[بندرأبن طريف المظيبري]

أصول العظمة في محيى الأرض ~

نستهلك تلك النسبة الضئيلة التي نستخدمها من عقولنا في عقل أشياء عديمة النفع كثيرة الضرر.

هنالك حدود لمدى معرفتنا! ومهما ضننا أننا نعرف فاعرفوا يا من تظنون المعرفة أي و لابد أن تعرفون أنكم لم تبلغوا من العلم شيء.

*و مهما تثقفت ومهما درست هنالك أشياء لا تنتبه لها فأنت لا تسمعها ولا تبصرها.

سأضرب لكم مثالاً عن مدى استخدامنا لتلك النسبة الضئيلة بعقولنا:

أنظر للسطر الذي قلتُ فيه " ومهما تثقفت ومهما درست هنالك أشياء لا تنتبه لها فأنت لا " تسمعها" ولا " تبصرها"

هل سألت نفسك لماذا قدمتُ السمع على البصر؟!

لننظر للحكمة

قال تعالى:

﴿خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ﴾ البقرة *7*

وقوله تعالى: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.

إذا كنت تعرف هذه المعلومة فهنيئاً لك و إن لم تكن تعرفها فهنيئاً لك أيضاً بمعرفتها الآن.

هذا مثال قد يراه البعض بسيطاً ولكنه صعب, صعبُ جداً الانتباه له.

كيف ان السمع يتقدم على البصر في حاولي 20 موضع في القرآن

لماذا؟! عند الله العلم والحكمة!

ونظريتي هي أن البشر دائماً ما يتحدثون مع أنفسهم ولا يسمع حديثهم إلا الله.

فقد يبتسم لك شخص ومن داخله يقول أشياء غريبة عنك!

فهي من عجائب وغرائب الأمور ولابد أن نكون مع قول الله وكيف ان هناك أشياء بعيدة كلياً عن استيعابنا وإدراكنا. وهذا المثال كان مثالاً عابراً جداً.

فأنا لم أعرف أن السمع يأتي قبل البصر! فحينما وصلت في كتابتي عند تلك النقطة احترت واحتجت للمعرفة.

فالمعرفة: كتلة من الأسئلة و الأسباب والأفعال والأخطاء و الحاجة.

فأنا احترت واحتجت لأن أعرف. فبحثت فعرفت!

حولنا!

إنظر حولك وتمعن في النظر.

انا أقول لك انظر حولك وخذ وقتك!

لا تنظر للأسفل وتكمل القرآة حتى تنظر لأساس كل شيء حولك!

إنظر للأساس " انظر لمكونات هذا الشيء الذي تنظر إليه"

سأنتظرك.

انظر لكل شيء تظنه مألوف, معروف... أي شيء فقط انظر.

انا أنتظرك!

هل نظرت..؟!

~ ~
~
~
~
~
~
~ ~

إذا نظرت للنور فانظر لمكونات النور!

إذا نظرت لدولابك فانظر لمكونات دولابك!

إذا نظرت لأي شيء فانظر لمكوناته.

~الشيء لا يوجد إلا من شيء أخر يسبقه حتى تصل للأصول~

لا يوجد شيء في الأرض يوجد نفسه لأنه أراد الوجود!

فنحن كلنا كنا معدومين “ لا وجود لنا نهائياً" ونحن الآن هنا وموجودين وأحوالنا تختلف!

فبذالك تتكون تلك الفكرة أنه بسبب وجودنا لابد أن يكون هناك مسبب ولذالك المسبب لابد أن يكون هناك أصل.

قد لا تفهم ما قلته قبل قليل فهو ليس صعب الفهم ولكن صعب التخيل والإدارك!

ولو عدنا وبحثنا في الغرفة ونظرنا نظرة تفقدية متمعنة في كل ما حولنا وطبقنا أن نرى أساس هذا الشيء في الشارع وفي كل مكان ستجد أنه لابد ان يكون هناك أساس أو أصل لتلكم الأشياء وهي ما أريدكم ان تفهموه فهي:

أصول العظمة في محيى الأرض!

نحن كنا " معدومين " لا وجود لنا نهائياً!

حتى تم اللقاح وكان هناك مسبب... فعد للخلف لأمك وأبوك ستجد انها تفرعات متفرعة ولن تنتهي منها بعمرك كبشري.

ولن تستخرج فائدة من هذا الشيء إلا ان هنالك أصل لهذه التفرعات.

فلو أنت مشكك في أساسيات الأشياء وأصولها ابحث وخذ وقتك وقف هُنا وعد حينما كونت معرفتك عن أساسيات وأصول الأشياء.




أنا سأستمر: لم تأخذ مني إلا ثواني وعرفت ان لكل شيء أساس. فهو ليس اقتناع و إنما هو شيء أصل لا متغير ولا متشكل من غير أصله.

لنترك الكلام الصعب ونتجه بعد ما عرفنا أن نسمع مقاصد الأمور ونرى أصول الأشياء لما حولنا مما لم تصنعه البشرية لأنه إذا فهمت الذي سأقوله الآن ستفهم ما صنعته البشرية.

لنبدأ بالأرض والشمس والقمر والكواكب دفعة واحدة!
شيء مثل الكون يستحيل أن يوجد نفسه بنفسه لأن هذه هي حدود معرفتنا فمهما قرأت كتب الفلاسفة وصحف التنبؤات وأكاذيب الوجوديون التي يعلمون انها أكاذيب فيها فستجد انه يستحيل أن يتكون شيء من لا شيء بالتأكيد ضمن " المعرفة البشرية لأن و حتى نهايتها".
أريد أن أتفق معكم بشيء قبل أن أكمل: قديماً كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة وليست شبه كروية!

نشأ ذالك الاعتقاد من "انعدام" المعرفة عن الأرض وقولهم ما يرون بأعينهم فقط! ما يرونه أمامهم فقط.
أنا لو كنتُ في ذالك الزمان لقلت أن الأرض مسطحة لأنني لا أملك المعرفة فتلك الخانة التي تتعلق بالأرض منعدمة إلا بنظري للبشر وهم يمشون ولا يسقطون.
فلو وضعنا انفسنا في مكان القدماء لوجدنا انه من الصعب التصديق هكذا أشياء.

لابد أن نتفق ان هنالك اشياء لا علمً لنا بها ومهما بحثنا وبحثنا قد نجد شيء وقد لا نجد وذالك لأسباب لا نعرفها!
إقرأ سورة الإخلاص الآن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)

سؤال يحيرك الآن إذا لم يخب ظني ستقول
" إذا كان كل شيء له مسبب فكيف وجد الله "
لابد أن يطمئن قلبك واقرأ سورة الاخلاص وكررها وستعرف!
هناك اشياء لا نعرفها ولن نعرفها ولن ولن ولن نعرفها إلا بأمره.
فهذا أمرُ منتهي منه.

الطبيعة والحيوانات بجميع أنواعها
حينما تنظر لها مرة أخرى انظر لأساسها!
انظر لخلقها واختلاف أنواعها. أنظر لاختلاف أشكالها و ألوانها وقلوبها وحركتها.
انظر لعظمة الخالق الذي أوجدها من لاشيء. وشكلها من لا شكل.
فالعصفور حينما تراه تذكر ان اساسه هو الله لأنه هو الذي أوجده.

وحينما تنظر لكل شيء أنظر لإبداع الخالق فيما خلق وكيف شكل هذا المخلوق بكل ما فيه من ذرات صغيرة سبحانه وتعالى لا إله إلا الله.

انظر لكل الكائنات الحية وانظر لمدى بساطتنا في العلم أي اننا لم نكتشف الكثير من الأشياء إلا قبل فترة ليست ببعيدة. فالدم وذرات الجسم وحركة القلب واعتدال كل شيء في الجسم يؤكد إبداع الخالق.

انظر للسماء كيف رُفعت!
أتدري كيف السماء مرفوعة ولا تسقط؟!
أتدري كيف أن الأرض لا تخرج عن مسارها؟!
عودوا لأصول العظمة في الأرض وانظر وتمعن بعقل!
أي نعم بعقل!

انظر كيف وجد هذا الشيء ومن أوجده وكيف استمر في الوجود حتى الآن؟! فقط نظرة واحدة تكفي لتعرف!

لكل سبب مسبب و سبب وجودنا هو الله وسبب وجود تلك الحشرة هو الله وسبب وجود العصافير والحمام والأسماك والبحار والجبال وكل شيء كل شي!
الله فهو الخالق
لماذا؟! لإنه يملك القدرة!
وماهي قدرته؟!
قال تعالى الخالق: (بديع السموات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) البقرة / 117 .

وقال تعالى: "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ "
إنه امرُ واحد " ان هذه الفكرة تنهي كل عقلي وقواي" كن فيكون أي لا مغير لكلمته في لمح البصر.
يا سبحانك مهما كتبت وكتبت وتجمع كتاب كل الكتب وتجمع كل البشر لن يوفوك حقك سبحانك.
انظر لكل شيء بعينٍ تحمد الله ولا تحتقر النعم فكلها ملك لله فإذا أراد إمساك شيءٍ عنك فلن ولن يعطيك إياه إلا الله.

فالعبرة مهما توسعت علومك ومهما كبرت وعقلت وفعلت وصنعت فأنت لا تزال خُلقت بأصابعك لكي تسبح الله وبي مفاصلك لكي تركع لله وبرأسك لكي تضعه على الأرض لله
.
فأنت يا فلان و أنتي يا فلانة ارجعوا لأصول العظمة في محيى الأرض واستمتعوا بما خلق الخالق وخذوا حبة من الرمل وضعوها في كفت يدٍ من أيديكم وتخيلوا هذا الكون كاملاً من فوق رؤؤسكم وانظروا للرملة فهي الدنيا وانظر لما حولك بتعداد الأشياء كأنها الأخرة فماذا تسوى الرملة في هذا الكون؟! واسعوا للآخرة فالدنيا بكل جمالها كحبة الرمل عند الآخرة لأن الآخرة فيها مالا عينُ رأت ولا أذنُ سمعت ولا خطر على بالٍ بشر.

وأختم ضعيف عقلي وجسدي بعظمة تكاد تمزقني فرحاً بـ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)

الموضوع الأصلي: أصول العظمة في مُحيى الآرض ~ | | الكاتب: بندرأبن طريف المظيبري | | المصدر: شبكة بني عبس

[خزف]

طرح رائع يعطيك العافيه