|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
إن اختيار شريك الحياة هو أولى الخطوات الصحيحة لحياة زوجية سعيدة، ولكي يختار المرء شريك حياته فلا بد أن يتوفر فيه أولاً شرط الدين، وقد حرص الإسلام على دوام واستمرار الزواج بالاعتماد على حسن الاختيار، وقوة الأساس الذي يحقق الصفاء والوئام والسعادة والاطمئنان، وذلك بالدين والخلق، فالدين يقوى مع مضي العمر، والخلق يستقيم بمرور الزمن وتجارب الحياة، أما الغايات الأخرى التي يتأثر بها الناس عادة من مال وجمال وحسب وقنية الأثر لا تحقق دوام الارتباط. لذا قال صلى الله عليه وسلم: 'تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك' [متفق عليه] عن أبي هريرة. والحسب: هو الفعل الجميل للرجل وآبائه [سبل السلام: 3/111].
وحسن اختيار المرأة ذو هدفين: إسعاد الرجل، وتنشئة الأولاد نشأة صالحة تتميز بالاستقامة وحسن الخلق. وبعد شرط الدين والخلق الحسن لابد أن يسأل الإنسان نفسه سؤالاً مهمًا جدًا، وهو: لماذا أتزوج؟ والإجابة على هذا السؤال ستحدد أولويات الاختيار التي تختلف من شخص إلى آخر, وذلك طبعًا بعد تحقق شرط الدين والخلق الحسن والاستقامة، مع العلم أنه لا يوجد الرجل الكامل ولا المرأة الكاملة، ولكن تحديد الأهداف ووضوح الأولويات يحدد للمرء ما هي الصفات التي لا يمكن أن يتنازل عنها, والأخرى التي لا يقبل أقل من الحد الأدنى فيها، وغيرها مما يمكن التنازل عنه. ولا ينسى الإنسان أنه لن يعيش حياته بمفرده، فهناك أهل لهم رغبات ولهم طباع وأعراف, فكل ذلك سيكون له أثر في المستقبل في شكل العلاقة واستمرارها. فمثلاً إذا نشأ هو في أسرة تقدّس العلم والدرجات العلمية، ونشأت هي في بيئة تهتم بالكسب المادي وأنه مقدَّم على غيره، فمما لا شك فيه أن هذا التباين سيؤدي إلى نوع من الخلاف، الذي يجب تفهمه إذا استمرت الحياة، أو تجنبه من البداية لاستمرار دوام الحياة. وهناك بعض الصفات بعد الدين والاستقامة ترفع من قيمة الرجل أو المرأة، وتبحث عمن يريد الزواج وتساعده على ترتيب أولوياته في الاختيار. ومنها: [1] الجمال: وهو الصفة التي يبحث عنها كل من الرجل والمرأة عند الآخر, وهذه الصفة الظاهرية لها أثر عجيب في دوام العشرة وبقاء الألفة، والناس يتفقون على خطوط رئيسة في الجمال, إلا أنهم يختلفون أيضًا في الحكم على تفصيلاته وتعريفاته, ولابد أن تعلم أن الجمال نسبي, وأن كل امرأة فيها جمال إذا أحسنت الكشف عنه، ولكن المشكلة التي ظهرت أخيرًا لدى بعض المسلمين نظرًا لمشاهدة البث الفضائي والقنوات الغربية، هي اختلاف معايير الجمال، فأصبح كثير من الناس يبحث عن نوع من الجمال غير موجود أو قليل، نظرًا لاختلاف البيئة وطبيعة المنشأ، ويضيع عمر الشاب في البحث عن تلك الجميلة فلا يجدها، وإن وجدها أهمل أو أسقط باقي الصفات، فالتوسط في هذا الأمر مطلوب. ولقد شدّد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الناحية - أعني اشتراط الجمال أو على الأقل اشتراط القبول لشكل المرأة ووجهها - فقد جاء في الحديث الصحيح أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه خطب امرأة من الأنصار, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: 'هل نظرت إليها؟!' قال: لا. قال: 'اذهب فانظر إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما'. ومعلوم أن النظر هنا بحث عن الجمال والشكل. ومع ذلك يجب علينا أن نضع قضية الجمال في مكانها من حيث مجموع الصفات المثالية التي يُبحث عن توفرها في الزوج الصالح والزوجة الصالحة، والجمال مراد ومطلوب ومحبوب ومرغوب فيه دينًا وطبعًا, ولكنه ظاهر وشكل، ويجب ألا يغلب الظاهر والشكل على الجوهر الأساسي من الأصل والدين. بل يجب أن نضع الجمال في المستوى والحد اللائق به والمتناسب مع الصفات العامة التي يجب علينا مراعاتها في اختيار شريك الحياة. [2] الأصل: وهو أن تكون من بيت معروف بالدين والقناعة؛ لأنه مظنة دينها وقناعتها. وإن كان ليس شرطًا أن كل من خرج من بيت طيب يجب أن يكون كذلك، ولكن هذه صفة غالبة ومظنة خير، والأصل الطيب يمنع من الرذائل والمنكرات العظيمة، ومناخ جيد لنمو الأخلاق الحسنة والصفات الجميلة، وتربة خصبة لنمو ونشأة الأطفال, ووسط مساعد في ذلك، وكذلك الأصل والمعدن الكريم يكونون مع المرء في الشدائد والمحن والأزمات. [3] الحسب: وكونها حسيبة: وهي النسبية، أي طيبة الأصل، ليكون ولدها نجيبًا؛ فإنه ربما أشبه أهلها ونزع إليها. والإسلام - وإن جاء داعيًا الناس إلى أن أصلهم واحد وأنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى - إلا أنه أخبر أيضًا بالأمر بالتنافس في الفضائل والبعد عن الرذائل, والتقوى - التي جاء الإسلام ليحصلها - لا تحصل إلا إذا رافق الدين طبعًا نقيًا، ونفسًا صافية وخلقًا مساندًا، وعلى كل حال ينبغي أن نضع الأحساب في موضعها الصحيح، فالحسب والشرف بالمعنى الصحيح ينبغي أن يكون هو المعدن الطيب والخلق الكريم, وقبل ذلك كله الدين. والمرأة الحسيبة إذا لم يكن لها من الدين والخلق ما يعصمها عن التعالي على زوجها فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى النشوز أو انهيار دور الرجل في بيته, وكلاهما مدمر للحياة الزوجية. والرجل الحسيب لا شك أنه أحظى لدى المرأة وأحب إليها من رجل عاطل عن ذلك، ولكن هذا الحسب إذا لم يزينه الخلق الكريم والدين الصحيح فإنه ينقلب إلى إذلال للمرأة وتعالٍ عليها, وكل ذلك مرفوض. [4] المال: من الصفات التي لا غنى عنها مطلقًا، ولا اختلاف عليها بين الناس هو اشتراط الغنى في المتقدم للزواج، وأقل الغنى هو الكفاف والقيام بواجباته الزوجية, وقد فسر العلماء حديث الرسول: 'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج...' الحديث, أن المقصود بالباءة نفقات الزواج, وإمكان إعاشة الرجل للمرأة، والإسلام يشترط في صحة عقد النكاح واستمراره قدرة الرجل على الإنفاق. وإن كانت قدرة الرجل ووجود المال معه صفة جيدة يبحث عنها، ولكنها تكون وبالاً إذا كانت مقدّمة على الدين والخلق، فالمال من دون الدين والخلق يطغي صاحبه ويجعله متعاليًا لا يعبأ بقيمة ولا يبعد عن رذيلة، ولكن نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح. [5] الحب: فلا بأس بتاتًا أن يميل قلب رجل إلى امرأة يسمع عن صفاتها وأخلاقها وشمائلها وكذلك إذا أحبت المرأة رجلاً سمعت وعلمت من صفاته وشمائله ما يدعوها إلى الزواج منه. ولكن لا يجوز أبدًا إذا أردنا زواجًا سليمًا صحيحًا، أن تكون هناك ثمة علاقة بين رجل وامرأة يريدان الزواج، أكثر من معرفة الصفات الحقيقية التي سيبنى عليها الزواج، والعلاقة الآثمة التي تسبق الزواج ستكون حتمًا هي العامل الأول في هدم السعادة الزوجية. والناظر في الأحاديث النبوية التي تحدد معالم شريك الحياة ويضم بعضها إلى بعض يستطيع أن يفهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يريد أن ينبه وينوّه ويؤكد جعل الدين هو الإطار الذي يسير فيه الاختيار، ولكن دون إغفال لمعايير التكافؤ الأخرى، لذا فإن باقي أحاديث ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم تأتي لتؤكد هذه الصورة المتكاملة والشاملة؛ حيث يدعو الشاب إلى أن ينظر إلى من سيخطبها؛ لأن ذلك سيؤدم بينهما, [أي سيكون سببًا لدوام الزواج بينهما]، ويعطي للفتاة التي رفضت اختيار والدها لاختلاف المستوى الاجتماعي الحق في رفض الزيجة, وهكذا نفهم أن الدين هو الإطار الذي لا يجعلنا نغفل باقي الأسباب لإنجاح الاختيار والزواج. وفي الختام نلخص كيفية الاختيار الصحيحة، بوجود إطار من الدين والخلق ومعايير التكافؤ المعتبرة, مع مراعاة الأوضاع الاجتماعية للأسرتين، مع حد من التوافق النفسي والاجتماعي بين الأسرتين
|
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهناك أمر بالنسبة لي أراه قاعدة مهمة ألا وهو التكافؤ في جميع النواحي سواء الإجتماعية أو الثقافية أو المادية 00 الخ وإن علا الرجل على المرأة فيها فلا يضير كثيراً ( إلا الجمااااااال ) ولكن علو المرأة بأحدها أراه مدمراً للحياة الزوجية لأن الزوج يرفع امرأته بما وهبه الله ولا يرى في ذلك فضلاً ولامنه بل يحس بالسعادة لذلك ولكن المرأة تحب أن ترى زوجها رفيعاً وعظيماً في كل شيء ولاتقبل نفسها كون زوجها أقل منها أيضاً رفعة المرأة قد تؤدي إلى الإحساس بالنقص لدى الرجل وهذا يؤثر سلباً على حياته الزوجية ويكون باباً للخلاف هذه وجهة نظري والله الهادي لما فيه خير 000 أخي rashidhoa شكــــــ لك ــــــراً على طرحك الرائع والذي امتاز بالتفصيل والشمول أكرر شكري لك ويعطيك ألف عافية 00 دمــــ بأسعد حال ـــــت 00
|
|
شكراً اختي العزيزه اسعدني تفضلك با المرور تحياتي |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
قرة بن شريك العبسي والي مصر | >الرشيدي< | قسم الفارس (عنترة بن شداد) | 7 | 07-08-2012 05:29 PM |
تعبت(أفكر) في حياتي مع الناس؟وتعبت أعيش بـ(عقل غيري )حياتي!!!!!!! | جرح الـ غ ـرام | منتدى الشـــعــــر | 11 | 10-11-2008 07:00 AM |
شريك الرجال في النساء | شموخ العز | منتدى الحوار الهادف | 19 | 22-07-2008 05:05 AM |
كيف تختارين شريك حياتك | الوسم | القسم النسائي الخاص | 13 | 03-01-2008 10:31 PM |
التعليم العالي شريك في تأهيل المعلمين | عيد بن عبيد | منتدى التربية والتعليم | 2 | 15-03-2007 05:22 PM |