عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 18-03-2014, 11:03 PM
كرستال11
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 16897
تاريخ التسجيل : 26 / 1 / 2014
عدد المشاركات : 66
قوة السمعة : 11

كرستال11 بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي اعجبتني نفسي فرجحت سيئاتي -فبكيت-مصطفى صادق الرافعي


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله




تقول الحكاية :
كان هناك رجل اسمه أبو نصر الصياد
يعيش مع زوجته وأبنه في فقر شديد
فمشى في الطريق مهموماً لأن زوجته وأبنه يبكيان من الجوع

فمر على الشيخ أحمد بن مسكين
وقال له: أنا متعب فقال له: اتبعني إلى البحر

وقال له: صلى ركعتين فصلى
ثم قال له: قل بسم الله فقال: بسم الله
ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة

قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك
فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين
وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها

فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة
فقال له الشيخ :
لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة.
أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير
وقال له: خذها أنت وعيالك

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها
فنظرا إلى الفطيرتين في يد الرجل
فسأل الرجل نفسه:
هذه المرأة وابنها مثل زوجتي
وابني يتضوران جوعاً فلمن أعطي الفطيرتين

ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها
فقال لها: خذي الفطيرتين
فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً

وعاد يحمل الهم فكيف سيطعم امرأته وابنه؟
خلال سيره سمع رجلاً ينادي:
من يدل على أبو نصر الصياد؟

فدله الناس على الرجل
فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً
منذ عشرين سنة. ثم مات ولم أستدل عليه
خذ يا بني 30 ألف درهم مال أبيك

يقول أبو نصر الصياد:
وتحولت إلى أغنى الناس
وصارت عندي بيوت وتجارة
وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله
وأعجبتني نفسي لأني كثير الصدقة

فرأيت رؤيا في المنام أن الميزان قد وضع
وينادي مناد: أبو نصر الصياد
هلم لوزن حسناتك وسيئاتك
يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي

فرجحت السيئات فقلت:
أين الأموال التي تصدقت بها؟ فوضعت
الأموال

فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً

ورجحت السيئات وبكيت وقلت:
ما النجاة وأسمع المنادي
يقول: هل بقى له من شيء؟
فأسمع الملك يقول : نعم بقت له رقاقتان

فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين)
في كفة الحسنات فتهبط كفة الحسنات
حتى تساوت مع كفة السيئات فخفت

وأسمع المنادي يقول : هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول : بقى له شيء
فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرآة
حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين)
فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات ففرحت

فأسمع المنادي يقول : هل بقى له من شيء ؟
فقيل : نعم ابتسامة الطفل الصغير
حين أعطيت له الرقاقتين
وترجح وترجح كفة الحسنات

وأسمع المنادي يقول : لقد نجا
رب درهم خير من ألف درهم
خذوه فأدخلوه الجنة

فاستيقظت من النوم أقول
لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة

لــ مصطفى صادق الرافعي
من كتاب / وحي القلم






لا اله الا الله