ضــع اعــلانك هنا

احمد المهيمزي1

بــيّــض الـلــــه وجــهـــك

«صدقت يا صاحب السمو.. وبيّض الله وجهك».. تلك الجملة قالها في الأمس كل من استمع إلى الكلمة القيمة الواضحة الصريحة والقوية التي ألقاها حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لأبنائه، يخطرهم فيها والألم يعتصره أنه اضطر إلى اتخاذ قرار بحل مجلس الأمة وفق المادة(107) من الدستور والدعوة إلى انتخابات جديدة.

وقد وضع صاحب السمو -حفظه الله ورعاه- يده على الجرح تماماً وهو يشخص الأسباب التي أدت بالكويت إلى هذه الحالة من الشلل الذي وصلت إليه، فأكد سموه على مسؤولية مجلس الأمة وعلى حالة الانحراف البرلماني عن الدور المطلوب الى حد بلغ انتهاك الدستور والقانون وتجاوز حدود السلطات الاخرى وتدني لغة الحوار على نحو غير مسبوق والتعسف والتشكيك والتصيّد والقدح في ذمم الناس واخلاقهم والمماحكات والمزايدات والاستعراضات على المنابر.

كما توقف صاحب السمو عند بعض أوجه القصور في اداء الأجهزة الحكومية وضرورة الارتقاء بالاداء وتسريع انجاز المشاريع التنموية التي تتعطل وسط اجواء من التوتر والتعسف والتشكيك والترهيب.

وأكد أيضاً صاحب السمو أهمية دور الاعلام حيث عاتب سموه عتاب الاب وعتاب ولي الأمر المؤسسات الاعلامية داعياً اياها إلى دور ايجابي في التنوير والتوحيد والتنمية وليس استغلالها كمعاول هدم للمجتمع والثوابت الوطنية.

وهذه الجهات الثلاث التي وضع صاحب السمو اصبعه عليها هي أهم مؤسسات المجتمع المدني التي يُعَوَّل عليها للنهوض والتنمية، ويضاف إليها الدور المهم الذي حمّله صاحب السمو لابنائه الناخبين في حسن الاختيار لمن يمثلوننا ويكونون قادرين على صون مصلحة الكويت حاضراً ومستقبلاً وتحقيق التطلعات الوطنية بعيداً عن الذاتية الضيقة والعصبية البغيضة.

ونحن اذ نسجل بكل الفخر والاعتزاز ايمان والدنا حضرة صاحب السمو الحقيقي بالديموقراطية وتمسكه فيها وحرصه على استمرارها وهي تراث الآباء، إلا أن سموه وبمنتهى الحزم والقوة أكد أيضا انه لن يتردد في اتخاذ أي خطوة لصيانة أمن الكويت واستقرارها والحفاظ على مصالحها وثوابتها ومكتسباتها لأنه ليس هناك أكبر وأهم وأغلى من الكويت وأهلها الأوفياء.

لقد دعا صاحب السمو أبناءه إلى أن يعينوه بقوة، وهو واجب علينا أن نعين سموه ونشمّر عن سواعدنا ونشحذ افكارنا ونحسن اختياراتنا ونرتقي بألفاظنا ونحترم القانون،، حتى تدوم النعم وتظل الكويت دار أمن وسلام وسكينة وقانون.

ونحن بإذن الله تعالى جميعاً لن نخذلك يا صاحب السمو.. وسنكون بقدر المسؤولية التي تظنها، فنحسن استغلال هذه الفرصة الغالية لانتشال الكويت وانتشال أنفسنا من حالة الشلل التي بلغناها..

فشكراً لك يا صاحب السمو.. وبيّض الله وجهك.

الموضوع الأصلي: بــيّــض الـلــــه وجــهـــك | | الكاتب: احمد المهيمزي1 | | المصدر: شبكة بني عبس