تطلعت إليه من خلف نافذتها تستر عنه وجهها بقليل من الخوف والرجاء
همست له••••
أتذكرُ حينَ أتيتني محمّلاً بورودكَ الكثيرة ؟ كنتَ تُخفي عنّي جُرحكَ لأنّك كنتَ تعلمُ أنَّ كلَّ ما سبقكَ إلى روحي قد جرحني , الصّداقة ....الحرف .... العتب....و حتّى الوطن ..
لذا كنتَ تتعمّدُ أن تظهرَ أمامي بمظهرِ القادرِ على تحمّل الصّدمات , كنتَ قويّاً - أمامي - بالدّرجةِ الكافية لتقنعني بأنَّ القلبَ لا زالَ ينبضُ "بي"رغمَ دمهِ المتضاءل !
لا أعلمُ لمَ شعرتُ يومها بأنّ ذاكَ المتورّد على وجنتيكَ كانَ ندبةً لجرحٍ كنت أنا السبب فيه؟!!,
كلُّ محاولاتِ الفرحِ و الخجلِ لاغلاقه , كانَت توحي لي بأنّهُ نتاجَ جراحٍ كثيرة لا زلتَ تحاولُ رتقها مع كلِّ قلب !.
كنتُ اعلمُ أنَّ و جعي و ذاكرتي سيفعلانِ الشّيءَ ذاتَهُ , قد يمسّانِ جرحكَ و قد يعاودانَ فتحهُ من جديد , ثمَّ سيعودانِ إليكَ بذاتِ اللهفةِ و البكاء , لتمسحَ رأسي و أثقُ أنّكَ لم تبرح قلبي مُذ عانقتَ أوّل نبضهِ .. !