عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 25-04-2007, 05:35 PM
الداموكي2007
عضو ذهبي
الصورة الشخصية لـ الداموكي2007
رقم العضوية : 1144
تاريخ التسجيل : 24 / 3 / 2007
عدد المشاركات : 1,443
قوة السمعة : 20

الداموكي2007 بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي هجرة القلوب إالي علام الغيوب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخوتى في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا استقرت قدم العبد فى منزل ( التوبة ) نزل بعده منزل (الإنابة).

وقد أمر الله تعالى بها فى كتابه وأثنى على خليله بها فقال :

{ وأَنِيبُوا إلَى رَبِكُم } ، وقال { إنَّ إبْرَاهيمَ لَحَليمٌ أَواهٌ مُنيبٌ } .

وقال تعالى { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ

(7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) } ق 7 ، 8 .

وقال تعالى { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ } الروم 31 .

وقال عن نبيّه { فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ } ص24 .

وأخبر عن ثوابه وجنته لأهل الخشية والإنابة فقال سبحانه :

{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)

ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ } ق 31 – 34 .

تعريف الإنابة :

الإنابة هى الرجوع إلى الله وانصراف

القلب بكليته إليه سبحانه والعبد المنيب

محب لربه خاضع له خاشع ذليل .

علامات الإنابة :

من علامات الإنابة : عدم الاستهانة بأهل

الغفلة وإنما الخوف عليهم ورجاء الرحمة لهم ،

وأن تحشى على نفسك النقمة .

وقيل فى الأثر أن الخضر أوصى موسى عليهما السلام وقال :

( لا تُعيّر الخطائين بخطاياهم ، وابك على

خطيئتك يا ابن عمران )

فطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس .

أصناف الناس فى الإنابة :

قال ابن القيم رحمه الله : الناس فى الإنابة على ثلاثة أقسام :

1 - عبد غرق فى المعاصى ثم تذكر الوعيد والعقاب فرجع إلى ربه خشية

وحذراً وأناب إليه بترك المعاصى والمخالفات.

2 - عبد مجتهد فى عباداته ولكنه طالع لوعد والجزاء والثواب فحبب ذلك له

مضاعفة الطاعات والإكثار من القربات فأناب إلى ربه بالعبادات والحسنات .

3 - عبد زادت عليه الكربات والحاجات ثم شهد قدرة الله وكرمه ومنته فأنزل

به حوائجــه وأناب إلى ربه بالتضـرع والدعـاء وهـى ( إنابة إضطرار )

لا إنابة اختيار كحال الذين قال الله فى حقـم :

{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ } الإسراء 67 .

أعلى أنواع الإنابة :

هى إنابة العبد بروحه وقلبه وعقله وجوارحه لشدة المحبة الخالصة المغنية له عما

سوى محبوبه ومعبوده إنابة محب صادق المحبة ليس فيه عرق ولا مفصل إلا وفيه

حب ساكن لمحبوبه فأنابت جميع القوى والجوارح .وأناب القلب .. بالمحبة والتضرع والذل والإنكسار .

وأناب العقل .. باستجابته لأوامرالمحبوب ونواهيه والتسليم لها .وأنابت النفس .. بالإنقياد والتخلى

عن العادات البالية والأخلاق الذميمة والإرادة الفاسدة ، وخرجت عن تدبيرها

واختيارها تفويضاً إلى مولاها وتسليماً لحكمه .وأناب الجسد بالقيام بالفروض والسنن

على أكمل وجه ولم يبق فى العبد المنيب عرق ولا مفصل إلا وله إنابة ورجوع إلى الحبيب الحق .

فإنابة العبد ولو ساعة من عمره هذه الإنابة الخالصة أنفع له وأعظم ثمرة من إنابة سنين

كثيرة من غيره ، فأين إنابة هذا من إنابة ما قبله ، فيا سعد من استقام على هذا

الحال فما أعظمها من إستقامة .

**هذا نقل من كتاب ( هجرة القلوب إالي علام الغيوب)

الموضوع الأصلي: هجرة القلوب إالي علام الغيوب | | الكاتب: الداموكي2007 | | المصدر: شبكة بني عبس




Facebook Twitter