[الضرغام]

بفضل من الله وبفضل الإرادة الحديدية لقيادتنا الحكيمة وتضحيات رجال الأمن البواسل تخطى الوطن محنة الإرهاب والتفجير والتخريب بصورة أثارت إعجاب العالم أجمع, وهاهم المتورطون بهذه القضايا يُقدمون اليوم إلى المحاكمة ليأخذوا حقهم في الدفاع عن أنفسهم فلا يؤخذ البريء بذنب المذنب ولاينال صاحب الجناية الصغيرة عقوبة مماثلة لصاحب الجناية الكبيرة.
ولكن المؤسسات الأمنية والقضائية ليست مختصة بمقاومة الإرهاب الفكري الذي يوفر البيئة المناسبة لكل الأعمال الإرهابية الأخرى لأن هذه المقاومة يجب أن تنبع من داخل المجتمع نفسه ولعل أهم الجهات التي يجب أن تتصدى للإرهاب الفكري تتمثل في علماء الأمة والمؤسسة التعليمية ووسائل الإعلام والعائلة, بل إن كل مواطن معني بهذه المسألة لأن أمن الوطن هو أمن للجميع.
والإرهاب الفكري ليس أحمر ولا أخضر ولا أزرق بل هو باختصار أن تحاول فرض رأيك على الآخرين بالقوة أو أن تعمل على مضايقة من يخالفونك الرأي بكل طريقة ممكنة, وقد لايبدو الإرهاب الفكري خطيرا في صورته الأولى ولكنه يمهد الأرضية للتحريض الذي يقود بسهولة إلى أعمال التخريب.
وعادة ما يبدأ الإرهاب الفكري من خلال اتباع سلوك المزايدة على الآخرين في إيمانهم وحبهم لوطنهم وتقديرهم للمصلحة العامة, وبعد ذلك يخطو هؤلاء المزايدون خطوات ليس من حقهم أن يخطوها للضغط على أي طرف يخالفهم الرأي, وفي الوقت ذاته يشجعون من يوافقهم الرأي على القيام بأعمال غير مسؤولة.
في بعض الأحيان تبدو خطوات الإرهاب الفكري صغيرة جدا في حجمها ولكنها خطيرة الاثرعلى مسيرة المجتمع, فحين يأتي مجموعة من الشباب على سبيل المثال ويحاولون تخريب ندوة ثقافية لمجرد أنهم لايرتاحون لنوايا المحاضر فإن المسألة تتخطى (حماسة الشباب) و(الاجتهاد الخاطئ), لأن النتيجة التي يقودنا اليها مثل هذا السلوك تتمثل في حضور أمني مكثف يفقد الندوة طابعها الفكري والثقافي ويشتت جهود رجال الامن الذين يشق عليهم أن يطلبوا من هؤلاء المزايدين عدم تشغيل الادعية والاستماع الى المحاضرة فهذا ليس تخصص رجل الامن الذي يهمه بالأساس عدم حدوث اعتداءات لفظية أو جسدية, وبسبب هذه الأجواء المشحونة يشعر الحضور بالقلق ويخرج المحاضر من الباب الخلفي, وشيئا فشيئا تصبح إقامة مثل هذه الندوات أمرا مزعجا للجميع, وهنا يفرض المزايدون رأيهم بالقوة!.
حين تظهر صور المحاضرات الفكرية والثقافية في الصحف فيبدو فيها رجال الأمن بعدد الحضور فإننا بالتأكيد نواجه واقعا مؤسفا, وحين يضع المزايدون قائمة سوداء لمن يختلفون معهم فيحاولون إعاقة نشاطاتهم الثقافية والاجتماعية فإن هذا هو الإرهاب الفكري بشحمه ولحمه!.

بقلم//خلف الحربي

الموضوع الأصلي: صورة ملونة للإرهاب الفكري | | الكاتب: الضرغام | | المصدر: شبكة بني عبس

[كاس ألم]

مشكووووور الضرغام

[ولد الشرقية]

مشكور الضرغام على الموضوع .