عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 03-08-2008, 11:47 PM
فـــديـــتـــكـ
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 4770
تاريخ التسجيل : 29 / 7 / 2008
عدد المشاركات : 50
قوة السمعة : 16

فـــديـــتـــكـ بدأ يبرز
غير متواجد
 
Talking مجـــــــمع الأمثال ( بنــي عبـــس )
الباب الأول فيما أوله همزة‏

43- إنَّ الْبَيْعَ مُرْتَخَصٌ وَغَالٍ
قالوا‏:‏ أول مَنْ قال ذلك أُحَيْحَةُ بن الجُلاَح الأوْسِيُّ سيد يثرب، وكان سبب ذلك أن قيس بن زهير العبسي أتاه - وكان صديقا له - لما وقع الشر بينه وبين بني عامر، وخرج إلى المدينة ليتجَهَّز لقتالهم حيث قتل خالدُ بن جعفر زهيرَ بن جَذِيمة، فقال قيس لأحَيْحَة‏:‏ يا أبا عمرو، نُبِّئت أن عندك دِرْعا فبِعْنِيهَا أو هَبْها لي، فقال‏:‏ يا أخا بني عَبْسليس مثلي يبيع السلاح ولا يفضل ‏[‏ص 20‏]‏ عنه، ولَولا أني أكره أن أستلئم إلى بني عامر لوهبتها لك ولحملتك على سَوَابق خيلي، ولكن اشْتَرِها بابن لَبُون فإن البيع مرتخص وغال، فأرسلها مثلا، فقال له قيس‏:‏ وما تكره من استلآمك إلى بني عامر‏؟‏ قال‏:‏ كيف لا أكره ذلك وخالد بن جعفر الذي يقول‏:‏
إذا ما أرَدْتَ العزَّ في دار يثرب * فنادِ بصوتٍ يا أحَيْحَةُ تُمْنَعِ
رأينا أبا عَمْرٍ وأحَيْحَةَ جَارُهُ * يَبيتُ قريرَ العين غيرَ مُرَوّعِ
ومن يأتِهِ من خائِفٍ يَنْسَ خوفَه * ومن يأته من جائِعِ البطنِ يَشْبَعِ
فضائلُ كانت للجُلاَح قديمة * وأكْرِمْ بفَخْرٍ من خصالك أربع
فقال قيس‏:‏ يا أبا عمرو ما بعد هذا عليك من لوم، ولهى عنه‏


الباب السادس فيما أولهحاء‏


1026 - حَسْبُكَ مِنْ شَرِّ سَمَاعُهُ‏.‏
أي اكْتَفِ من الشر بسماعه ولا تُعَاينه، ويجوز أن يريد يَكْفِيك سَمَاعُ الشر، وإن لم تُقْدِمْ عليه ولم تنسب إليه‏.‏
قال أبو عبيد‏:‏ أخبرني هشام بن الكلبي أن المثل لأم الربيع بن زياد العبسي، وذلك أن ابنها الربيع كان أَخَذَ من قيس بن زهير ابن جَذِيمة دِرْعاً، فعرض قيس لأم الربيع وهي على راحلتها في مَسِيرٍ لها، فأراد أن يذهب بها ليرتهنها بالدرع، فقالت له‏:‏ أين عَزَبَ عنك عَقْلُك يا قيس‏؟‏ أترى بني زياد مُصَالحيك وقد ذهبتَ بأمهم يميناً وشمالاً، وقال الناس ما قالوا وشاءوا‏؟‏ وإن حسْبَك من شر سماعه، فذهبت كلمتها مثلا، تقول‏:‏ كَفَى بالمَقَالة عاراً وإن كان باطلا‏.‏
يضرب عند العار والمقالة السيئة، وما يخاف منها‏.‏وقال بعض النساء الشواعر‏:‏ ‏(‏هي عاتكة بنت عبد المطلب، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏التبريزي 2/256‏)‏‏)‏
سَائِلْ بنا فِي قَوْمِنَا * وَلْيَكْفِ مِنْ شَرٍّ سَمَاعُهْ
وكان المفضل فيما حكى عنه يذكر هذا الحديث ويسمي أم الربيع ويقول‏:‏ هي فاطمة بنت الخُرْشُب من بني أنمار بن بَغيض‏.‏ ‏[‏ص 195‏]‏


ما جاء على أفعل من هذا الباب‏


1448- أَدْهَى مِنْ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرٍ‏.‏

هو سيد عَبْس، وذكر من دَهَائه أشياء كثيرة‏:‏ منها أنه مَرَّ ببلاد غَطَفان فرأى ثروة وعديداً، فكره ذلك، فقال له الربيع ابن زياد العبسي‏:‏ إنه يَسُوءك ما يسرُّ الناس فقال له‏:‏ يا ابن أخي إنك لا تَدْرِي أن مع الثروة والنعمة التحاسد والتباغض والتخاذل، وأن مع القلة التعاضد والتوازر والتناصر‏.‏ ومنها قوله لقومه‏:‏ إياكم وصَرَعَاتِ البغي، وفضحات الغدر، وفَلَتَات المزح‏.‏ وقوله‏:‏ أربعة لا يُطَاقون‏:‏ عبد مَلَكَ، ونذل شبع، وأمة ورثت، وقبيحة تزوجَتْ‏.‏ وقوله‏:‏ المنطق مَشْهرة، والصمت مَسْتترة‏.‏ وقوله‏:‏ ثمرة اللَّجَاجة الحيرة، وثمرة العجلة الندامة، وثمرة العُجْب البغضة، وثمرة التواني الذلة‏.


1555- رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً‏.‏

ويروى ‏"‏تَهُبُّ رَيْثاً‏"‏ قاله أبو زيد، ورَيْثاً‏:‏ نصبٌ على الحال في هذه الرواية، أي تهبُّ رائثةً، فأقيم المصدر مقام الحال، وفي الرواية الأولى نصب على المفعول به‏.‏وأول من قال ذلك - فيما يحكي المفضل - مالكُ بن عوف بن أبي عمرو بن عوف بن مُحَلِّم الشَّيْباني، وكان سنان بن مالك بن أبي عمرو ابن عوف بن ملحم شَامَ غَيْماً، فأراد أن يرحل بامرأته خماعة بنت عوف بن أبي عمرو، فقال له مالك‏:‏ أين تظعن يا أخي‏؟‏ قال‏:‏ أطلب موقع هذه السحابة، قال‏:‏ لا تفعل فإنه ربما خَيَّلَتْ وليس فيها قَطْر، وأنا أخاف عليك بعضَ مقانب العرب، قال‏:‏ لكني لست أخاف ذلك، فمضى، وَعَرَضَ له مروان القرظ بن زِنْبَاع بن حُذَيفة العَبْسي فأعجله عنها وانطلق بها وجعلها بين بناته وأخواته ولم يكشف لها سِتْراً، فقال مالك ابن عوف لسنان‏:‏ ما فعلَتْ أختي‏؟‏ قال‏:‏ نفتني عنها الرماح، فقال مالك‏:‏ رُبَّ عجلة تهبُ رَيْثاً، ورب فَرُوقَة يُدْعَى لَيْثاً، ورب غَيْثٍ لم يكن غَيْثاً، فأرسلها مثلا‏.‏ يضرب للرجل يشتدُّ حرصه على حاجة ويخرق فيها حتى تذهب كلها‏.‏
1583- رُبَّ ساعٍ لِقاعِدٍ‏.‏

ويروى معه ‏"‏وآكِلٍ غير حامد‏"‏ يقال‏:‏ إن أول من قاله النابغة الذبياني، وكان وفَدَ إلى النعمان بن المنذر وفودٌ من العرب فيهم رجل من بني عَبْس يقال له شقيق، فمات عنده، فلما حبا النعمانُ الوفودَ بعث إلى أهل شقيق بمثل حِباء الوَفْد، ‏[‏ص 300‏]‏ فقال النابغة حين بلغهُ ذلك‏:‏ ربَّ ساعٍ لقاعد، وقال للنعمان‏:‏
أبقيْتَ للعَبْسِيِّ فَضْلاًونعْمَةً * ومَحْمَدَةً من باقيات المَحَامِدِ
حباء شقيق فَوْقَ أعْظُمِ قَبْرِهِ * وكان يُحْبَى قبلَه قبرُ وافِدِ
أتى أهْلَهُ منه حِبَاءٌ ونعمة * ورُبَّ امرئ يَسْعَى لآخَرَ قَاعِدِ

الباب الثاني عشر : فيما أوله زاي

*3* ما جاء على أفعل من هذا الباب‏

1870- أَسْرَعُ مِنَ حُدَاجَةَ‏.‏
هو رجل من عَبْس بعثته بنو عَبْس ‏[‏ص 348‏]‏ حين قتلوا عمرو بن عمرو بن عدس - إلى الربيع بن زياد ومَرْوان بن زِنْبَاع ليُنْذِرَهُما قبل أن يبلغ بني تميم قتلُ صاحبهم فيغتالوهما فكان أسْرَعَ الناسِ، فضُرِبَ به المثل في السرعة‏

الباب الثالث عشر : فيما أوله سين
3**ما جاء على أفعل من هذا الباب
2033- أشأمُ مِنْ دَاحِسٍ‏.‏

وهو فرس لقَيْس بن زُهَير العَبْسِي، وهو داحس بن ذي العُقَّال، وكان ذو العُقَّال فرساً لحَوْطِ بن جابر ‏(‏في القاموس ‏"‏حوط بن أبي جابر‏"‏‏)‏ بن حُمَيْرَي بن رياح بن يَرْبُوع بن حَنْظَلة، وكانت أم داحس فرسا لِقِرْوَاش بن عَوْف بن عاصم بن عبيد بن يربوع يقال لها جَلْوَى، وإنما سمي داحسا لأن بني يربوع احتملوا سائرين في نُجْعَةٍ لهم، وكان ذو العُقَّال مع ابنتي حَوْط بن جابر ‏(‏في القاموس ‏"‏حوط بن أبي جابر‏"‏‏)‏ يَجْنُبانه، فمرَّتْ به جَلْوى، فلما رآها ذو العُقَّال وَدَى، فضحك شابٌّ منهم، فاسْتَحْيَتِ الفتاتان، فأرسَلَتَاهُ فنَزَا على جَلْوَى فوافق قبولها فأقصت ثم أخذه لهما بعض رجال القوم، فلحق بهم حوط - وكان رجلا سيء الخلق - فلما نظر إلى عين فرسه قال‏:‏ واللّه لقد نزا فَرَسِي فأخْبِرَاني ما شأنه، فأخبرتاه بما كان، فنادى‏:‏ يال رياح، واللّه لا أرضى حتى آخذ ماء فرسي، قال بنو ثعلبة‏:‏ واللّه ما استكرهْنَا فرسَك وما كان إلا منفلتا، قال‏:‏ فلم يزل الشر بينهم حتى عَظُم، فلما رأوا ذلك قالوا‏:‏ ما تريدون يابني رياح‏؟‏ قالوا‏:‏ فدونكم الفرس، فسطا عليها ‏[‏ص 380‏]‏ حَوْط وجعل يَدَه في ماء وملح ثم أدخلها في رحمها ودَحَسَ بها حتى ظن أنه فَتَحَ الرحم وأخرج الماء، واشتملت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرْوَاش بن عوف داحساً، فسمي داحساً لذلك، والدَّحْس‏:‏ إدخال اليد بين جلد الشاة ولحمها حين يسلخها، ثم رآه حَوْط فقال‏:‏ هذا ابن فرسي، فكرهوا الشر، فبعثوا به إليه مع لَقُوحَيْن ورواية من لبن، فاستحيا فردَّه إليهم وهو الذي ذكره جرير حيث يقول‏:‏
إن الجِيَادَ يَبِتْنِ حول قِبَابِنَا * من آل أَعْوَجَ أو لذي العُقّالِ

الباب الثامن عشر : فيما أوله عين

2605- أَعَزُّ مِنْ مَرْوَانِ القَرَظِ

هو مروان بن زِنْبَاع العبسي، وكان يَحْمي القرظ لعزه، ويقَال‏:‏ بل سمى بذلك لأنه كان يغزو اليمن وبها منابتُ القَرَظِ، ووَصِفَ مروان للمنذر بن ماء السماء، فاستوفده عليه، فَقَال له، أنت مع ما حُبِيتَ به من العز في قومك، كيف عِلْمُكَ بهم‏؟‏ فَقَال أَبَيتَ اللعن، إني إن لم أعلمهم لم أعلم غيرهم، قَال‏:‏ ما تقول في عبس‏؟‏ قَال‏:‏ رمح حديد، إن لم تطعن به يطعنك، قَال‏:‏ ما تقول في فَزَارة، ‏؟‏ قَال‏:‏ وادي يحمى ويمنع قَالَ فما تقول في مرة قَال‏:‏ لا حُرَّ بوادي عَوْف، قَال‏:‏ فما تَقول في أَشْجَع‏؟‏ قَال‏:‏ ليسوا بِدَاعِيكَ ولا بِمِجيبيك، قَالَ فما تقول في عبد الله بن غَطَفَان‏؟‏ قَال‏:‏ صُقُور لا تصيدك‏:‏ قَال‏:‏ فما تقول في ثعلبة بن سعد‏؟‏ قَال‏:‏ أصواتٌ ولا أنيس‏.‏‏[‏ص 45‏]‏


الباب الحادي والعشرون : فيما أوله قاف

2878- قَدْ قِيلَ ذَلِكَ إنْ حَقَاً وإنْ كَذِباً
قَالوا‏:‏ إن أولَ من قَال ذلك النعمانُ بن المنذر اللَّخمىُّ للربيع بن زياد العبسي، وكان له صديقاً ونديماً، وإن عامراً مُلاَعِبَ الأسِنَّةِ وعَوف بن ابن الأحوص وسُهَيلَ بن مالك ولبيدَ بن رَبيعةَ وشَمَّاساً الفَزَاري وقلابة الأسَدِى قَدِمُوا على النعمان، وخَلَّفُوا لَبِيداً يرعى إبلهم، وكان أحْدَثهم سِنّاً، وجعلوا يَغْدُونَ إلى النعمان ويرحون، فأكرمَهُم وأحْسَنَ نُزُلَهم، غيرَ أن الربيع كان أعظمَ عنده قَدْراً، فبَينما هم ذاتَ يوم عند النعمان إذ رجز بهم الربيعُ وعابَهُم وذكرهم بأقبح ما قَدَرَ عليه، فلما سمع القومُ ذلك انصرفوا إلى رِحَالهم، وكل إنسانٍ ‏[‏ص 103‏]‏ منهم مُقْبِلٌ على بَثِّه، ورَوَّحَ لبيد الشَّوْل، فلما رأى أصحابه وما بهم من الكآبة سألهم‏:‏ مالكم‏؟‏ فكتَمُوه، فقال لهم‏:‏ والله لا أحفظُ لكم مَتَاعاً ولا أسْرَحُ لكم إبلاً أو ْتُخْبِرُونى بالذي كنتم فيه، وإنما كَتَمُوا عنه لأن أم لبيدٍ امرَأة من عَبْس، وكانت يتيمة في حَجْرِ الرَّبيع، فَقَالوا‏:‏ خَالُكَ قد غَلَبَنَا على الملك وصَدَّ بوجهه عنا، فَقَال لبيد‏:‏ هل فيكم مَنْ يكفيني وتُدْخِلُونني على النعمان معكم‏؟‏ فواللاَّتِ والْعُزَّى لأَدَعَنَّهُ لا ينظر إليه أبداً، فخلفوا في إبلهم قلابة الأسدى، وقَالوا لبيد‏:‏ أوْعندك خير‏؟‏ قَال‏:‏ سترون، قَالوا‏:‏ نَبُلُوك في هذه البَقْلضة، لبَقْلَةٍ بين أيديهم دَقِيقَة الأغصان قليلة الأوراقَ لاصقة بالأرض تدعى التَّرَبَةُ صِفْهَا لنا واشْتُمْهاَ، فقال‏:‏ هذه التربة التي لا تُذْكِى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تَسُرُّ جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كَليل، وخيرها قليل، شَرُّ البقول مَرْعى، وأقصرها فَرْعا، فَتَعْساً لها وجَدْعا، القَوابى أخا عبس، أردُه عنكم بتَعس، وأدعه من أمره في لَبْس، قَالوا‏:‏ نُصْبِحُ فنرى رَأينَا، فَقَال لهم عامر‏:‏ انظر هذا الغلام، فإن رأيتموه نائما فليس أمره بشَيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويَهْذِى بما يَهْجِس في خاطره، وإن رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم، فرمَقُوه، فرأوه قد رَكِبَ رَحْلا حتى أصبح، فخرج القومُ وهو معهم حتى دخلوا على النعمان وهو يتغدَّى والربيعُ يأكل معه، فَقَال لبيد‏:‏ أبيتَ اللَّعن‏!‏ أتأذن لي في الكلام‏؟‏ فأذن له، فأنشأ يقول‏:‏
يَارُبَّ هَيْجَا هيَ خَيْرٌ مِنْ دَعَهُ * أكُلَّ يَوْمٍ هامتي مُقَرَّعَهْ
نَحْنُ بَنُو أمِّ البَنِينَ الأرْبَعَةْ * وَنَحْنُ خَيْرُ عامر بنِ صَعْصَعهْ
المُطْعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ * وَالضَّارِبُونَ الهَامَ تَحْتَ الخَيضَعَهْ
يا واهبَ الخَيْرِ الكَثِيرِ مِنْ سَعَهْ * إليكَ جَاوَزْنَا بلاداً مَسْبَعَهْ
نُخْبر عَنْ هذَا خَبِيراً فَاْسمَعَهْ * مَهْلاً أبيْتَ اللَّعْنَ لاَ تَأْكُلْ مَعَهْ
إنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ * وَإنَّهُ يُدْخِلُ فِيهَا إصْبَعَهْ
يُدْخِلُها حَتَّى يُوارِى أشْجَعَهْ * كأنَّهُ يَطْلُبُ شَيئاً أْطْمَعَهُ
ويروى ‏"‏ضَيَّعَهْ‏"‏ فلما سمع النعمانُ الشعرَ أفَّفَ، ورفع يَدَه من الطعام، وقَال للربيع‏:‏ أكذاك أنت‏؟‏ قَال‏:‏ لا، واللاتِ لقد كَذَبَ ابنُ الفاعلة، قَال النعمان‏:‏ لقد خَبُثَ علىَّ طعامي، فغضب الربيع وقام وهو يقول‏:‏ ‏[‏ص 104‏]‏
لئن رَحَلْتُ رِكَابِى إنَّ لي سَعَةً * مَا مِثْلُها سَعَةٌ عَرْضَاً وَلا طُولاَ
وَلَوْ جَمَعْتُ بنى لخمٍ بأسْرِهم * مَا وَازَنُوا رِيشةً مِنْ ريشِ سَمْوِيلاَ
فَابْرقَ بأرضكَ يانعمانُ مُتَكِئاً * مَعَ النَّطَاسِىِّ طَوْرَاً وَابنِ توفيلا
وقَال‏:‏ لا أبرحُ أرضَكَ حتى تبعثَ إلىَّ مَنْ يفتشني فتعلم أن الغلام كاذب، فأجابه النعمان‏:‏
شَرِّدْ بِرَحْلِكَ عَنِّى حَيثُ شِئت وَلاَ * تُكْثِرْ عَلَىَّ وَدَعْ عَنْكَ الأبَاطِيلاَ
فَقَدْ رٌميتَ بِداءٍ لسْتَ غاسِلَهُ * مَا جَاوَزَ النِّيلَ يَوْماً أهْلُ إبليلاَ
قَدْ قيلَ ذلِكَ إن حَقّاً وإنْ كَذِباً * فَمَا اعْتِذَارُكَ مِنْ شَيء إذا قيلاَ
قوله ‏"‏بنو أم البنين الأربعة‏"‏ هم خمسة‏:‏ مالك بن جعفر مُلاعب الأسنة، وطُفيل بن مالك أبو عامر بن الطفيل، وربيعة بن مالك، وعُبَيْدة بن مالك، ومُعَاوية بن مالك، وهم أشراف بنى عامر، فجعلهم أربعة لأجل القافية‏.‏
و ‏"‏سمويل‏"‏ أحَدُ أجداد الربيع، وهو في الأصل اسم طائر‏.‏
وأراد بالنطاسى روميا يُقَال له سرحون ‏"‏وابن توفيل‏"‏ رومى آخر كانا يُنَادمان النعمان‏.‏
يتبـــــــــــــــــــع ...