كل التوقعات تؤكد أن تبلغ الإثارة ذروتها عندما يستضيف بايرن ميونيخ بطل ألمانيا ريال مدريد الإسباني الأربعاء على ملعب "اليانز أرينا" في إياب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وتشير كافة الترجيحات إلى أن اللقاء سيكون أقوى من سابقه ذهاباً، عندما فاز ريال مدريد (3-2) على ملعب "سانتياغو برنابيو"، وأعقبه عدد من التصريحات النارية من جانب لاعبي وإداريي الفريق البافاري.
وكان رئيس النادي الألماني فرانتس بكنباور أول من وعد فريق العاصمة الإسبانية بليلة وصفها بالـ"الليلة الحارة" على ملعب "اليانز أرينا" الذي لم يزره ريال من قبل، وتبعه المدرب أوتمار هيتسفيلد مُنتقداً دفاع ريال، وبخاصة الإيطالي فابيو كانافارو أفضل لاعب في العالم، الذي يعاني كثيراً بحسب قوله.
كما صرح المهاجم الدولي لوكاس بودولسكي لصحيفة "بيلد" أنه يتمنى الفوز على ريال لإدخال البهجة إلى قلوب جماهير فريقه المفضل برشلونة الغريم التقليدي لفريق العاصمة الإسبانية.
وبدوره، يصر الظهير الأيمن الفرنسي ويلي سانيول أن بايرن يتمتع بثقة عالية لخطف هدف على الاقل والعبور إلى الدور ربع النهائي، وخصوصاً بعد فوزه على هرتا برلين 3-2 السبت في بطولة الدوري، ما أعاده إلى سكة المنافسة على اللقب المحلي، مضيفاً: "لا شك في أن الإمكانات الفردية للاعبي ريال تتكلم عن نفسها، إلا أن الروح الجماعية في فريقنا تبقى أقوى".
وقد يعاني بايرن غياب مدافعه البرازيلي لوسيو صاحب الهدف الأول في مدريد، إضافة إلى البوسني حسن صالح ميدزيتش الذي انسحب وزميله من الحصة التدريبية الاثنين.
ويُفترض أن يعتمد هيتسفيلد على بودولسكي إلى جانب الهولندي روي ماكاي في الهجوم، وذلك على حساب البيروفي كلاوديو بيتزارو، رغم أن الأخير كان السبب الرئيسي في قلب الأمور لمصلحة بايرن في الشوط الثاني ذهاباً، إضافة إلى تأكيد مشاركة الإنكليزي اوين هارغريفز الذي عانى من إصابة طفيفة مؤخراً.
معاناة ريال مدريد
في المقابل، تستمر معاناة ريال مدريد من ناحية المستوى الفني، والإصابات التي تلاحق لاعبيه، إذ جاء تعادله المخيب مع خيتافي 1-1 في الدوري الإسباني ليزيد من معاناته.
وانضم الإنكليزي ديفيد بيكهام وأنطونيو رييس إلى لائحة المصابين، علماً أن المهاجم الأرجنتيني غونزالو هيغوين والهولندي رود فان نيستلروي خرجا من المباراة نفسها بكدمات، لكن يُرجح مشاركتهما أمام بايرن.
ويبدو غياب بيكهام ضربة موجعة لريال، وخصوصاً أنه كان أحد أبرز نجوم اللقاء ذهاباً، فيما يعود إلى الفريق راؤول غونزاليس ليتنفس المدرب الإيطالي فابيو كابيللو الصعداء، الذي غابت عن تصريحاته الأخيرة الثقة العالية المعتادة له، فقال عن المباراة "يمكننا لعب مباراة جيدة في ميونيخ إذا استطعنا تقديم ما لدينا، ونحن لا نفكر إلا في التأهل إلى الدور ربع النهائي".
وفي المقابل، دعا الأرجنتيني فيرناندو غاغو لاعب خط وسط ريال مدريد
زملاءه إلى ضرورة تحقيق الفوز على بايرن ميونيخ، قائلاً "علينا اللعب في هذه المباراة، وكأنها المباراة النهائية، يجب علينا تقديم كل ما لدينا والعمل على استغلال تقدمنا في مباراة الذهاب."
مانشستر يونايتد وليل
وسيستقبل مانشستر يونايتد الإنكليزي ضيفه ليل الفرنسي على ملعب "أولد ترافورد" بأعصاب باردة بعدما تقدم عليه (1-0) ذهاباً.
إلا أن أعصاب الفريق الفرنسي تبدو مشدودة أكثر، وخصوصاً أنه لم يهضم حتى الآن خسارته في الذهاب معتبراً أن الهدف الذي سجله الويلزي راين غيغز على غفلة غير منصف إطلاقاً، وتردد مؤخراً أن إداراة النادي تفكر في رفع شكوى إلى المحكمة الرياضية العليا إثر رفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مطلبها بإلغاء نتيجة المباراة.
وصرح مدرب مانشستر الأسكتلندي أليكس فيرغوسون: "حاولوا جعل أنفسهم الضحية بقولهم إنهم فريق صغير من فرنسا يلعب أمام مانشستر يونايتد العملاق".
بالرغم من ذلك، فإن فيرغوسون غير قلق على الناحية الفنية لفريقه متصدر ترتيب الدوري الإنكليزي، والذي يتمتع بمعنويات عالية بفعل نجاحاته المحلية وآخرها على ليفربول بهدف سجله المدافع الأيرلندي جون أوشي في الوقت المحتسب بدل الضائع.
واجتاز واين روني الفحص الطبي بعد إصابة في ركبته والتي تعرض لها خلال مباراة فريقه ضد ليفربول، وسيكون جاهزاً لخوض المباراة، في حين يغيب المهاجم النرويجي أولي غونار سولسكيار الذي خضع لعملية جراحية في ركبته قبل أسبوع، مما قد يفسح المجال أمام مشاركة الثنائي الفرنسي لويس ساها والسويدي هنريك لارسون الذي سيخوض مباراته الأخيرة في "أولد ترافورد" قبل عودته إلى فريقه هيلسنغبورغ.
من جهته، يعاني ليل غياب لاعبين أساسيين مهمين هما ماتيو بودمر ويوهان كاباي، ويفترض أن يحل مكان الأخير ستيفان دومون الذي سجل عودة ناجحة من الإصابة بتسجيله هدفين في مرمى تروا (4-0) السبت، بينما سيلعب مكان بودمر العاجي عبد القادر كيتا الغائب عن مباراة الذهاب بداعي الإيقاف.
الفرصة الأخيرة لآرسنال
ويقف آرسنال وصيف المسابقة الموسم الماضي أمام فرصة أخيرة لإنقاذ موسمه عندما يستضيف بي إس في أيندهوفن الهولندي على "ستاد الإمارات"، وذلك بعد سقوطه بهدف نظيف ذهاباً.
وكان آرسنال قد فقد الأمل في إحراز لقب الدوري، إلى جانب خسارته نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة أمام تشلسي، وخروجه من كأس إنكلترا على يد بلاكبيرن روفرز، مما يهدده بالخروج خالي الوفاض للموسم الثاني على التوالي.
وأعلن مدرب الفريق اللندني الفرنسي آرسين فينغر عدم ندمه على إشراك اللاعبين صغار السن، معتبراً أن الأمر فيه منفعة لمسيرة الفريق في المستقبل، فقال "لن تكون خسارة كبيرة إذا خرجنا أمام أيندهوفن ولن يقف الأمر عائقاً في وجه التطور الذي يعيشه النادي".
وتحوم الشكوك حول مشاركة قائد آرسنال الفرنسي تييري هنري فيما يغيب التشيكي توماس روزيسكي المصاب، مقابل غياب يان كرومكامب ومانويل دي كوستا عن أيندهوفن الذي عزز صدارته في الدوري المحلي حيث يبدو في طريقه للاحتفاظ باللقب بفضل الأسلوب الدفاعي المحكم الذي يعتمده وقد كبل حركة مهاجمي آرسنال ذهاباً.
كما يستضيف إي سي ميلان الإيطالي سلتيك الأسكتلندي على ملعب سان سيرو، بعد تعادلهما سلباً ذهابا.
وتبدو الأفضلية في صالح الفريق الإيطالي، خاصة أن سلتيك خسر 11 من مبارياته الـ12 الأخيرة خارج أرضه في دوري الأبطال، في موازاة عدم غياب الفريق الإيطالي عن الدور ربع النهائي للمسابقة في الأعوام الخمسة الأخيرة.