[عادل العويمري]

بِصراحة .. هل غضبت من " التريليون ريال " المدفوعة لأمريكا ؟!



البعض لا يعلم أن " ساركوزي " رئيس فرنسا حضَر للملكة العربية السعودية في 17 / 11 / 2009 م ؛ وأختار هذا التوقيت بالذات بذكاء ودهاء بالغين .. حيث أن السعودية كانت تقاتل الحوثيين في جنوب السعودية وهم مليشية إيرانية والتي تملك الطاقة النووية .. فعرضَ على خادم الحرمين الشريفين إنشاء مصانع تخصيب اليورانيوم وتصنيع مواد تدخل في رؤوس الصواريخ السعودية لتحويلها لصواريخ نووية ، وتكوين مراكز طاقة سلمية لتوليد الكهرباء في المناطق الكبيرة والمدن المزدحمة لتوفير البترول العنصر الأساس في مولدات الطاقة التقليدية ..

ذكرت هذا الخبر موقع العربية قبل قدوم رئيس فرنسا ؛ وترقبه الكثير لإعلان هذا الخبر الذي يصبّ في مصلحة المواطن بإنخفاض قيمة الرسوم على الاستهلاك الكهربائي .. وللوطن في دخوله للقوى والدول النووية .. تستفيد فيها فرنسا بمشاريع تضخّ أموالاً طائلة لتخرج من الأزمة العالمية التي يتعرّض لها العالم .. حيث وقّعت مع السعودية إتفاقية بمبلغ 40 مليار يورو تقريباً .. دونَ مشروعي ( قطار الحرمين ؛ والطاقة النووية ) الذي حاولت فرنسا بإيفاد رئيسها للضغط على السعودية وإغرائها بكافة الشروط التي تراها حكومة السعودية للموافقة عليها .. إلا أنها فشلت في هذين المشروعين ولم تظفر بأكثر من 40 مليار يورو فقط

..حَنق وغَضِب المتابعين للرفض غير المبرر من خادم الحرمين الشريفين لهذا التعاون المثمر مع فرنسا ؛ حتى وإن كانت من سيدير بشركات فرنسية مراكز الطاقة النووية .. فظننا أنها ضاعت فرصة ثمينة لا تتكرّر تَقِف أمام قوة إيران النووية وترفع السعودية لمستوى الندّ لها بحيث تمتلكان السلاح الفعّال نفسه والتأثير الواحد .. مما يجعل من السلاح الإيراني غير فعّال بوجود سلاحاً نووياً لدينا .. وعزى الكثير رفض السعودية لعرض فرنسا بالخوف من رفض المجتمع الدولي - والذي تكفّلت به فرنسا أن تواجهه وتُخفي الأصوات المعارضة لهذا التعاون - وأما رفض أمريكا فلن تتكفّل به فرنسا وقد يسبب هذا التعاون لبداية شروخات وتوتر بين السعودية وحليفها الإستراتيجي وهم أصدقائهم الأمريكان ..

كشفَ أبو الغيط وزير الخارجية المصري مباحثات جادّة مع وكيل وزير الخارجية الأمريكي روبرت جوزيف في 15 / 1 / 1428 هـ بشأن عزم مصر بإنشاء مراكز للطاقة السلميّة النووية .. وصرّح حينها روبرت جوزيف بأن أمريكا على إستعداد تام على " تشجيع " مصر للإتجاه نحو تحقيق هذه الرغبة على أن يشكّل البلدين شراكة إستراتيجيّة .. فلم يتوصّل الفريقين إلى الآن لتنفيذ وتطبيق الحلم المصري على الأرض .. فلماذا ؟! هل إسرائيل ترفض وجود قوة نووية بجوارها قد يستخدمها مستقبلاً أحد الإسلاميين ضدها ؟! هل الكعكعة النووية والإيرادات الهائلة من هذه الطاقة في جميع المراكز التي ستنشأ في البلدان المصرية ستكون في جعبة الأمريكان وحدهم والفتات للحكومة المصرية .. مما باين في أراء الفريقين وتأجّل المشروع لأجلٍ غير مسمى ؟!

لأمريكا التأثير في دول الشرق الأوسط من حيث إمتلاكهم للطاقة النووية ؛ وهي عرّاب الخليج بالذات في هذا الجانب .. فلهذا السبب لم توافق السعودية على عرض فرنسا .. فقدّمت مؤخراً السعودية لأمريكا حقيبة استثماريّة بقيمة " تريليون ريال " يوم السبت 3 / 5 / 1431 هـ ؛ وليس لأجل عيون أمريكا وإنقاذها من مستنقع الديون والموت الإقتصادي التي تعانيه .. بل لإقامة مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية بأيدي سعودية وإشراف أمريكي يكون مقرّها الرياض وفروع في أماكن متعددة .. تمّ إعلانه بعد يوم واحد فقط والموافق ليوم الأحد 4 / 5 / 1431 هـ .. حيث سيغادر السعودية وفد رفيع المستوى نهاية الشهر الجاري مكوّن من وزراء ( المالية ؛ التجارة ؛ الصناعة ؛ البترول ؛ الزراعة ؛ التعليم ) ورئيس هيئة سوق المال وكبار رجال الأعمال .. فوجود وزير التعليم يقع على عاتقه توفير الأيدي السعودية لتشغيل المدينة الذريّة وإيجاد البرامج الكاملة لتدريب الكوادر الوطنية لإدارة هذه المراكز ؛ مما يؤكد مزيداً من الإبتعاث لشبابنا في المستقبل القريب ..

أما الإمارت المتحدة العربية فحالها لا يسرّ صديقٍ ولا عدوّ .. فبعدَ نموّها الإقتصادي وبروزها كقوة اقتصادية في المنطقة وما سبقَ من ملفات عالقة بينها وبين أمريكا في قضايا مثل الموانيء والتجارة ومحاولتها الدائبة لفكّ الإرتباط بالدولار والضغط من جهتها على السعودية لإنشاء العملة الخليجية بسلات أوروبية .. ومعرفتها أن البعبع الإيراني قد يبتلعها أي لحظة .. فقامت بخطوة جريئة لا يتمتّع بها أي حاكم عربي غير أبناء " الشيخ زايد " .. فدخلت الإمارات بحلف ثنائي مع فرنسا .. يهدف لأمرين اثنين :

1/ إقامة أكبر قاعدة فرنسية بالعالم على أرضها .. فأمريكا الآن لا يمكنها دخول أي حربٍ خاصة مع إيران وهي ترزح تحت ديون وضعف اقتصادي كبير .. وهي لا زالت في مستنقع العراق وأفغانستان اللذان يعصف بخزينتها وإنفاقها العام ودخولها بحربٍ جديدة يعني موتها المحقّق والمؤكد .. إذاً فرنسا الخيار الوحيد الذي يحميها من براثن ثلاثة أعداء ( أمريكا ؛ إيران ؛ السعودية ) ..

2/ بعد الخلافات الشاسعة وديكتاتوريّة السعودية مع الإمارات في العملة الخليجية وملف الحدود .. بحثت الإمارات عن ظهر ومظلّة دوليّة يحميها من عجرفة وهيمنة السعودية ورفض رأي السعوديين بالقوة عليها .. فكانت فرنسا والتي ليست كأمريكا التي لن تتنازل عن صداقتها القوية وحليفها الأول وهي السعودية .. بل ستكون ورقة ضغط على الإمارات لأجل إرضاء السعوديين ومن ثم تُرغَم من السعودية بواجهة أمريكية في الرضوخ بقضايا تعتبر مصيرية لأبناء زايد .. خاصةً مع قوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله التي أكتسحَ فيها كل العقبات وذلّل الصعوبات بفترة حكمه الماضية ..

3/ لماذا فرنسا بالذات ؟!
للإجابة على هذا السؤال .. يكفيك أن تعلم أن فرنسا أصبحَ الخليج لها هدفاً استراتيجياً هاماً وحيوياً وذلك لسببين ( الخروج من الأزمة العالمية الإقتصادية التي ستدمّر كيانات أوروبيّة خلال العشرين سنة القادمة إن لم يتدارك الفرنسيين أنفسهم كما حدث باليونان * بيع السلاح بكافة أنواعه هو التنافس المحموم الآن بين فرنسا وبريطانيا وأمريكا ، والخليج من أكبر المستوردين للتسلح الغربي ، فالهيمنة على أحد الأسواق الخليجية مُدِّرّ هائل لأي مصدّر ) .. فقامت مباحثات جادّة مع فرنسا لحمايتها من الضغط الأمريكي لإرضاء السعودية ؛ ومساعدتها في ترسيم الحدود بين الإمارات والسعودية قبل الإتفاقية مع أبيهم زايد الذي تنازل عن الأرض التي تحدهم مع قطر ويريدوا استعادتها .. فكل ما سبق يعتبر أهدافاً ثانويّة لأبناء زايد .. والهدف الذي قبلت أن تكون الإمارات " عاهرة " لتلعب فرنسا وكيلاً عاماً لكل قضايها ؛ وتقف بوجه أمريكا والسعودية وإيران .. هي أن تقيم فرنسا بالإمارات مراكز للطاقة النووية السلميّة والتي بإمكان الإمارات تحويلها في فترة قادمة لتخضيب اليورانيوم إذا لزم الأمر ؛ فتشكّل قوة نووية يخشاها أي عدوّ ؛ وتكون ورقة عسكرية قوية بيد الإمارتيين في المستقبل ..

وإلى الآن لم تفلح جهود فرنسا بإيجاد موافقة سعودية أمريكية عالمية لتنضم الإمارات للدول النووية .. والرفض القاطع الإسرائلي بالسماح لأي دولة شرق أوسطية بهذا الخصوص .. فجاءت حرب الحوثيين على طبق من ذهب .. فمِن المؤكد أن توقف الحرب في الجنوب بسبب إتفاقيّة سريّة غير معلنة وغير مباشرة بين إيران والسعودية .. دخلت هذه الإتفاقية دول متعددة كأمريكا وإسرائيل وسوريا واليمن .. ما يُهمّنا في بنود الإتفاق أن تأمر إيران بشار الأسد بترحيل " المبحوح " لجزيرة " طنب " عبر الإمارات ليلتقي بالجيش الثوري الإيراني الذي حوّل الجزيرة لأكبر مستودع أسلحة تقليدية في المنطقة .. ومن هناك يقوم " المبحوح " بتحميل الأسلحة الإيرانية في سفن قراصنة ومهربين لإدخالها عبر أنفاق سيناء .. والحقيقة أن العملية مفبركة لإرضاء إسرائيل التي تمّ رشوتها للتغاضي عن المشروع النووي السعودي والإمارتي القادم برأس المبحوح والتطبيع الكامل " العربي الإسرائيلي " الذي سيبدأ خلال الفترة القريبة .. قد تكون الإمارات الأولى في إعلان التطبيع ليساعد فرنسا بثني عزم أصدقائها الرافضين لمشروع الإمارات النووي .. وبهذا نعلم حقيقة مسرحية جهاز الأمن الإماراتي وسرّ هرطقات " خلفان " المفاجئة التي فجّرها بوجه إسرائيل التي لا يجرؤ على ذكرها بسوء أي أوروبي فضلاً عن خيال مآتة عربي .. فهو يعلم مسبقاً بالإغتيال ولا يستطيع منعه ..


ولعلّي في الفترة القادمة اكتب عن حقيقة سفر الشيخ العريفي للأردن والهدف الرئيسي لتصوير حلقة عن القدس .. وهل رفضت السعودية دخوله لإسرائيل .. أو أنها لا تعلم بعزمه على السفر وتفاجأت به .. أو أن الموضوع برمّته أن يصوّر الشيخ من فوق جبل يكون خلفه القدس وقد فهمه الناس بخلاف مراده .. سوف نفتح ملف التطبيع بالكامل إن شاء الله ..

منقول

الموضوع الأصلي: ألف ألف مبروك للسعوديين .. وهاردلك للإماراتيين والمصريين والإيرانيين "سياسة ممنوعة" | | الكاتب: عادل العويمري | | المصدر: شبكة بني عبس

[محمد الراشد]

عادل السياسه وجع راس
يكفي بما حنا فيه
ليت االاهتمام كان بفلسطين والعراق

تحياتي لك

[سلووم]

الله ينصر
المملكه
ويعز الحكومه الرشيد


والي الامامــــــــــــ

يالمملكهـــــــــــــــــــ

تسلمـــــــــــ
يعادل ع هيكــــــــ
خبريهـــــــــــ