تمنيتُ ذات صمت أن أُبحر إليك
كي أنهل من أنهار الهذيان
تكاد روحي أن ترسوا
على شواطئ أوراقك عبثاً
كم أتوق للغرق
يتلبسُني الجنون
وإغفاءة قلم
تُنازع موت السكون
في نبض المحبرة
ثمة نقاط من بوح
تعبث بالأوردة
القلم يمارس الضمأ
والورق حافل بصخب الحنين
وممارسة الجريمة تلك
إفتعالاً بقتل الروح
كقُربان يجنح بذواتنا للهذيان
أتنامى بين القلم والورق
لأحيا من جديد
يتسامى بالجسد
ويبتلع أوراق العُمر
يفترس الأجزاء
هل تسمع نحيب الورق
هل تسمع خُطى القلم
التي تغتال الصمت بآه مخنوقة
وتفرض نفسها
وكأن شيئاً لم يكُن
وكأن شيئاً لم يحدُث
تمارس كُل الأحقبة
بإنتزاع كُل الشهقات
بقرصنة تدُب بأوصال الأدب
بإرتعاشة تسلُب قطرات الحبر
رائحة هُناك
يفوح منها الصمت
عندما لانجدُك بالقُرب
تخالط تمتماتُك الأنفاس
فأنت الحرف والقلم والجنون
وفي غيابك الأبجدية لن تكون
فأنت خليط من مشاعر وشعور
وتكتُب بمداد من نور
فالقلم عاش الضياع في غيابك
وأحرقه الوجع إتباعاً لسرابك
وتيتم الحرف إنتظاراً ببابك
فالغياب يكاد يجعلُنا نتلاشى كالدخان
المغرم اليائس
ألا تشعُر بأن الأوراق بإنتظارك
والأقلام تئين لإحتضارك
والصفحات تتراقص بإزدهارك
( تبقى وحدك القادر على إنتشال الحرف من شفاه الصمت بحرفنة تصعُب على غيرك )
لايطول غيابك فالكُل بإنتظارك
لفــــــته:
في زوايا الصمت
تنحني البسمة مرغمة
من الألم وتفترش أنين الموت
لتحتضر عليها الحروف