بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعاً
أشكرك أخي الزلزال على طرح هذه المحاورة للنقد وذلك لأن الشاعرين كليهما محسوبان على بني رشيد
وهذا مايهمّنا.
فهنيئاً لنا بهذه الأقلام الناقدة من خلال مالاحظناه من الردود على هذا الموضوع لتثري شبكتنا بهذه الحركة الأدبية النادرة .
يقول المتنبي الذي عاش قبل مايقارب ألف عام أي : ( في عصر الدولة العباسية ) :
أنام ملء جفوني عن شواردها****ويسهر الخلق جراها ويختصم
فمن عصره إلى اليوم وشعره روضٌ خصبٌ للنقد فما معنى هذا ؟
الكل يعلم أن الدراسة النقدية لا تطبّق إلا على مايستحق ذلك فإذا كان لنا في المتنبي دليلٌ على القوة والجزالة فهاهي تتجلى اليوم في هذه المحاورة للشاعرين الرائعين :
ثنيان والجحش
أولاً :
لنأخذ الجمهور بعين الاعتبار
المشاهدات لموضوع المحاورة : 7723
الردود: 495
فهذه الأرقام لم نرَ ما يقاربها فيما مضى من المحاورات التي أقيمت في هذه الشبكة علماً بأن هناك من يفوق ثنيان والجحش في مجال العمر والممارسة والشهرة .
ثانياً :
أغلب الردود تدور حول بيت ثنيان :
العبد ربه يامره ربن ملى الدنيـا عطـاه
يمهل ولا يهمل اعبـاده ماه مـا يمهلهـا
ففي هذا البيت تكلم أغلب الأعضاء عن المعنى في صدر البيت والكسر في عجزه
لكن لو افترضنا أن الشاعر يقصد بعجز البيت غير المعنى الواضح مثلاً : يقصد ( الماء والضمير الهاء )
فبهذه الحالة لم ولن يستقيم المعنى ، فلنحمله على التأويل الأول ( الكسر ) وهو الأقرب للحقيقة فإذا كان كذلك فهذا خطأ وقع به الشاعر وهو خطأ ليس بالسهل كما يراه البعض ، لماذا ؟؟؟؟
لأن الشاعر إذا كان عاجزاً عن إتمام البيت فهذا مأخذٌ كبير عليه ، و إذا كان قادراً على إتمام البيت ولم يُتمه فهذا مأخذٌ أكبر .
ثالثاً : يقول لثنيان:
البيت هذا ضعيف لا يزعل ولا مدور جزاه
لن الضعيفه مايجينـي لـوم يـوم ازلهـا
البيت سليم الوزن كما ذكر أحد الإخوة الكرام وقوي الحبكة والتركيب وبه من الجزالة مايفوق الوصف ولكن الخطأ الذي وقع به الشاعر هنا أنه نهى عما أتاه في الرد الذي قبله إذ يقول :
العبد ربه يامره ربن ملى الدنيـا عطـاه
يمهل ولا يهمل اعبـاده ماهمـا يمهلهـا
فلم ينقص الجحش إلا أن يقول :
لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله****عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
وإنما رد الجحش بهذا البيت :
صحيح هذا البيت فيه الضعف واضح واشتباه
مكسور لكن خاطب اصحاب النظر وارسلّها
فالجحش هنا يقصد بيت ثنيان أن فيه ضعفاً واضحاً لا يحتاج إلى توضيح وهذا الضعف في المعنى وليس الوزن وكان بودّي أن قال ( مردود لكن خاطب أصحاب النظر وأرسلّها) بدلاً من ( مكسور لكن خاطب أصحاب النظر وأرسلّها ) إن لم يكن يقصد الكسر الذي في البيت التالي:
العبد ربه يامره ربن ملى الدنيـا عطـاه
يمهل ولا يهمل اعبـاده ماه مـا يمهلهـا
رابعاً : يقول ثنيان :
الغيب محدن يعلمه والموت معدوم النجاة
=والحبه اللي تدخل ببطن الرحى لعلهـا
والسيل يلقاله ثرى والعج ما يذكر ثـراه
=ياللي على هداج بل الكبـد هيـا بلهـا
هنا يطلب ثنيان من الجحش توضيح المعنى المقصود من الرد الأول وهو جميل ولكن بودّي لو قال :
الغيب محدن يعلمه والموت مامنّه نجاه
لأن الموت ليس بشراً يبحث عن النجاة
كذلك البيت الثاني العج مايذكر ثراه ؟!
السيل ماء وله ثرى ولكن هل العج من الماء ؟!
فكان رد الجحش جميلاً ووضح به المعنى المقصود الذي كان غامضاً لدى ثنيان حيث قال :
الحب من حب العلوج وكل حـبٍ مـن ذراه
واللي يبى النجمـه بـلا سلطـان مايصلّهـا
السيل جاك أمع الوطاء والبرق يبرق في سماه
والنجـم يهـوي والجبـال النايفـات يهلّهـا
مستنداً في ذلك على قوله تعالى :
"يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان"
خامساً : يقول ثنيان هنا في هذا البيت الجميل :
ضلف الحويه للرقبتها جاب سكين الذكاه
وذكاتها سالت ولا يفهـا بقـن يثغلهـا
هذا البيت سليم المعنى والوزن ليس كما قال أحد الإخوة الذي ذكر أنه مكسور فلعله يذكر المثل الدارج عند بني رشيد ( ما بالحويا بألايفها ) فهذه لهجة دارجة عندهم يقال ( ألايف ) بدلاً من ( ولائف ).
سادساً :
هناك الكثير والكثير من التحليل لهذه المحاورة التي ندر وجود مثلها ولكن أترك مجالاً لغيري كما تُرك لي مجال ٌمن قبل .
وأخيراً :
ما أنا إلا مجتهد قد يصيب وقد يخطئ فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، وكل ما أتمناه أن يكون نقدنا هذا لنفيد ونستفيد لا لمجرد النقد ، ودمتم بحفظ الله جميعاً.
أبو نوح
|
ابونوح عز الله أن تحليلك على اللعين والراس
أن هذا التحليل والا بلااااااااش
كلامك صايب ميه بالميه وهذا مكان يدور افبالي وودي اكتبه بس مالي حيل بالكتابه
اشكرك