عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 25-11-2019, 01:54 PM
برق الشمال
باحث بالتـاريخ ومــراقباً عاماً للبحوث التاريخية
رقم العضوية : 210
تاريخ التسجيل : 6 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 1,076
قوة السمعة : 19

برق الشمال بدأ يبرز
غير متواجد
 
مشاركة قبيلة بنو رشيد العبسية والإمبراطورية العثمانية
بقلم_ناصر بن نوران بن عجوين الرشيدي
بإلقاء نظرة تاريخية على فترة الوجود العثماني في الحقبة الغابرة في بعض أقاليم جزيرة العرب ، وهو وجود جزئي تظهر لنا قصة صراع نوعي فريد دونتها مصادر التاريخ بكل تجرد وحياد ت****اً كان أم تلميحاً وذلك عبر سجلات التاريخ ومحفوظاته تكمن أهمية هذا الصراع في كونه حالة نوعيه فريدة إذ أنه صراع أحادي غير متكافئ بين قبيلة ودولة شعوبية حيث الفاشية العثمانية وأعوانها وأدواتها التي زُرعت في بلاد العرب وقبيلة بني رشيد التي ظلت سداً منيعاً في وجه التمدد العصملي في بعض الأقاليم الهامة مثل منطقة المدينة المنورة ومحاولة التمدد شمالها وخيبر وحائل،امتد هذا عبر عدة قرون إذ ظلت قبيلة بني رشيد خصماً لدوداً للأتراك وخنجراً في نحورهم طوال فترة وجودهم، وفي صراع دائم وحرب ضروس لم تستكين إلا بخروج العثمانيين مطرودين من جزيرة العرب بقيام الثورة العربية الكبرى المباركة لن نستطيع أن نُعدد أو نشرح تلك الوقائع التاريخية والإلمام بها على وجه الدقة غير أن مصادر التاريخ لم تدع لنا مجال للأجتهاد في هذا بما فيها وثائق العثمانيين أنفسهم وشهاداتهم المؤرخة ، حتى أنهم بلغوا من العداء والكراهية أن صنفوا قبيلة بني رشيد من قبائل اللاوفاق و وهو مصطلح أطلقه العصملي على بعض قبائل الحجاز المُمانِعة والمُناهضة لهم الخارجة عن طاعتهم ذكر ذلك التصنيف والتمييز العنصري أكثر من مؤرخ ورحالة أجنبي زار المنطقة من أشهر هؤلاء الرحالة المؤرخ البريطاني تشارلز داوتي الذي زار المنطقة سنة 1876م ، بل وذهبوا إلى أبعد من هذا و بلغ الأمر إلى أن وصف العصمليين ومطاياهم من بعض القبائل المُهادنة المنقادة لهم خصومهم الرشايدة الخارجين عن طاعتهم والمتمردين على سلطتهم بأقبح الأوصاف و وصمهم بألقاب مؤدلجة ذات نفس سياسي عرقي تُنمي الكراهية بين أفراد المجتمع الواحد أصحاب الأُرومَةِ الواحدة ظهر ذلك لأول مرة في خطاباتهم ووثائقهم الرسمية إذ كانت تلك سياسة عصملية خبيثة الهدف منها محاولة النيل معنويا ًمن خصومهم الرشايدة وزحزحتهم نتيجة موقفهم العدائي القائم طوال أربعة قرون سنحاول إبراز شيء من ذلك بإيجاز بذكر بعض المحطات التاريخية و والوقائع الهامة بموجب مصادر تاريخية محايدة
حيث يظهر جلياً أن الرشايدة أكثر وأجسر القبائل العربية مقاومة للمد العثماني في بلاد العرب سواء في الجزيرة العربية (الحجاز ونجد) أو في أقاليم وبلاد عربية أخرى، إذ كانت قبيلة بني رشيد، تعيش في حالة صراع دائم مع الدولة (الإمبراطورية العثمانية) صاحبة النفوذ في المنطقة وذلك في القرنين الثاني والثالث عشر الهِجْرِيَّيْن، هنا نذكر بأختصار شيئاً من هذه الأحداث التاريخية والوقائع الهامة:
•في سنة 1814م، يذكر المؤرخ السويسري جون لويس بوركهارت، صاحب كتاب ترحال في الجزيرة العربية، موقعة عظيمة حدثت شرق المدينة المنورة، بين قوات التركي طوسون باشا و قبيلة بني رشيد.
•المؤرخ جنس هرفود في كتابه موجز لتاريخ الوهابي ص189، دوّنَ معركة كبرى لقبيلة بني رشيد العبسية بتاريخ، جماد الأخرة 1230هـ، عندما غزاهم أحمد طوسون باشا 1815م، حيث سَيَّرَ 250 من الفرسان وكتيبة من المشاة لمهاجمة قبيلة بني رشيد في نجد،المناوئة للإمبراطورية العثمانية جرت معركة طاحنة أتت بأخبارها مصادر التاريخ (هرفود+بوكهارت).
•المؤرخ الفرنسي هوبير ذكر أنه في سنة 1254هـ، خرج من المدينة المنورة 150 من الخيّالة الأتراك،بقيادة محمد خورشيد باشا وقابلهم حاكم شمر عبدالله بن رشيد الشمري في بلدة المستجدة في منطقة حائل ونجح بالأتفاق معهم بمهاجمة قبيلة بني رشيد بهدف الأستيلاء على خيلهم الأصيلة ونجائب الإبل التي كان يشتهر بها الرشايدة حيثُ دارت حرباً ضروس، لا تزال تداعياتها قائمة حتى عهد قريب.
•جاء في كتاب ملكية الأراضي في متصرفية القدس 1858-1918م ، مانصّه : " لقد ضرب إبراهيم باشا قبيلة الرشايدة وأضعف نفوذها بسبب مؤازرتها للثوار ... ". فيتضح أن الفاشية العثمانية عملت هنا وهناك سياسياً وإجتماعيا على تقويض دور قبيلة بني رشيد في فلسطين بسبب مقاومتها للوجود العصملي الذي أخذ طابع التترك العنصري.
•تشارلز مونتاجو دوتي Charles Montagu Doughty ، ‏مؤرخ إنجليزي،مؤلف كتاب Travels in Arabia Deserta،المنشور سنة 1876م،دوّنَ من واقع مُعايشة أحداث جِسام في جزيرة العرب،واصفاً قبيلة بني رشيد بألد أعداء العثمانيين وأكثر قبائل(اللاوفاق)التي عانت بسبب الحصار والمقاطعة التاريخية المفروضة عليهم من قِبل الأتراك الفاشيين وأعوانهم في المنطقة القبائل المنقادة للترك من هذه النصوص التاريخية التي تبرز هذا العداء التاريخي قوله :
التقينا واحداً من الرعاة وهو يسوق إبله في اتجاه الماء وحييناه - " سلام! ويا أنت من هم الأعراب الذين يسكنون في المنطقة التي جئتم منها؟ " - رد علينا الراعي رداً ****ا، " أنا رجل من قبيلة حرب، أسكن مع هذا الفريق (الجماعة)، وهم من بني رشيد. " - بدأ عياد العنزي يتشكك! لأن هذا الرجل لوكان من جماعة قاسم بن براك ( أعداء الدولة في خيبر) لشكل خطرا بحق وحقيقة " . أنتهى، ويقصد بقوله جماعة قاسم بن براك أي قبيلة الشيخ قاسم بن براك شيخ بني رشيد، أعداء الدولة العثمانية في خيبر. ومن النصوص التاريخية التي تُجسد هذا العداء الأزلي الذي كان على أشده بين قبيلة بني رشيد العبسية والإمبراطورية العثمانية في المنطقة ماذكره شيخ بني رشيد الشيخ قاسم بن براك الرشيدي، أثناء لقائه داوتي، حيث ذكر داوتي ماجرى بينهم من نقاش بقوله :"ثم عاد وجلس في الخيمة،ووجهه يظهر عليه البشر والسرور."قال جاسم، من الذي سيقوم الآن ويحضر لنا البن كي نصلح فنجالاً لهذا الغريب؟-مااسمك؟" -"خليل."- "حسن،قل لي ياخليل، ماالذي يمكن - أن أفعله في مثل هذا الحال، لأني أقسم بالله،أني حائر لاأعرف ماذا أفعل؛ إن مابيننا وبين أهل خيبر والإمبراطورية العثمانية هو النزاع بعينه وقطع الأزوار.....؟"
هذا النزاع التاريخي الممتد عبر عدة قرون كان نهايته بقيام الثورة العربية الكبرى(1916-1918م)التي كان للرشايدة فيها نصيب الأسد كما جرت العادة في تاريخ صراعهم مع العثمانيين بالقضاء على قادة الأتراك البارزين : 1- حميد بك ذراع فخري باشا و رفيق القائد ابن ليلى أرسله فخري باشا لنجدة إمارتهم المتهالكة في حائل وفِي طريقه إلى حائل قتلوه فرسان الرشايدة بزعامة الشيخ هديبان المهيمزي الرشيدي كما يظهر في رسالة الشريف عبدالله الموجهه لأبيه الملك حسين؛ من كتاب الثورة العربية الكبرى 1916-1918م .
2-تمكن الرشايدة من القضاء على أبرز قادة الأتراك في تلك الفترة وهذا مالم تستطع فعله أيّة قوى أو قبيلة عربية أخرى ولاحتى بعضه، حيث تمكن بني رشيد من قتل القادة الأتراك؛ غالب بك،عثمان بك، حميد بك، أشرف بك،كل ذلك في فترة وجيزة متقاربة تزامناً مع قيام الثورة العربية الكبرى(1916-1918م)، بحسب مانُشر في مجلة القبلة عدد91 بتاريخ9 رمضان 1335هـ، نقله و حققه الباحث التاريخي عبدالرحمن خلف الشويلعي، أن مثل هذا العداء وهذا الموقف التاريخي العظيم ضد الإمبراطورية يجب أن لا يمر مرور الكرام، أو يُستثنى من صفحات التاريخ الحقيقي الموثق والمُدون في زمانه، دون ذكر.