عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 12-03-2009, 03:57 PM
محمد خيران
عضو ماسي
الصورة الشخصية لـ محمد خيران
رقم العضوية : 5716
تاريخ التسجيل : 20 / 11 / 2008
عدد المشاركات : 1,594
قوة السمعة : 17

محمد خيران بدأ يبرز
غير متواجد
 
Icon111 تعريف اسم عنتره بن شداد
عنترة بن شدّاد العبسي
هو عنترة بن عمرو بن شدّاد بن عمرو... بن عبسي بن بغيض47، وأمّا شدّاد فجدّه لأبيه في رواية لابن الكلبي، غلب على اسم أبيه فنسب إليه، وقال غيره: شدّاد عمّه، وكان عنترة نشأ في حجره فنسب إليه دون أبيه، وكان يلقّب بـ (عنترة الفلحاء) لتشقّق شفتيه. وانّما ادّعاه أبوه بعد الكبر، وذلك لأنّه كان لأمة سوداء يقال لها زبيبة، وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من اُمّه استعبده.
وكان سبب ادّعاء أبي عنترة إيّاه أنّ بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس، فتبعهم العبسيّون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم، وعنترة فيهم، فقال له أبوه أو عمّه في رواية اُخرى: كرّ يا عنترة، فقال عنترة: العبد لا يحسِن الكرّ، إنّما يحسن الحلاب والصرّ، فقال: كرّ وأنت حرّ، فكرّ وقاتل يومئذ حتّى استنقذ ما بأيدي عدوّهم من الغنيمة، فادّعاه أبوه بعد ذلك، وألحق به نسبه48.
كان شاعرنا من أشدّ أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يده، وكان لا يقول من الشعر إلاّ البيتين والثلاثة حتّى سابّه رجل بني عبس فذكر سواده وسواد اُمّه وسواد اُخوته، وعيّره بذلك، فقال عنترة قصيدته المعلّقة التي تسمّى بالمذهّبة وكانت من أجود شعره: هل غادر الشعراء من متردّمِ49 .
وكان قدشهد حرب داحس والغبراء فحسن فيها بلاؤه وحمد مشاهده.
أحبّ ابنة عمّه عبلة حبّاً شديداً، ولكنّ عمّه منعه من التزويج بها. وقد ذكرها في شعره مراراً وذكر بطولاتها أمامها، وفي معلّقته نماذج من ذلك.
وقد ذكر الأعلم الشنتمري في اختياراته من أشعار الشعراء الستة الجاهليين ص461 أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) حينما أنشد هذا البيت :
ولقدابيتُ على الطوى وأظله حتى أنال به كريمالمأكلِ
قال(صلى الله عليه وآله): ما وصف لي أعرابي قط، فأحببتُ أن أراه إلاّ عنترة .
نماذج من شعره:
بكرت تخوّفني الحتوفكأنّني
أصبحتُ عن عرضِ الحتوفِبمعزلِ
فأجبتها إنّالمنيّة منهلٌ
لابدّ أن اُسقى بذاكالمنهلِ
فاقني حياءك لا أبالك واعلمي
أنّي امرؤٌ سأموتُ إن لماُقتلِ
ومن إفراطه:
وأناالمنيّة في المواطن كلّها والطعنُ منّي سابقُالآجالِ
وله شعر يفخر فيه بأخواله من السودان:
إنّيلتعرف في الحروب مواطني في آل عبس مشهدي وفعالي
منهم أبي حقّاً فهم لي والدٌ والاُمّ منحام فهم أخوالي50
قال الدكتور جواد علي: اِن صحّ هذا الشعر هو لعنترة دلّ على وقوف الجاهليين على اسم «حام» الوارد في التوراة على أنّه جدّ السودان، ولابدّ أن تكون التسمية قد وردت إلى الجاهليين عن طريق أهل الكتاب51.
وقد اختلف في موته، فذكر ابن حزم52 انّه قتله الأسد الرهيص حيّان بن عمرو بن عَميرة بن ثعلبة بن غياث بن ملقط. وقيل: إنّه كان قد أغار على بني نبهان فرماه وزر بن جابر بن سدوس بن أصمع النبهاني فقطع مطاه، فتحامل بالرميّة حتّى أتى أهله فمات53.
معلّقة عنترة العبسي
البحر: الكامل. عدد الأبيات : 80 بيتاً. 5 في الأطلال. 4 في بعد الحبيبة وأثره. 3 في موكب الرحلة. 9 في وصف الحبيبة. 13 في الناقة. 46 في الفخر الشخصي . . .
يبدأ عنترة معلّقته بالسؤال عن المعنى الذي يمكن أن يأتي به ولم يسبقه به أحد الشعراء من قبل، ثمّ شرع في الكلام فقال: إنّه عرف الدار وتأكّد منها بعد فترة من الشكّ والظنّ فوقف فيها بناقته الضخمة ليؤدّي حقّها ـ وقد رحلت عنها عبلة وصارت بعيدة عنه ـ فحيّا الطلل الّذي قدم العهد به وطال...
فيقول:
هل غادر الشعراء منمتردّمِ
أم هل عرفت الدار بعدتوهُّمِ
يا دار عبلةبالجواء تكلّمي
وعمي صباحاً دار عبلةواسلمي
فوقفت فيها ناقتيوكأنّها
فدن لأقضي حاجةالمتلوّمِ
حُيّيتَ من طللِتقادمَ عهدهُ
أقوى وأقفر بعد اُمّالهيثمِ
ولقد نزلت فلاتظنّي غيره
منّي بمنزلةِ المحبّالمكرمِ
إن كنت أزمعتالفراق فإنّما
زمّت ركابكمُ بليلمظلمِ
ما راعني إلاّحمولة أهلها
وسط الديار تسفّ حبّالخمخَمِ
ثمّ سرد طرفاً من أسباب هيامه، فقال:
إنّها ملكت شغاف قلبه بفم جميل، أبيض الأسنان طيّب الرائحة، يفوح العطر من عوارضه:
إذتستبيك بذي غروب واضح عذب مقبّله لذيذالمطعمِ
ثمّ قارن بين حاله وحالها; فهي تعيش منعّمة، وهو يعيش محارباً، وتمنّى أن توصله إليها ناقة قويّة لا تحمل ولا ترضع وتضرب الآثار بأخفافها فتكسرها... فقال:
تمسي وتصبح فوق ظهرحشيّة
وأبيت فوق سراة أدهمملجمِ
وحشيتي سرج على عبلالشوى
نهد مراكله نبيلالمحزمِ
هل تبلغنّي دارهاشدنيّة
لعنت بمحروم الشرابِمصوّمِ
ثمّ يتجّه بالحديث إلى الحبيبة يسرد أخلاقه وسجاياه قائلاً:
إن ترخي قناع وجهك دوني فإنّي خبير ماهر بمعاملة الفرسان اللابسين الدروع، وأنا كريم الخلق لين الجانب إلاّ إذا ظُلمت فعند ذلك يكون ردّي عنيفاً مرّاً:
إن تغدفي دوني القناعفإنّني
طبّ بأخذ الفارسالمستلئم
أثني عليّ بما علمتفإنّني
سهل مخالقتي إذا لماُظلمِ
فإذا ظُلمت فإنّظلمي باسل
مرّ مذاقته كطعمالعلقمِ
ثمّ يستمرّ البطل في وصف بطولته لحبيبته، فيحثّها أن تسأل عنه فرسان الوغى الّذين شهدوه في معترك الوغى وساحات القتال ليخبروها بأنّ لعنترة من الشجاعة ما تجعله لا يهاب الموت بل يقحم فرسه في لبّة المعركة، ويقاتل، وبعد الحرب ـ وكعادة الجيش المنتصر ـ فإنّ أفراده ينشغلون بجمع الغنائم، امّا هو فيده عفيفة عن أخذ الغنائم، فقتاله لا للغنيمة وإنّما لهدف أبعد وهو أن يكسب لقومه شرف الانتصار.
ويستمرّ في مدح نفسه فيذكر في شعره معان نبيلة، وهي معان ارتفعت عنده إلى أروع صورة للنبل الخلقي حتّى لنراه يرقّ لأقرانه الّذين يسفك دماءهم، يقول وقد أخذه التأثّر والانفعال الشديد لبطشه بأحدهم:
فشككتبالرمح الطويل ثيابَهُ ليس الكريم على القنابمحرّمِ
فهو يرفع من قدر خصمه، فيدعوه كريماً، ويقول إنّه مات ميتة الأبطال الشرفاء في ساحة القتال.
وكان يجيش بنفسه إحساس عميق نحو فرسه الّذي يعايشه ويعاشره حين تنال منه سيوف أعدائه ورماحهم، يقول مصوّراً آلامه وجروحه الجسديّة وقروحه النفسية:
فأزورّمن وَقْعِ القَنا بِلبَانهِ وشكا إليّ بعبرةوتَحَمْحُمِ
لو كانيدري ما المحاورةُ اشتكى ولكان لو عَلِمَ الكلامَمكلِّمي
وكأنّما فرسه بضعة من نفسه.
ثمّ يختم قصيدته بأنّه يعرف كيف يسوس أمره ويصرف شؤونه، فعقله لا يغرب عنه، ورأيه محكم، وعزيمته صادقة، ولا يخشى الموت إلاّ قبل أن يقتصّ من غريمه:
ذلّل ركابي، حيث شئتمشايعي
لبّي وأحفره بأمرمبرمِ
ولقد خشيت بأن أموتولم تكن
للحرب دائرةٌ على ابنيضمضمِ
الشاتمَي عرضي ولمأشتمهما
والناذرَينِ إذا لم ألقِهِمادمي
إن يفعلا فلقد تركتأباهما
جزر السباعِ وكلّ نسرقشعمِ
الهوامش :
الموضوع الأصلي: تعريف اسم عنتره بن شداد | | الكاتب: محمد خيران | | المصدر: شبكة بني عبس




توقيع محمد خيران