عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 13-06-2009, 06:50 PM
رواية
كـاتـبـه مـُمـيـزه
الصورة الشخصية لـ رواية
رقم العضوية : 1883
تاريخ التسجيل : 30 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 6,695
قوة السمعة : 23

رواية بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الزلازل في المملكه العربيه السعوديه

الحرات البركانية وراء زلازل غرب الجزيرة العربية

جدة- المدينة

اكد د. طلال بن علي محمد مختار أستاذ الزلازل المشارك بقسم الجيو فيزياء ونائب مدير مركز ابحاث المياه بجامعة الملك عبدالعزيز ان مكة المكرمة لا تقع مباشرة ضمن احزمة الزلازل رغم قربها من حزام الزلازل الموجود في البحر الاحمر.

وقال ان زلازل غرب شبه الجزيرة العربية مرتبطة بالحرات البركانية المنتشرة بها.

واضاف لقد دلت الدراسات التاريخية لزلازل في غرب الجزيرة العربية على انها زلازل براكين وانها تقع عند حدوث ثوران بركاني في أحد مناطق هذه الحرات الممتدة في غرب المملكة خاصة حرة رهط. وقال ان العدد المحدود للزلازل التاريخية مرتبط بزمن تاريخ الطفح البركاني لافتا الى ان الحرات تختلف عن البراكين الكبيرة مثل بركان سانت هيلين في غرب الولايات المتحدة أو بركان فيزوف في ايطاليا فهي تميل إلى الزحف في انتشار اللافا افقيا وتغطية مساحات كبيرة اصبحت معروفة لدينا بمناطق الحرات.

واضاف ان آخر تلك الثورانات البركانية ما حدث عام 645 هجري 1256 ميلادي بالقرب من المدينة المنورة وصاحبه هزات ارضية متعددة.

واكد ان الظواهر الزلزالية المحدودة والتي تحدث ويتم توقعها داخل شريط اليابسة الغربي وبمحاذاة الساحل مرتبطة بصورة أو باخرى بالحرات البركانية المنتشرة فيه.

وقال ان زلزال تبوك السابق بلغ عمقه وفقا لبيانات الزلزال من هيئة المساحة 10 كليومترات وقال ان سمك الرسوبيات التي تختزن الماء في منطقة تبوك لا يتعدى كيلومترا واحدا ولذلك فان السحب الجائر للمياه في تلك المنطقة بريء من تهمة توليد الزلازل فيها ( إلا انني ضد السحب الجائر للمياه بطبيعة الحال لما فيه من استنزاف لموارد المياه) وقال عند توقيع هذا الزلزال على خريطة جيولوجية يتبين انه قريب جدا من حرة العويرض في شمال المملكة وزلزال على عمق 10 كم ربما يكون مرتبطا بتحرك اللافا تحت حرة العويرض وامتداداتها داخل الارض.

واوضح انه بالنظر إلى توزيع الحرات جغرافيا فان الاجزاء الجنوبية من حرة رهط قريبة جدا من مكة المكرمة وتتواجد في مناطق مثل الجموم وربما تكون الهزات الارضية في مكة مرتبطة بصورة أو باخرى مع هذه المظاهر الجيولوجية إلا ان هذا يظل افتراضا بحاجة إلى اثبات وهنا يأتي دور هيئة المساحة الجيولوجية والجهات التي تمتلك محطات للرصد لعمل الدراسات العلمية اللازمة لتحديد العلاقة وتأكيدها او نفيها. وقال الزلازل المصاحبة للبراكين عادة ما تكون ضعيفة إلى متوسطة في الغالب اقل من 5 درجات كما لم يثبت وجود صدوع نشطة حاليا على اليابسة في منطقة الحجاز. واشار إلى التضارب بشأن البيانات عن هزة مكة المكرمة مؤخرا وقال كان هناك تضارب في البيانات التي صدرت من جهتين وقدرتا مقدار هزة العتيبية. الأولى هي هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والثانية هي مركز رصد الزلازل في جامعة الملك سعود فالاولى ذكرت ان مقدار الهزة كان 3,7 بينما اشارت الجهة الثانية إلى انها كانت بمقدار 1,7 وقال ان الزلازل ذات المقادير ادنى من 3 لا يمكن الاحساس بها من قبل البشر وحيث ان هيئة المساحة الجيولوجية السعودية هي الجهة المسؤولة عن رصد الزلازل في المملكة وبما ان المقدار الذي رصدته المساحة اكبر من 3 وتأكد شعور الناس بالهزة فان البيانات التي صدرت في تصريح المساحة ربما تكون اقرب إلى الدقة. واضاف لقد لوحظ ان البيان اغفل توضيح معلومات مهمة عن مواقع الهزات وبالتحديد اعماقها وربما يعود ذلك إلى عدم الدقة في تحديد الموقع والعمق لضعف الهزة ولقلة عدد المحطات التي رصدتها. والواقع ان معرفة مكان وعمق الزلزال عامل اساسي لمحاولة فهم اسباب حدوثه خاصة ان المنطقة التي شعر فيها السكان بالاهتزاز محدودة ولم يحدث ان شعر الناس بالهزات فيها من قبل أو تم رصد وتوقيع زلازل فيها: وقال بدون توضيح هذه المعلومات لا يمكنني تفسير اسباب حدوثها إلا اننا سوف نفترض انها هزة ضحلة في عمقها وبما انه لم تكن هناك شواهد سطحية على حدوث انهيارات أو سقوط صخور أو خلافه فلا يمكن ان تكون ناتجة من حدوث تساقط للصخور السطحية ثم انه من الطبيعي ألا تكون تفجيرا سطحيا أو تحت سطحي لعمل انفاق أو طرق أو خلافه والا لبادرت الجهات المختصة بتقصي الامر وطمأنة المواطنين بأن مصادر الهزات هي تفجيرات لاعمال انشائية. واضاف لقد سبق وان شقت انفاق عديدة في احياء متفرقة من مكة المكرمة بين اجياد والعزيزية مثلا وفي جهة كدي ولم تشعر تلك المناطق باي هزات جراء وجود الانفاق كما ان صخور مكة هي جزء من صخور الدرع العربي والذي تدخل تسميته بدرع على ان صخوره تتكون من الصخور النارية والمتحولة القوية جدا والمعروفة بصلابتها الشديدة جدا. كما انه يعتبر من المناطق المستقرة جيولوجيا وصخوره لا يمكن خلخلتها هكذا جراء تفجيرات سطحية لا تعدو في نظري ان تكون كخربشة قط على ظهر قشرة يبلغ سمكها حوالى 40 كيلو مترا من هذه الصخور. وقال اذا كان ثمة رابطة بين تفجيرات الانفاق وحدوث الخلخلة فمن باب أولى ان تكون الصخور المبطنة لتلك الانفاق والقريبة من تجويف النفق هي التي تخلخلت وان تتساقط الصخور من اسطحها وجوانبها وتقوم بسدها وتعطيلها لا ان تؤثر تلك التفجيرات في صخور تبعد عنها بضعة كيلو مترات. كما ان الجبال التي تخترقها الانفاق في مكة تعلوها المساكن والبيوت وهي مهما بلغت درجة تشييدها فانها اوهن من اصغر جبل في المنطقة وكان الاحرى ان تؤثر عليها التفجيرات المتهمة بتوليد الزلازل وتصيبها بالتصدعات وتعمل على هدمها لا سمح الله. واضاف سلمنا بأن شق الانفاق هو السبب فماذا عن زلزال الشرائع سنة 1413هـ او زلزال مدركة الذي حدث بعد ذلك بعدة سنوات وهي منطقة قريبة من مكة المكرمة ولم تشق فيها انفاق وقال ان تقنية شق الانفاق منتشرة في العالم مثل تلك الموجودة في جبال الالب وفي جبال الروكي وغيرها من المناطق والتي لا بد ان التفجيرات استخدمت في شقها كما انه لم يلاحظ العلماء أي رابطة بين وجود تلك الانفاق وبين حدوث الهزات الارضية سواء كان ذلك في انشاء الطرق أو اعمال المناجم أو المنشآت العملاقة تحت الارض وغيرها. واضاف لقد رصد العلماء زلازل تحدث تحت البحيرات المتجمعة خلف السدود الكبيرة وكذلك في مناطق يوجد بها آبار حقول النفط القديمة والتي شارفت على النضوب عندما يتم حقن الحقول بالمياه للمساعدة في استخراج النفط القليل المتبقي فيها.

ولقد أثبت عدد من العلماء بأن المملكة مستقرة جيولوجيًّا، ونادرًا ما يوجد فيها مخاريط بركانية نشطة، لأن براكينها السابقة قديمة وخامدة، وقد تزامنت مع نشأة البحر الأحمر الانكسارية منذ ملايين السنين. وهناك فريق آخر من العلماء يرى أن شبه الجزيرة العربية -خاصة الجزء الغربي منها- غير مستقر جيولوجيًّا، ويمكن أن يحدث فيه شيء من الحركة والاضطراب. والسؤال الذي يشغل بال الكثيرين من المهتمين بهذه المواضيع وعامة الناس هو: هل منطقة شبه الجزيرة العربية -والتي يشغل معظمها المملكة العربية السعودية- مستقرة جيولوجيًّا أم لا؟ وللإجابة عن هذا السؤال نقول: إن عددًا من الباحثين الأمريكيين أثبتوا في دراساتهم الجيولوجية لشبه الجزيرة العربية (باورز وآخرون، 1966م)، بأن المملكة مستقرة جيولوجيًّا، ومعظم البراكين الموجودة فيها (على طول السلسلة الجبلية) هي من النوع الخامد، الذي نادرًا ما يثور، وقد استدلوا على ذلك من خلال دراسة العمر الجيولوجي للحرّات والطفوح البركانية المنسابة على طول السلسلة الجبلية (جبال الحجاز - عسير)، وبرهنوا أيضًا على أن هذه الثورانات لم تحدث منذ نشأة البحر الأحمر في الزمن الجيولوجي الثالث في عصر الميوسين قبل 22 مليون سنة، وهو هبوط لقاع البحر مع قفز للجانبين وظهور المرتفعات على طول ساحليه الشرقي والغربي (جبال الحجاز - عسير، وجبال مصر الشرقية). أمّا الفريق الآخر من العلماء فقد أكّد بأن شبه الجزيرة العربية غير مستقرة جيولوجيًّا، واعتمدوا في ذلك على دراساتهم التي أشارت إلى بعض الزلازل والبراكين التي حدثت في اليمن ومصر والأردن ولبنان، وغيرها من الدول المحيطة، كما استشهدوا ببركان المدينة المنورة، الذي حدث سنة 654هـ، والذي أخبر عنه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف، وهو أحدث أنواع البراكين في شبه الجزيرة العربية كلها. ونحن نأخذ بالرأيين السابقين، فالمملكة مستقرة جيولوجيًّا، ومعظم براكينها من النوع الخامد والذي لم يَثُرْ منذ ملايين السنين، ولا توجد أي دلالة أو مؤشرات على ثورانها منذ زمن بعيد، هذا من جانب البراكين على طول امتداد السلسلة الجبلية. وفي المقابل -وعلى رأي الفريق الآخر- فهي غير مستقرة، لأنها مجاورة لمنطقة تصدع وحافة بحرية تمثلها قاعدة البحر الأحمر، حيث يمثّل البحر منطقة ضعف للقشرة الأرضية، يصاحب هذا الضعف حركة للألواح البنائية التي تتمثل في حركة ضغط الصحيفة الإفريقية الرئيسية على صحيفة شبه الجزيرة العربية الفرعية -وهي حركة في عكس اتجاه عقارب الساعة- ممّا يساعد في نشأة الحركات الزلزالية في المنطقة. والزلازل تنشأ في منطقتين فقط، المنطقة الأولى: مناطق الضعف في القشرة الأرضية عند التقاء الحافة المحيطية مع الحافة القارية، والمنطقة الثانية: في مناطق التضرس العظمى حيث تواجد السلاسل الجبلية الكبرى، والتي تتأثر بحركة الصفائح الأرضية، وهذا ما أثبته القرآن العظيم.





زلزال مدينة العيص

منطقه العيص تبعد عن محافظة ينبع البحر 135 كيلو شمالاً.

اخر نشاط بركان بالمنطقة حدث قبل 2700 سنه تقريبا حسب هيئة المساحة الجيولوجية بالسعوديه .

صورلطبيعة الأرض في قرى العيص










أرجعت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية النشاط الزلزالي ـ الذي شهدته ولازالت قرى العيص غرب المدينة المنورة إلى حشود بركانية في مناطق الحرات، وأشارت الهيئة إلى أن هذا النشاط لازال مستمرا، وأنها تعمل على توفير البيانات الجيولوجية والشواهد العلمية لمتابعة هذا النشاط، كما تواصل التنسيق وإبلاغ الدفاع المدني بالهزات، غير أن الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في المدينة المنورة ـ الذي وصف هزات الأمس بأنها الأقوى ـ نفي بشدة ورود أي بلاغ من الهيئة حول هذه الهزات.

وقد شهدت قرى العيص في الآونه الأخيره هزات أرضية «غرب المدينة المنورة».

مشاهد من بعد عن الزلزال الذي ضرب قرى العيص










وفي تعليقه على ما شهدته المنطقة، أكد مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس هاني بن محمود زهران لـ «عكاظ»، حدوث هزات أرضية شعر بها أهالي العيص يومي الخميس والجمعة الماضيين، مشيرا إلى أن النشاط الزلزالي في حرة الشاقة «لونيير» بدأ اعتبارا من يوم 22 من الشهر المنصرم الموافق 18/4/2009 م، وما زال هذا النشاط مستمرا حتى الآن لكنه بدا ضعيفا، وقد تراوحت قوى الهزات المسجلة ما بين 0.78 إلى أقل من درجتين على مقياس ريختر، ثم بدأ النشاط في الزيادة بشكل ملحوظ من حيث العدد والقوة، حيث بلغ أقصى قدر زلزالي خلال الفترة السابقة وحتى الآن 3.7 درجات على مقياس ريختر خلال الأيام الماضية، وقد بلغ عدد الهزات ما يزيد عن 1200 هزة أرضية، ولكن غالبيتها العظمى ضعيفة جدا، وقد شعر المواطنون بـ 6 هزات أرضية منها في قريتي هدمة والقراصة، و كل من هجرة العميد، الفرع، والسهلة ، وعلى الفور أبلغت الهيئة الجهات ذات الصلة، ومنها المديرية العامة للدفاع المدني.


ووضح المهندس زهران أن الهيئة سارعت منذ بداية النشاط الزلزالي بإرسال الفرق الفنية المتخصصة؛ لإجراء قياسات حرارية في المنطقة، لمعرفة هل هناك علاقة بين النشاط الزلزالي والنشاط الحراري في حرة الشاقة، كما قامت الهيئة بإنشاء وتركيب وتشغيل محطة رصد زلزالي في منطقة النشاط الزلزالي خلال الأيام القليلة الماضية، إضافة إلى محطات الشبكة الوطنية؛ وذلك لزيادة قدرة المحطات في تسجيل الهزات الأرضية الضعيفة وكذا زيادة الدقة في معاملات الزلازل المسجلة والمحللة في محطات الشبكة الوطنية، مؤكدا أن الهيئة لازالت تتابع هذا النشاط عن كثب من خلال المتابعة المستمرة على مدار الأربع والعشرين ساعة والتبليغ الفوري لمديرية الدفاع المدني، انطلاقا من حرص الهيئة على سلامة المواطنين وبث روح الطمأنينة بينهم، معربا عن شكره لمسؤولي الدفاع المدني على هذا التنسيق الرائع مع الهيئة منذ بداية النشاط الزلزالي في حرة الشاقة.

وأضاف أن الهيئة تعمل حاليا على تجميع وتوفير كافة البيانات سواء الجيولوجية والتركيبية أوالقياسات الحرارية المستمرة، وكذا الشواهد العلمية في المنطقة للربط بينها جميعا؛ لفهم طبيعة هذا النشاط ومدى ارتباطه بالنشاط البركاني لحرة الشاقة، حيث تعتبر هذه الحرة من أحدث الحرات التي ثارت حديثا، مشيرا إلى أن هذا النوع من النشاط عادة ما يحدث في مناطق الحرات البركانية، نتيجة حركة الصهارة تحت السطحية، وهو ما يسمى بالحشود البركانية.

أفادت الأنباء القادمة من قريةالعيص بوقوع هزات أرضية وأكدت المصادر الأولية أن عدد الهزات مايقارب الـ ( 960 ) و قوتة 4,2 بمقياس رختر وقد سمعت اصوات دوي الهزات الارضية بالعيص وببعض القرى المجاورة وانتاب السكان قلق من عدم التوضيح او التطمين من الجهات المسئوله او تحركها حيث ذكر شهود أعيان أن تم الالتقاء بهم اليوم بالعيص وافادو بانهم سمعو اصوات تشبه اصوات الرعد في وقت متاخر من الليل في الساعه الثانية صباحا مما اقلقهم عن النوم لاستمرار الصوت وقد ذكرو بأن ذلك تكرر يوم السبت الساعه العاشره والنصف صباحا مع وجود ارتجاج للابواب والنوافذ وفى قرية المرامية تم انهيار هنقر كبير صباح اليوم بسبب الهزات القوية .

سمع في تمام الساعة الثالثة من عصر يوم السبت 07/05/1430هـ صوت يشبه صوت الرعد وهزات

شعر بها الاهالي حسب شهود عيان وقد وقعت أكثر من هزة بالمنطقة المسماة هدمة

تفيد المصادر الواردة من العيص أنة تم سماع الصوت في اماكن كثيره وخاصة فى الأماكن التالية ( مصادر- والحجر- وملح وقد تم سماعها حوالي الساعة التاسعه مساء بصوت واضح وتفيد المصادر بأن قوتة 4,2 بمقياس رختر ..

وقد تعرضت منطقة العيص التابعة لمنطقة المدينة المنورة إلى هزات أرضية بشكل متكرر وحسب بيان هيئة المساحة الجيولوجية بأن الجزء الشرقي لـ(حرة لونير) والتي تقع شمال منطقة العيص قد تعرضت إلى هزات أرضية بشكل متكرر تم تسجيل أقوى هزه بـ 2.3 درجة حسب مقياس ريختر ، وبناء على البيان فإن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية قد بدأت بتكوين غرفة للعمليات لرصد نشاط الهزات الأرضية والتي بدأت بالتناقص حسب البيان وما زال فريق العمل يجري متابعته للمنطقة وتسجيل كافة النشاطات على مدار 24 ساعة .

ازداد الأمر تعقيدًا، وأصبح الوضع محيّرًا حول الهزات الأرضية التي ضربت -وما زالت تضرب- منطقة العيص، هزات زلزالية ضعيفة لم يتجاوز معظمها (3,6) على مقياس ريختر، ولكن الضربات الأخيرة وصلت في يوم الثلاثاء 19 مايو 2009م، شدتها إلى ( 5,39)، ممّا رفع درجة الخوف من العواقب التي قد تنتج من انهيارات للمنازل، أو مصاحبة ثورانات بركانية لهذه الزلازل، لاسيما وأن المنطقة يوجد بها طفوح بركانية (تكوينات لابية)، وحرّات قديمة تغطي معظم أجزائها. أمّا مركز العيص؛ فما يحدث فيها ليس بمستغرب في منطقة ذات نشأة تصدعية، وهو باختصار نتاج أو محصلة لكل هذه المعطيات سابقة الذكر، من ضعف في القشرة، وحركة للصفائح، مع وجود السلسلة الجبلية بجوار بحر ذي نشأة انكسارية، مع حركة الصهير التي تحدث نتيجة لتيارات الحمل الحرارية من باطن الأرض، والتي تأخذ دورتها على فترات متباعدة من السنين، ثم تخمد وتنتهي، ولكن إذا وجدت الفواصل والشقوق فربما تظهر على السطح في شكل ثوران بركاني، والذي نشك في حدوثه حاليًّا، لكن تظل قدرة الله فوق كل شيء. وقد ذكر بعض الذين تطرقوا لهذا الموضوع -في الصحف المحلية- بأن المملكة ضمن الحزام الناري!! وهذا غير صحيح، لأن منطقة الحزام الناري، أو (الحلقة النارية)، تقع في شمال المحيط الهادي، وتشمل بعض الجزر المحيطية، ومناطق أقواس الجزر، والذي تُعتبر معظم براكينها من النوع النشط والثائر في معظم الأحيان، والمملكة العربية السعودية بل شبه الجزيرة العربية كلها بعيدة كل البعد عن هذا الحزام الناري الذي ذكر. إن جميع المؤشرات الطبيعية تشير إلى عدم إمكانية حدوث ثوران بركاني في منطقة العيص، ولو حدث -لا سمح الله- فهي منطقة بركانية أصلاً، ومخاريطها البركانية وحراتها ماثلة للعيان، كما توجد بها حرة (لونير) وأذرعتها الممتدة من العيص حتى سواحل البحر الأحمر على شواطئ محافظة أملج، وهي حرة مزدوجة من حيث طفوحها البركانية، فهي مكونة من اللابا الحمضية الغنية بثاني أكسيد السيليكون، وهي لزجة، وبطيئة الحركة، وفاتحة اللون، وأيضًا هناك اللابا القاعدية وفوق القاعدية وهي الفقيرة جدًا في السيليكات، وهي سريعة الجريان، وعالية الانسيابية، وشديدة السواد، وهذه الطفوح فوق القاعدية بالذات يخشى منها على البيوت، والمزارع، وغيرها من منشآت. فبلادنا -إن شاء الله- آمنة، ولكن لا بد لنا من أخذ الأمور بجدية، وتوفير سبل الوقاية أمر مطلوب، مهما بدت التوقعات بعيدة أو مستحيلة، فنحن نتعامل مع الطبيعة والتي يمكن أن يحدث فيها أي شيء وبدون مقدمات. وتُشكر وزارة الداخلية ممثلة في مديرية الدفاع المدني، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجميع القطاعات المشاركة، على متابعة تطورات الحدث، والتعامل السريع مع الوضع القائم وبكل جدية، وتوعية المواطنين المستمرة (بسرعة الإخلاء عند الضرورة، وأخذ الحيطة والحذر)، ووضع جميع الإمكانيات من أفراد وآليات في خدمة سكان المنطقة، كما كان لوزارة الإعلام دور بارز في متابعة الحدث ونقله يوميًّا من خلال قنواتها المختلفة، حيث تعاملت بكل مصداقية مع الواقع، ونقلت أحداثه أولاً بأول، من أجل إيصال المعلومة الصحيحة ومن مصادرها الموثقة لعامة الناس وللمقيمين بالمنطقة وما حولها، وطمأنة الجميع عمّا يحدث على أرض الواقع، وكيفية التعامل مع مثل هذه الأمور التي نادرًا ما تحدث على أرضنا، والتفاعل معها بكل مصداقية بعيدًا عن المبالغة والتهويل..

هذه صور لقرى العيص بعد الزلزال











قالوا عن الزلزال:

سليمان بن حمد العودة

تغيرات مُناخية تمر ببلادنا ، بل ظواهر كونية تعم أرجاء هذا الكوكب .. رياح عاتية ، وسيول جارفة ، وفيضانات مدمرة ، زلازل مرعبة ، وبراكين مخيفه ، تُصحِّر بعد خضرة ، وخضرة ونماء بعد يبس وموات ، حر وبرد ، ونجوم تتعاقب ، وأفلاك تدور ، نفوس تحيا وأخرى تموت .. ولله الأمر من قبل ومن بعد ، وكل شيء هالك إلا وجهه .
وحين يكون حديث الناس – هذه الأيام – الهزات الأرضية في ( العيص ) وما حولها ، فجميل بنا أن نشارك إخواننا همومهم ، وأن ندعو الله أن يؤمن روعهم وأن يحفظ عليهم أمنهم وإيمانهم ويسلم لهم أموالهم وأولادهم وديارهم ..
وجميل كذلك أن نقوم بما نستطيع لمساعدتهم ، ونشكر الدولة حيث اهتمت بشأنهم ، ووفرت البديل المناسب لإيوائهم ، ووفرت لهم حوائجهم .
ولكنا مع هذا وذاك لا بد أن نتأمل في عظيم صنع الله الذي أتقن كل شيء ، ولا بد أن نتذكر قدرة الله حيث بسط الأرض ودحاها ، واخرج منها ماءها ومرعاها ، والجبال ثبتها وأرساها .
يقول الامام ابن القيم رحمه الله : ثم تأمل خلق الأرض على ما هي عليه حين خلقها واقفة ساكنة لتكون مهاداً ومستقراً للحيوان والنبات والأمتعة ، ويتمكن الحيوان والناس من السعي عليها في مآربهم ، والجلوس لراحاتهم ، والنوم لهدوهم ، والتمكين من أعمالهم ، ولو كانت رجرارجة متكفئة لم يستطيعوا على ظهرها قراراً ولا هدوّا ، ولا ثبت لهم عليها بناءً ، ولا أمكنهم عليها صناعة ولا تجارة ولا حراثة ولا مصلحة ، وكيف يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم .. إلى قوله : واعتبر بذلك بما يصيبهم من الزلازل على قلة مكثها كيف تصيرهم إلى ترك منازلهم والهرب عنها ، وقد نبه الله تعالى على ذلك بقوله {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (15) سورة النحل وقوله تعالى {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا ......} (64) سورة غافر {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا ..... } (53) سورة طـه
إلى أن قال : ثم تأمل الحكمة البالغة في ليونة الأرض مع يبسها ، فإنها لو أفرطت في اللين كالطين لم يستقر عليها بناء ولا حيوان ، ولا تمكنا من الانتفاع بها ، ولو أفرطت في اليبس كالحجر لم يمكن حرثها ولا زرعها ولا شقها وفلحها ، ولا حفر عيونها ولا البناء عليها ، فنقصت عن يبس الحجارة وزادت على ليونة الطين فجاءت بتقدير فاطرها على أحسن حال ( ابن القيم : مفتاح دار السعادة 1 / 217 – 218 )
ثم يلفت ابن القيم إلى عجيبة أخرى من عجائب خلق الله في الأرض في مهب الشمال وارتفاعه عن الجنوب حيث قال : ثم تأمل الحكمة البالغة في أن جعل مهب الشمال عليها ارفع من مهب الجنوب ، وحكمة ذلك أن تنحدر المياه على وجه الأرض فتقيها وترويها ثم تفيض فتصب في البحر ، فكما أن الباني إذا رفع سطحاً رفع أحد جانبيه وخفض الآخر ليكون مصباً للماء ولو جعله مستوياً لقام عليه الماء فأفسده ، كذلك جعل مهب الشمال في كل بلد أرفع من مهب الجنوب ولولا ذلك لبقي الماء واقفاً على وجه الأرض فمنع الناس من العمل والانتفاع وقطع الطرق والمسالك وأضر بالخلق ، أفيحسن عند من له مسكة من عقل أن يقول هذا كله اتفاقُ من غير تدبير العزيز الحكيم الذي أتقن كل شيء ( السابق 1 / 218 ) .
يستجيش القرآن العقول بأسئلة متلاحقة تشهد على عظمة الخالق وتفرده بالخلق والتدبير وحده في مشاهد على وجه الأرض يراها العالم والعامي ويقر بها المسلم ولا يستطيع إنكارها الجاحد .
تأملوا في قوله تعالى {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (61) سورة النمل
لقد خاطب القرآن - حين نزوله – قوماً ليس لديهم من العلم والتجربة الحضارية ما يمكنهم من فهم أسرار الأرض وما عليها كلها .. لكنهم كانوا يدركون استقرار الأرض ويستمتعون بما عليها ولا يملكون أن يدّعوا أن أحداً من آلهتهم كان له شرك في خلق الأرض على هذا المنوال ، وهذا وذاك كافٍ لإقامة الحجة ووقوع المعجزة والبرهان .. ويبقى النص القرآني بعد ذلك مفتوحاً لعقول الأجيال تتأمله ، وكلما اتسع علم البشر أدركوا شيئاً من معناه الضخم ، ويتقاصر العلم والعلماء عن إدراك الحقيقة كاملة فضلاً عن عجزهم وتقاصرهم أمام تدبير الله وصنعه جل وعلا ( بتصرف من ظلال القرآن 5 / 2657 ) .
وهنا وقفة: فللمخلوقات طبائع وخصائص غالبة عليها ولكن الله بقدرته يغيره ، وطبيعة النار الإحراق والحرارة ، ولكن الله إذا شاء جعلها برداً وسلاماً كما كانت لإبراهيم عليه السلام ، والبحر شأنه الرطوبة والغرق ولكن الله بقدرته قد يحيله يبساً منجياً كما حصل لموسى ومن معه من المؤمنين ، والشمس عادتها الجري والمسير ولكن الله بقدرته قد يوقفها متى شاء ،وكذلك الأرض فهي ذلول مسيرة بأمر الله حتى يمشي الناس في مناكبها {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا ....ُ } ومن تذليلها وتسخيرها انبساط سطحها ، والهواء المحيط بها مشتمل على العناصر التي تحتاجها الحياة والأحياء وبنسب دقيقة ، وكذلك حجمها وحجم الشمس والقمر وبعدها عنهما ، ودرجة حرارة الشمس ، وسمك قشرة الأرض ، كل ذلك بتقدير العزيز العليم ، ولكن هذه الأرض الذلول قد تثور بأمر الله وتتزلزل فلا يستقر عليها حياة ولا أحياء ، إنها آية من آيات الله يخوف الله بها عباده { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} فهل نتذكر عظمة الله ، وهل نشكره على نعمائه ونعبده في السراء والضراء.

وعلى مدى الزمان واتساع المكان فالأحداث الكونية تتكرر ، والتخويف بالآيات والنذر يتجدد ، ولكن الناس متفاوتون في تعاملهم مع الأحداث ، وفي خوفهم وإنابتهم إلى الله مجري النواميس ومقدر الكائنات .
وفي صفحة من صفحات التاريخ يقص علينا الحافظ ابن كثير رحمه الله نبأ حادثتين كونيتين وقعت إحداهما في بغداد ووقعت الأخرى بالمدينة النبوية ويوصف الرواة مع الحادثتين آثار الدمار وحجم الهلع والأهم موقف المؤمنين تجاه الأحداث الجارية ويقول : في أحداث سنة أربع وخمسين وستمائة " 654 " للهجرة أصاب بغداد غرق عظيم حتى طفح الماء من أعلى أسوار بغداد إليها ، وغرق كثير منها ،ودخل الماء دار الخلافة وسط البلد ، وانهدمت دار الوزير وثلاثمائة وثمانون داراً ، وانهدم مخزون الخليفة ، وهلك من خزانة السلاح شيء كثير وأشرف الناس على الهلاك ، وعادت السفن تدخل إلى وسط البلدة ، وتخترق أزقة بغداد .
وأما المدينة فقد جرى فيها أمر عظيم ، فلما كان بتاريخ الثالث من جمادى الآخرة ليلة الأربعاء ،و من قبلها بيومين عاد الناس يسمعون صوتاً مثل صوت الرعد فانزعج لها الناس كلهم وانتبهوا من مراقدهم ، وضج الناس بالاستغفار إلى الله وفزعوا إلى المسجد وصلوا فيه ، وتمت ترجف بالناس ساعة بعد ساعة إلى الصبح ، وذلك اليوم كله وليلة الخميس كلها وليلة الجمعة ، وصبح يوم الجمعة ارتجت الأرض رجة قوية إلى أن اضطرب منار المسجد بعضه ببعض ، وسمع لسقف المسجد صرير عظيم وأشفق الناس من ذنوبهم ، وسكتت الزلزلة بعد صبح يوم الجمعة إلى قبل الظهر ، ثم ظهرت عندنا بالحرة وراء قريضة من الصبح إلى الظهر نار عظيمة تنفجر من الأرض ، فارتاع الناس لها روعة عظيمة ، ثم ظهر لها دخان عظيم في السماء يتعقد حتى يبقى كالسحاب الأبيض ، ثم ظهرت النار لها ألسن تصعد في الهواء إلى السماء حمراء كأنها القلعة وعظمت وفزع الناس إلى المسجد النبوي ، وكشفوا رؤوسهم وأقروا بذنوبهم وابتهلوا إلى الله تعالى ، وأتى الناس إلى المسجد من كل فج ، وخرج النساء من البيوت والصبيان ، واجتمعوا كلهم وأخلصوا إلى الله وغطت حمرة الناس السماء كلها حتى بقي الناس في مثل ضوء القمر ، وبقيت السماء كالعلقة وأيقن الناس بالهلاك أو العذاب ، وبات الناس تلك الليلة بين مصُل وتالٍ للقرآن وراكع وساجد ، وداعٍ لله عز وجل ، ومتنصل من ذنوبه ومستغفرا ، ولزمت النار مكانها وتناقص تضاعفها ولهيبها ، وصعد الفقيه والقاضي إلى الأمير يعضونه فطرح المكس وأعتق مماليكه وعبيده ، ورد علينا كل مالنا تحت يده ، وعلى غيرنا .. وبقيت النار على حالها وهي كالجبل العظيم أياماً ثم سالت سيلاً إلى وادي أجلين تنحدر مع الوادي ، والحجارة معها تتحرك حتى كادت تقارب حرة العريص ، ثم سكنت ووقفت أياماً ثم عادت ترمي بحجارة خلفها وأمامها حتى بنت جبلين .
إذا كان هذا مختصر وصف الواصفين لهذا الحدث العظيم في المدينة ، فقد عبر عنه بعض شعرائهم فقال :
بقي أن نقول ما هو موقفنا نحن تجاه هذه الأحداث والزلازل والأعاصير ونحوها من آيات الله ؟
هل نراجع أنفسنا .. وهل نتوب إلى بارئنا .. هل نتناصح فيما بيننا والدين النصيحة .. وهي لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ، وهل نعود عن مظالمنا .. هل نعمد إلى الصلاة والذكر والاستفغار إذا حزبنا أمر – كما كان يفعله الصالحون من قبلنا - .
أمر ترانا ننشغل بتحليل الكائنات جيلوجياً فقط .. ويشغلنا مقياس رختر عن مقاييس أخرى ؟؟ ..
إن توجيه القرآن يقول لنا ( فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا .. ) وواعظ القرآن يذكرنا ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ) .
لا ينبغي أن نشمت بأحد ولا نرحل الأخطاء إلى الآخرين .. فكلنا خطاء وكلنا محتاج إلى التوبة والاستغفار والإنابة إلى الله والفرار إليه ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) وإذا أرعبتنا زلازل الدنيا فزلزلة الساعة شيء عظيم وإذا أفزعتنا حمم البراكين فنار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون .
لنعتبر ونتذكر .. ومن تذكر فإنما يتذكر لنفسه .. ومهما طال ليل أو يوم فإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون .. ألا وإن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين .. وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين .. يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ..
رحماك ربي رحماك ، وعفوك وحلمك وأنت أهل العفو والمغفرة .


د. محمود إبراهيم الدوعان

ضعفت الزلازل وهدأت مؤشرات البراكين، ولكن ما زالت الأمور متأرجحة بين استقرارية الأرض من عدمها، وعودة الحدث أمر وارد، لأن استقرارية الأرض تأخذ ردحا من الزمن، حتى تستعيد توازنها، فيجب التريث في عودة النازحين وإن كانوا أشد شوقا للعودة إلى ديارهم ورحالهم ومدارسهم ومساجدهم ومصالحهم وغيرها... ولكن السؤال الذي يشغل بال الكثيرين هو: ماذا فعلنا للمهجّرين من الزلزال والمبعدين قسرا عن ديارهم حفاظا على أرواحهم ومدخراتهم؟ ماذا قدمنا بعد هذه الأحداث المتتالية والتي لا يعلم متى تنتهي إلا الله؟ وما هي الدروس المستفادة من تجربة زلازل العيص، وإمكانية ثوران بركانها الذي كنّا نشك فيه، والحمد لله أنه لم يحدث، ولو حدث فهي ظاهرة شائعة الحدوث في الطبيعة، وتحدث في كثير من المواقع على الكرة الأرضية.
وتجربة زلازل العيص وتوقعات ثوران بركانها تجربة فريدة في حياتنا، واستفدنا منها كثيرا لاسيما بعض المتخصصين في هذا المجال، والذين صبوا جلّ اهتماماتهم البحثية على براكين المدينة المنورة على ساكنها - أفصل الصلاة وأزكى السلام – لأنه أمر بدهي يستحق الدراسة والتأمل، خاصة بعد ثوران بركانها الحديث في عام 654هـ والذي ما زالت آثاره وبقاياه ماثلة للعيان حتى يومنا هذا، ولم يخطر ببالنا أن يحدث ذلك في مناطق الضعف الأخرى من المملكة، لأن معظم براكينها خامدة، ولا يوجد أي مؤشر لثورانها، ولكن هزات العيص المتتالية وتوقعات ثوران براكينها، مع وجود آثار لطفوحها البركانية السابقة في حرة الشاقة وما حولها، قد لفت انتباهنا إلى موضع آخر دلت نشاطاته على عدم الاستقرارية والثبات وعلى طول خط الانكسار الموازي لمنطقة الضعف وللسلسلة الجبلية.
والسؤال المهم حول هذا الموضوع، ماذا استفدنا من تجربة العيص، وما هي استعداداتنا لمواجهة الكوارث الطبيعية ومنها الزلازل والبراكين مستقبلاً؟! هل قيمنا التجربة، وناقشنا مواضيعها في ورش عمل مع الأجهزة المعنية بهذه الكوارث، وما ينجم عنها من أضرار مجتمعية، وبيئية، واقتصادية، على حَدٍّ سواء؟! هل قُدمت تقارير متكاملة للجهات ذات المسؤولية المباشرة، وللقيادات العليا عن الوضع العام في منطقة العيص، مع الإشارة للسلبيات التي واجهت المباشرين للحدث؟ كيف نعمل على سرعة إنجاز بعض الأمور (خاصة المالية)، والتي لا تحتاج إلى تأخير في توفيرها للمتضررين؟
هيئة المساحة الجيولوجية السعودية كان لها دور مهم في رصد الهزات ومتابعتها، ولكن مع فجائية الحدث، وقلة الخبرات، وضعف الإمكانات، كان هناك بعض القصور في نقل المعلومة الصحيحة للجهات الرسمية، وإلى وسائل الإعلام التي تبحث عن المعلومة الموثقة من أي جهة رسمية لتوثيق الحدث، وإيصاله للناس كمعلومة صحيحة مستقاة من مصدر مسؤول؟ كيف نلوم الآخرين في نقل الشائعات وترويجها بين الناس والمبالغة فيها، ونحن نفتقر للمصادر الرئيسة التي يمكن الرجوع إليها للحصول على المعلومة الصحيحة؟ وهذا ينطبق على الدفاع المدني الذي كان له إسهام جيد في مباشرة الحدث في حينه، والتعامل معه بحرفية جيدة، وإن كانت الأحداث أكبر من إمكانياته وطاقاته بكثير، ولكن انجازاته مشكورة.

الأسئلة كثيرة ومتعددة وتحتاج إلى إجابات مقنعة، كما يجب أن نتناول الأوضاع من جميع زواياها بشفافية ومصداقية، حتى نصل إلى حلول جيدة مبنية على الصدق والأمانة وتلافي أوجه القصور – إذا ما حدثت مستقبلاً لا سمح الله - وإذا كان الأمر قد مر هذه المرة بسلام (بدون خسائر في الأرواح والممتلكات)، فهل استفدنا من هذه التجربة الجديدة في حياتنا؟! وهل أعددنا العدة بالدراسة والتقصي وإظهار السلبيات والعمل على علاجها وإصلاحها، وعززنا الايجابيات وعملنا على تحسينها والعمل بها في وقائع أخرى لا قدر الله، بدلا من نسيان الماضي وعدم الاستفادة من هذه التجارب التي سخرها الله لنا من اجل التنبيه وأخذ الحيطة والحذر، والتي ربما لا تتكرر في حياة الإنسان مرة أخرى إلا بعد المئات أو الآلاف من السنين.


المصارد:
1- جريدة (الجزيره-عكاض –اليوم-المدينه)
2- كتاب: الزلازل وتطور وتبدل الأرض في القرآن الكريم تأليف د. شاهر جمال آغا .
3- الانترنت
[/SIZE][/COLOR


توقيع رواية
الحياة أقصر بكثير من كل حلـم رسمناه فـَ‌ أملئها بـِ الأستغفار...!