عَفْوًا ...
هَذِهِ المَرَّة طَوِيلَةٌ عُطْلَتِي
أَطْوَل مِنَ الأَوَّلِ.....
أَعْتَذِرُ
إِنْ كَانَتْ هَذِهِ الكَلِمَاتُ
صَعْبَةً بَلْ أَثْقَلُ
لَكِنَّهَا لَنْ تَقْتُلَ.......
لَيْسَ بِإمْكَانِي
أَنْ أَتَحَمَّلَ
هَذَا الصَّمْتُ الأَخْرَصُ المَجْنُونُ
بَلْ أَكْثَر
وَ الّليْلُ يَشْمَئِزُّ وَ يَتَأَلَمّ
لِصَيْحَتِي .....
فَمَصِيرِي إِشَارَةُ يَدَيْكَ
إِمَّا المَوْتُ إِمَّا الأَمَل
إِمَّا عُطْلَةٌ قَدْ تَنْتَهِي
أَوْ أَيَّامٌ سَتَرْحَلُ
لَنْ أَعُودَ
سَأَرْحَلُ
وَ فُرْصَةٌ أَخِيرَةٌ سَأُلْقِيها عليكِ
اِفْهَمِيهَا أَوْ اِرْمِيها
المُهِمُّ ...
جَوابٌ صَرِيحٌ
نَافِعٌ
لاَ يَهُمُّنِي قَصِيرٌ أَوْ مُطَوَّل
المُهِمُّ ...
الفُرَصُ قَدْ لاَ تَأْتِي
وَ الشَّبَهُ فِي غَيْرِها
لَنْ يُجْدِي
فَافْهَمِي
بِأَنِّي عَلَى الدَّوَامِ لَكِ
جَاثِمٌ حَالِم
وَ لَوْ قَبِلْتِ آنِسَتِي
لَنْ أَخُونَكِ ....
وَ لَنْ أُطِيلَ
فَقَدْ مَنَحْتُكِ
فُرَصِي مِنْ قَبْلُ
سِنِينُ مَأْسُورَة فِدَاكِ
أَلَمْ تَفْهَمِي ؟
أَمْ تُرَاكِ مُجْبَرَةً عَلَى الصَّمْتِ
خِشِيَةَ أَنْ تَتَلَعْثَمِي
أفْهِمِينِي ...
كَيْفَ مَحَالِيلُكِ ؟
كَيْفَ وُرُودُكِ ؟
أَبَشَرٌ حَوَّاءٌ أَنْتِ؟
أَمْ مِنْ طِينَةِ التَخَيُّلِ ؟
تَحْيَا تَحَدٍّ فَاشِلا.......
لَنْ أُكْمِلَ
لَنْ أَتَحَمَّلَ أَكْثَرَ
فَالْفُرْصَةُ الأَخِيرَة خُذِيهَا وَ فَكِّرِي
لَنْ أُجْبِرَكِ كَمَا لَنْ أُصَدِّقَكِ بِصَمْتِك
سَأَحْتَمِلُ رُدُودَكِ
شَوْكا أَوْ عِنَبا......
لَنْ أَشْكو
فَقَطْ اِكْشِفِي مَلْعُوبَكِ
فَإِمَّا إِكْمَالٌ
وَ إِمَّا إِهْمَالٌ سَيَكُونُ ضِدَّكِ
أَعْتَذِرُ
لَنْ أَخْنُقَكِ بِكَلِمَاتِي
المَسْعُورَة .....
فِي لَحْظَةِ حُقْنَةِ عَجْزٍ
وَ لَنْ أُضَيّعَ وَقْتِي
فَمِنْ حَقِّي الفَهْم
لَنْ أَبِيعَ سَهَرِي
بِثَمَنٍ بَخْسٍ
حُلْوِي وَ مُرِّي
بِسَرَابٍ مُخْتَفي
أَعْتَذِرُ
لَنْ أُخَاصِمَكِ
بِأَنَّكِ مَذْمُومَة
أَوْ سَوْدَاءَ الخَاطِر
رُوَيْدًا
بَلِ العَكْسُ
سَأَرْتَاحُ لإِشَارَاتِكِ
لِأنِّي عَلَى الأَقَلِّ
تَجَوَّلْتُ فِي كَوْنِكِ
وَ لَوْ نِصْفَ نَفَسٍ
وَ لَوْ لَمْحَ بَصَرٍ
أَفْرَحُ بِلِقَاءٍ فِي زُمْرَة الذِّكْرَى
أَنِّي بِتَفْكِيرِكِ عَلَى الأَقَلِّ
زُرْتُ صَمِيمَكِ بالرضا
أَوْ حَتَى رَدًّا مُعَطَّلاً
لاَ يَهُمُّ
عَفْوًا ...
مِنْ حَقِّكَ التَّسَاؤُلُ
مِنْ شَرْطِكَ التَّحَايُلُ
لَكِنْ أَنْ لاَ تَرُدِّي
لَيْسَ بِمَنْطِقٍ عَادِلٍ
فَالسِّنِينُ كَبُرَتْ
بَلْ عَبِسَتْ مِنَ الحُزْن القَاتِلِ
وَ الظَّلاَمُ المُسِنُّ
فَإِمَّا لا
وَ إِمَّا نَعَمْ
تَعْلَمِينَ جَيِّدًا
بِأَنَّ قُوَّتِي تَصْرخُ فِي وَجْهِ العَالَمِ
لَكِنْ أَنْ تَصْرُخَ أَمَامَكِ
مُفَتَّتٌ بِنُقْطَةِ ضَعْفِي
مُنْعَدِمٌ وَ حَالِمٌ......
أَنْ يَكُونَ رَدُّكِ لِي مُتَوَاصِلا
أَعْتَذِرُ
لَنْ أُجْبِرَكِ بِشَغَفِي
فَالفُرْصَةُ الأَخِيرَة إِشَارَاتُكِ
فَلاَ تَنْتَظِرِي
فُرَصًا مِنْ بَعْد
فَسَأَرْحَلُ بِصُوَرِي
عَنْ قَرِيبٍ لِبَعِيدٍ
فَإِمَّا لاَحَقِّي
أَوْ فِرَاقِي
سَأَرْحَلُ
فَعَفْوًا لا تَعْتَذِرِي.