[نبيل العرعري]

قال تعالى ( شهررمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )
خص الله شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهوربكثير من الخصائص والفضائل منها ...
1- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
2- تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا .
3- يزين الله في كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا
عنهم المؤنة والأذى ثم يصيروا إليك.
4- تصفد فيه الشياطين.
5- تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار.
6- فيه ليلة القدر خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم الخير كله .
7- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان .
8- لله عتقاء من النار وذلك كل ليلة من رمضان
فيا أيها المسلمون شهر هذا خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله؟
بالاشغال .. باللهو .. بطول السهر...
العبد الصالح يستقبله بتوبة نصوح وبعزيمة صادقة
وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحةسائلين الله الأعانة على حسن عبادته ...
الأعمال الصالحة تتأكد في رمضان :ـــــ
1ـ الصوم : قال صلى الله عليه وسلم( كل عمل أبن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف يقول عزو جل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي , للصائم فرحتان فرحة عند صيامه وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )
وقال صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) لاشك أن هذا الثواب الجزيل لايكون لمن أمتنع عن الطعام واشراب فقط وإنما قال عليه الصلاة والسلام ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )
وقال ( الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل وإذا سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم )
فإذا صمت ياعبد الله فليصم سمعك وبصرك وجميع جوارحك ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء..
2 ــ القيــــام:ــ
قال صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيمانا وأحتسابا غفر الله له ماتقدم من ذنبه) وقال تعالى ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما )
وقد كان قيام اليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
قالت عائشة رضي الله عنها ( لاتدع قيام الليل فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لايدعه وكان إذا مرض أوكسل صلى قاعدا وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي من اليل ماشاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله ثم يقول لهم الصلاة الصلاة ويتلو هذا الليله ( وأمرك أهلك بالصلاة وأصطبر عليها لانسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )
وكان أبن عمر يقرأ هذه الأية (أمن هو قانت آناء الليل ساجد وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه)قال ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه
وإنما قال أبن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقرأته حتى إنه ربما قرأ القران في ركعه .
ولقد ذكر الأمام مالك أن أدرك السلف الصالح إذا رأوا الأمام قرأ سورة البقرة في ثمان ركعات رأوا أنه قد خفف وفرط فكيف بنا في هذا الزمان في عدة ليالي نقرأها..
وفي حديث السائب بن زيد قال كان القارئ يقرأ بالمئتين _ يعني بمئات الآيات حتى نعتمد على العصي من طول القيام وقال ماكانوا ينصرفون إلا الفجر .
3ــ الصدقة
كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان
وكان أجود من الريح المرسله وقد قال صلى الله عليه وسلم ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان )
عن أنس روى يزيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماقال فجئته
بنصف مالي قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما أبقيت لأهلك قال : فقلت مثله
وأتى أبابكر الصديق رضي الله عنه بكل ماعنده
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أبقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله
قلت لاأسابقك إلى شيء أبدا .
وعن طلحة بن يحي بن طلحة قال حدثتني جدتي سعدى بنت عوف المرية وكان
محل إزار طلحة بن عبيد الله قالت : دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس
فقلت مالي أرابك مني شيء فأعينك ؟
قال : لا ولنعم حليلة المرء المسلم أنت
قلت فما شأنك ؟
قال المال الذي عندي قد كثر واكربني قلت ماعليك إقسمه
قالت فقسمه حتى مابقى منه درهم واحد
قال طلحة بن يحي فسألت خازن طلحة كم كان المال ؟
قال أربعمائة ألف
فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها وإحرص على أدائها بحسب حالك
ولهــــــــــا صور كثيرة :ـــــ
1ــ إطعام الطعام .. قال تعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا
إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوس قمطريرا
فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم مغفرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات
سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح
فلا يشترط في المطعم الفقر
2ــ تفطـــــــــــــــــير الصائم... قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من فطر صائما كان له مثل أجره
غير أنه لاينقص من أجر الصائم شيئا)
وفي حديث سلمان ( ومن فطر صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار
وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا قالوا يارسول الله كلنا يجد
مايفطر به الصائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما
على مذاقه من لبن او تمر أو شربة ماء ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لايضمأ بعدها حتى يدخل الجنة).
4ــ الإجتهاد في قرأة القران :ــ
أ ــ كثرة قرأة القران
شهر رمضان هو شهر القران فينبغي للمسلم أن يكثر من قرأته
وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله
فكان جبريل عليه السلام يدارس الرسول صلى الله علية وسلم القرآن في رمضان
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه يختم القران كل يوم مرة ..
وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليالي
وبعضهم في كل سبع
وبعضهم في كل عشر
فكانوا يقرأون القران في الصلاة وغيرها ..
فكان للشافعي في رمضان ستونختمة يقرؤها في غير الصلاة ..
وكان الأسود يقرأ القرآن في كل ليلتين في رمضان
وكان قتادة يختم في كل سبع دائما وفي رمضان في كل ثلاث
وفي العشر الأواخر في كل ليلة ..
وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قرأة الحديث ومجالسة أهل العلم
ويقبل على التلاوة القرآن من المصحف
وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادات وأقبل على قرأة القران
قال أبن رجب
إنما ورد النهي في قرأة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك
فأما في الأوقات المفضله كرمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر
أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها
فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن إغتناما لفضيلة الزمان والمكان
وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة وعليه يدلعمل غيرهم .
ب ــ البكاء عند قرأة القران أو سماعه خشوعا وإخباتا لله تبارك وتعالى ..
لم يكن هدي السلف هذّ القرآن دون تدبر وفهم
وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عزوجل ويحركون به القلوب
وقدوتهم النبي صلى الله عليه وسلم (كان يرتل السورة حتى تكون أطول من طول منها )
ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إقرأ علي , فقلت أقرأ عليك وعليك أنزل
فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال فقرأت سورة النساء
حتى إذا بلغت ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هاؤلاء شهيدا )
قال حسبك
فالتفت فإذا عيناه تذرفان ... الله أكبر فكيف بأخبارنا نحن وأحوالنا .. فالتوبة التوبة في زمن التوبة .
5ــ الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس ..
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة أي الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس .. أخرجه مسلم ..
وأخرج الترميذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين
كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )
هذا كل الأيام فكيف برمضان ؟
فيا أخي رعاك الله إستعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بقيام الليل
والإقتداء بالصالحين ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة ..
6ـــ الاعتـــــــــكـــــــاف :ــ
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه أعتكف عشرون يوما ..
فالأعتكاف من العبادات التي تجمع كثيرا من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها ...
وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته .. وهو يسير على من يسره الله عليه ..
فمن تسلح بالنية الصالحة والعزيمة الصادقة .. أعانه الله واكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحريا لليلة القدر ..
وهو الخلوة الشرعية
فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره وقطع على نفسه كل شاغل يشغله عنه
وعكف على ربه وما يقربه منه
فما بقي له من هم سوى الله وما يرضيه ..
7 ــ العمــــــرة في رمضان ..
ثبت عن النبي صلى الله علية وسلم ( عمرة في رمضان تعدل حجة )
وفي رواية ( حجة معي )
فهنيئا لك يا أخي بحجة مع الرسول صلى الله عليه وسلم

الموضوع الأصلي: حال السلف في رمضان للشيخ احمد الحواش | | الكاتب: نبيل العرعري | | المصدر: شبكة بني عبس

[حنان الرشيدي]

اللهم بارك لنا في شعبان و بلغنا رمضان ...
:
جزاك الله خير الجزاء ...

[البعيد الهادي]

جزاك الله خير
وسلمت ودمت

[امبرطورة بني رشيد]

عليه الصلاة والسلام

جزاك الله خير على التذكير النافع

[الـريـم]

يعطيك الف عافيه

[عبدالله الصفران]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه