![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
.. ماأحوج المسلمين إلى هجرة من حال إلى حال .. ومن دنيا إلى دنيا ..
من حال الضعف والهوان إلى حال العزة والقوة .. ومن دنيا النفاق .. والكذب .. والغش .. والخداع .. والتخلف .. إلى دنيا مليئة بالقيم والأخلاق .. والإرتباط برب الأرض والسموات .. ونحن نستقبل عاما" هجريا" جديدا" تطالعنا الآمال في نهوض الأمة الإسلامية من كبوتها وعثرتها .. لتقوى على التصدي للتحديات والأزمات التي تواجهها !! وما أكثرها في عالم اليوم المليء بالصراعات ! ولقد ضرب صحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه أروع المثل في وضع تاريخ الأمة وكيانها ومكانتها من خلال عطائهم بلا حدود .. وشجاعتهم وصمودهم بعزيمة لاتلين ولاتعرف اليأس ! فواجهوا بكل ثبات وقوة كل التحديات وأنتصروا عليها وحققوا بطولات رائعة سجلها لهم التاريخ بأحرف من نور .. فهل تستفيد الأمة الإسلامية من بطولات هؤلاء الرجال ومن دروس هؤلاء العظماء ..؟؟ الهجرة الآن ليست مجرد نقلة من مكان إلى مكان !! لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية " والهجرة المطلوبة الأن هي نقلة فردية بالنفس الإنسانية من طبيعة النفس الأمارة بالسوء إلى مرتبة النفس اللوامة التي تفتش في مسيرة حياتها لتتجنب عوامل الضعف وأسباب الإنحراف حتى ترقى إلى مرتبة النفس المطمئنة التي تنادي من قبل الحق تبارك وتعالى " ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي " ونقلة جماعية إلى آفاااق المنهج الإلهي الذي أنزله الله عز وجل ليقوم الناس بالقسط .. وكلا النوعين النقلة النفسية والإجتماعية هي التطبيق العملي لقول الله تعالى : " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير " والفرار إلى الله عز وجل لايكون إلا بنصرة دينه والإلتزام بمنهجه ، والدفاع عن الحق وصون المقدسات ، وحماية كرامة الإنسان ،، تأتي ذكرى الهجرة هذا العام في وقت ساءت فيه أوضاع الأمة إلى درجة لم يسبق لها مثيل في تاريخها الطويل والعودة إلى ديننا وإتباع منهج ربنا ، أملنا الوحيد في إنقاذ الأمة من الهاوية التي جرها فيها أعداؤها بعد أن حكموا قبضتهم عليها بعوامل التخويف والتزييف .. فأفقدوا أمراؤها الإرادة ووضعوا في أعناقهم القلادة !! لاليتزينوا بها !! ولكن ليسهل على الأعداء خنقهم في اية لحظة أرادوا ..! إن تحقيق النصر لابد فيه من الأخذ بالأسباب التي وصفها الله في أيدي البشر ومحال أن يهب الله نصرا" لخامل .. أو لكسول .. أوجبان لم ينفض غبار الذل والهوان والضعف عن نفسه ، ولم يخطوا خطوة واحدة نحو كسب المعالي والذود عن العزة والكرامة بإعداد القوة للأعداء ،والتدريب الجيد ماديا" ومعنويا" .. قال تعالى " إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " .. إن الإعداد المادي يكون بإعداد السلاح المناسب لردع كل عداوات .. والقدرة الماهرة على إستعماله .. والإعداد المعنوي يكون بقوة الإيمان وإخلاص العمل لله .. وإيثار الآخرة الباقية على الدنيا الفانية .. ثم يأتي بعد ذلك نصر الله لمستحقي النصر .. " وكان حقا" علينا نصر المؤمنين " .. " ينصر الله المؤمنين الذين أخذوا بالأسباب على النحو الذي تقدم وإن إجتمعت عليهم الدنيا بأقطارها ومهما قل المؤمنين ومهما كثر خصمهم .. فالله وحده هو الغالب على أمره .. " إن ينصركم الله فلا غالب لكم " .. " إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " .. هذا ماصنعته الأمة في أول عهدها بقيادة رسولها الكريم _ صلى الله عليه وسلم _ من الهجرة وفي غير الهجرة .. فتساقطت أمامها عروش وهوت تحت أقدامها التيجان كما تتساقط وتتهاوى حبات العقد النظيم إذا إنفرط نظامها .. في الهجرة ضرب الرسول وأصحابه أروع الأمثال في الأخذ بالأسباب والتضحية بكل غاااال ونفيس فمكنهم الله في الأرض ورد عنهم كيد أعدائهم فأقاموا دولة عظيمة لم تغب عنها الشمس لحظة واحدة .. والأمة في هذا العصر لن تفك أسرها من أيدي أعدائها إلا بالسير على الدروب التي ساروا فيها ! بأن توحد صفوفها وتجمع أمرها على قلب رجل واحد وتمحوا عوامل التفريق التي فرقتها وشتتها وهونتها على أعدائها ! فأخذ جادة بالأسباب في فقه الدنيا وطرق إستثمار الطاقات .. وفي فقه الدين فتقيمه وتعمل به كما أراد الله .. لاكما أراد منهم أعداء الله المعاصرون .. وأن يكون ولائهم الخالص لله تبغي رضاه وتخشى سخطه رغم أنف الأعداء ومهما كانت مواقعهم فهم أمام الله إذا أصلحنا علاقاتنا به .. تراب فوق تراب ! الهجرة علمتنا كيف نواجه التحديات بثبات ونحن كالجبال الشم العالية والرواسي الشامخات .. والهجرة دواء قوي يعالج أدواء المجتمع من فرقة وتمزيق وضعف وفقر ومرض وجهل وأمية ثقافية تستشري في المجتمع .. وهي أيضا" باب فسيح من أجل أن تكون لنا ثقافة واعية ووعي ثقافي .. ماأحوج أمتنا إلى هذه الثقافة الواعية .. والوعي الثقافي .. وما أحوجها إلى الإلتفاف حول كلمة التوحيد .. وتوحيد الكلمة .. والإعتزاز بدينها ونبيها .. أسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينه ردا" جميلا" م/ن للفائدة
|
|
|
|
جزاك الله خير الجزاء
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|