![]() |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
أجمل الاحلام .. هي أحلام الطفولة
لكونها .. طبيعية, وصادقة , وتغمرها البراءة .. ولبشاعة الانسان ... في كثير من الاحيان . فقد تم تحييد كل ما هو طبيعي وصادق في الحياة.. وردموا ينابيع القلوب , ومنعوها من الجريان وصادروا كل شيء .... حتى الاحلام البريئة ..!! .................................................. ................................................. (( حتى الاحلام ...... البريئة )) كانت عائلة صغيرة مثالية .. تتألف من الاب والام والأبنة ( قمر ) ذات التسع سنوات .. كانت العائلة تعيش بسلام وطمئنينة في عالمهم المحدود , وجنتهم الصغيرة . حيث كان الأب يعمل موظف , وكانت الأم ربت بيت .. وكان كل شيء على ما يرام . كان من عادة الأم كل ليلة .. تحكي لأبنتها قمر حكاية قبل النوم , وكانت قصة " السندريلا " هي القصة الأثيرة لدى الطفلة قمر .. حيث كانت أثناء ما تسرد لها الأم حكاية السندريلا .. كانت الطفلة قمر تتخيل نفسها الساندريلا الجميلة بكل تفاصيلها ..!! . مما جعلها ترتبط بحب لهذه القصة المشوقة .. دون غيرها من القصص ..!! وجلست الأم كالعادة .. عند رأس ابنتها وهي في فراشها تلك الليلة قبل النوم .. وهي تحكي لها حكايتها المحببة " السندريلا " .. طبعاً ... مع بعض الأضافات الجديدة كل يوم , لزوم التشويق والأنسجام . وبينما كانت الأم مستمرة في تفاصيل الحكاية. كانت الطفلة قمر سارحة بخيالها الخصب مع الأحداث وعلامات الأنسجام والتقمص بادية على محياها ... وعندما بلغت الأم بأحداث القصة الى قولها : " وأخذ الأمير الشاب يبحث بجد وتفاني عن صاحبة الحذاء الزجاجي , لكي يتزوجها ... بعد أن أعجب بها وبجمالها .. ايما أعجاب ...." كانت الطفلة قمر ساعتها تقاطع أمها ككل مرة مستفسرة : _ هل سيجد الأمير الساندريلا ... ياماما ....؟؟؟ وكان رد الأم بلباقة : _ هذا ما سنراه في نهاية الحكاية ..! ......... وفي ذات اللحظة .. قطبت الأم حاجبيها فجأة. فقد ألفت نفسها تسمع أصواتاً غير مألوفة تأتي اليها من بعيد ... أصوات غامضة .. بدت للوهلة الاولى أصوات خافتة كأصوات الرعد البعيد .. وشيئاً فشيئاً ... أصبح الصوت الآتي واضح وجلي ...!! ولكن في باديء الأمر خيل للأم . أنها كانت تحلم وهي تسرح في خيالات يقضتها ..! ولكنها تأكدت أخيراً مما يحصل حولها ... بعد أن هز المكان أنفجار قوي فرق سكون الليل بصوته العارم , عندما سقطت قذيفة قاتلة على حيهم الآمن .. كما أهتزت روح ووجدان كل من الأم وأبنتها .. فهبت الأم بفزع وأحتضنت أبنتها وهي لاهثة الأنفاس وقد ملئها الرعب بالكامل ... ومن شدة الخوف تعلقت الصغيرة قمر برقبة أمها وهي فريسة لتشنجات رعب مهول .. وكانت الأم قد أحاطت أبنتها بذراعيها .. وكأنها تلوذ بها من الموت ..!! وفي ذات الوقت . أدركهما الأب وعلامات الأرتباك ظاهرة على وجهه , وهو يتطلع بخوف متفحصاً سلامة البنت والزوجة ... وبدون وعي منه ... احتظنهما للحظات . ثم أدرك الخطر المحدق بهم , فأمرهما بمغادرة الدار على الفور .. فهرعوا جميعهم بملابس النوم مهرولين حفات الى خارج الدار .. وأنظموا الى مارثون الهاربين من سكان الحي .. دون أن يعلموا الى أين ستكون وجهتهم ..؟! حيث كانت الجموع تهرول راكضة بفزع من دون هدف محدد . حيث لم يجد عامة الناس ما يدفعون به الأذى عن أنفسهم غير الجري على وجوههم والهرب مبتعدين عن مكان التفجير الخطر وأحداثيات القصف المستمرة .. وكانت صرخات الرعب والفزع تنبعث من أفواه الهاربين المرعوبين وتملء المكان بلغط وفوضى بأقصى حالاتها .. وبعد لحظات قليلة .... أصبحت الشوارع المظلمة تموج بجموع الناس الهائمين على وجوههم بأتجاهات عشوائية مفزعة .. حيث كان منهم من يجري بنفسه , لايلوي على شيء غير الهرب . ومنهم من يحمل على ذراعيه طفل أو أكثر , وخلفه زوجته تتبعه لاهثة من الخوف ومحملة بالأطفال هي الأخرى .. ومنهم من يحنوا ويحابي على أهله وعياله دون أن يعرف ما الذي يجب أن يفعله , غير أنه مأخوذ اللب مسلوب العقل من شدة الصدمة ... وكانت الأرض تهتز تحت أقدام الهاربين من شدة القصف وهول التفجيرات ..!! حتى غدت المدينة وكأنها ميدان حرب ضروس توشك أن تأتي على الأخضر واليابس فيها .. وتحركت الجموع البشرية الهائلة زاحفة كموج هادر تطلب الأمان والخلاص .. ثم تشتتت الجموع الراكضة الى وجهات ومذاهب شتى .. فكل فريق قرر مقصده بتسرع بعد أن تأكد لديهم أن أعشاشهم باتت مستهدفة ..! فهاموا تاركين مساكنهم وكل ما فيها دون أن يعرفوا مٍن مَن أستهدفت ديارهم .؟ ولأي سبب ؟ وأخيراً... استوى بهم الحال في مخيمات كالمشردين خارج الحدود البعيد للمدينة ..!! وأصبحوا في عداد الأغراب النازحين .. وهم في ديارهم .. !!!!!!!!!!!!! وكانت الحياة داخل تلك المخيمات لاتحسب على حياة الأدميين بأي شيء .. كانت حياة قاسية بكل تفاصيلها ..! ولم يعد للحياة فيها من معنى .. ولم يعد الناس فيها ... من الأحياء ..!! ولكن ..؟! ومع كل هذا .. !! كانت الأم لم تزل تجلس في داخل الخيمة .. عند رأس أبنتها قمر عند المساء وفي فراش نومها وهي تسرد لها حكايتها المحببة " الساندريلا " ..!! وكما هي هذه الليلة .. تجلس تحكي لأبنتها قصة الساندريلا , وهي تتطلع بأعجاب الى وجه أبنتها . ذلك الوجه الجميل , وتلكما العينين الصافيتين البريئتين . وهي تسترسل بأحداث الحكاية .. حيث قالت : " وأخيراً.. أستطاع الأمير الشاب وفارس الأحلام أن يعثر على حبيبته الساندريلا .. بعد أن تأكد من قياس قدمها مع فردة الحذاء الزجاجي التي معه .. وفرح الأمير فرحاً كبيراً بعد أن عثر على محبوبته السندريلا الجميلة ............. " ولكن ..؟!!! في تلك الليلة , وعكس كل الليالي ..! . لم تبتسم الطفلة قمر بفرح بلقاء الأمير مع محبوبته الساندريلا.. كما هي عادتها كل ليلة ..!! بل ولأول مرة .. لاحظتها الأم وهي تشيح بوجهها بعيداً .. وهي مغمضة العينين ..! فنظرت اليها الأم من خلال نور الخيمة الخافت . ولاحظت الدموع تغمر وجنتيها الغضتين . وهي تدير بوجهها بعيداً عن أمها وعن أمير أحلامها ..!!! ساعتها ... أدركت الأم أن أبنتها قد بدأت تفقد أحلامها البريئة .. وأن الطفلة لم تعد تتقبل أن يأتي الأمير الجميل , فارس الأحلام الى المخيمات يبحث عن الحبيبة الساندريلا . فقد بدأ الواقع يفرض عليها ألغاء أحلامها التي كانت تحلمها سابقاً ... وهم في عشهم الصغير الآمن .. أما الآن ..... فلا. حيث لم يعد للساندريلا وجود في تلك المخيمات القصية ...!!! الموضوع الأصلي: (( حتى الاحلام ...... البريئة )) | | الكاتب: ابو سعد الرشيدي | | المصدر: شبكة بني عبس
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
اصعب الاحلام | أحمد عبيد الهنيدي | منتدى الشـــعــــر | 15 | 18-04-2012 10:21 PM |
رحلة الى بلد الاحلام | كنق عبس | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 5 | 02-01-2011 05:03 AM |
ملهمة الاحلام | شيخ الشيوخ | المنتدى الأدبــــــــــــي | 0 | 09-12-2009 12:11 AM |
هنا يامفسر الاحلام | ابو عوجه | منتدى المحــــــــــــــاوره | 26 | 20-03-2009 11:04 AM |
الاحلام جميلة | آهــذريــبــك | منتدى الحوار الهادف | 0 | 07-08-2008 05:54 PM |