
15-03-2007, 05:11 PM
|
" أيهما أولى حفظ القرآن أو طلب العلم الشرعي "
س/ هل حفظ القرآن الكريم مقدم على طلب العلم الشرعي؟
ج/ إذا آنس من نفسه استعدادا لحفظ القرآن ومقبل فيحفظ القرآن الكريم كاملا هذا أفضل في حقه، وهو الذي كان عليه عمل العلماء في مضى، لا يقبلون من يقرأ عليهم إلا بعد حفظ القرآن.
وقد حدثني أحد مشايخنا حفظهم يقول -رحم الله الميت وحفظ الله الحي- يقول أتيت للشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فقلت له أريد أن أقرأ عليك، فقال: حفظت القرآن؟ قلت لا. فقال: اذهب احفظ القرآن ثم إيتِ لتقرأ قال فغبت عليه ستة أشهر معي همة وعزيمة حفظت فيها القرآن، ثم أتيت بعد هذا فقلت: يا شيخ أنا حفظت القرآن أحسن الله إليك قال: إقرأ قال فاختبرني في مواضع ثم قال: بارك الله فيك. قال اقرأ في كتاب كذا دخل في الحلقة.
الذي عنده قوة في الحفظ وإقبال يحفظ القرآن، ثم بعد ذلك يلتحق بحلق العلم وإذا كان عنده من الوقت ما يحفظ فيه بعض من القرآن ليحضر في بعضه حلق العلم.
لكن حفظ القرآن هو العلم؛ لأنه بما تحتج؟ من لا سلاح عنده وحجة وبرهان بالقرآن فبما يحتج؟ نحتج بمفاهيم أو بآراء إنما الحجة في الكتاب وفي سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فلقد أحسن ابن القيم رحمه الله إذ يقول في نونيته:
والجهلُ داء قاتلٌ وشفــاؤه أمران في التركيب متفقـانِ
نص من القرآن أو من سنـة وطبيب ذاك العالم الربانـي
والعلم أقسام ثلاث ما لـها من رابع والحق ذو تبيــانِ
علم بأوصاف الإلـه وفعله وكذلك الأسماء للديــانِ
والأمر والنهي الذي هو دينـه وجزاؤه يوم المعاد الثانــي
والكلُّ في القرآن والسنن التي جاءت عن المبعوث بالفرقان
وقال في موضع آخر
العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هم أولوا العرفان
فإذن لابد من حفظ القرآن لتكون الحجة قوية.
الذي لا يحفظ القرآن كيف يحتج؟ الذي ما يحفظ من السنة بما قدر له بما يحتج وما يستدل؟ هذا عجب.
المفتي: الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – في شريط "التفقه في الدين"
|