عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 14-04-2010, 11:08 AM
مبارك الشويلع
مــراقــب عـــام
الصورة الشخصية لـ مبارك الشويلع
رقم العضوية : 35
تاريخ التسجيل : 27 / 7 / 2006
عدد المشاركات : 4,542
قوة السمعة : 22

مبارك الشويلع بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي مدوس الرشيدي.. كفيف يهدي المبصرين متسلحاً بالقانون الدولي ,
السلام عليكم



تزخر أسرة جامعة الكويت بجملة من الشخصيات المميزة فكرياً واجتماعياً، بيد أن أستاذ القانون الدولي بكلية الحقوق العم د.مدوس الرشيدي يمثل ظاهرة كويتية عربية خاصة. فكلمات الأستاذ الكفيف الواثقة تؤكد صلابة شخصيته التواقة لإثبات الذات في مواجهة الصعاب.

وتجربة العــم د.مدوس الزبني الرشيدي مع الظلام الذي تسلل إلى عالمه باكراً ليطفئ نور عينيه، قبل أن يتجاوز عامه الرابع، جعلته يدرك حتمية الاهتداء بتجارب الآخرين بغية تجنب الوقوع فيما وقعوا فيه من أخطاء، كما أنها أكسبته مهارة اقتفاء آثار قوافل الطموح التي تكفل بلوغ الأهداف والمطامح.

يقول، بينما ترتسم على وجهه ابتسامة الساخر من عالمه، والزاهد في غنائمه: «خرجت يوماً من البيت عندما كنت طفلاً صغيراً، لأعود محمرّ العينين ومصاباً بالرمد، فما كان من والديّ إلا أن حاولا -عبثاً- علاجي بالوسائل الشعبية، الواحدة تلو الأخرى، حتى وصلا إلى آخرها، وهو الكي، ليتفطّنا -بعد رحلة العلاج الطويلة- إلى استشارة طبيب المستشفى الأميركي في الكويت، والذي اعتذر لهما، معلناً عجزه عن إصلاح ما أفسده العطار».

ويشاء الخالق ألا يستوحش ذلك القلب الصغير من زائره البغيض ذي العباءة السوداء، وأن تبقى روحه البريئة مستأنسة، تلهو حول جذوة نور صغيرة هي جذوة الأمل والرغبة في التعلم، ليلتحق -ابتدائياً- بمدارس المبصرين، التي أرهقه التعلم فيها، لينتقل إلى معاهد النور التي مثّلت له نقلة دراسيةً واسعة، ومنحته الإحساس بطعم النجاح والتفوق، الذي عزز آماله بغدٍ أفضل.

لم يسهم تعلم د.الرشيدي القراءة بطريقة «برايل» في فتح الطريق أمامه للدراسة في ثانوية الشويخ والتفوق على أقرانه فحسب، بل انتقل به إلى مستوى آخر من النجاح، وهو دراسة القانون بعد التحاقه بكلية الحقوق في جامعة الكويت، والتي تخرج فيها بدرجة الامتياز في العام 1980، ليشد بعدها الرحال إلى الولايات المتحدة الأميركية، مبتعثاً لدراسة الماجستير في جامعة ميامي، فحصل في العام 1989 على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة أدنبرا بإسكوتلندا.

عاد أستاذ القانون إلى دياره، معتقداً أن جامعة الوطن ستفتح ذراعيها وتحتضن إبداعه وتحديه الإعاقة، غير أن أحلامه الوردية تلك سُحقت تحت وطأة عدم إيمان الجامعة وقتها بأن يكون عضو هيئة التدريس فاقدا للبصر، فعمل باحثاً في وزارة الأوقاف، وأخذ يعدّ لمنازلته الجديدة التي تسلح لها بالجهد والمثابرة لإثبات العكس، والقضاء على عدوه الذي وصفه آنذاك بجهل المسؤولين الجامعيين بقدرات المعاق.

ويستمر الصراع الذي قاسى فيه د.الرشيدي الأمرّين طويلاً ضد مسؤولين وأساتذة يرفضون تعيينه رغم عدم اعتراضهم على أحقية ذوي الاحتياجات الخاصة بالنبوغ والتفوق، والقيادة كذلك، حيث يذكر أن أحدهم، وهو د.محسن الشيشكلي، تحدث بفخر عن تجربة دراسته على يد أستاذ كفيف.

ويستحضر د.مدوس بفخر دور عميد كلية الحقوق آنذاك د.عثمان عبدالملك الصالح الذي قال له: «سأدافع عنك دفاع الأب عن ولده»، بيد أن المنية وافته قبل أن ينجز ما وعد به نتيجة طول العملية الإجرائية والدورة المستندية، إلا أن الأستاذ الذي لا يؤمن بالاستسلام، استمر في مثابرته حتى ملّ خصومه مناجزته وأذعنوا لتعيينه في جامعة الكويت.
سامي مجبل . . أوان ,





توقيع مبارك الشويلع
https://play.google.com/store/apps/d...opesun.kabeela

تابعوآ قلعة المجد و التاريخ بـ تويتر

http://twitter.com/#!/bani_3abs



~ ~ وفقكم الله تعالى أبـ الجميـع..



~ حفظكم الله ورعآكم ونفع بكم العبـآد والبلاد ؛