شعر يدعو لعزة النفس ( عنترة بن شداد )
لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ =ولا ينالُ العلى من طبعهُ الغضبُ
ومن يكنْ عبد قومٍ لايخالفهمْ = إذا جفوهُ ويسترضى إذا عتبوا
قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُمُ =واليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّما نُكِبُوا
لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا = منَ الأكارمِ ما قد تنسل ُالعرب
ُ
لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسبٌ =يَوْمَ النِّزَالِ إذا مَافَاتَني النَسب
ُ
إن كنت تعلمُ يا نعمانُ أيُّ فتى ً = يَلْقى أخاك الَّذِي قَدْ غرَّهُ العُصَب
ُ
فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِماً = وَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْحِ مُخْتَضِب
ُ
إنْ سلَّ صارمهُ سالت َمضاربهُ = وأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُب
ُ
والخَيْلُ تَشْهَدُ لي أَنِّي أُكَفْكِفُهَا = والطّعن مثلُ شرارِ النَّاريلتهب
ُ
إذا التقيتُ الأعادي يومَ معركةٍ = تَركْتُ جَمْعَهُمُ المَغْرُور يُنْتَهَب
ُ
لي النفوسُ وللطّيرِاللحومُ =وللـوحْشِ العِظَامُ وَلِلخَيَّالَة السَّلَب
ُ
لا أبعدَ الله عن عيني غطارفةً = إنْساً إذَا نَزَلُوا جِنَّا إذَا رَكِبُوا
أسودُ غابٍ ولكنْ لا نيوبَ لهم = إلاَّ الأَسِنَّة ُوالهِنْدِيَّة ُ القُضْب
ُ
تعدو بهمْ أعوجيِّاتٌ مضَّمرةٌ = مِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَبب
ُ
ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقاً = بالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّبب
ُ
فالعميْ لو كانَ في أجفانهم ْنظروا = والخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا
والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لي = والضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُبُ