عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 24-01-2019, 04:20 AM
باحـث
عضو مشارك
الصورة الشخصية لـ باحـث
رقم العضوية : 13440
تاريخ التسجيل : 31 / 8 / 2011
عدد المشاركات : 81
قوة السمعة : 13

باحـث بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي مـعـركة الـعـلـم (مـسـعـار ابـن لـيـلى)




معركة العلم من اكبر واعظم المعارك التي جرت في جزيرة العرب , وبها واجهت قبيلة بني رشيد اربع قوات مجتمعة معا في معركة واحدة وهم ( ابن رشيد حاكم حائل وقواته من اهل حائل - قوات الدولة العثمانية - قبيلة العجمان - قبيلة شمر ) وقد انتصرت قبيلة بني رشيد فيها نصر عظيماً .


ماقبل معركة الـعلم

كان الملك عبدالعزيز في حالة حرب مع ابن رشيد حاكم حائل حليف الاتراك , بنفس الوقت كان الملك عبدالعزيز يحاول السيطرة على الاحساء واخضاع قبيلة العجمان , اما الملك حسين كان قد اعلن الثورة على الاتراك وكان ابنة الشريف عبدالله يقود الجيش في الحجاز لمقاتلة قوات الدولة العثمانية المتمركزة هناك , وكانت بريطانيا تدعم الملك عبدالعزيز والملك حسين ابن علي .

كان الملك عبدالعزيز يحاول اخضاع قبيلة العجمان وهي من اكبر واهم قبائل شرق الجزيرة العربية ورجالها اهل فروسية وشجاعة , ولعبوا دور مهم في زمن توحيد المملكة , وحدثت معركة "كنزان" بين قوات الملك عبدالعزيز وقبيلة العجمان اثناء حصارة للأحساء , وانهزمت قوات الملك عبدالعزيز , وقتل شقيقة الامير سعد ال سعود . وارسل الملك عبدالعزيز رسول إلى الشيخ مبارك الصباح يطلب منه العون ضد العجمان , فبعث الشيخ مبارك ابنه الشيخ سالم بن مبارك , وسلمان بن حمود وعلي بن خليفة وأحمد من جابر على رأس قوة كويتية يتكون اغلبها من قبيلتي "العوازم والرشايدة" وقلبوا النتيجة لصالح الملك عبدالعزيز وهزموا العجمان .
واثناء مساندة القوات الكويتية للملك عبدالعزيز في الاحساء ، قال محمد بن جدوع الرشيدي قصيدة بعد ما رأى البعض يصيبه الفتور والملل فيفر ليلا من المعسكر :
يالنشامى فاتكم عيد الضحية
مثل ماهو فاتكم عيد الرمضاني
عيدنا ضرب الموازر كل هيه
يم رجم الموت لاجته الغشاني
ابطت الخيمة بصف القيصرية
ماحصل رخصة طول الزماني
كن لي في هجر بيبان قوية
او بساتين سقاها الريهجاني
الخوي يسري ولا يخبر خويه
يوم يصبح لى مراحة والمكاني
لو طويل العمر مايشره عليه
كان اسري في صفوف ليل دجاني
ما اصبح الا فب ديار الغشمريه
في قرابة دار مجلي الثماني

ورد عليه الشيخ سالم بن مبارك الصباح :
يا محمد مادرينا ان لك بغية
حاجتن لك عند مجلي الثماني
ياولد جدوع ترى منتم سوية
ناس تشفيلي وناس ماتداني
جايز لي فعلكم في كل هية
زاد في فكري وعند الناس باني

وجاء في الوثايق البريطانية

ــ الملخص السياسي الدوري السري الصادر عن المقيم السياسي البريطاني في الخليج (بوشهر) عن شهر يوليو (تموز) 1915م وهو يحمل توقيع آرثر تريفور المكلف بمهمة خاصة في غياب المقيم , مؤرخ في 3 اغسطس (آب) 1915م :
[ وورد في الفقرة 23 من اخبار البحرين في الملخص قيام عبدالعزيز ال سعود بهجوم على قبيلة العجمان لم يكتب له فيه النجاح , وقتل اخوه سعد في هذا الهجوم . اما في الفقرتين 26- 27 من الاخبار الواردة من الكويت فقد جاء أن عبدالعزيز ال سعود اوفد مساعد بن سويلم إلى شيخ الكويت مبارك الصباح يطلب عونه في حملة ضد العجمان , وأن الشيخ سالم بن مبارك وسلمان بن حمود وعلي بن خليفة وأحمد من جابر غادروا الكويت مع ستمائة من رجالهم تلبية لذلك الطلب على أمل مضاعفة هذا العدد اثناء الطريق من صفوف الـرشـايـدة والعوازم المتحالفين مع الشيخ مبارك .]

ــ رسالة من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود إلى عبدالرحمن بن عبدالله ويوسف بن عبدالعزيز ال سويلم في القطيف مؤرخة في 19 ذي القعدة 1333هـ الموافق 29 سبتمبر (ايلول) 1915م ومرفق بها ترجمة لها إلى اللغة الانجليزية :
[ ينقل عبدالعزيز في هذه الرسالة خبر انتصاره على القوات المعادية له في معركة جرت له في السابع من ذي القعدة الموافق 17 سبتمبر , مع ذكر تفاصيل القتال الذي دار بين الطرفين , فيبين أن قواته هاجمت القوات المعادية (العجمان) في مواقعها واضطرتها إلى الانسحاب نحو الصويدرة , ولكن قواته تقدمت نحوها من جديد . واتفق عبدالعزيز مع اخيه محمد والشيخ سالم بن مبارك على خطة لمهاجمة القوات المعادية من الجانبين , كما قام بقصفها في اليوم التالي وألحق بالقوات المعادية من الضحايا والخسائر خلال خمس ساعات اكثر مما كان انزاله بها في اربعة ايام .]

وبعد هزيمة العجمان انسبحوا إلى الكويت ولكن الشيخ مبارك الصباح لم يقبل بتواجدهم في الكويت وامرهم بالرحيل عن حدود دولته , فذهبوا إلى ابن رشيد في حائل طالبين عونه ضد ابن سعود .

وجاء في :

ــ التقرير الاخباري عن الكويت موقع بالأحرف الأولى من قبل روبرت إدوارد هاملتون , الوكيل السياسي البريطاني , وهو عن الفترة 16 يناير (كانون الثاني) إلى 1 فبراير (شباط) 1917 :
[البند المؤرخ في 29 يناير ينقل التقرير خبرا مفاده أن قبيلة العجمان تجاوزت الحفر وانها خائفة من عبدالعزيز ومن نوايا قبيلة الظفير . ومن المحتمل أن قبيلة العجمان تحاول الانضمام إلى قبيلة شمر لإحتمال نشوب صراع بينها وبين ابن سعود في الربيع .]

ــ رسالة عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود حاكم نجد إلى بيرسي زكريا كوكس المقيم السياسي البريطاني في الخليج وكبير الضباط السياسيين البريطانيين في بلاد الرافدين مؤرخة في 26 جمادى الأولى 1335هـ الموافق 20 مارس (آذار) 1917م :
[ يحيط عبدالعزيز بيرسي كوكس أنه لم يتلق ردا على رسائلة العديدة التي بعث بها إليه , وإن قبيلة العجمان اعتزمت المسير إلى ابن رشيد وأنه لم يمنعها رغم علمه بنواياها تجاهه...ألخ]






معركة الـعلم

وعند وصول قبائل العجمان إلى الأمير سعود ابن رشيد , قام بجمع شمر والعجمان ليغزوا بهم فرع المضابرة من بني رشيد المقيمين في ابانات في القصيم , وكان كبار هذه الغزوة [ سعود بن عبدالعزيز ابن رشيد حاكم حائل قائد الجمع , ضيدان ابن حثلين شيخ العجمان , خميس بن منيخر من العجمان , ابن علي من شمر , وعقاب بن عجل من شمر , ابن زويمل من شمر , عمش الفريق ] وهزموه المضابرة شر هزيمة وقتلوا من شمر والعجمان الكثير , ويسمون شمر تلك الوقعة بـ عقر الخيل , وسنتحدث عنها في موضوع خاص بشكل مفصل .
واثناء لجوء العجمان إلى ابن رشيد , كانت الثورة العربية الكبرى قائمة في الحجاز وكانت قوات الشريف عبدالله ابن الحسين تحاصر الاتراك في المدينة المنورة ، وكانت قبيلة بني رشيد من ضمن قوات الشريف عبدالله , وقامت الدولة العثمانية التركية بدعم ابن رشيد بالمال والسلاح والجنود وامرته بجمع وتكوين حملة عسكرية ضخمة لمهاجمة قوات الشريف وفك الحصار عن جنودها في المدينة المنورة , وهنا قامت بريطانيا بالتشديد على الملك عبدالعزيز ال سعود بمهاجمة ابن رشيد بقوة ومنع حملته العسكرية من مهاجمة قوات الشريف .

وجاء في :
برقية من البصرة إلى بيرسي جوردون لوك الوكيل السياسي البريطاني في البحرين مؤرخة في 27 مارس (آذار) 1917 :
تطلب البرقية من لوك أن يبعث برسالة إلى عبدالعزيز مفادها أن اخبارا موثوقا بها توضح أن الحكومة العثمانية تبذل قصارى جهدها لإقناع ابن رشيد بمهاجمة قوات شريف مكة المكرمة بالقرب من المدينة المنورة , وحيث ان عبدالعزيز افاد باستكمال استعداداته ووفرة قواته لذا تحثه الحكومة البريطانية بقوة على مهاجمة ابن رشيد بشكل فوري . وتردف البرقية ان التوجيهات ستصدر إلى كل من ابن سبهان وابن طوالة بالتعاون مع عبدالعزيز وتطلب من عبدالعزيز التنسيق معهما .]

ولكن الملك عبدالعزيز لم يستطع فعل ذلك , وتعذر بطبيعة اراضي حائل الجبلية .

ــ رسالة من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود إلى بيرسي جوردون لوك الوكيل السياسي في البحرين مؤرخة في ٨ رجب 1335هـ الموافق 1مايو (أيار) 1917م وهي ممهورة بخاتم عبدالعزيز ومرفق بها ترجمة إلى اللغة الانجليزية :
[ يذكر عبدالعزيز استلامه خطاب لوك المؤرخ في 5 جمادى الآخر 1335هـ الموافق 29 مارس (آذار) 1917م والذي يبلغه فيه رسالة بيرسي كوكس حول سعي الحكومة العثمانية لدفع ابن رشيد إلى مهاجمة قوات شريف مكة المكرمة بالقرب من المدينة المنورة , ويبين عبدالعزيز أنه لدى وصول أخبار ابن رشيد وتحركاته قام بحشد قواته التي يقودها ابنه تركي بن عبدالعزيز واخوه محمد بن عبدالرحمن ال سعود , بالاضافة إلى القوات التابعة له شخصيا , وعقد العزم على مهاجمة ابن رشيد , فخرج من بريدة لهذا الهدف . غير ان رشيد التجأ هو واتباعه إلى حائل والاراضي المجاورة لها , ولما كانت الحركة في تلك الاراضي صعبة لكونها ارض جبلية فقد تراجعت قوات عبدالعزيز بانتظام في انتظار فرصة اخرى لمهاجمة ابن رشيد ومنع تعرضة لجنود الشريف .]

وعند سير حملة ابن رشيد العسكرية الضخمة [ والتي تتكون من اهالي حائل والاتراك وشمر والعجمان وقادتها كـالأمير سعود بن عبدالعزيز ابن رشيد حاكم حائل قائد الجمع , عثمان بك قائد القوة التركية العثمانية , ضيدان ابن حثلين شيخ العجمان , خميس بن منيخر من كبار شيوخ العجمان , ابن ليلى من كبار قادة ابن رشيد , ابن علي من شيوخ شمر , وعقاب بن عجل من شيوخ شمر , ابن زويمل من سيوخ شمر , عمش الفريق , إلى المدينة المنورة هاجمتها قبيلة بني رشيد بقيادة الشيخ خضران بن رفادان في جبال "الـعـلـم" وفتكت بها ونهبتها عن آخرها وقتلت الكثير من جنودها ومن جملة القتلى عثمان بك قائد الجنود الاتراك .

ـــ وجاء خبر هذه المعركة في مقابلة تلفزونية مع الشيخ ناصر بن وديع العجمي وهو طاعن في السن في عام ۱٩٦۰م وكان من المشاركين فيها وفي معركة اخرى قبلها وهي (معركة عقر الخيل) ضد المضابرة من بني رشيد , وكان ابن وديع مشارك بصف أبن رشيد :
[ عندما أقتربنا (شمر والعجمان؛ يقودهم سعود ابن رشيد) من (أبانات)، وخلصوا من العشا؛ جائهم مرسال ابن رشيد، وقال لهم: (يا ضيدان ابن حثلين انت وخميس ابن منيخ يريدكم ابن رشيد).
فجاء ابن حثلين وابن منيخ إلى ابن رشيد.
• قال له ابن رشيد لأبن حثلين : (نحن وصلنا لأبانات ونريد أخذ رأيك؟).
• قال ابن حثلين: (أنا رأيي من رأي كبار شمر اللي عندك امثال ابن علي , عمش الفريق , عقاب ابن عجل , ابن زويمل ).
• قال ابن رشيد: (ما أخذناك معنا إلا ونريد رأيك).
• قال ابن حثلين: (إن كنت تريد رأيي؛ فأترك المضابرة، شرفا قصيرة (يقصد أنهم أهل سلاح ) ولا عندهم حلال كثير , ولكن أتركنا نذهب إلى مطير نذبح فيهم ونأخذهم .
• هنا تكلم وزير ابن رشيد فقال: أنت خبل (يقصد ابن حثلين) طردك ابن سعود من الأحساء، سنحارب العرب الذين يزاحموننا في نجد (يقصد المضابرة من بني رشيد)
وفِي الصباح حصلت المعركة , وانهزم ابن رشيد ,
و قتل ٣٥ من خَيل العجمان ، وخمسة شيوخ , أما شمر، فقد قُتِلوا منهم الكثير ونهبوا مامع شمر من خيل وعدة .
ثم قال ابن رشيد بنمد صوب المدينة المنورة , وجمع المديد , وعند وصولهم بين ( العلم ) شعيب من دون المدينة , وينتهب مديدهم الذي جموعه . ] .
ونرى هنا الشيخ ناصر العجمي يروي عن معركتين شارك بهما في قوات ابن رشيد حاكم حائل ضد قبائل بني رشيد الاولى في جبال ابانات ( القصيم ) ضد المضابرة من بني رشيد , والثانية في جبال ( العلم ) ضد بني رشيد أيضاً وفيها انتهب مديدهم ( حملتهم ) .

ـــ رسالة من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ال سعود حاكم نجد إلى بيرسي كوكس عن طريق بيرسي جوردون لوك الوكيل السياسي البريطاني في البحرين , مؤرخة في 4 رمضان 1335هـ الموافق 24 يونيو (حزيران) 1917م مرفقة طي مذكرة من جرترود بل نيابة عن كبير الضابط السياسيين البريطانيين , بغداد , إلى الضابط المسؤول عن المكتب العربي , القاهرة , مؤرخة في 3 اغسطس (آب) 1917م :

[ يذكر عبدالعزيز ال سعود أن رشيد بن ليلى توجه إلى المدينة او الحجر وكان برفقته جنود اتراك والتقى في طريقة بأعراب من [بني رشيد] وHard . وعلى مسافة ثلاثة ايام من الجبل (حائل) علم رشيد بن ليلى أن أولئك الاعراب يبحثون عنه لسلبه . ثم قدم ابن رشيد لنجدته لكن معظم رجاله هربوا , وقد انضم فرع الاسلم من شمر إلى عبدالعزيز ولم يتبق منهم مع ابن رشيد الا اقارب بن طوالة , اما عبدة من شمر فقد أرادوا مساعدة ابن رشيد , لكن عددا منهم انسحبوا خوفا من يستولي عبدالعزيز على ممتلكاتهم . ولجأ معظم البدو الذين مع ابن رشيد إلى جبلي سلمى وأجا وخيموا في مكان يسمى العلم من جهة الحرة . واشتبك ابن ليلى مع الاعراب حيث اجبروه على الهرب مع الاتراك الذين خلفوا وراءهم اغنامهم وبعض الكيروسين الذي جلبه معه من المدينة . وعاد ابن رشيد في اليوم التالي إلى الحفن قرب حائل . وقتل ثلاثون رجل من حائل وعشرون جنديا من الاتراك منهم قائدهم عثمان بك . وسيجد ابن ليلى صعوبة في العودة إلى العلم لوجود رجال عبدالعزيز الذين يراقبون الطريق من ناحية ومخاطر هجوم الاعراب علية من ناحية أخرى .]

معركة العلم في مصادر أخرى

ـــ تقريرين مهمين لهذه الوقعه الاول خبرها والثاني تفصيل غنائمها :
۱- جاء في مجلة القبلة عدد ٨٧ بتاريخ ٢٤ شعبان ۱٣٣٥هـ :
أخبار المعسكرات العربية

كما أشرنا قبلاً بأننا رأينا عدم نشر التقارير الحربية , بما هو واقع بمعسكراتنا من الازعاج والاضرار بالعدو واعتبارنا لها انها اصبحت امرا عادياً وقد احسسنا الآن بأن الاهالي يتشوقون لأنباء معسكراتنا , وهاهي صورة التقرير الوارد من سمو الامير زيد :
وقعت بيننا وبين ابن الرشيد معركة يسر المولى هزيمته فيها فكسرناه شر كسرة وغنمنا منه مدفعاً وثلاث رشاشات غير الأبل والغنم والغاز والأرز والسكر والمؤنه الحربية واسرنا منه عددا غير قليل وكبدناه عدة قتلى أحصى منهم حتى الآن ٢٦ .

٢- جاء في مجلة القبلة عدد ٩۱ بتاريخ ٩ رمضان ۱٣٣٥هـ :
أخبار معسكراتنا العربية

غنائم الحملة الشرقية

نشرنا في العدد ٢۱ شعبان الماضي خبر تلك الكسرة المشؤومة التي وقعت على رؤس جماعة ابن رشيد ومن معهم من قوة المتغلبين , واغتنام جيش حضرة صاحب السمو الامير زيد اسلحة تلك الحملة ومؤنتها .
وقد أطلعنا الان على تقرير مرفوع من حضرة صاحب السمو الامير زيد إلى سيده جلالة ولي النعم بتاريخ ٢٩ شعبان وفيه البيان الآتي عن غنائم الحملة المذكورة :
لم أرفع لجلالة مولاي غير العريضة السابقة عن وقعة ابن رشيد لأني تربصت الى ان يتم احصاء الغنائم وقد تم ذلك الآن وهذا بيانه :
- أربع مدافع جبلية
- ثلاثة آلاف جمل محملة ذخائر متنوعة ( غاز وأرز وسكر ...ألخ )
- أربعة وأربعون قطيعاً من الأبل ( كل قطيع يبلغ عدده من خمسة وثلاثين إلى ثمانيين )
- مائتا ناقة خلفة ( أي حلوب)
- خمسة وثمانون قطيعاً من الغنم
- ستة عشر حمل بنادق ماوزر ألمانية من ذات الخمس معها ذخائر وافرة .
- علم واحد من اعلام ابن رشيد
- ذلول رشيد بن ليلى الصانع .
وبلغ عدد ما أحصيناه من قتلى الاعداء ستة وسبعين غير ماقتل من الخيل والركائب ومن جملة القتلى أخو غالب بك الذي هو الآن قائد المركز بالمدينة المنورة .
أما المدافع فقد وصلت إلى معسكري يوم أمس مرفوقة بسبعة أسرى من الترك وسنكمل بعض نواقص المدافع المذكورة ونبقيها عندنا إذا كانت صالحة للاستعمال والا فأني سأرسلها إلى مكة . وصل إلينا قبل يومين صالح بن بلاع قائد من بقي من العقيلات في المدينة المنورة .

زيد .

ـــ ومن القصائد التي قيلت في تلك المعركة , قصيدة الفارس سعد بن دحيدح المهيمزي , يذكر ان فقراء بني رشيد اغتنوا بعد هذه الوقعة :

المسعد اللي ماهو مقرود
اللي حضر كاين طواله
جبنا عشاير وضان سود
منها الضعيف كثر ماله
غير المدافع مع البارود
غنايم بحل شياله
[مفاخر بني رشيد , لأبن بدوي , ص ٢٧۰ ]


ـــ وأورد العلامة الكبير حمد الجاسر خبر هذه المعركة في كتابه [ المعجم الجغرافي-شمال المملكه , ج٣ ص ٩٣٨) :
(ومن الوقائع الاخيرة ماحدث في عهد سعود بن عبدالعزيز بن رشيد إذ اغار احد امرائه ويدعى ابن ليلى على قبيلة بني رشيد وهم داخل العلم فهزموه وقتلوا من قومة ۱٨۰۰ رجل وسموا تلك الوقعه <مسعر ابن ليلى> أي مكان استعار النار في جند ابن ليلى ) .

ـــ يقول الاديب والمؤرخ عبدالرحمن السويداء في كتابه (فتافيت) الجزء الثاني :
الشاعر حضرم بن هندي الرشيدي من أهل منطقة جبل العلم الواقع إلى الجنوب من مدينة حائل , عاش في ارض قومه جبل العلم وماحوله , وهو شاعر مقل , لكن قصائده ومقطوعاته جيدة توفي رحمه الله نحو ۱٣٥٢هـ - ۱٩٣٤م , وكان من شأنه أنه عاصر الحملة التي أرسلها الامير سعود بن عبدالعزيز الرشيد للعلم عام ۱٣٣٥هـ - ۱٩۱٦م والتي تسمى (حرب العلم) وكان نتيجتها الفشل التام , مما كان صدى في المنطقة فانبرى الشعراء يعبرون عن احاسيسهم عن هذه الحادثة ومنهم الشاعر حضرم حيث يقول :
879 ياجراد طار ماوقع
ورد النقرة يبى ماها
880 يوم حضرم وصلته صقع
لجة الضلعان برغاها
881 ياذلول وسمها مطقع
عليه الكفة وسمناها .

879 ياجراد : يقصد رجال الحملة الكثيرين .
النقرة : البلد المعروف إلى الجنوب الشرقي عن جبال العلم .
يبي : يريد .
يقول ان ذلك الجراد الذي رمز به للحملة قد ورد منهل النقرة يريد ان يشرب من موردها .
880 صقع : مصدر الصوت وذلك إشارة لإن المعركة صارت في ريع العلم حيث اتخذ الرشايدة خطة محكمة للحرب , حيث تركوا الحملة حتى دخلوا الريع بكاملهم ثم بدأ الرمي من الرجال المتحصنين في الجبال على مقدمة الحملة حتى اذا ارتبكت المقدمة بدأ الرمي على المؤخرة فزاد , الارتباك وهرب منهم من نجا تاركين ورائهم كل شي من السلاح والأبل والمؤن وغيرها .
الضلعان : الجبال
رغاها : يعني الأبل
يقول أن هذه الحملة بعد أن تكاملت في ريع العلم , حصل لهم الخطة المشار إليها عالية فاضطربت الأبل وكثر رغائها .
881 مطقع : أي مضرط وهو وسم أبن رشيد
الكفة : وسم بني رشيد .
يقول أنهم كسبوا مجموعة كبيرة من الأبل التي كانت موسومه بوسم أبن رشيد الذي لايتجراء احد على الاقتراب من البعير الذي يحمل تلك السمه , بل أنه يضرط إذا رأه خوفا من صاحبه , ومع ذلك فقد أخذنا هذه الأبل ووسمناها بوسمنا الكفة .

فالمؤرخ السويداء اتى على تفصيل معركة العلم سوى عن زمن وقوعها او ذكر الاحداث في المعركة , ولكنه خلط بين معركة النقرة في زمن ولاية سلطان الحمود الرشيد , والتي كانت في عام ۱٣٢٥هـ وبطلها وشاعرها الفارس حضرم ابن هنيدي من القلادان من بني رشيد , وبين معركة العلم التي كانت في عام ۱٣٣٥هـ وبقيادة ابن ليلى , فمعركة النقرة وقصيدة حضرم قبل معركة العلم بـ ۱۰ سنين , ومعركة النقرة قد فصل فيها ابن حنية في كتابه والذي سنأتي على ذكره الآن .

ـــ وقد فصل المؤرخ والباحث عطا الله ابن حنية في كتابه (مكان وتاريخ ص۱٨٤ , ۱٨٥ , ۱٨٦ , ۱٨٧ , ۱٨٨ ) تفصيل جيد عن معركتي النقرة , والعلم , ويقول عن معركة العلم :
أ- موقعة النقرة : في ولاية الامير سلطان الحمود الرشيد على حائل , أغار ابن جراد أحد قواده على رأس قوة كبيرة من الغزاة على قبيلة بني رشيد , وهم منتشرون في أرض النقرة , وهناك دارت رحى معركة ضروس بين الطرفين , فقد تمكن الغزاة في بداية الغارة - حسبما يروي - من نهب الكثير من الأبل والغنائم فتم تجميعها على منهل النقرة , للتزود بالماء , فبادرهم رجل فارس شجاع معروف وهو حضرم ابن هنيدي من القلادان من بني رشيد بأطلاق النار من بندقيته عليهم فأصاب رحول بحنكها , فضجت بالرغاء , وهي تكبع إيلاما من الصابة وخلفها رواق من خيمة شعر تجره مما سبب للأبل جفولاً وذعرا , فهي الاخرى أخذت بخبط ركابها مما اتاح للرعاة أن يرغموا الغزاة على ترك ماقد غنموه من قومهم , مع الكثير من ركابهم من الهجن الاصيلة غنيمة لبني رشيد , فهزموهم هزيمة مؤلمة .
وقد أكثر المؤرخين من ذكر هذه الوقعة , وكان (العبيد) اكثرهم فيها تفصيلا , فبعد أن انهى كلامه على القسم الذي في دولة الكويت من بني رشيد , تحدث عن القسم الاخر في السعودية وقال :
اما القسم الثاني منازلهم من بين حائل والمدينة , وهم من بني رشيد ايضا , ولهم اودية فيها نخيل منها مايسمى (ضرغط) ومنها (الحايط) و(الحويط) وهي التي تسمى (فدك) في زمن الرسول , ومنها (الحليفة) وكانت هذه النخيل مشتركة بينهم وبين عنزة , وكل منهم يعرف مايخصه , وكانوا معروفين بالركاب شديدة العدو , وربما تجاري الخيل بسرعتها , وكلهم يقال لهم بنورشيد , ولهم رؤساء , فمن رؤسائهم ابن براك وابن شميلان وابن حمود وابن رفادان وغيرهم , وكانت منازلهم بالوسط بين حرب ومطير وعنزة , فكانوا يحمون انفسهم من كل القبائل , وحدث أن اغار عليهم سلطان الحمود الرشيد في ولايته على حائل سنة ۱٣٢٥هـ فهزموه شر هزيمة , وقتلوا رجالا وخيلا وركابا , فألجأه الظمأ فورد على ماء يسمى النقرة من مياه العلم وهو الجبل الذي تنزل حوله بني رشيد ويقول شاعرهم في تلك الوقعة :
ياجراد طار ماوقع
ورد النقرة يبي ماها
كم ذلول وسمها مطقع
فوقها الكفة وسمناها
كم جواد دمها نقع
في عميق الروح اصبناها
يوم قفى معيف ومودع
حملته حنا كسبناها

وأما قوله : كم ذلول مطقع يقصد به وسم (الرشيد) وأن كل من رآه ضارط من الخوف منه , وقوله : فوقه الكفة وسمناها فيقصد به الكفة وسم قبيلة بني رشيد . انتهى .
وقد ذكر الشيخ العبودي في رسم النقرة بـ(كتابه معجم بلاد القصيم : 6 / 2435) خبر هذه الوقعة وأورد ابيات القصيدة فيها على هذا النحو :
ياجراد طار ماوقع
ورد النقرة يبى ماها
كم ذلول وسمها مطقع
وسمنا الكفة وسمناها
كم رحول حسها طنب
لجت الضلعان برغاها
كم هنوف نهدها مصقع
طشت البخنق بيمناها

وتروى هذه الابيات عند قبيله بني رشيد في الغالب على هذا الوجه :
ياجراد طار ماوقع
ورد النقرة يبى ماها
قال وقع قال ماوقع
ديرتي وابعد ممساها
يوم حضرم وسطهم صقع
بندقه وازين مرماها
كم ذلول وسمها مطقع
فوقها الكفة وسمناها
وكم ذلول حسها طنب
لجت الضلعان برغاها
وكم جواد دمها نقع
في غميق الروح صبناها
وكم هنوف نهدها مصقع
طشت البخنق بيمناها

وفي هذا العهد اصبحت النقرة بلدة عامرة بالسكان لقوم من الفردة من حرب , وكانت ايام ابن جراد من مياه قبيلة بني رشيد .

ب- موقعة أبن ليلى : وهذه حملة ضخمة في جندها واعتادها , وكانت مسيرة من حائل إلى المدينة والمنورة لفك الحصار عن قوة الاتراك . كانت محاصرة هناك , وكان معتق ابن خزيم أحد الشيوخ المعروفين لقبيلة بني رشيد - كان واحد من الأدلاء تلك الحملة , وفي مكان قريب من وادي الرمة سئل ابن خزيم عن أفضل الطرق التي يمكن أن تسلكه الحملة , فأشار عليهم ان يسلكوا طريق النقرة , فعارضه دليل أخر قائلا : ابن خزيم أخذته الحمية على قومة , حتى لاتمر الحملة بهم , وإلا فطريق الرقب هو الافضل , فأسمعه قائد الحملة كلاما جراحا , فما كان ابن خزيم إلا أن تحين غفلة منهم , فأنطلق لينذر قومه فأستعدوا , فكانت الكارثة بمقتل معظم أفرادها , في موضع تحيط به الجبال من ناحية طواله , فصارت الحملة وماتحمل من امداد غنيمة لبني رشيد , وقد خرج الشيخ خضران ابن رفادان شيخ النميان من المهامزة من بني رشيد من هذه المواجهة غانما مظفرا , ثم سميت هذه الوقعة بـ (مسعار ابن ليلى) , فأنظر مزيد من التفاصيل عنها - إن شئت - في معجم المملكة : (3 / 938) .

اما العبودي فوقع بالخطاء الذي وقع به السويداء وجعل موقعة النقرة هي ذاتها موقعة العلم وجعل قائد معركة النقرة هو ابن ليلى , فرد عليه المؤرخ ابن حنية في حاشية كتابه (مكان وتاريخ) ص ۱٨٦ , وقال :
والواقع انها كانت بقيادة ابن جراد في ولاية سلطان الحمود الرشيد , اما ابن ليلى فهو قائد الحملة عليهم وهم داخل جبال العلم في ولاية سعود بن عبدالعزيز الرشيد , (معجم شمال المملكة 3/ 938) وعليه فموقعة النقرة اقدم من موقعة العلم .