[رواية]

قد كان ذات مساء

على وسائد الحنين
اتكأت مشاعري
يغطيها دثار الصمت ؟!
أغلقت شبابيك الأمل
وغفا الحلم على أعتاب الألم
زفرات أيقضت وجداني وحرمتني مضجعي
ألجم لساني وخانني تعبيري
كفاك قلبي تجرعا من كأس الكبرياء
فما أحوجني في هذه اللحظه الى البكاء
جلبت مذكرتي فقد صابني الارق
ليذرف حبر قلمي دموعه على الورق

قد كان ذات مساء
شبح طيف تراءى من خلف الستاره
طرقات أنامل على نافذتي
رتيبه كقطرات المطر وسط عاصفه هيجاء
يصاحبها أنين كأنين ثكلى
صوتها يعزف سمفونية الألم
تمايلت مشاعري استجابه لتلك الموسيقى الغجريه
ترنح جسدي على ضوء شمعه تحتضر
قد امتزجت على ضوءها خيوط الأمل والألم
تساقطت شظايا قلبي في عتمة الظلام القاسي
ضاقت رئتي بأنفاسي...!!
استسلمت روحي..
تشتت ذاتي...

قد كان ذات مساء حكى لي قصة أسى ..
قارب حب على شاطئ الحزن رسى
اهترت أشرعته ...تكسرت مجاذيفه
وصل الى نهاية رحلته
آخر مطاف بقصته
تاهت مقلتاي تبحث عن آثار حطامه
بقايا من سلال وروده..أو حتى من حبر خواطره
آآآآآآه يا دنيا العناء
أصبح عندك الحزن والفرح سواء ؟!
نقشت على رمالك يا شاطئ الحنين
جرحي والانين..وحزني الدفين

قد كان ذات مساء
سبحت روحي في البحور الخياليه
وسط أمواج زرقاء لا متناهيه
حيث لا محاكم ولا قوانين عرفيه
باحثه عن شطآن الذات النرجسيه
متخليه عن العواطف الانسانيه
عن تلك المشاعر الانثويه
عن رغباتي الطفوليه
تائهه في عالم الأمنيات المنسيه
معي محابري وبقايا من كتبي الادبيه
وقنينه من عطر أحلامي الورديه
فقلبت عالمي تلك الغيوم الرماديه
لترمي جسدي في أحضان جزر الحزن الأبديه
مغلقه ستائر تلك المشاهد الهزليه
وكانت نهاية رحلتي
حروف امتزجت مع دمعتي
نقشتها فوق وسادتي

أي حزن ساقه ذلك المساء الكئيب
كل شئ من حولي اندثر
قد غابت معالم تلك الصور
والشوك نما في أحواض الزهر
هموم وآلام تسير بلا أقدام
حكمت على روحي الاستسلام
كم من دموع سقطت..؟!
كم من مشاعر احترقت..؟!
ساد عالمي الارق
وما زال قلمي ممسكا بتلابيب الورق

من نزف قلمي (طيف المشاعر)

الموضوع الأصلي: قد كان ذات مساء | | الكاتب: رواية | | المصدر: شبكة بني عبس