![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
نقلت صحيفة القدس العربي عن "مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى قولها أن أولمرت "أكد خلال الجلسة التي شارك فيها جميع رؤساء الأجهزة الأمنية في الدولة العبرية أن العديد من قادة الدول العربية يحثونه على مواصلة العملية العسكرية وضرب حماس، وأنّه يتلقى الاتصالات منهم عبر قنوات مختلفة" !! (1).
بالطبع ليس من المقبول الاعتماد على خبر صحفي، أو تسريبات إسرائيلية للجزم بذلك، في هذه القضية الخطيرة، لو لم تكن هناك شواهد واضحة، يمكن استنتاجها، من خلال مواقف بعض الأنظمة العربية، وردود فعلها على الجرائم الإسرائيلية !! فما دوافع هذه الأنظمة العربية وما مصلحتها من معاداة حماس؟ حماس بالطبع تمثل حركة إسلامية سياسية جهادية، فازت بالانتخابات الفلسطينية وشكلت حكومة وطنية، وهي المرة الأولى التي تفوز فيها حركة إسلامية بالانتخابات وتشكل حكومة، من خلال عملية ديمقراطية كاملة، جاءت بالحركة الإٍسلامية من المعارضة إلى مقاعد الحكم .. هذا النجاح لحركة حماس يشكل – لو اكتمل بنجاح الأداء- نموذجا مقلقا لمعظم الأنظمة العربية، وخصوصا مصر التي تضم أكبر وأقدم حركة إسلامية، وهي حركة الإخوان.. حيث أعلن مسئول مصري كبير وبشكل صريح "أن مصر لا تتحمل إقامة إمارة إسلامية على حدودها الشرقية" (2) !! كما أنه مقلق للدول العربية الأخرى التي تضم حركات إسلامية قوية وتفتقد الحريات السياسية، أو تلك التي ترى أن نموذج حماس الإسلامي يشكل تهديدا لنموذجها الإسلامي التقليدي في فضاء الإسلام السني!! لقد راهن أعداء نموذج حماس الإٍسلامي على الحصار الاقتصادي أولا من أجل إسقاطها، كي يتم إجهاض النموذج من الداخل الفلسطيني، وبالتالي وأد الجنين في مهده، لكي يكون نموذجا فاشلا لأداء الحركات الإسلامية السياسية، بعد وصولها إلى الحكم.. ولكن هذا الخيار لم ينجح، بل زاد حماس قوة وترابطا وتلاحما مع القاعدة الشعبية، وخصوصا بعد نجاحات حماس على الصعيد الخدماتي والأمني بحسب الإمكانات المحدودة المتاحة .. وبعد فشل الخيار الأول كانت المراهنة على مدى النضج السياسي لحماس، استنادا إلى أن الموقف التقليدي للحركات الإسلامية هو رفض السلام مع إسرائيل، فكانت المفاوضات على هدنة مع الدولة العبرية، مقابل فتح المعابر، من أجل إحراج حماس، ورفع الحرج عن الأطراف التي تقوم بحصار غزة، حيث توقع الطرف الآخر أن حماس لا يمكن أن توافق على تهدئة، أو أنها غير قادرة على الالتزام بها.. سواء من قبل جناحها العسكري أو الفصائل الأخرى، فلما وافقت حماس على التهدئة، مقابل فتح المعابر، ونجحت في الالتزام بها.. لم يتم الوفاء بما التزم به الجانب المصري والإسرائيلي من فتح المعابر وفك الحصار، لأن ذلك سيشكل نجاحا لحماس وسيزيدها قوة وشعبية، وخصوصا أن التهدئة لم تكن هدفا حقيقيا على ما يبدو بل مراهنة لم تنجح!! بعد استنفاد الخيارات السابقة، وتهديد حماس بعدم تجديد التهدئة ما لم يتم فتح المعابر ورفع الحصار، كان الخيار العسكري هو الحل الأخير للتخلص من حماس، ونموذجها الإسلامي الجهادي السياسي.. وذلك بحجة إطلاق حماس للصواريخ على الأراضي المحتلة، وعدم التزامها بالتهدئة!! لقد تناست الأطراف التي تعادي حماس تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وجميع ممارسات إسرائيل الماضية وعنجهيتها ونقضها للعهود والمواثيق، وآخرها عدم رفع الحصار بعد أن التزمت الفصائل الفلسطينية بالتهدئة، وكأن الصراع لم يبدأ إلا بعد إطلاق الصواريخ، أو بعد أن استلمت حماس حكم غزة، وتناسى هؤلاء أن حماس حركة مقاومة ومن حقها العمل على تحرير الأراضي المحتلة، حيث لم تعد هناك خيارات غير الضغط على إسرائيل من أجل فك الحصار.. فضلا عن أن ذلك ليس خيار حماس وحدها بل قرار حركات المقاومة في قطاع غزة. الحقيقة أن كون حماس نموذجا سياسيا وجهاديا، ليس هو مصدر الخطر الوحيد الذي تستشعره بعض الأنظمة العربية في موقفها من حماس.. بل لأن حماس بدأت في صياغة قواعد جديدة في الصراع العربي الإسرائيلي .. فللمرة الأولى يكون الطرف العربي هو الذي يهدد، ويشترط، ويرفض.. يقبل الهدنة، ويعلن الحرب.. وهذا ما رفع أسهم حماس والتيار الإسلامي فلسطينيا وعربية وإسلاميا، كما حدث مع حزب الله خلال حرب لبنان..وذلك في مقابل الأنظمة العربية التقليدية التي كانت تتاجر بصمودها وتصديها لإسرائيل على حساب تطوير بلدانها وتحديثها .. فنجاح حماس في مواجهة إسرائيل سيشكل نجاحا فيما أخفقت فيه الدول العربية طوال أكثر من نصف قرن من الصراع العربي الإسرائيلي.. كما أنه سيشكل من جانب آخر تهديدا حقيقيا لإسرائيل.. سيدفع الدول الغربية للضغط الإضافي على الأنظمة التابعة في المنطقة من أجل اتخاذ مواقف متآمرة أو سلبية أو حيادية على الأقل في هذه الأحداث.. ويكفي أن بوش قد شكر الحكومة المصرية على مواقفها الإيجابية مما يحدث، ولا يمكن أن تكون الإيجابية في نظر بوش إلا من خلال خدمة مصالح إسرائيل وحمايتها بالتأكيد.. لقد دفع الخوف من نموذج حماس بعض الأنظمة العربية إلى تناسي مسلمات الصراع العربي الإسرائيلي- على فرض إيمانها بذلك- والرغبة في تصفية معركتها مع هذا النموذج المقلق في نظرها.. حتى لو اقتضى الأمر تحالفات سرية محرجة شعبيا وعربيا وإسلاميا، مع العدو المعلن ظاهريا.. ولعل مما يعقد موقف هذه الأنظمة من حماس أنها حركة يصعب عزلها ومواجهتها بشكل عدائي معلن، كما يحدث مع غيرها من الحركات الجهادية، كطالبان أو المقاومة العراقية، بذرائع الإرهاب أو غيرها، لأن من المفترض أن الأنظمة العربية تدعم من يقاوم ويواجه إسرائيل، كما أن حماس حركة سياسية جهادية تحظى بقاعدة جماهيرية كبيرة أوصلتها إلى مقاعد الحكم، فهي حركة تكتسب شرعية جهادية من خلال تاريخها ونشاطها النضالي الكبير، وتكتسب شرعية سياسية بفوزها ووصولها إلى مقاعد الحكم من خلال صناديق الاقتراع. أخيرا وباستقراء الصف المعادي لحماس نجد أنه يضم: - إسرائيل: وموقفها الإجرامي الذي لا يحتاج لتفسير ولا تدليل.. وما يزيده كون حماس نموذج عقائدي جهادي سياسي قادر على المواجهة والفعل على الأرض، مما يشكل تهديدا حقيقيا لوجود إسرائيل، وذلك بعكس فتح وبعض الفصائل الفلسطينية غير الإسلامية الأخرى.. - سلطة عباس: ودافعها العداء لتوجهات حماس، ومكايدتها سياسيا، رغبة في استعادة حكم غزة، حتى ولو كان على ظهور الدبابات الإسرائيلية، ودماء الشعب الفلسطيني!! .. وموقفها يحظى بدعم إسرائيلي وغربي والأطراف العربية المتآمرة. - مصر: وتهدف إلى القضاء على ما وصفه مسئول مصري بالإمارة الإسلامية على الحدود الشرقية ، والأكبر من ذلك إفشال نموذج حماس كي لا يشكل نموذجا ناجحا تقتدي به الجماعات الإسلامية في مصر والعالم الإسلامي.. ويحظى هذا الموقف بدعم إسرائيلي وغربي ودعم من بعض الأنظمة التي ترى أن نموذج حماس يهددها.. - أمريكا والدول الغربية: وقد عبرت عن موقفها التقليدي الملتزم بحماية إسرائيل وتفوقها على جيرانها، والدفاع عن حقها في الوجود.. مضحية بكل ادعاءاتها بالدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، إذا كان المنتهك لهذه الحقوق هي إسرائيل!! - بعض التوجهات المتأمركة والمتصهينة: ومعظمهم من أصحاب التوجهات الليبرالية ومواقفهم غير مستغربة أساسا لأنها تتبع المواقف الغربية عادة، كما أنها ضد أي توجه أو نجاح إسلامي، وهي عادة ما تقف على الطرف المقابل لكل ما يمت للإسلام والمسلمين بصلة، حتى لو كان من يقف على الطرف المقابل هو الشيطان الرجيم. - فئة قليلة من المحسوبين على التوجهات الإسلامية: من أتباع الأنظمة المعادية لنموذج حماس، والذين لديهم عداء تقليدي لكل ما يمت للحركات الإسلامية السياسية بصلة، ويقدم هؤلاء حجج مضحكة لإدانة حماس كعلاقاتها مع إيران أو كونها امتداد للإخوان، أو خروجها على ولي الأمر عباس!! فدور هؤلاء ليس بيان الحكم الشرعي، بل إضفاء الشرعية على رأي الحاكم!! الموضوع الأصلي: لماذا اتفق الإسرائيليون وبعض العرب على عداء حماس | | الكاتب: خالد العويمري | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
تكفون يا عيال عبس ، تكفون يا عيال القبايل والعوائل ، وتكفون يا اهل الخير | ولـد الـقـصـيـم | المنتدى العــــــــــــــــام | 11 | 13-08-2011 08:17 AM |
وبعض العرب ودك من الموت تحميه | نوماس5 | منتدى الشـــعــــر | 4 | 16-10-2009 11:36 PM |
اتفق الإسرائيليون وبعض العرب على عداء حماس | نديم الشوق | المنتدى الإعلامــــي | 5 | 09-01-2009 05:10 AM |
لماذا اضاف العرب الهيل الى القهوه ؟؟ | عبد العزيز | المنتدى العــــــــــــــــام | 10 | 04-06-2008 10:26 AM |
ذيب الحجاز عند عيال عمه عيال عبس | حــزام | منتدى الضيافــــــــة | 17 | 18-10-2007 12:30 AM |