
06-01-2009, 01:28 PM
|
انتِ وانا ... الرميكية وابن عباد
ابن عباد.. أمير اشبيلية .. من ملوك عصر الطوائف ..له قصة عجيبة في العشق والحب والهوى… اختلطت فيها مظاهر الترف بالحب الصادق النبيل.. احب الرميكية واحبته تبادلا الحب والعشق والشعر .. واتخذ من اسمها لقباً له . رواية تستحق ان تقرأ. . وان تكون عبرة لك عاشق وعاشقة .
اكتب لكِ من اسبانيا … أندلسية العرب والمسلمين … انتقل فيها من مدينة لأخرى … كالعصفور المهاجر .. أمر فيها ولا أتوقف . إلى أن أصل إلى اشبيلية .. فأجدني أتوقف رغماً عني … مستذكراً ومستحضرا ومتأملا … واجدك أنت ياغاليتي عنوان ذاك الاستذكار .. وموضوع الاستحضار والتأمل …
هذه هي يا عزيزتي اشبيلية … حاضرة المعتمد بن عباد … دولته ورجاله … وعنوان عرشه …مهد شعره ونبله وكريم نسبه … محراب شعر " ابن زيدون " وابن اللبانة .. وقبل ذلك وبعد ذلك .. موطن عشق ابن عباد.. اعتماد الرميكية … حبيبته وخليلته وزوجته ..هذه هي اشبيلية حيث ألقى ابن عباد شطر بيته : رسم الريح على الماء زرد .. وعجز أصحابه وندمائه عن إكماله … وكانت اعتماد تسمع وترى فتكمله: أي درع لقتال لو جمد … ولتبدأ بذلك قصة بينها وبين ابن عباد.. صوروها لنا حباً وعشقاً وشعراً … ابتدأت تلك القصة … لتعرف بقصة اعتماد والمعتمد … ولتكون قصتهما إلهاما لكل عاشق وعاشقة … كل اثنين جمع بينهما الحب والهوى .. فصدقوه وامنوا به وعاشوه … ونحن – أنت وأنا – ضمن قوافل طويلة من العشاق والمحبين نلجأ للمعتمد واعتماد… لنبثهما عشقنا وحبنا .. ولنقول لهما عبر مرور السنين أننا نقتفي آثارهما في الحب والعشق والوفاء..وأننا نرى علاقتنا في علاقتهما … فمحبك يراك ويرى علاقته بك هنا في اشبيلية .. في عشق المعتمد لاعتماد أو في عشقها له … فكما كان ابن عباد ملكاً أميرا نبيلاً … فمحبك كذلك .. ملكاً ونبيلا وأميرا بحبه لكِ … وبالإخلاص لذلك الحب والوفاء له …فلحبك عندي سمواً لا يضاهيه سمواً ولعشقك طعما لا يدانيه طعم..
وأنت ياغاليتي .. أنت… تشبهين شعر ( ابن عباد ).. غاية في الرصانة والعذوبة والجمال … وعندما استحضر الرميكية … ملهمة ابن عباد تكونين أنت بدورك ملهمتي وحبيبتي وقرة عيني …
وان كانت هي مدلله بن عباد … جعلها تخوض في المسك والعنبر.. فأنتي مدللتي.. فخوضي في قلب محبك …ملكةً متوجةً عليه .. أنت.. وأنت وحدك …
وان كنت قد استحضرت الرميكية بشعرها وجمالها وعشقها لصاحبها … خيالاً وتاريخاً .. فاني أعيشك حباً حياً .. وعشقاً أعيشه واقعاً .. ألمسة واتذوقة واستمتع به ….
ويبقى الفراق والبعد … سبب ارقي.. بل وارقُ كل عاشق … ففي بعدك احتراق لقلب مراسك .. وكأنه احتراق قلوب أهل اشبيلية ..عندما ملأ الدمع محاجر أعينهم.. وقد خرجوا لوداع ملوكهم من آل عباد .. وهم مأسورين في سفينة الذل والهوان عابرةً بهم النهر الكبير في اشبيلية إلى حيث سجن يقضون فيه ما تبقى لهم من حياة.
حان الوداع فضجت كل صارخة … وصارخ من مغداة ومن غادي
سارت سفائنهم والنوح يتبعهــــا …... كأنها ابل يحدو بها الحادي
|