صَفَعْتَنِي أَوْ جَرَحْتَنِي
لَمْ تَتَكَلَّمْ
كَذَلِكَ أَنْتَ لاَ تَعْلَمْ
بِمَا فِي جَوْفِي مِنْ هَمّ.....
فِي ظَاهِرِكَ أَنْتَ مَلاَئِكِيّ
تُرِيدُ اقْتِرَابِي
و فِي بَاطِنِكَ لاَ أَدْرِي
أَيْنَ يَقَفُ كَوْنِي المُبْهَم.....
عِنْدَ كُلِّ اقْتِراَب
أَصْبَغُ وِجْهَتِي بِالأَسْوَد
أَصُفُّ غُرْفَتِي بالأَحْجَارْ
و فِي لَوْحَتِي المَرْسومَةُ بِالخَيَال
فَجَّرْتَ كُلَّ الدِّيَار
التِّي رَسَمْتُهَا بِكُلِّ جَمَال.....
لاَ أَدْري؟
مَنْ تَكُونُ أَنْت؟
ومِنْ أَي وَطَنٍ نُفِيتَ إِلَى لَوْحَتِي؟
فَكَيْفَ سَأُكْمِلُ البَاقِي؟
أَنْتَ تُدْهِشُنِي
لاَ تُرِيدُ فِرَاقِي
بِكُلِّ صَمْتٍ و بِكُلِّ مَوتٍ طَاهِرَة.....
كَمَا لاَ تُرِيدُ
إِحْيَاء َ الشُّبُهَات بَيْنَنا
كَمَا لاَ تُرِيدُ
فَضَاءً مَصْبُوغًا بِأَشْكَال شَمْطَاء
مَمْلُوءً باِلرُّعْبِ و الفَنَاء....
و تَخْتَفِي....
فَسَامِحْنِي....قَد اِتَّهَمْتُكَ فِي لَحْظَة غَيْرَة
بِلاَ أَدِلَّة..
فَكُنْتُ صَغِيرة
لِضُعْفِ الوَتِيرَة
وقَدْ أَكُونُ عَلَى حَقّ.....
أَخَافُ النَّكِيرَة
فَرُبَّمَا تَسْحَرُنِي لِأَقْتَرِبْ
فَأَقْتَرِبْ....
لِتَصْفَعَنِي بِالمنَاظِرْ المَرِيضَة
فَأبْكِي
مهْزُومَة فِي حَظِيرَة
جُعِلَتْ لِلتَرْويِض
فَأُجَنُّ بِلاَ تَقْرِير
عَدِيمَةَ الضَّمِير
أَسْحَقُ الحَظَائِر
أَرْفَعُ السّتَائِرَ التِّي قَيَّدَتْنِي
لأَجْلِ المَلَل والشَّلَلْ
فَكَيْفَ النَّجَاة بِلاَ منَجَاة
وَ أَنْتَ مُجَرَّدُ مَعَانٍ بِلاَ حَيَاة
بِلاَ نَبْضٍ أَوْ نَفَحَاتْ
تُقِيمُ الحُجَجَ الصَامِتَة
بِلاَ تَنْوينٍ بِلاَ حَرَكَات
تُسَطِّرُ أَسْطُرًا
و تَكْتُبُ حُرُوفًا مُبَعْثَرَة
تَجْعَلُنِي عَبْرَ الأَزْمِنَة
أَعْمَلُ لِتَرْتيِبِهَا
فَلاَ أُنْهِيهَا....
كَأَنَّكَ تُهْدِينِي عُلَبَ الهَدَايا
فَارِغَةً بِلاَ هَدِيّة
تَسْتَعْمِلُهَا و تَسْتَهْزِئُ بِي
بِرَمْزِ الهَدِيَة.....
فَكَيْفَ بِكَ
تُلْقِي عَلَيَّ لَوْمًا بِلاَ حُكْمٍ
وأُصْبِحُ مُتَهَمَة ...
فِي خُيُوطٍ وهْمِيَّة
دَقَّتْ فِي غَيْرِ وَقْت
وا أَسَفَاهْ
لاَ أَحْمِلُ سَاعَة....
تَأْتِينيِ بِقَلِيلٍ مِنَ الجُمَل
تَقِفُ قَائِلاً أَوْقِفِي ظُلْمَكِ
ظَلَمْتِنِي بِكُلِّ إِبَاحَة
و يَطُولُ كَلاَمُكَ
و تَرُدُّ بِأَجْوبَةٍ حَمْقَاءَ ضِدِّي
تُخَرِّبُ جَنَّتِي إِلى مِزْبَلَة
بِنُفَايَاتِ اشْتِبَاك
لاَ يُمْكِنُنِي الرَّدُ و الإِكْمَال....
فَاسْتَمْتِعْ بِجَمَالِكَ
بِمُسْتَقْبَلِكَ الذِّي وَعَدْتَ بِهِ غَيْرِي
أَكْمِل لَنْ أَحْسُدَكَ
فَلَسْتُ صَمْغًا يَلْتَصِقُ عَلَى التَّأْوِيْلاَت
لأُدَمِّرَكَ أَوْ أُعَاتِبَكَ
فَقَدْ اِخْتَرْتَ النِّهَايَة بِمُفْرَدك
و العَالَمُ مُشْتَرَك
كَماَ لِي لَكْ....
و الأَقْدَارُ تَرِنُّ عَلَى كُلِّ نَفْس
فَأكْمِلْ مَا أَرَدْت
فَلَسْتُ قَلْبًا مُنْعَدِم
أَوْ سورًا مُهَدَّم
أنْتَظِرُكَ
لِتَبْنيَ مِنْ جَدِيدٍ قِصَّتِي
فَلاَ تَقْلَقْ
حَقِيبَتِي احْتَرَقَتْ مُنْذُ سِنِينْ
و مُزِّقَتْ
و الحُكْمُ عَلَيَّ كَانَ الشَنْق
بِلاَ حَنِينْ
فَمَضْمُونكَ
كَانَ لَيْسَ عِنْدِي مَا تَطْلُبِينْ
فَأَكْمِلْ مِشْواَرَكَ
فَأَنْتَ لاَ مِنْ شِلَّةِ الأَوَّلِينْ
ولاَ مِنْ شِلَّةِ الآخِرِينْ.