![]() |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
كانت هناك امرأة تاجرة وهي أرملة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال ليتاجروا بمالها...، فلما بلغها عن شخص ما، صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجراً وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار.
فقبل وسافر معه غلام لها، وقدما الشام، وباع هذا التاجر سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد من السلع، فلما رجع إلى السيدة صاحبة المال... باعت ما أحضره لها وتضاعف مالها. أتدري عزيزي القارئ والقارئة ما حدث بعد ذلك. لقد رجع غلام هذه السيدة يحدثها عن سماحة الرجل الذي استأجرته ليتاجر في مالها وما رأي من صدقه وكريم أخلاقه وشمائله الكريمة وفكره الراجح ومنطقه الصادق ونهجه الأمين، ورأت المرأة إلى جانب ما سمعت البركة في مالها ما لم تر من قبل. وهنا وقفت هذه المرأة مع نفسها إنها وجدت ضالتها المنشودة، وقد كان السادات والرؤساء يحرصون على الزواج منها فتأبى عليهم ذلك، واعجابها بالرجل الذي اختبرته كان أعمق، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها، وذهبت الصديقة إلى الرجل الأمين تفاتحه أن يتزوج هذه السيدة الفاضلة، فرضى بذلك وعرض على أعمامه فوافقوا، وذهبوا جميعاً ليتقدم إلى الزواج من هذه الأرملة الغنية. هل عرفت عزيزي القارئ من هذه المرأة ومن هذا الرجل؟ إنها السيدة خديجة رضي الله عنها، وإنه رسولنا محمد . ونحن هنا نسوق هذه القصة الحقيقة لنؤكد على معنى هام وهو أنه لا بأس بتاتاً أن يميل قلب رجل إلى امرأة يسمع عن صفاتها وأخلاقها وشمائلها، وكذلك لا تعجب إذا أحبت امرأة رجلاً شاهدت وعلمت من صفاته وشمائله ما يدعوها إلى الزواج منه. ولكن لا يجوز بتاتاً إذا أردنا زواجاً سليماً صحيحاً أن تكون هناك ثمة علاقة بين رجل وامرأة يريدان الزواج أكثر من معرفة الصفات الحقيقية التي سيبني عليها الزواج، والعلاقات الآثمة التي تسبق الزواج ستكون حتماً هي العامل الأول في هدم السعادة الزوجية. الحب في هرم الحاجات لماسلو الحب هو حاجة فطرية طبيعة من حاجات الإنسان، وهو ضرورة من ضروريات الحياة، فلك أن تتخيل أن يحيا زوجان في بيت واحد بدون حب، أو تحيا أسرة لا يوجد حب بين أفرادها الأباء والأمهات والأبناء. إن الإسلام لا يطارد المحبين، ولا يصادر بواعث الحب والغرام، ولا يجفف منابع الود والاشتياق، ولكنه كعادته في كل شأن من شئون التشريع يهذب الشيء المباح حتى لا ينفلت الزمام، ويقع المرء في الحرام والهلاك. ولا نعني بالحب ما يمارسه كثير من الشباب اليوم، ففيه من الشطط والمعابة ما يجعله لهواً ولعباً، فلا نرى له هدفاً، ولا نتلمس له ضوابط ومعايير، بل تراه خافياً مستتراً أو بارزاً متبجحاً يلتقي مع السراب في كثير من الأحيان. والذين يسعون قبل عقد العقد الشرعي والخطبة الشرعية إلى الحصول على الحب بمعناه الفاسد إنما يكتبون بأيديهم فساد حياتهم الزوجية، ويهدمون أهم عامل من عوامل الحب الحقيقي بين الزوجين وهو الوفاء والإخلاص. وهؤلاء يفسدون المعنى الحقيقي للحب والميل الطبيعي الفطري بين الرجل والمرأة الذي شرعه الله داخل مؤسسة الزواج، ويطلقون الحب والميل القلبي على العلاقات الآثمة بين الرجل والمرأة، ولا يجوز استعمال هذا اللفظ (الحب والميل القلبي) إلا في معناه الصحيح، وفي مكانه الصحيح كما حدده ماسلو في هرم الحاجات. وقد قسّم ماسلو الحاجات الإنسانية إلى خمس موضوعات رئيسية هي: 1- الحاجات الفسيولوجية: كالحاجة للطعام والماء والنوم. 2-حاجات الأمان: مثل الشعور بالأمان النفسي والمادي، والحاجة إلى الحب. 3- الحاجات الاجتماعية: كحاجة الفرد إلى الانتماء إلى جماعة وأصدقاء. 4- حاجات التقدير: وهو شعور الفرد بالتقدير والاحترام من قبل الآخرين، أو التقدير الذاتي. 5- حاجات تحقيق الذات: وهو انطلاق الفرد بقدراته ومواهبه لتحقيق ما يمكن أن يكون فيه. وهنا سؤال يفرض نفسه وهو: هل الحب الحقيقي يكون قبل الزواج أم بعد الزواج؟ من الناس من يعتقد أن الحب قبل الزواج هو شرط أساسي للزواج الناجح، وهذا الكلام يصدر عن هوى وعن جهل بحقائق الزواج وطبيعة الحياة بين الرجل والمرأة. فإن الحب الكامل بين رجل وامرأة لا يمكن تصوره إلا بعد الزواج حيث تُتاح الفرصة للمنافع المتبادلة ولترجمة الإخلاص والوفاء والتفاني في خدمة الغير إلى واقع فعلي، وأما قبل الزواج فإن الحب غالباً لا يكون إلا مجرد الميل الغريزي بين الرجل والمرأة. وتؤكد هذا الرأي الدكتورة (لويز تيلور) الأمريكية حيث ترى أن: نجاح الزواج لا يرتبط بوجود حب قبل الزواج، والمهم أن يأتي الحب بعد الزواج، ثم يشعر به الزوجان ويزيدهما تقارباً والتصاقاً. والحب بعد الزواج أمر ممكن، وهو تطور عادي لعلاقتهما لو سلك الزوجان سبل التفاهم والتضحية وعمل كل منهما على اسعاد الآخر. والحب الناشيء عن المعاشرة الطيبة والود والتفاهم أمتن أنواع الحب وأصلبها وأبقاهما، وهو القادر على مواجهة الحياة الزوجية لأنه يقوم على أسس متينة للروابط، وليس على مجرد رغبات طارئة عابرة، وترى الباحثة الأمريكية أن أسس اختيار شريك الحياة السليمة هي: 1- توافر الاحساس بالاحترام المتبادل. 2- رغبة كل من الطرفين في معرفة مزيد عن الآخر. 3- الاعتزاز بشخصية الطرف الآخر والرغبة الجادة في الارتباط به. 4- تقارب ظروف الاثنين في المستوى الاجتماعي والموارد المالية. التقارب في نوع الثقافة والتعليم. ويجب على كل منهما أن يدرس شخصية الآخر دراسة موضوعية، مع محاولة التخلص من نشوة العاطفة الوهاجة المصاحبة لفكرة الارتباط، والتي قد تفسد الحكم السليم على شريك الحياة. لماذا النظر إليها؟ روى النسائي والترمذي عن المغيرة بن شعبة أنه جاء إلى رسول الله وأخبره بأنه خطب امرأة فقاله له : ((انظر إليها فإنه أحرى ما يؤدم بينكما)). لقد أوجب الإسلام على الرجل النظر إلى المرأة قبل الزواج، وهي كذلك النظر إلى من يريد الزواج منها، حتى يتم الرضا بالشكل وأيضاً يحدث الانسجام والميل القلبي والاحساس الداخلي المعتبر وهو وقف على شريك وشريكة الحياة. فإذا لم يحدث الانسجام والميل القلبي من الطرفين فيكون الانفصال من البداية وهذا بالطبع أفضل من أن يحدث بعد الارتباط بالخطبة، وبعد ذلك العقد والزواج. هناك العديد من القصص التي جاءت تؤكد على احترام الإسلام لرأي المرأة واستشارتها وتكريمها ورضاها والقبول أو عدم الرضا. وأنه لو حدث أن زوجها وليها بدون استشارتها ورضاها ثبت لها الخيار في الفسخ وعدمه منها: 1- ما رواه البخاري أن خنساء بنت خذام زوجها أبوها وهي كارهة، وكانت ثيباً، فأتت رسول الله فرد نكاحها. 2- روى أحمد والنسائي وبن ماجه أن رجلاً زوّج ابنته بغير استشارتها فشكت إلى النبي وقالت: يا رسول الله إن أبي زوجني من بن أخيه ليرفع بن خسيسته، فجعل النبي r الأمر إليها، فلما رأت ذلك قالت: أجزتُ ما صنع أبي، ولكني أردتُ أن أعلم النساء أنه ليس للآباء من الأمر شيء. 3- والكثير منا يعلم قصة (بريدة ومغيث) لمّا عُتقت لم ترضى أن تبقى معه، وتدّخل النبي بينهما فقالت له: يا رسول الله هل أنت شافع أم آمر؟ فقال: ((بل شافع)) فلم تقبل فجعل الخيار لها. وخلاصة القول: إن مشاعر الحب والميل القلبي بين الرجل والمرأة أمر فطر طبيعي وهو حاجة من الحاجات الأساسية للإنسان، ولكن هذا الميل يكون مضبوطاً بالضوابط الشرعية حتى لا يقع الرجل أو المرأة في الإثم الشرعي، علاقة آثمة لا تنتهي بالزواج. والعاقل من يفهم الحب بمعناه الحقيقي لتبنى البيوت على الحقائق لا على الأوهام، ومن يريد الزواج ينظر إلى الشريك الآخر ويراه ليحدث القبول والرضا. ولا يتزوج زوج بزوجة تُفرض عليه دون اختيار منه أو إرادة، وكذلك بالنسبة للمرأة حتى لا ينتهي الزواج بالفشل ويتعلل بعد ذلك أنني لم أختر هذا الشريك وإنما أمي أو أبي أو أختي الكبيرة أو فلان، ولكن على الزوجين أن يختار كلاهما الآخر بمحض إرادته، وأن يسبق الزواج التعلق الروحي أو الوجداني. وهو ما نسميه (الميل القلبي). أما الحب الكامل بين رجل وامرأة فلا يمكن تصوره إلا بعد الزواج حيث تُتاح الفرصة للمنافع المتبادلة ولترجمة الإخلاص والوفاء والتفاني في خدمة الطرف الآخر إلى واقع فعلي، أما قبل الزواج فإن الحب غالباً لا يكون إلا مجرد الميل الفطري بين الرجل والمرأة. وتذكر عزيزي القارئ اسمى علاقة حب في الكون بأسره أتدري ما هي؟ إنها علاقة الحب المتبادل بين العبد وربه، إنها العلاقة التي تربط بين الله جل وعلا وعباده المؤمنين الذين آثروه على كل ما سواه، تلك التي صوّرها الله تعالى بقوله: {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (54) سورة المائدة (المائدة: 54) واستمع إلى دعاء الحب من خير المحبين رسولنا عندما كان يقول: ((أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقرب إلى حبك)) سنن الترمذي. ونحن نسأل الله العظيم أن يجمع بين القلوب ويؤلف بين الأزواج ويرزقنا حب الله تعالى وحب كل ما يحبه. منقول.
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الهلال يكون أو لا يكون أمام الغرافة.. والنصر يسعى للتأكيد في مواجهة الاستقلال | بندرأبن طريف المظيبري | منتدى الرياضه والشباب | 6 | 18-03-2011 05:30 PM |
اغرب عادات الزواج في العالم ... قد يكون مضحك ... | إخلاص | المنتدى العــــــــــــــــام | 7 | 14-05-2010 04:10 PM |
سلام رديه كما دق الجرس ,,,,, مووواال وطاااااروووق الليل الليل ..... | خاتم سليمان | منتدى المحــــــــــــــاوره | 14 | 11-12-2009 02:35 AM |
طاروق يالشعار الليل الليل الليل | صميدع راس | منتدى المحــــــــــــــاوره | 56 | 27-04-2009 01:52 AM |
الليل الليل يابني عبس وأخذ و االقاف الجديد من فارس جديد | صلحان ابن سعدون | منتدى المحــــــــــــــاوره | 2 | 09-12-2006 12:02 AM |