عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 6  ]
قديم 04-08-2008, 06:04 AM
فـــديـــتـــكـ
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 4770
تاريخ التسجيل : 29 / 7 / 2008
عدد المشاركات : 50
قوة السمعة : 16

فـــديـــتـــكـ بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
الباب الثاني والعشرون : فيما أوله كاف
3076- أكُلُّ شِوَائِكُمْ هَذا جُوفَانُ
أصله أن رجلا من بني فزارة ورجلا من بنيعَبْسورجلا من بنيعبد الله بن غَطَفَان صادروا عَيْرَاً، فأوقدوا ناراً، وخرج الفَزَارى لحاجة،فاجتمع رأى العَبْدِى والعَبِسِي على أن يقطعاأيْرَ الحمار ثم دسَّاه بين الشِّوَاء، فلما رجَع الفَزَاري جعل العبدى يحرك الجمربالمِسْعَر ويستخرج القِطْعَة الطبية فيأكلها ويُطْعمها صاحبه، وإذا وقع في يدهشَيء من الجُوفَان - وهو ذكر الحمار - دفعه إلى الفزَاري، فجعل الفَزَاري كلمامَضَغَ منه شيئا امتدَّ في يده، وجعل ينظر فيه فيرى فيه ثقباً، فيقول‏:‏ ناولْنيغَيرَها، فيناوله مثلَها فلما فعل ذلك مرارا قَال‏:‏ أكُلُّ شوائكم هذا جُوفان،فأرسلها مَثَلاً‏.‏
يضرب في تساوي الشَيء في الشَّرَارة‏.‏
الباب الرابع والعشرون : فيما أوله ميم

4043 -مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِي وَهَذَا أَثَرُهُ‏؟‏
قَالَ المفضل‏:‏ أول من قَالَ ذلك الحارث بن ظالم المُريُّ، وذلك أنخالد بن جَعْفر بن كِلاَب لما قتل زُهير بن جَذيمة العَبْسي ضاقت بهالأَرض، وعلم أن غَطَفَان غيرُ تاركيه، فخرج حتى أتى النعمان، فاستجار به فأجاره،ومعه أخوه عُتْبة بن جعفر، ونهض قيس بن زهير، فاستعدَّ لمحاربة بني عامر، وهَجَمالشتاء، فَقَالَ الحارث بن ظالم‏:‏ يا قيسُ أنتم أعلم وحربكم، وأنا راحِل إلى خالدحتى أقتله، قَالَ قيس‏:‏ قد أجاره النعمان قَالَ الحارث‏:‏ لأقتلنه ولو كان فيحِجْرِهِ، وكان النعمان قد ضرب على خالد وأخيه قُبَّة وأمرهما بحضور طعامهومُدَامه، فأقبل الحارث ومعه تابع له من بني محارب، فأتى بَابَ النعمان، فاستأذن،فأذن له النعمان وفرِح به، فدخل الحارث، وكان من أحسن الناس وَجْهاً وحديثاً، وأعلمالناس بأيام العرب، فأقبل النعمان عليه بوجهه وحديثه، وبين أيديهم تمر يأكلونه،فلما رأى خالد إقبال النعمان على الحارث غَاظَهُ، فَقَالَ‏:‏ يا أبا ليلى ألاَتشكرني‏؟‏ قَالَ‏:‏ فبماذا‏؟‏ قَالَ‏:‏ قتلتُ زهيراً
صرتَ بعده سيدَ غطفان، وفي يدالحارث تمراتٌ فاضطربت يده، وجعل يرعد ويقول‏:‏ ‏[‏ص 307‏]‏أنت قتلته‏؟‏ والتمر يسقط من يده، ونظر النعمان إلى ما به من الزَّمَع، فَنَخَس خالداً بقضيبه وقَالَ‏:‏ هذا يقتلك‏؟‏ وافترق القوم، وبقي الحارث عند النعمان، وأشرج خالد قبته عليه وعلى أخيه وناما، وانصرف الحارث إلى رحله، فلماهَدَأت العيون خرج الحارث بسيفه شاهره حتى أتى قبة خالدٍ فهتكَ شرجها بسيفه ودخل،فرأي خالداً نائماً وأخوه إلى جنبه، فأيقظ خالداً، فاستوى قائماً، فَقَالَ له الحارث‏:‏ يا خالد أظننتَ أن دمَ زهيرٍ كان سائغاً لك‏؟‏ وعَلاَه بسيفه حتى قتله،وانتبه عتبة فَقَالَ له الحارث‏:‏ لئن نَبَسْتَ لألحقنَّكَ به، وانصرف الحارث ورَكِبَ فرسه ومضى على وجهه، وخرج عتبة صارخاً حتى أتى بابَ النعمان، فنادى‏:‏ ياسوء جِوَارَاه فأجيب‏:‏ لاَروع عليك، فقال دخل الحارث على خالد فقتله، وأخْفَرَالملك، فوجه النعمان فوارس في طلبه فلحقوه سَحَرا فعطَفَ عليهم فَقَتل منهم جماعة،وكثروا عليه فجعل لاَ يقصد لجماعة إلاَ فَرَّقها ولاَ لفارس إلاَ قتله، وهو يرتجزويقول‏:‏
أنا أبُو لَيْلَى وسَيْفِى المعْلُوبْ * مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِيوَهَذَا أَثَرُهْ
وارتدع القوم عنه وانصرفوا إلى النعمان‏.‏ يضرب في المحاذرة من شيءقد ابتلى مرة
قَالَ الأغْلَبُ العِجْلي
قَالَتْ لَهُ فِي بَعْضِ مَا تُسَطِّرُهْ * مَنْ يَشْتَرِي سَيْفِيوهَذَا أَثَرُهْ
الباب الخامس والعشرون : فيما أوله نون
*3* ما جاء على أفعل من هذا الباب
4293- أَنْجَبُ مِنْ فاطِمَة بنْتَ الخُرشًبَ الأنماريةِ
أنْمَار‏:‏ بَغيض بن رَيْث بن غَطَفَان، وذلك أنها ولَدَتِالكَملَةَ لِزيادٍ العبسي، ‏[‏ص 350‏]‏وهم‏:‏ ربيع الكامل، وقيس الحِفاظ، وعمارة الوهَّاب، وأنَسُ الفَوارس‏.‏
وقيل لفاطمة‏:‏ أي بَنِيكِ أفضل‏؟‏ فَقَالَت‏:‏ الربيع، لاَ، بلقيس، لاَ، بل عمارة، لاَ، بل أنس، ثكِلْتُهم إن كنتُ أدْري أيهم أفضل‏.‏
ولاَ يقولون ‏"‏مُنْجِبِة‏"‏ حتى تنجب ثلاَثة‏.‏
وقَالَ أبو اليقظان‏:‏ قيل لابنة الخُرْشُبِّ‏:‏ أي بَنْيكِ أفضل‏؟‏فَقَالَت‏:‏ وعَيْشهم ما أدري، إني ما حملت واحداً منهم تصنعاً، ولاَ ولدته نبياً،ولاَ أرضَعْتُه غيلاً، ولاَ منعته قيلاً ولاَ أنمته ثئداً ولاَ سقيتهُ هُدبداً ولاَأطعمته قبل رِثَةَ كَبدَاً، ولاَ أبتُّه على مأقة‏.‏قَالَ حمزة‏:‏ قولها ‏"‏ثئدا‏"‏ أي مَقْرُوا، والهُدَبِد‏:‏ الرئيئة‏(‏تقول‏:‏ رثأ اللبن؛ إذا حلبه على حامض فخثر، وبابه كمع، وذلك اللبن هو الرثيئةوفي المثل‏:‏ إن الرثيئة تفتأ الغضب ‏(‏انظر المثل رقم 7‏)‏
من اللبن، والمأقة‏:‏ البكاء‏.‏
الباب السادس والعشرون : فيما أوله واو

3* ما جاء على أفعل من هذا الباب
4433- أَوْفَى مِنْ عَوْفِ بنِ مُحَلِّمٍ
‏(‏انظر المثل رقم 4438‏)‏
كان من وفائه أن مَرْوَان القَرَظِ بن زنباع غزا بكر بن وائل،فَقَصُّوا أثرَ جيشِه، فأسره رجل منهم وهو لاَ يعرفه، فأتى به أمه، فلما دخل عليهاقَالَت له أمه‏:‏ إنك لتَخْتَالُ بأسيرك كأنك جئت بمَرْوان القرظ فَقَالَ لهامروان‏:‏ وما تَرْتَجِينَ من مروان‏؟‏ قَالَت‏:‏ عظم فدائه، قَالَ‏:‏ وكم ترتجين منفِدَائِه‏؟‏ قَالَت‏:‏ مائة بعير، قَالَ مروان‏:‏ ذاك لك على أن تؤديني إلىخَمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلَم، وكان السبب في ذلك أن لَيْثَ بن مالك المسمىبالمنزوف ضَرِطاً لما مات أخذت بنوعَبْسفرسَه وسَلَبهثم مالوا إلى خِبَائه فأخذوا أهلَه وسلَبوا امرأته خُمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلم،وكان الذي أصابها عَمْرو ابن قاربٍ وذُؤَاب بن أسماء، فسألها مروان القرظ‏:‏ مَنْأنتِ‏؟‏ فَقَالَت‏:‏ أنا خُمَاعة بنت عَوف بن مُحَلم فانتزعها من عمرو وذُؤَاب لأنهكان رئيسَ القوم، وقَالَ لها‏:‏ غَطَّي وجْهَك، والله لاَ ينظر إليه عربي حتى أردكإلى أبيك، ووقع بينه وبين بنيعبسشر بسببها،ويُقال‏:‏ إن مروان قَالَ لعمرو وذؤاب‏:‏ حَكِّماني في خُماعة، قَالاَ‏:‏ قدحكَّمناك يا أبا صهبان، قَالَ‏:‏ فإني اشتريتها منكما بمائة من الإبل، وضمَّها إلىأهله، حتى إذا دخل الشهر الحرام أحسن كُسْوَتها وأخْدَمها وأكرمها وحَمَلَها إلىعُكاظ، فلما انتهى بها إلى منازل بني شيبان قَالَ لها‏:‏ هل تعرفين منازل قومكومنزل أبيك‏؟‏ فَقَالَت‏:‏ هذه منازل قومي وهذه قُبَّةُ أبي، قَالَ‏:‏ فانطلقي إلىأبيك، فانطلقت فخبرت بصنيع مروان، فَقَالَ مروان فيما كان بينه وبين قومه في أمرخُمَاعة ورَدَّها إلى أبيها‏:‏ ‏[‏ص 376‏]‏
رَدَدْتُ عَلَى عَوْفٍ خُمَاعَةَ بَعْدَ مَا * خَلاَها ذُؤَابٌغَيْرَ خَلْوَةِ خَاطِبِ
وَلَوْ غَيرُها كَانَتْ سَبِيَّةَ رُمْحِهِ * لَجَاء بِهَامَقْرُونةً بِالذَّوَائِبِ
وَلكِنَّهُ ألقَى عَلَيْهَا حِجَابَهُ * رَجَاء الثَّوَابِ أوْحِذَارَ العَوَاقِبِ
فَدَافَعْتُ عَنْهَا نَاشِباً وَقَبِيلَهُ * وَفَارِسَ يَعْبُوبٍوَعَمْرَو بنْ قَارِبِ
فَفَاديْتُها لمَّا تبَيَّنَ نصفها * بِكُومِ المتَالَي وَالعِشَارِالضَّوَارِبِ
صُهَابِيَّةٍ حُمْرِ العَثَانِينِ وَالذَُرى * مَهَارِيسَ أمثالِالصُّخُورِ مصاعِبِ
في أبيات مع هذه؛ مكانت هذه يدا لمروان عند خُماعة، فلهذا قال‏:‏ذاك لك على أن تؤديني إلى خماعة بنت عوف بن محلم فَقَالَت المرأة‏:‏ ومَنْ لي بمائةمن الإبل‏؟‏ فأخذ عُوداً من الأَرض فَقَالَ‏:‏ هذا لك بها، فمضَتْ به إلى عوف بنمُحَلم، فبعث إليه عمرو بن هند أن يأتيه به، وكان عمرو وجد على مروان في أمر، فآلىأن لا يعفُو عنه حتى يضع يَدَه في يَدَه، فَقَالَ عَوْف حين جاءه الرسول‏:‏ قدأجارتهُ ابنتي، وليس إليه سبيل، فَقَالَ عمرو بن هند‏:‏ قد آليت أن لاَ أعفو عنه أويضَعَ يَده في يدي، قال عوف‏:‏ يضع يده في يدك على أن تكون يدي بينهما، فأجابه عمروبن هند إلى ذلك، فجاء عوف بمروان فأدخله عليه فوَضَعَ يده في يده ووضع يده بينأيديهما، فعفا عنه، وقَالَ عمرو‏:‏ لاَ حُرَّ بوادي عوف، فأرسلها مثلاً، أي لاَ سيدبه يناويه، وإنما سمى مروان القَرَظِ لأنه كان يغزو اليمنَ وهي منابت القَرَظِ‏.‏
المصدر/
مجمع الأمثال للميداني
آخر تعديل بواسطة فـــديـــتـــكـ ، 04-08-2008 الساعة 06:13 AM.