حقق رجال العاصمة مدريد الإعجاز وقلبوا تخلفهم أمام إسبانيول إلى فوز رائع ومثير في مباراة ملحمية بطولية أداها الفريقان برجولية واقتدار, ليتبوؤا الصدارة مؤقتاً, في حين حقق فرسان إشبيليه انتصاراً مستحقاً على ضيفهم ريكرياتيفو هويلفا أبقوا من خلاله الدوري الإسباني تحت نار غالية جداً.
ورفع ريال مدريد بفوزه هذا رصيده إلى ست وستين نقطة متقدماً بفارق نقطة واحدة عن برشلونة الذي يملك برصيده خمس وستين نقطة ويلعب الأحد أمام ريال بيتيس على أرضه تحت شعار "لا بديل عن الفوز" أما إشبيليه فبقي ثالثاً برصيد أربع وستين نقطة.
موقعة البرنابيو لرجال كابيلو
صوّب فابيو كابيلو دهاءه الكروي, وإن متأخراً, فنجح فريقه في تحويل تخلفه الفني والتهديفي 1-3 في الشوط الأول, إلى فوز في الثاني 4-3 على ضيفه إسبانيول, مما وضعه مؤقتاً على قمة الـ"ليغا", وذلك بعد المباراة التي جرت ضمن المرحلة 34 من الدوري الإسباني.
افتتح إسبانيول التسجيل في الدقيقة 15 عبر لاعبه الأورغواياني باندياني الذي ضاعف الغلة في الدقيقة 27, ثم قلّص رود فان نيستلروي النتيجة في الدقيقة 29, قبل أن يسجل باندياني الهاتريك في الدقيقة 34, لكن الـ"ريال" عاد في الشوط الثاني فقلّص عبر راؤول غونزاليس في الدقيقة 48 وعادل عبر رييس في الدقيقة 57, ثم أحرز الفوز عبر الأرجنتيني هيغوين في الدقيقة 88.
استحوذ لاعبو ريال مدريد على مجريات الشوط الأول إلا أنهم لم يكونوا الأفضل فوقعوا في سلسلة من الأخطاء الدفاعية استثمرها على أفضل ما يكون لاعبو إسبانيول وتحديداً نجمهم الأورغواياني الهداف باندياني صاحب الثلاثية في هذا الشوط.
وظهر على رجال كابيلو بعض التفكك فوقعوا في الهفوات ودفعوا ثمن التلكؤ في وسط الملعب وعجز البرازيلي روبرتو كارلوس عن تغطية جبهته كما يجب, نتيجة تقدمه المتكرر, فتفوق عليه بشكل واضح النفاثة بيريز روفيتي الذي صنع أول إصابتين لفريقه بشكل صاعق.
أولى الفرص لاسبانيول تزامنت مع أولى الأهداف إذ استخلصوا الكرة في وسط الملعب في الدقيقة 15 وانطلقوا في مرتدة رائعة استلمها روفيتي في وسط الملعب ثم انطلق وحيداً على الجبهة اليمنى وعكس عرضية أرضية ممتازة تابعها بسهولة والتر باندياني في شباك الحارس كاسياس.
وبعد فرصة خطرة للمالي ديارا برأسه نجح إسبانيول في الدقيقة 27 في مضاعفة غلته وغلة فريقه إثر هجمة مرتدة سريعة عكس فيها روفيتي عرضية رائعة قابلها بمهارة ولا أروع باندياني من اللمسة الأولى على الطائر واضعاً الكرة في سقف شباك الفريق الملكي معلناً تقدم فريقه بثنائية وسط ذهول مدريدي واضح.
ولم تكد تمر دقيقتان على الهدف الثاني للضيوف حتى قلّص المدريديون الفارق في الدقيقة 29 إثر عرضية من راؤول عكسها كارلوس لفان نيستلروي المتربص أمام المرمى والذي سجل منها هدفاً بمهارة عالية وقلّص النتيجة معيداً الأمل لفريقه من جديد.
لكن باندياني أبى السكوت على هدف المضيف فجاء الرد سريعاً في الدقيقة 34 نتيجة سوء تغطية دفاعية مرة أخرى نجح خلالها المغربي موحا في تمرير الكرة للاورغواياني, المشكوك في قانونية وضعه, والأخير لم يتوان في إعادة الفارق إلى هدفين بركنه الكرة في شباك ريال مدري بعيداً عن متناول كاسياس.
في الشوط الثاني لم يكن العقل المّدبر كابيلو قد فقد الثقة في فريقه وفي العودة, وهو الذي تخطى كل الصعوبات والضغوط منذ بداية الدوري, فقام بالزج برييس في الدقيقة 46 آملاً بتحسن دفاعي وهجومي يكفّر به عما ارتكبه من خطأ تكتيكي في الشوط الأول.
وبالفعل نجح ريال سريعاً في العودة بدايةً عبر نجمه الذهبي الثعلب راؤول غونزاليس الذي وصلته في الدقيقة 48 كرة بدأت عند روبرتو كارلوس ثم عكسها بمنتهى الحرفنة فان نيستلروي لراؤول الذي روّض وسدد أرضية صاروخية اخترقت مرمى الحارس الكاميروني كاميني لتتقلص النتيجة إلى فارق هدف واحد.
ولم يكد يمر ثماني دقائق على هدف راؤول حتى جاء الفرج عن طريق البديل خوان أنطونيو رييس الذي نجح في استثمار خطأ قاتل من الحارس كاميني الذي أساء تشتيت الكرة بشكل جيد بعد اصطدامه بدفاعه فنجح رييس بمهارة عالية في تصويب الكرة من حافة المنطقة, بوجه قدمه, فتهادت إلى الشباك الخالية ليعود ريال مدريد من بعيد جداً إلى أجواء اللقاء.
ومر الوقت طويلاً دون أن ينجح أي من الفريقين في تسجيل إصابة تفوق مع تحسن ملحوظ لأبناء العاصمة الإسبانية الذين هبط مردودهم البدني لكنهم أثبتوا عن حق جدارتهم بلقب الفريق الملكي عندما نجحوا في الدقيقة 88 عبر الأرجنتيني الموهوب هيغوين في تسجيل هدف اعتلاء القمة عندما تبادل الأخير الكرة مع رييس فانفرد وأودع كرة عانقت الشباك وعانقه رفاقه إثرها وسط فرحة جنونية عمت سانتياغو برنابيو, وبثت القلق دون شك في مقاطعة كاتالونيا.
فوز غالي لفرسان إشبيليه
لم يخيب إشبيليه جماهير ملعب رامون سانشيز وحقق فوزاً عزيزاً على ضيفه ريكرياتيفو هويلفا بهدفين مقابل واحد, فواصل بهذه النتيجة مطاردة ريال مدريد وبرشلونة الذي بات مطالباً بالفوز ولا شيء آخر في لقائه الأحد على أرضه مع ريال بيتيس.
افتتح إشبيليه التسجيل في الدقيقة الثالثة عشرة عبر الإيطالي إنزو ماريسكا وضاعف النتيجة في الدقيقة الواحدة والثمانين عبر البرازيلي لويس فابيانو من ضربة جزاء, قبل أن يسجل خيسوس فاسكيز من ضربة جزاء أيضاً هدف الشرف لفريقه في الدقيقة 88.
بدأ إشبيليه المباراة بخطة 4-4-2 وفيها أسند خواندي راموس مهمة الهجوم لنجميه البرازيلي لويس فابيانو والروسي ألكسندر كيرزاكوف, في ظل غياب لهدافه المالي فريديريك كانوتيه, في حين كان نفاثتيه دانييل ألفيس وخيسوس نافاس على الموعد حاضرين أما ريكرياتيفو فلجأ إلى التكتيك الفني نفسه.
تقاسم الفريقان الخطورة في الشوط الأول مع أفضلية في الاستحواذ من إشبيليه الذي شرع مبكراً في تهديد مرمى ضيفه في الدقيقة الثانية عبر صاروخية من لويس فابيانو من حافة المنطقة بدت ذاهبة لمعانقة الشباك لولا تدخل في اللحظة الحاسمة من الحارس برتراند لاكويت.
وسنحت عدة فرص للطرفين للخروج بنتيجة أكبر من التي آلت إليها الخمس والأربعين دقيقة الأولى لكن رعونة المهاجمين وتعملق الحارسين حالت دون مضاعفة النتيجة لأصحاب الأرض, أو لضيوفهم الذين أضاعوا أكثر من مناسبة خطرة للتعديل.
ونجح إشبيليه في استثمار إحدى فرصه في الدقيقة الثالثة عشرة عندما أمعن دفاع ريكرياتيفو في تشتيت إحدى الكرات فخطفها رجال راموس وبنقلتين سريعتين وصلت الكرة إلى الإيطالي إنزو ماريسكا المتربص على مدخل المنطقة فسدد كرة طائرة بعد ترويض صدري, شقت طريقها إلى شباك الحارس الذي ارتمى على غير هوادة.
وفي الشوط الثاني تواصلت الفرص من الطرفين مع خطورة ملحوظة من لاعبي الضيف الذين لجأوا إلى إجراء تبديلين في ظرف خمس دقائق فدخل النيجيري أوتشي في الدقيقة 61 وخافي غيريرو في الدقيقة 66, كما قام راموس بتبديلين هو الآخر عندما زج بمارتي في الدقيقة 59 وبالبرازيلي ريناتو مكان كيرزاكوف في الدقيقة 68.
لكن التبديلات لم تنفع تحديداً للفريق الخاسر, على الأقل من ناحية الأرقام ذلك أنه قدم أداء جيداً عموماً مجارياً سرعة خصمه وإيقاع المباراة المرتفع, واستطاع صناعة أكثر من فرصة مثل تلك التي سددها أوتشي في الدقيقة 62 من حافة المنطقة تكفل بها الحارس الصلب بالوب.
ومع مرور الوقت وبعد هدوء وجيز من الكر والفر والصراعات القوية تمكن البديل ريناتو في الدقيقة 81 في الحصول على ضربة جزاء إثر عرقلة عليه داخل المنطقة المحرمة, انبرى لها فابيانو راكناً الكرة بنجاح على يسار الحارس لاكويت مسجلاً هدف الاطمئنان لفريقه.
ولم يكد يمر سبع دقائق على هدف التعزيز الثاني حتى حصل ريكرياتيفو على فرصة تقليص الفارق من ضربة جزاء أخرى نجح في الحصول عليها النيجيري أوتشي, فانبرى للكرة خيسوس فاسكيز بنجاح واضعاً الكرة في سقف شباك بالوب الذي ارتمى في الجهة المعاكسة للتقلص النتيجة دون أن يكفي الوقت كي تتعادل ويحقق إشبيليه المطلوب, أي النقاط الثلاث, ويواصل المنافسة على لقب الليغا بإصرار وعزيمة ملفتين.