات الجمعيات الخيرية مع أناس معروفين بأبها، وفي إحدى المرات اتصل وأخبرنا بأنه سافر إلى باكستان لمواصلة أعماله الخيرية، حيث تم إلقاء القبض عليه مع مجموعة من رفاقه، وتم أخذهم إلى معتقل غوانتنامو، وفي الحقيقة ما أثر فينا هو وضع والدتي التي تتذكره كلما اجتمعنا في جلسة عائلية، حيث تأثرت نفسيتها كثيراً لفراقه، رغم أننا تسعة أولاد وأربع بنات حولها دائماً، لكنها تفتقده كثيراً. أهالي الأسرى يقولون: أم فهد: أمضى ابني مع عروسه ستة أشهر فقط، وألقي القبض عليه وهي حامل في شهرها الأول عيضة المطرفي: كان ابني عبد الله يعمل في مؤسسة الوفاء الخيرية بأفغانستان، ومهمتها بناء المدارس والمساجد وجمع الصدقات عبد الله المفلح: معروف عن أخي أنه شخص ملتزم، ليس لديه مشاكل، ومجتهد في دراسته عبد الله القحطاني: اخي أول معتقل سعودي تتصدر صوره الصحف المطالبة العالمية لإغلاق المكان مضى قرابة نصف عقد من الزمن على إنشاء معتقل غوانتنامو، زاد عدد المطالبين بإغلاقه، فقد طالب كل من الرئيسين الأمريكيين السابقين جيمي كارتر وبيل كلينتون بإغلاقه فوراً، كما طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والأمين العام للأمم المتحدة، ولجنة العفو الدولية، وطالب تقرير لخبراء حقوق الإنسان، الذي قال إن التعذيب قد مورس في المعتقل، بإغلاقه أيضاً، ولقد وصف رئيس وزراء بريطانيا توني بلير، هذا المعتقل بأنه «وضع شاذ»، ولقد شملت قائمة المطالبين بإغلاق المعتقل سفراء كل من: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، وعدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي، بشقيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ. توليت تربيته ويواصل المفلح حديثه: عندما توفي الوالد كان سعد لا يزال صغيراً جداً، وتوليت الولاية على أفراد العائلة كوني الأخ الأكبر، وبالتالي كنت متابعاً خطواته، وربيته وشجعته على دخول الجامعة، وتفوق فيها، كان يسافر خلال الإجازات الصيفية من أجل الأنشطة الصيفية، وكان محبوباً من الجميع، كان حريصاً على والدته، يحبها كثيراً ومطيعاً لها. وصلتنا منه حتى الآن أكثر من أربعين رسالة، إما عن طريق الصليب الأحمر الدولي، أو البريد، أو العلاقات العامة بوزارة الداخلية السعودية، حاولنا لقاءه عن طريق محام متطوع، ولكننا لم نتمكن، وبالتأكيد هذا يؤثر سلباً على صحة والدته، فهي لا تنام الليل، كلما استيقظنا وجدناها تتألم لفراقه. صدمة خبر كاذب تقول أم جابر: لا يمكنني وصف مقدار معاناتي خلال السنين الماضية، لا يمكنني أبداً تصديق أي خبر، لأنني لا أنسى الصدمة التي تلقيتها عندما أخبروني بأنه ليس عليه شيء، وبشروني بأنه ضمن المفرج عنهم، ففرحت كثيراً، ولكن بعد وصولهم، تبين أنه ليس بينهم، ولكن لدي أمل في الله وسأظل بانتظاره طول العمر. ضحية البطالة ويحكي شقيقه، عبد الله حسن القحطاني، عن ظروف اعتقال جابر بقوله: كان جابر أول معتقل سعودي تتصدر صوره الصحف، لم نفكر في منعه من السفر، لأننا لم نتوقع ما حدث، وفي الواقع كان ضحية البطالة في السعودية، لم يجد عملاً، فاتجه للعمل الخيري خارج البلاد، وإغاثة الشعب الأفغاني، حيث تم اعتقاله، لم يكن جابر ملتزماً ولا ملتحياً، وبالنسبة لوالدتي فقد أصبحت آخذها بشكل شبه يومي إلى المستشفى، مرضت منذ اعتقاله، وتعاني نفسياً. وبسؤاله عن حال المفرج عنهم، وأوضاعهم الصحية، يقول: وصل واحد فقط من بين المفرج عنهم مصاب بانفصام في الشخصية، أما البقية فكانوا يعانون من أمراض جسدية، أما كتفكير، فهم أناس طبيعيون يتحدثون ويسهبون. عبد العزيز البدّاح، وهو مفرج عنه، بدأ حديثه بقوله: أود نسيان الماضي، لا أريد التحدث عن أجواء المعتقل، وما حدث فيه خلال السنوات الخمس التي أقمتها فيه، لأنها تؤثر على نفسيتي جداً، يكفي أنني مظلوم أنقذه الله، وأن خمس سنوات من عمري ومستقبلي ذهبت هدراً، افتقدت فيها زوجتي وابنتي ووالديّ دون ذنب اقترفته، فابنتي كانت في الثالثة، وعندما عدت وجدتها في الثامنة من عمرها، عند لقائي بأهلي لأول مرة، لم أعرف إخوتي، حتى ابنتي، رغم أنها كانت تلعب بجانبي إلى أن عرفني بهم عمي فرداً فرداً، فأصبت بالانهيار من شدة الفرح، أذكر أنني كنت أعمل في الأعمال الخيرية لمساندة الشعب الأفغاني، تمثلت تلك المساهمات في توزيع الصدقات، والطعام، والملابس الشتوية، وبعد أن أنهيت عملي توجهت إلى باكستان استعداداً للعودة إلى السعودية، وهناك فوجئت باعتقالي، وتم الإفراج عني منذ ثمانية أشهر، ووضع للمفرج عنهم برنامج معين يؤهلهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى. الخير عمل جماعي وبسؤاله عما إذا كان ما حدث يمنعه عن مواصلة الأعمال الخيرية، يقول البدّاح: مؤكد كانت الأعمال الخيرية سبب اعتقالي، ولكن هذا لم يسبب لي العقدة أو الرغبة في الكف عنها، لأن الإنسان بداخله بذرة خير، مهما كان لا تردني عن مساعدة المساكين والمحتاجين، ولكن جعلتني تلك التجربة أحسب حسابات أخرى للأمور، من حيث ضرورة البعد عن مواطن الشبهات، وعدم اللجوء لعمل فردي، بل عن طريق المؤسسات الخيرية، وحالياً أتمنى تأسيس عمل من جديد أعتمد عليه في حياتي وبناء مستقبل ابنتي، ولكن ما نعاني منه حقيقة هو قلة وعي الناس وتخوفهم منا، كوننا قادمين من غوانتنامو، فللأسف هناك من يخاف منا اعتقاداً منه أننا نحمل فكراً إرهابياً ومتطرفاً، وهناك من ينظر إلينا بعين الرحمة والشفقة. جمعية حقوق الإنسان يعلق على هذا الموضوع، عبد الوهاب عبد الرحمن الموسى، عضو لجنة معتقلي غوانتنامو في جمعية حقوق الإنسان، قائلاً: أقيمت عدة مؤتمرات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، لبحث هذه القضية، وإعادة النظر في معاملة هؤلاء الأسرى، وبحث السبل الممكنة لعودتهم إلى بلادهم، ومازالت القضية قائمة حتى الآن دون جدوى تذكر، بقي أن نشير إلى دور التفاعل العربي والإسلامي على وجه الخصوص بهذه القضية الشائكة، والتي تمس كرامة كل مسلم ومسلمة، وكل عربي وعربية، ونتوقع من كل مسلم السعي لإطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، وحتى الآن لم تتقدم في الولايات المتحدة الأمريكية سوى مؤسستين خيريتين للدفاع عن أسرى غوانتنامو، وهي مؤسسة العدالة في المنفى، ومؤسسة مركز الحقوق الدستورية، وهناك بعض المؤسسات المهنية غير الخيرية كمكتب «شرمن آند سيترلنج»، بالإضافة إلى الصليب الأحمر، ومنظمة حقوق الإنسان الدولية، أما في الدول المعنية، فهناك بعض الجهود المبذولة من قبل أهالي المعتقلين للنظر في قضية أبنائهم، وبذل الجهود الممكنة والميسرة للدفاع عنهم. ويضيف: ومن الأهمية أن نشير في هذا السياق إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الشعوب الإسلامية إلى هؤلاء الأسرى، وإلى أهاليهم، باعتبارهم المتضرر الأول من هذا الأمر، فالأمر تجاوز الأسرى إلى أسرهم، والذين انقطع حبل الوصل بينهم لمدة تجاوزت الخمس سنوات، وبخاصة الأطفال والزوجات والأمهات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن وسيلة الاتصال الوحيدة بينهم وأسرهم وهي الرسائل، كانت لا تصل إلاَ مرة كل سنة أو سنتين، وهو ما يثير القلق والشكوك والألم في نفوس أسرهم، إن كانوا يتعرضون للتعذيب أم لا.
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
طاولات لاب توب عيال السعوديين | الزعيم.. | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 13 | 29-10-2011 08:32 PM |
العسكرالمصابين السعوديين | عويض بن شامان بن خلف | المنتدى الإعلامــــي | 2 | 04-11-2009 02:53 PM |
%الرئيس العام يعتمد فترات تسجيل اللاعبين المحترفين السعوديين وغير السعوديين % | %القناص% | منتدى الرياضه والشباب | 5 | 26-04-2008 12:06 AM |
اكــــره كــــــــل السعوديين !! | عبدالله منور | المنتدى العــــــــــــــــام | 24 | 08-12-2007 05:33 AM |
الحكام السعوديين في خطر | عيد بن عبيد | منتدى الرياضه والشباب | 5 | 05-01-2007 04:32 AM |