تجاهل العامل النفسي وراء فشل العديد من برامج إنقاص الوزن
علاج السمنة بالإبر الصينية يخفف الأرق والصداع وارتفاع ضغط الدم
ليلى عوض - جدة
يصف الكثير من الباحثين الأمريكيين السمنة المفرطة بأنها من الأمراض التي تزداد بشكل مقلق ، وبحسب إحصائيات مركز مراقبة الأمراض والطب الوقائي الأمريكي فإن نسبة مرضى السمنة قد تضاعف في العقدين الماضيين وأن 31% من السكان في الولايات المتحدة لديهم معدل كتلة الجسم أكثر من 30% مما يمكن أن يترجم إلى السمنة المرضية. ويضيف الكتور محمد عبدالرحمن ابوالعلا متخصص العلاج بالابر الصينية والحاصل على البورد الأمريكي للعلاج الطبي بالإبر الصينية ان علاج السمنة يعتبر من التحديات الصعبة التي تواجه المريض والطبيب بحد سواء, بل انه يصنف تحت علاج الإدمان ويعد أصعب من علاج إدمان النيكوتين وذلك لأن السمنة لها عدة أسباب ولا تنتج ببساطة عن الإفراط في الأكل, بل هي غالبا جزء من صورة مرضية معقدة, لذلك فإن علاجها يجب أن يكون ضمن منظومة كاملة تجاه علاج الأسباب الأصلية للحالة ، ولذلك يجب تعاون الطب الباطني و الغدد الصماء والعلاج النفسي بالإضافة إلى برنامج للتغذية السليمة والرياضة البدنية.
ويشير د.ابوالعلا الى ان من أهم جوانب العلاج والتي ظهرت من فترة ليست ببعيدة وأثبتت فاعليتها هي إضافة العلاج بالإبر الصينية كعامل أساسي يساعد في زيادة نسبة نجاح أي برنامج صحي لإنقاص الوزن ، حيث إن العامل النفسي لمريض السمنة المفرطة يعد من أهم الأسباب التي يجب أن تعالج بشكل مكثف وهو من أهم عوامل فشل الكثير من برامج إنقاص الوزن التي تعتمد على الناحية الجسدية فقط دون أخذ الجانب النفسي بعين الاعتبار ، ومن هنا يتضح دور العلاج بالإبر الصينية كجسر يمكن أن يعبر عليه المريض إلى التعامل مع مشكلاته الأساسية ، وذلك عن طريق العلاج المؤقت بالإبر الصينية ليس فقط لإكساب المريض العادات الغذائية السليمة بل أيضا للوصول إلى توازن نفسي وعاطفي.
ويواصل د.ابوالعلا حديثه قائلا : من المهم جدا أن لا يركز المريض على إنقاص الوزن بشكل سريع وأن يهتم بتكوين عادات غذائية صحية ، حيث أن النزول السريع في الوزن عادة لا يدوم لأن الوزن يتم التحكم به في جزء من المخ يسمى (داينسيفالون) يتم فيه تخزين الوزن الحالي للانسان باعتباره الوزن المثالي, ولذلك إذا تم إنقاص الوزن بشكل سريع يتم إعادة إكتسابه بشكل أكيد لأن الوزن المخزن مركزيا لم يتم تغييره بعد ، ولأن التغيير إلى الوزن الجديد يحتاج فترة قد تصل الى شهرين.
ويؤكد د.ابوالعلا الى إستخدام الإبر الصينية على نقاط محددة على الأذن والجسم لا تنقص الوزن بحد ذاتها, بل تؤدي الى تخفيف الشهية وتعطي الإحساس بالشبع و تخلص الجسم من السموم والسوائل الزائدة وتنظم عمل الجهاز الهضمي و الغدد الصماء، بالإضافة الى تحسين الحالة النفسية و العصبية للمريض للتغلب على مشاكله الأساسية والتوتر بسبب النظام الغذائي الجديد ، ومن اللافت للانتباه أن الكثير من المرضى وجدوا فوائد جانبية من علاج السمنة بالإبر الصينية باختفاء أو تخفيف الكثير من الأعراض المرضية الأخرى مثل: الصداع- والأرق- وألم المعدة- وارتفاع ضغط الدم ، كما يجب التأكيد على دور المريض وتعاونه بالاستعداد لتغيير نظام حياته الى الأفضل وقبول التحدي والضغوط في سبيل ذلك لأن الرحلة لن تكون سهلة ولكن النتائج والتمتع بحياة صحية, تستحق العناء المؤقت.