لا تحزن اذا داهمك الموت أو اسمع لهذه القصة ...
قال إبراهيم بن الجرح: مرض أبو يوسف فأتيته أعوده فوجدته مغنى عليه فلما أفاق قال لي : ما تقول في مسالة؟؟؟ قلت : في مثل هذه الحال؟! قال: لا باس ندرس بذلك لعله ينجو به ناج ...
ثم قال: يا إبراهيم أيما أفضل في رمي الجمار: أن يرميها الرجل ماشياً او راكباً؟؟
قالت: راكباً .. قال: أخطات. قلت : ماشياً .. قال: أخطات... قلت: أيهما أفضل؟؟
قال: ما كان يوفق عنده فالأفضل ان يرميه ماشيا .. وأما ما كان لا يوقف عنده فالأفضل راكباً... ثم قمت من عنده فما بلغت باب داره حتى سمعتُ الصراخ عليه وإذا هو قد مات... رحمه الله عليه
قال أحد الكتاب المعاصرين: هكذا كانوا !!! الموت جاثم على رأس أحدهم بكُربه وغُصصه والحشرجة تشتد في نفسه وصدره والإغماء والغشيان محيط به .. فإذا صحا او أفاق من غشيته لحظات تساءل عن بعض مسائل العلم العرفية أو المندوبة ليتعلمها وهو في تلك الحال التي أخذ فيها الموت الأنفاس والتلابيب...
في موقف نسى الحليم سدادهُ ***** ويطيشُ فيه النابهُُ البيطارُ
يا لله ما أغلى العلم على قلوبهم!! و ما أشغل خواطرهم وعقولهم به!!
حتى في ساعة النزع والموت لم يتذكروا فيها زوجةً أو ولداً قريباً عزيزاً وإنما
تذكروا العــــــلم....
فرحمة الله تعالى عليهم فبهذا صاروا أئمة في العلم والدين....
مختار من كتاب (( لا تحزن )) د. عائض القرني
ولكم أجمل تحية
دفء المشاعر