هناك شئ مهم جدا جدا في النقض والفتل
وهو أن الشاعرين يردان على بيتين مرة واحدة .
البيت الاول ردا على البيت الاول , والثاني ردا على البيت الثاني , الثالث ردا على الثالث والرابع ردا على الرابع ...........وهكذا .
ولكن لان الشاعر يأتي ببيتين سوية فقد يكون هناك صعوبة لمتابعة المحاورة لكن قد يكون للبيت الاول معنى خاص وللثاني معنى خاص ويرد عليهما الشاعر كل بيت له مقابل .
مثلا الشاعر حبيب يقول في المحاورة السابقة التي كتبتها لكم :
ليا طاب المريض من المرض وش حاجة التقرير=نهايـة علتـه يومـن ربـي يسّـر ادواهــا
عطاك الله من هموم الليال السـود حمـل بعيـر=وحدتّك الجمال اللي هديـرك ضـاع فرغاهـا
يرد عليه عبدالله الميزاني :
سمعت انك عميلاً تدعم الارهاب والتفجير=من اللي كنت تنفض راسها وتحك علباها
ولاكن البنادم ماعليه ان المصير يصيـر=وتطهير النفوس احسان نيتهـا وتقواهـا
نلاحظ ان حبيب العازمي يقول في بيته السابع من تلك المحاورة :
( اليا طاب المريض من المرض وش حاجة التقرير=نهاية علته لمن ربي يسر دواها )
لاحظوا أنه يقصد مرض عبدالله غازي وهو مصاب بامراض عضوية ابعدته كثيراً عن ساحة الشعر , فيقول حبيب أذا طبت من المرض يالميزاني لماذا التقارير تصدر عن حالتك الى الآن , وعسى أن تطيب علتك , يقول ذلك بنوعاً من الشماتة والأستهزاء .
سنجد عبدالله غازي في بيته السابع ايضا يرد على بيت حبيب السابع فيقول الميزاني
:
( سمعت أنك عميلاً تدعم الأرهاب والتفجير=من اللي كنت تنفض راسها وتحك علباها )
هذا البيت ردا على بيت حبيب وفي مكانه ( السابع مقابل السابع ) , سمعت أن تدعم الارهاب والتفجير , وهذا الأرهاب في حاجة تنفض راسها وتحك علباها وهي كناية جميلة جدا عن قارورة الويسكي التي تنفض راسها وتمسح علباها , يقول عبدالله الميزاني أن مرضي من الله إما أنت ياحبيب فانت تدعم نفض رأس القارورة وحك علباها .
هنا المعنى لايشترك مع البيت الثامن لحبيب او الثامن لعبدالله
وسنجد بيت حبيب الثامن يقول :
( عطاك الله من هموم الليال السـود حمـل بعيـر=وحدتّك الجمال اللي هديـرك ضـاع فرغاهـا )
يقول حبيب ياعبدالله ان الهموم تحملك وتثقل كاهلك , وهديرك ايها الجمل وهذا اعتراف بشاعرية الميزاني يقول هديرك ضاع في رغى الجمال وهذا اعتراف من حبيب بضعف شاعرية من ازاحوا عبدالله الميزاني عن الساحة الشعرية .
الهدير هو القوة والجزالة , والرغاء هو الضعف والركاكة , ويقول حبيب ان هديرك يالميزاني ضاع في رغاء الجمال الأخرى أو الشعراء الآخرين , بسبب همومك التي اثقلتك .
فيرد عليه عبدالله الميزاني ( البيت الثامن مقابل الثامن ) قائلا :
( ولاكن البنادم ماعليه ان المصير يصيـر=وتطهير النفوس احسان نيتهـا وتقواهـا )
وعلى نقطة الهموم يقول عبدالله غازي ان راضي بقضاء الله وقدره , وتطهير ذلك أن نيتي حسنة واتقي الله فلعل ذلك يطهر نفسي عند ربي وهو الاهم , وان هذه الهموم ومايجري لي ثوابه عند الله لان الأهم هو النية الحسنة .
نجد البيتين رغم أن حبيب القى البيت السابع والثامن سوية وهو قانون في شعر المحاورة القى بيتين بيتين , ثم ايضا عبدالله الميزاني ايضا يلقي بيتين سوية
( السابع والثامن ) .
نجد ان كلا منهم مستقلة بمعنى وكلا منهما تستحق رد خاص وكنقض ( بيت عبدالله السابع ردا على بيت حبيب السابع وبيت عبدالله الثامن ردا على بيت حبيب الثامن )
وهكذا .................................... .
وهذا الشئ قانون في كل شعر المحاورة الرد على المعنى بيت ببيت أنما الالقاء بيتين بيتين , وهذا يجعل نوعا من الرمزية والعمق واختبار الذكاء وحفظ المحاورة .
وفي ختام هذا الموضوع القيم من الكاتب : سالم رباح
تقبلو كل احترامي وتقديري
غريب